سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 19:14
المحور:
الصحافة والاعلام
..والمقصود بصفة »الفيلسوف« ليس الزميل العزيز والإعلامى المرموق حافظ المرازى، وإن كان يتحلى بالفعل بقدر كبير من الحكمة والحصافة ورجاحة العقل، فضلا عن سجايا أخرى تحسب له.. لكن المقصود هو سائقه الذى يستحق هذا اللقب نظرا لموقفه من »المباراة الفاصلة« بين مصر والجزائر.
فقبل هذه المباراة التى شاهدتها مع عدد من الزملاء والأصدقاء، كنت جالسا بجوار حافظ المرازى، وأثناء »الدردشة« المألوفة فى مثل هذه المناسبات قلت إنى كنت أفضل لو أن هذه المباراة »الفاصلة« أقيمت بدون جمهور، سواء بقرار من الاتحاد الدولى لكرة القدم »الفيفا« أو بطلب وترتيب من الحكومتين المصرية والجزائرية، تحسبا لمضاعفات كانت سحبها بادية فى الأفق.
فاجأنى »حافظ« بفكرة بديلة مبتكرة جدا.. وصاحب الفكرة هو سائقه الذى كان يتجاذب معه أطراف الحديث قبل المباراة، وهو الحديث الذى دار بين »كل« المصريين تقريبا والمؤكد أيضا أنه دار بين كل الجزائريين، حيث نسى هؤلاء وأولئك كل مشاكلهم الداخلية، سياسية واقتصادية واجتماعية، ولم يعودوا يفكرون فى أى شىء سوى فى هذه الساحرة المستديرة!
وفكرة السائق الفيلسوف هى أنه كان الأجدر بالاتحاد الدولى لكرة القدم أن يحرم كلا المنتخبين، الجزائرى والمصرى، من فرصة التأهل لمباريات كأس العالم التى ستجرى فى جنوب إفريقيا لاحقا، وأن يتم »تصعيد« الفريق التالى لهما فى الترتيب ــ وهو زامبيا على ما أظن ــ بدلا منهما، وذلك عقابا لهما على الابتعاد عن الروح الرياضية وخلط اللعبة بالسياسة حينا وبالدين أحيانا، بحيث أصبح الفريقان ــ وهما يتأهبان للمقابلة الفاصلة بينهما على أرض »المريخ« فى أم درمان السودانية ــ يقفان على برميل بارود قابل للاشتعال فى أى لحظة ويسيران فى حقل ألغام، وليس ملعب كرة قدم، يمكن أن ينفجر لأقل هفوة.
وهذا ما حدث بالفعل، حيث تحولت هذه الهواجس وتلك المخاوف إلى حقيقة قبيحة رأينا ــ ولانزال ــ تداعياتها الجنونية التى تجاوزت كل حدود العقل والمنطق، وبخاصة من جانب الإعلام فى البلدين الذى ارتكب جرائم متكاملة الأركان.
ألم يكن الأخذ برأى السائق الفيلسوف أفضل من هذا الجنون وذلك العبث الذى ننام ونصحو عليه!!
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟