أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - غرب الظلمات – إبن ميكيافيلي















المزيد.....

غرب الظلمات – إبن ميكيافيلي


خليل اندراوس

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألغرب، وخاصة امريكا، الذي يدّعي الحرص الشديد على "الحقيقة العلمية" و "القيم الانسانية" و "الدمقراطية"، ابعد ما يكون عن "الحقيقة" و "الدمقراطية" وعن العلمية، وذلك لان الحضارة الغربية اليهو- مسيحية، هي انعكاس فوقي لمجتمع رأس المال المالي، وعولمة السوق الحرة، وكنتيجة موضوعية لذلك، ومن خلال ذلك، تمارس سياسات الاستبداد والعدوان وعولمة الفقر، ونفي وتهميش الآخر. واكبر مثال على ذلك الحروب الارهابية العدوانية للولايات المتحدة الامريكية في امريكا اللاتينية، وفي افغانستان والعراق وغيرها من مناطق العالم، بالاضافة الى المؤامرات الارهابية لقلب هذا النظام او ذاك. ومحاولات قتل زعماء دول مناهضة للهيمنة الامبريالية الامريكية، ومثال على ذلك قتل لوممبا وقتل سلفادور ايندي، والمحاولات المتكررة لقتل كاسترو، ومحاولة قتل شافيز قبل عدة سنوات كما صرح قبل فترة الرئيس الامريكي السابق كارتر. وقد يكون قتل بنازير بوتو او قتل الحريري وغيره من الزعماء السياسيين في لبنان من افعال المخابرات الامريكية، بالاضافة الى الدعم الدائم والمباشر لسياسة العدوان والارهاب الاسرائيلية في منطقة الشرق الاوسط ككل، وفي تعاملها الهمجي الاجرامي البربري مع الشعب العربي الفلسطيني، استمرار عملية الاستيطان السرطاني الكولونيالي واستمرار بناء الجدار العازل العنصري واستمرار اطول احتلال في العصر الحديث للاراضي الفلسطينية.
هذه الحضارة الرسمية كانعكاس او كبناء فوقي للمجتمع الرأسمالي، ومن خلال افرازاتها السياسية والثقافية والاجتماعية، بعيدة عن الاستفادة من التطور العلمي لمصلحة الانسانية.
فهذا الغرب بركيزته الاقتصادية الرأسمالية، وخاصة في اعلى مراحل تطورها، الامبريالية وابرز تجلياتها في عصرنا الحديث، عولمة السوق الحرة، العولمة المتوحشة، عولمة الفقر، يخدم طبقة الرأس مال المالي والعسكري، والتي ترى بالملكية الخاصة الكبيرة وبقيمة الربح وأخلاقيات الاستهلاك كقيم حضارية عليا على حساب مصلحة شعوب الارض قاطبة، ما هو الا الغرب الاسود، غرب الظلمات، فالغرب ابن ميكيافيلي وحتى مؤسساته الدينية لم تفلت من ظلمات ليل هذه السياسة. فاوروبا الرسمية وامريكا الرسمية خاصة ليست مسيحية في شيء، لان المسيحية الحقيقية مثلها مثل الاسلام، ولا اعني الاسلام السلفي الرجعي، تنادي مثاليا بالعدالة الاجتماعية والمساواة ودعم المستضعَف، بينما الفكر والحضارة اليهو- مسيحية الغربية، والتي تخدم طبقة رأس المال المالي والعسكري حولت هذه المؤسسات الدينية وخاصة في الولايات الجنوبية الى مؤسسات تعبد "مأمون" (مأمون كلمة باللغة الآرامية- "آلهة الحظ" و" غير المتوقع وتقلبات الاشياء") المرجع لهذه المعلومة (الاعمال الكاملة لكمال جنبلاط وكاتب هذه السطور كان له شرف الالتقاء بالزعيم كمال جنبلاط في كييف عاصمة اوكرانيا في بدايات سنوات السبعين من القرن الماضي وسمع منه رأيه السلبي تجاه سياسات امريكا في الشرق الاوسط وتقديره الكبير لدور الحزب الشيوعي الاسرائيلي في الحفاظ على الوجود والبقاء والهوية الفلسطينية داخل اسرائيل) لا بل تعبد الشيطان. فمن يدعم عدوان اسرائيل على غزة ويرفض تقرير غولدستون ويدعم الاستيطان (لا توجد مستوطنة في الضفة الغربية لا تدعمها كنيسة امريكية يهو- مسيحية، وهنا لا بد ان اذكر بان هذه الكنائس تبعث بدولاراتها ودعمها لافساد عقول الناس في بلادنا من خلال اقامة كنائس التجدد والهرطقة، الفاسدة والمفسدة، فهناك عشرات العائلات تُشترى بالمال لكي تنضم الى هذه الدكاكين التي تتاجر بالدين، وهناك الكثير منها في قرانا وتحت تأثير مفاهيم غيبية فقد سافرت بعض العائلات الى البرازيل انتظارا لمجيء المسيح هناك)، بالاضافة الى دعم بناء الجدار العازل وشراء البيوت في القدس الشرقية، ومثال على ذلك منظمة عطيرت كوهانيم التي حاولت السيطرة على الاملاك الارثوذكسية في باب الخليل، ولكن المؤامرة فشلت ولو نجحت في هذه المؤامرة لتم تغيير الوضع الديمغرافي في القدس الشرقية ولقضي على كل امكانيات السلام الضئيلة في المنطقة.
والغرب وخاصة امريكا الذي احتفل في الايام الماضية بهدم جدار برلين، يصمت صمت اهل الكهف امام استمرار اسرائيل في بناءها الجدار العازل، وحصار اكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني مواطني غزة البطلة (ستالنغراد القرن الواحد والعشرين) باسلامهم ومسيحييهم وليس كما كتب عبد الباري عطوان في احدى الصحف المحلية بان اسرائيل تحاصر مليونا ونصف المليون مسلم في غزة، وكأنه لا وجود مسيحي في غزة، ناسيا او متناسيا بأن مطران غزة المسيحي اليوناني رفض ترك غزة خلال العدوان الاسرائيلي عليها، تضامنا مع اهل وشعب غزة الفلسطيني باسلامه ومسيحييه.
أمام هذا الواقع المأساوي عالميا وخاصة في منطقة الشرق الاوسط نطرح البديل، وهو حضارة وسياسة تعمل من اجل تحرر الانسان من كل اشكال الظلم والاستغلال والاضطهاد والاحتلال، حضارة انسانية تؤمن بالتعددية وحوار ولقاء الحضارات، وتقبل الآخر وليست حضارة السوق الحرة وعولمة الفقر والتي حولت ثلاثة ارباع المجتمع الانساني الى فقراء يعانون من الجوع والامراض ونقص المياه والهجرة والاغتراب والحروب وكنتيجة لحياتهم المريرة واليأس دفعت فئات شعبية واسعة نحو الهروب الى غيبيات الفكر الرجعي السلفي.
فالنظام الغربي الرأسمالي وحضارته الرسمية الشوفينية العنصرية سيهدم نفسه بنفسه، لانه يتناقض ومجريات التطور الموضوعي التاريخي للانسانية.
فحضارة تتخذ من روح العدوان ورفض الآخر والكذب والصلف ركيزة لها غير قابلة للحياة، والمطلوب مواجهة هذه الحضارة غير الانسانية بمفاهيم انسانية شمولية تقدمية جدلية تؤمن بالتعايش والحوار وتقبل الآخر، ركيزتها سعادة الانسان وتطوره الكامل والشمولي والعدالة الاجتماعية والمساواة.
علينا ان نرفض مفاهيم المصلحة الفردية المطلقة على حساب المصلحة العامة مفاهيم ربح واستغلال طبقة رأس المال على حساب الشعب، كل شعب بأكمله.
وهنا يجب ان نؤكد بأن الحضارة الانسانية الشمولية والتي تسعى الى بناء مملكة الحرية على الارض، لا يمكن ان تكون ركيزتها الملكية الخاصة لوسائل الانتاج الكبيرة والتي تخدم طبقة رأس المال المالي والعسكري، بل الملكية العامة لوسائل الانتاج الكبيرة، من اجل اعادة توزيع انتاجية وسائل الانتاج بشكل عادل على افراد المجتمع ككل، وخدمة مصلحة الجماهير الشعبية الواسعة.




#خليل_اندراوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألأهمية العالمية لثورة أكتوبر
- رسالة بروليتارية
- السلفية واستغلال التقنيات الحديثة
- ألشعب الإسرائيلي والتنكّر لمعاناة الآخر
- خواطر
- حول الأزمة العامة للاقتصاد الرأسمالي
- وصمة عار على جبين حكومة إسرائيل
- إبن رشد المشروع الذي أحرقه السلفيون وأنظمة الإستبداد
- شركاء في الجريمة ضد الانسانية
- كارل ماركس
- مقولات الديالكتيك الماركسي: المحتوى والشكل
- مقولات الديالكتيك الماركسي: الضرورة والحرية
- مقولات الديالكتيك الماركسي: السبب والنتيجة- العلة والمعلول
- مقولات الديالكتيك الماركسي: الضرورة والصدفة
- الاقتصاد السياسي الرأسمالي من آدم سميث الى تأليه السوق الحرة
- الروابط الإسرائيلية مع المحافظين الجدد، والحرب على العراق
- النظرية الماركسية والثورة الاجتماعية
- المادية الديالكتيكية: ما هي المادة؟ المادة وأشكال حركاتها
- خواطر
- المادية الديالكتيكية: ما هي المادة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل اندراوس - غرب الظلمات – إبن ميكيافيلي