أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالخالق حسين - هذه بضاعتكم (الحذائية) ردت إليكم!!














المزيد.....

هذه بضاعتكم (الحذائية) ردت إليكم!!


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 13:35
المحور: كتابات ساخرة
    


في الوقت الذي تتباهى فيه شعوب الأرض بما حققته من رقي في مختلف مجالات الحضارة، في الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان والمساواة والتقدم العلمي، وما بلغته من مستوى معيشي، واكتشاف الأدوية لمعالجة الأمراض، وغيرها من الاختراعات والاكتشافات المفيدة للبشرية، تتباهى شعوبنا العربية، التي تعتبر نفسها (خير أمة أخرجت للناس) أنها اخترعت رمي الحذاء، كأمضى سلاح في الصحافة العربية بدلاً من القلم. فراحت وسائل إعلام الأمة تمجد هذه الفعلة الشنيعة واعتبرتها من أعظم الاختراعات، وتغنى به بعض الشعراء العرب ومجده أدباؤهم، وقدم كثيرون من الأثرياء جوائز مالية، بل وحتى تطوع البعض تقديم بناتهم للفاعل المجرم منتظر الزيدي، كمكافئة على جريمته اللا أخلاقية هذه.

كما وطالبت جماهير في الأردن بتسمية أحد شوارع عاصمتهم عمان، باسم (شارع حذاء الزيدي)، إضافة إلى إقامة التماثيل لهذا الحذاء في مدن عربية تخليداً لهذا العمل.

وقد حذرنا في كتاباتنا من مغبة تمجيد هذه الفعلة الشنيعة، وقلنا أن مردودها سيكون معكوساً على سمعة العرب وسلوك الشباب، إلا إن مؤيدي ثقافة الحذاء، وكعادتهم في هذه الحالات، اتهمونا بالخيانة الوطنية والعمالة لأمريكا والصهيونية، ذات الاتهامات الجاهزة التي أدمنوا عليها في مواجهة من لا يسايرهم في عملهم وطريقة تفكيرهم.

ومن عواقب ثقافة الحذاء هذه أن تفشت عدواها في كل مكان، فمن فرط إعجاب الشارع العربي بهذا "الاختراع" راح شباب الأمة يقلدون "البطل القومي" برمي أحذيتهم على مدرسيهم في المدارس، كما واتخذتها الجاليات العربية في الغرب ممارسة في مظاهراتها الاحتجاجية ضد سلطة الدولة المضيفة، واعتبروها علامة من علامة الفخر والتحدي.

وكما توقعنا من مردود معاكس على سمعة العرب، من هذا العمل، شاهدنا قبل أيام، على شاشات التلفزة واليوتيوب، مظاهرة في اسطنبول احتجاجاً على حرب الإبادة التي تشنها المملكة السعودية ضد الحوثيين في شمال اليمن، إذ قام المتظاهرون بضرب صور الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، خادم الحرمين بالأحذية. (رابط الفيديو أدناه).

وأخيراً وليس آخراً، اللهم لا شماتة، وكما نقلت وكالات الأنباء، أن مخترع رمي الحذاء، منتظر الزيدي، نفسه تعرض لرمي الحذاء على وجهه إثناء لقاء صحفي في فرنسا مروجاً لاختراعه، إذ أفادت الأنباء: " قام الصحفي العراقي سيف الخياط، برشق فردتي الحذاء باتجاه الصحفي العراقي الآخر منتظر الزيدي، و ذلك خلال ندوة كانت مقامة على شرف الأخير في نادي الصحافة العربي في العاصمة الفرنسية باريس يوم 1-12-2009، في خطوة فاجأت الحضور وأشعلت لهيب المواجهة بين المؤيدين لهذا الحذاء أو ذاك الحذاء، على حد وصف أحد الحضور."

وبدون أدنى خجل كان رد فعل الزيدي هو اتهام زميله الصحفي بـ"سرقة براءة اختراعه". أما "سارق براءة الاختراع" سيف الخياط، فقال خلال اتصال هاتفي مع مراسل مؤسسة "اتجاهات حرة"، قائلاً "انه فعل مساوٍ في المقدار و معاكس في الإتجاه، وعلى الضمير العربي و القومي أن يقيّم الفعل بتجرّد عن الدلالة".

إن رشق الزيدي بالأحذية هو نتيجة حتمية وثمرة سيئة من ثمار جهوده وعقليته واختراعه، وعليه أن لا يلوم إلا نفسه وأولئك الذين دفعوه لارتكاب هذه الفعلة الشنيعة. وهذه مناسبة لمؤيدي ثقافة الحذاء أن يعيدوا النظر في تأييدهم وترويجهم لهذا السلوك. كما ونؤكد للذين مجدوا المجرم على فعلته، أن هذا الإنسان سوف لن يتمكن من العيش حياة طبيعية، بل سيقضي كل ما تبقى من حياته مرعوباً وخائفاً من تلقي الأحذية على وجهه في اليقظة وفي المنام، في أي مكان وزمان، ومهما تظاهر بإخفاء مخاوفه، فحياته تحولت إلى كابوس دائم. فمن يزرع الشر لا يحصد إلا الشر.
ورحم الله أحمد شوقي حين قال: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مواد ذات علاقة بالموضوع:
1- الفلم المصور لضرب منتظر الزيدي بفردتي حذاء الصحفي سيف الخياط
http://www.sotaliraq.com/iraqnews.php?id=52913

2- الزيدي يتلقى على وجهه حذائين في فرنسا
http://www.qanon302.com/news.php?action=view&id=4862

3- صور الملك السعودي تحرق وتداس من أجل اليمن باسطنبول
http://www.youtube.com/watch?v=kIGT1mzcXMQ&feature=player_embedded



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول قانون الجنسية الجديد مرة أخرى
- قانون الجنسية الجديد وبتطبيقات صدامية
- التحذير من عودة البعث، بين المعقول واللامعقول
- حول التحالفات الجديدة في العراق*
- مخاطر عودة البعث بين الحقيقة و-الخروعة-
- في نقد السلطة
- حول إشكالية المحاصصة
- مجزرة الأحد الدامي تزيد من صمود شعبنا
- تجيير الأخيار لخدمة الأشرار
- الكذب ديدنْ البعث
- رحلة إلى بغداد بعد 30 عاماً
- شروط بناء الدولة الديمقراطية (حوار صحفي)
- صلاة الكذابين
- هالة مصطفى في مواجهة قوى الظلام
- حول مقترح قانون الانتخابات البرلمانية
- تصحيح: البعث ليس الحزب الوحيد في الاغتيال السياسي
- دور مجلس الرئاسة العراقي في شل الحكومة وإدامة الإرهاب
- موقف الدول العربية وجامعتها من العراق
- هل بشار الأسد، رئيس دولة أم رئيس عصابة مافيا؟؟
- حول السياسة الجديدة للحوار المتمدن في نشر التعليقات


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عبدالخالق حسين - هذه بضاعتكم (الحذائية) ردت إليكم!!