أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - هتلر وستالين ... أليسا ملحدين ؟















المزيد.....

هتلر وستالين ... أليسا ملحدين ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 21:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انتهينا مع هاكسلي ولينكولن في المقالة السابقة / هناك أمثلة كثيرة أخرى /
عرف عن الستينات أسطوريتها نحو التحرر العصري / ولكن بداية ذلك العقد كانت محاكمة الأحكام / خلال محكمة مجون عشيق السيدة شاترلي كان بالإمكان سؤال المحكمين :
هل توافق على أن يقرأ أبنك أو أبنتك اليافعين / لان البنات قادرات على القراءة كالشباب/ ( هل تصدقون أنه قال ذلك ) ؟
ذاك الكتاب / هل هذا كتاب يترك في متناول الجميع في بيتك ؟
هل تتمنى حتى أن تقرأ زوجتك أو خدمك هذا الكتاب ؟
إن بلاغة السؤال الأخير تدلنا على السرعة التي تغيرت بها / روح العصر / ....
بالإمكان التعرف على اتجاه ذلك الانزياح ومعظمنا يحكم بأنه تطور ...
حتى أدولف هتلر والذي يعتبر بشكل واسع أحد الذين دفعوا بالشر لخارج الحدود /
لا يقارن ب / غاليكولا / أو / جنكيز خان / .......
لاشك أن هتلر قتل عدد أكبر من الناس ولكنه أمتلك تكنولوجيا القرن 20.....
هل حصل هتلر على متعته العظمى ؟ كما عرف عن جنكيز خان من رؤية ضحاياه
( يغرقون في دموعهم ) ....
نحكم على مستوى الشر عند هتلر بمعايير اليوم ....
روح العصر مضت للأمام منذ عهد / غاليكولا / كما فعلت التكنولوجيا .....
هتلر يبدو أكثر شراً فقط لان معاييرنا عن الموضوع في هذا العصر أكثر رحمة ..
ما هو إذن مصدر تلك التغييرات الثابتة الاتجاه في الوعي الاجتماعي ؟
يقول داوكنز :
ليست الإجابة من مسؤوليتي لان هدفي يتحقق عندما أبرهن بأنها لم تأتي من الدين بأي شكل ...
ما الذي يدفع روح العصر بذلك الاتجاه ؟
لا نستطيع إنكار دور القادة والذين كانوا سابقين لعصرهم ... لقد نهضوا واقنعوا الآخرين أن يسيروا معهم ...
في أمريكا دفعت الفكرة المثالية عن مساواة الأعراق من قبل قادة مثل مارتن لوثر كينغ ومن قبل الكوميديين / رجال الرياضة / آخرون ....
كذلك لدينا تطور الثقافة وبالأخص تزايد فهمنا بأن كل منا يشترك مع الآخرين بالإنسانية ..
يقول داوكنز :
إن مؤهلاتي كهاو في علم الاجتماع وعلم النفس لا تؤهلاني لشرح سبب التناسق الواسع في تغيرات روح العصر / ويكفي لشرح الغرض الذي اقصده ... بأنها تتغير ...
وأنها غير مدفوعة من الدين ... وبالتأكيد ليس بسبب الكتب المقدسة ...
ربما أنها ليست قوة وحيدة كالجاذبية ...
ولكن عدة قوى تتلاعب فيما بينها مثل قوانين مور ...
والتي تشرح سبب التصاعد في قوة الكمبيوتر بشكل أسي / ومهما كان السبب فإن التعاقب المستمر لمظاهر روح العصر هو أكثر من كاف لنقض الزعم بأننا بحاجة للإله من أن نكون جيدين أو حتى لتحديد ما هو جيد ..
********************************************************
هتلر وستالين / أليسا ملحدين ؟
ربما أن روح العصر تسير قدماً وبشكل عام للأمام ... ومسيرها كأسنان المشط وليست بطريقة ممهدة ....
وجد العديد من العقبات المروعة – عقبات عظيمة – عقيمة ومرعبة - ما هو سببها ؟
ديكتاتوريو القرن العشرين ...
من المهم أن نفرق بين النوايا الشريرة لرجال مثل / هتلر – ستالين / عن القوة العظيمة التي مكنتهم من تحقيق تلك الشرور .
الأفكار الشريرة لهتلر ليس أكثر من التي كانت عند غاليغولا أو حتى عند سلاطين الأتراك ؟
وصف نويل بارير في كتابه / سادة القرن الذهبي / فقال :
مفاخر السلاطين المدهشة في قذارتها ...
لكن هتلر توفرت له أسلحة القرن العشرين . وبالرغم من كل ذلك فإن :
هتلر وستالين أشرار بمقاييس كل العصور وبشكل مريع ...
******************************************************
هتلر وستالين كانا ملحدين ....
يقول داوكنز :
دائماً يسألونني في المحاضرات حول الدين :
لقد فعل هتلر وستالين ما فعلاه لأنهما ملحدين ...
ستالين ملحد ...... صحيح .
هتلر ............ مشكوك به .
لكن الفرضية الثانية أنهما فعلا ذلك لأنهما ملحدين / هذه الفرضية لا أهمية لها ......
لأنها خاطئة .. ومن غير المنطقي أن نستنتجها من الفرضية الأولى ...
كلاهما كان له شارب .... كما كان لصدام حسين ... وماذا إذن ؟
هناك سؤال مثير ؟
ليس عما إذا كان الشرير أو الطيب ملحداً أو متديناً ...
لسنا بصدد عد الرؤوس واستخلاص لائحتين من الأضداد المتنافسة ......
أحزمة النازيين منقوش عليها / الله معنا / ...........
لا يبرهن على أي شيء ....
ما يهم هنا ليس موضوع كون هتلر وستالين ملحدين ...
ولكن الأهم / هل الإلحاد يؤثر على الناس بشكل منتظم لعمل الأشياء الشريرة ؟
يقول داوكنز :
ليس هناك أي دليل ولو صغير على ذلك ....
ستالين لا شك في كونه ملحد / تلقى تعاليمه في دير أرثوذكسي .. ولم تخف أمه خيبة أملها في أنه لم يلتحق بالرهبنة ....
يقول الآن بولاك :
/ فإن ذلك كان يسبب العجب لستالين / ...
ربما أن ثقافة ستالين / الكنيسة الأرثوذكسية / .. ولكنه أراد إيذاء الكنيسة / وكذلك المسيحيين / والتدين بشكل عام ...
ليس هناك أي أدلة على أن إلحاده دفعه للظلم العنيف ...........
وربما لم يكن هناك علاقة لذلك مع تربيته الدينية المبكرة ...
تخلى ستالين عن كنيسة الروس الأرثوذكسية ... بعد أن ترك الدير في تبيلسي ...
المهم في مناقشتنا حول ستالين / هتلر هو نقطة بسيطة ....
سيفعل بعض الملحدين الشرور ولكنهم لن يفعلوها باسم الإلحاد ...
ستالين وهتلر فعلوا العظيم من الشرور ولكن باسم ماذا ؟
باسم العقيدة / التلقين الماركسي / .............
وباسم نظرية / لا علمية – محبوكة بهذيانات فاغنرية / ............
بينما الحروب الدينية حصلت بسبب الدين وتكررت كثيراً عبر التاريخ .....
و لا يوجد أي حرب حصلت تحت اسم الإلحاد .............
ولماذا تحصل ؟ يقول داوكنز :
ربما يكون الدافع للحرب طمعاً اقتصادياً – طموح سياسي – تعصب عرقي – عنصري- انتقام – شكوى – بدافع من الإيمان الوطني بحق الأمة / .................
وكذلك القناعة التي لا تتزعزع بأن الدين الذي يؤمن به البعض هو الدين الصحيح ...
وبدعم من كتاب مقدس يكرس اللغة بوضوح لكل المنافقين وأتباعهم من ديانات منافسة حتى الموت ............... ويعد المقاتلين في سبيل الله بجنة الشهداء ................
في كتابه / نهاية الإيمان / يقول سام هاريس :
/ وهو كعادته يصيب الهدف دائماً / :
إن خطر الدين هو في أنه يجعل من إنسان عادي وطبيعي يشرف على حافة الجنون .............
لان كل جيل جديد من الأطفال يلقن بان ما يطرحه الدين لا يحتاج لأي نقاش لإثباته .............
كما هو الأمر في الأطروحات الأخرى .....
المدنية لا تزال مهددة بجيوش اللامعقولية ................
وحتى الآن نقتل أنفسنا من أجل كتابات قديمة .......
من كان يعتقد أن شيئاً تراجيدياً كهذا يمكن أن يحصل ؟
من الجهة الأخرى لماذا يجب على أي كان أن يخوض حرباً بسبب عدم الإيمان بشيء ما ؟
هل هذه أسئلة معقولة أم لا ؟
من يستطيع أن يرد على هذه الأسئلة من الذين يقتلون أنفسهم ؟
أما هتلر فسوف أكتفي معكم ببعض الأسطر :
الأسطورة بأن هتلر كان ملحداً تطورت بعناية فائقة لدرجة أن العديد من الناس يصدقونها دون سؤال ؟
وتطرح تلك الفكرة بشكل دائم من محبيها المدافعين عن الدين إلا أن الواقع بعيد عن أن يكون واضحاً ...........
هتلر ولد لعائلة كاثوليكية ودرس وزار الكنائس في طفولته ....
/ لا يمكن اعتبار ذلك ذو قيمة لأنه من الممكن أنه تخلى عن تدينه كما فعل ستالين / ..
هتلر لم يعلن تخليه عن الكنيسة الكاثوليكية علناً .....
هناك أدلة على أنه بقي متديناً ...............
حتى لو لم يبقى معتقده كاثوليكياً فإنه على الأغلب ظل مؤمناً بوجود سلطة ..........
في كتابه / كفاحي / أنه عندما سمع خبر إعلان الحرب العالمية الأولى قال :
جثوت على ركبتي وشكرت السماء من كل قلبي والتي جعلتني أعيش في الزمان الذي حصل فيه ما يحصل الآن ....
كان هذا عام 1914 وكان عمره 25 عاماً ....
يقول عنه / وردولف هيس : نائبه / في رسالة إلى رئيس وزراء بافاريا :
/ أعرف هتلر / شخصية شريفة / متدين / كاثوليكي جيد /
هناك حجة جرئيه بشكل هزلي عن الاقتراح بوجوب كون هتلر ملحداً :
كان إنساناً سيئاً – المسيحية تعلمنا ما هو جيد – ولذلك فإنه ليس بإمكان هتلر أن يكون مسيحياً .
تلك مقولة / غورينغ عن هتلر / ....
سوف نختم معكم :
في خطابه عام 1933 في برلين قال :
/ اقتنعنا بان الناس يحتاجون ويريدون الإيمان ولذلك فإننا أخذنا على عاتقنا أن نحارب الحركات الإلحادية وليس بشكل إعلانات نظرية فقط / بل أننا وقعنا القرار / ....
كتب جون تولاند في كتابه عن هتلر / سيرة الحياة الأكيدة / وعن موقف هتلر الديني – الحل الأخير / :
/ لا زال عضواً مميزاً في كنيسة الروم الكاثوليك على الرغم من كرهه للقائمين عليها / فإنه لا يزال يحمل تعاليمها عن أن اليهود هم قتلة الإله .../ ولذلك كان القضاء عليهم ممكنا بدون أي تفكير ضميري ومن مبدأ كونه / اليد التي تنتقم لله /
وبذلك يتم الموضوع كما لو أنه شخصياً وليس فيه أي ظلم .......
ملحوظة : أصل الشرور لريتشارد داوكنز موجود في يوتيوب التمدن على شكل 25 فيلماً ولقد وصلت لكل كاتب نسخة على بريده الالكتروني / الكتاب وهم الإله أيضا لريتشارد داوكنز منشور في أحدى المواقع وفي المقالات السابقة تجدون الرابط / المقالة الأولى حول الكتاب / مؤمن بغير عمق / ورد فيها أن المقالات ليست دعوة للإلحاد لان الكتاب في متناول الجميع أي ليس هناك تباهي من قبل أحد كما قد يتصور البعض / نحنُ نقف في خط واحد بالنسبة للأديان / المقالات التي تناوبنا عليها أنا والأستاذ رعد الحافظ للاختصار وللسهولة بالنسبة للمتلقي / نحنُ نؤمن بفصل الدين عن الدولة / يحق لكل إنسان أن يعتقد ما يشاء بدون فرض أرائه على الآخرين لان الدين شانا فردياً ,,,
/ لله في خلقه شؤون / .....................
/ ألقاكم على خير / ........................





#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير / تعليق قارئة الحوار المتمدن / ...
- الفرق في السلوك ,,,
- الوصايا العشر الجدد ...
- ما هي مشكلة الدين ؟
- أيتها المرأة أي عصر تفضلين ؟
- ليتكِ ناقشتي أفكاري ... بدلاً عن من أكون ؟
- كفى ...... أنا لستُ أنثى ؟
- كيف يفكر المؤمن ؟
- هل الدين هو الكلمة المناسبة ؟
- غير مؤمن بعمق ...
- من أين يبدأ الإصلاح ؟ رسالة من سيدة قارئة ...
- الإصلاح الديني ... هديتي إليها مع التقدير ...
- عام في الحوار ...
- العلمانية من منظور الدكتور مراد وهبة ...
- لماذا يتفوق علينا اليهود ؟
- هل هذه تعليقات أم ...... ؟
- مقال غير صالح للنشر ...
- النرويج والدول العربية في تقرير التنمية البشرية ...
- نحو مجتمع مدني أفضل ...
- التطرف سببه التخلف ...


المزيد.....




- صلاة الجمعة الثالثة من شهر رمضان.. الاحتلال يعيق وصول المواط ...
- السعودية.. الأمن العام يوجه دعوة للمواطنين والمقيمين بشأن ال ...
- صلاة راهبة مسيحية في لبنان من أجل مقاتلي حزب الله تٌثير ضجة ...
- الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول فيديو إمام مسجد يتفحّص هاتفه ...
- كيف يؤثر التهديد الإرهابي المتزايد لتنظيم الدولة الإسلامية ع ...
- دولة إسلامية تفتتح مسجدا للمتحولين جنسيا
- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - هتلر وستالين ... أليسا ملحدين ؟