أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - عذري مازغ - اعترافات مومس (2)















المزيد.....

اعترافات مومس (2)


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 07:57
المحور: ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس
    


بعد مرور اسبوعين على باهية في الكلوب فوجئت بما لم تكن تنتظره ولا رأته في حياتها, كانت سعاد العازب موضوع مزايدة حقيقية على عذريتها, سبعة رجال اسبان من رجال الأعمال تزايدوا على من يدفع أكثر في فض بكارتها, بدأ السعر بمليون بسيطة (حوالي ستة الاف يورو) إلى أن وصل إلى ستة ملايين بسيطة ( حوالي 45 الف يورو بالعملة الحالية), كانت سعاد أثناءها في حالة شبه إغماء من أمرها, فهي لم تصدق بعد مايحصل لها في سوخ النخاسة هذه إضافة إلى أنها تشعر كما لو كانت فريسة في مخالب الكلاب المتوحشة, تنتظر ساعة تسليم الروح, كانت تكسوها موجة الهلع والإرتعاش, حملت إلى الغرفة في حالة إغماء وفضت وهي في الحالة ذاتها, وفي الصباح لقفوها ب 200 ألف بسيطة (حوالي 1660 يورو) وقسم المبلغ بين الأطراف الأخرى ( المغاربة الثلاث , المشغل والمشرفة) وما أن بلغت الظهيرة حتى جاء المغتصب من تلقاء نفسه كأنما شعر بالندم ليأخذ سعاد إلى منزله ويكفر عن خطيئته بالزواج بها.


في اليوم الموالي فوجئت باهية بزبون جديد لم تـألفه في الكلوب, لكن واقعة سعاد أصابت المجموعة بالإحباط ورفعت سقف السخط على الحاجة وخليتها إلى مستوى الإدانة, ولو في صمتها الفضائحي بحيث أن لا أحد من البنات كانت تستطيع ان تعلن إدانتها جهرا بسبب من حساسية الموضوع, وبسبب الإحساس بالذنب من خلال تورطهن غير المتعمد في الفضيحة, ثم انه, ومهما فصحن, من من الناس كان سيسمع إلى شكواهن الفضائحية, ويقبل ببساطة على أنهن ضحايا لعبة خبيثة من إنتاج امرأة متدينة حجت خمس مرات إلى مكة؟ من من الناس, حينها كان سيصدق البنات الشابات ويكذب الحاجة وعبقادر بسحنته الطيبة؟ كان صعبا على باهية أن تهضم الصدمة, وتصدق أنه في أواخر القرن العشرين مازالت أسواق النخاسة تتداول, وتهان كرامة الإنسان في سبيل خشة البكارة؟ من كان يصدق أن في إسبانيا مابعد الظفرة الديموقراطية, والظفرة التنموية في عهد غونزاليس مازالت البكارة تمثل مغامرة أسطورية في الثقافة الإسبانية, تقول باهية على أنه, وبالرغم من أن الشاب المغامر جاء في هذا اليوم ليكفر عن جريمته, ستبقى الوقائع حاضرة في ادمغة المجموعة مهما فعل الزمان, ولن تغفر سعاد عما حصل لها دون إرادتها مهما طال الزمان , ومهما قبلت حل الزواج لصون كرامتها أمام الذاكرة الفحولية لمجتمعها, مهما تظاهرت بالسعادة أمام أهلها لإرضاء إشباع القناعة الشرفية التي توجع الذاكرة الذكورية التافهة لمجتمعها, فهي في أعماقها ليست إلا جارية تنتمي إلى العصور الظلامية, مهما نبل السيد المغامر دون مونتي كريستو الإسباني, فهي مازالت تعتبر نفسها ضحية قدر فرض عليها بالقوة,فهي لم تتزوجه عن سابق عشق, وهي مازالت تنظر إليه على أنه اشتراها في سوق النخاسة, وكل ما قبلته فيه, كل ما يجعله زوجا لها, ليس في الحقيقة إلا صونا يحفظها من أحكام مجتمعها وأهلها.

في اليوم الموالي , فوجيئت باهية بسحنة ابن البلد, فهي كانت في البداية تعتقد أن جل الزبناء رجال أعمال , وان الكلوب ليس مفتوحا لكل المارة الطالعات الهابطات, فهي منذ وطأت مدينة كاسريس وولجت الكلوب لم تر سوى اناس يتبجحون بالأرقام المالية ويحملون مسدسات تحت إبطهم تحسبا لاعتداءات محتملة, مجتمع يذكرها بحي الرياض بمدينة الرباط, الحي العنصري بامتياز, فهي تقول دائما بأن هذا الحي, أقيم لعزل أهل الحال عن أصحاب المحال.
كان المڭرض, تقول باهية, عاملا مهاجرا بسيطا جاء به جوع الجنس إلى الكلوب, ولاول مرة حاولت استدراج رجل في الكلوب, ابتسمت في وجهه وبادلها الإبتسام, سألته:
─ مغربي؟
─ نعم مغربي
─ إذن يمكنني الإعتماد عليك؟
─ صحيح, لكن؟
─ نعم, ماذا ؟ نلتقي خارجا , هذا ماتريد؟
─ صحيح, تقبلين دعوة مني ؟
─ نعم , بشرط؟
اشترطت باهية قبول دعوته على أساس أن يذهب معها في اليوم الموالي إلى الحرس المدني لتقديم شكاية تتناول قضيتها, بعد انتهائها من العمل , ذهبت باهية مع المڭرد إلى حيث يسكن, كان المكان اشبه بأطلال قديمة حاول المكرد إعادة ترميمها لتصبح سكنا لائقا به , هو كورتيخو مهجور يقع في إحدى الملكيات الخاصة, وكان صاحب الملكية رفيقا بالعامل كونه يعمر خلاءا مهجورا سكنيا, لكنه كان بالنسبة لصاحب الملكية يخلق جوا مستأنسا لوحشية المكان,ووجود المكرد فيه, يزيد من انسة المكان, فهو في أقل تقدير يلعب دور الحارس المجاني للمكان, طبعا لم يكن الامر مجانا في أن يتخلص مهاجر أجنبي من تكلفة الكراء الغالية, أضف إلى ذلك, انه رغم خلويته ووحشيته, كان المحل يتوفر على إنارة خارجة على فاتورة الحساب, وهذا هو الجميل في حسابات الحكومات الإسبانية, أنها تعيد أيام زمان الوصل بالاندلس, لا غرابة في ان الديار المهجورة تتوفر على إنارة كما هي تتوفر على ممرات عبور, ليس الامر خافيا علي وانا العامل ذو «سبع صنايع» كما يقول المثل المغربي, أني فوجئت أثناء عملي في عملية الغرس الغابوية بوجود منازل وسط الغابات تتوفر على معابر واسلاك كهربائية هي أحسن حالا عن المعابر والآليات التي تتوفر عليها الجماعة القروية التي أنتمي إليها في بلدي على الرغم من الثروات الطبيعية التي تتوفر عليها, ويكفي في هذا المجال أن أهاليي يسمونها مبالغة بجماعة الكويت من حيث الموارد الغابوية والمائية التي تتوفر عليها. في بلدتي بالمغرب, يعتلي الأرز عرش قارتنا بما تفوت مساحاته مساحات لبنان, ومع ذلك لا يتكلمون عن أرز المغرب تسترا على بلاغة النهب الذي يتعرض له,(هذا موضوع آخر) .
دخلت باهية المقر الرومانسي للعامل المغربي الذي كان متوترا أمام امرأة محترفة في الممارسة الجنسية حسب اعتقاده وحسب ما توحي إليه جدارية الكلوب, كان المكرد ممزقا نفسانيا, فالمراة الحاضرة امامه تبدو قوية بانتمائها الجداري, وهو يستضيفها في محله البئيس, كان مضطربا بشكل جعل باهية تتدخل لإنقاذه من فجوته, ضحكت باهية منه , لتخبطه الكبير في سبيل استضافة عاهرة محترفة حسب ما تقتضيه طقوس الضيافة, فالامر بالنسبة لها لا يعدو كونها لطخت بسمات الكلوب على الرغم من مماطلتها وعلى الرغم من انها لم تمض غير بصيص التورط في احتراف أقدم مهنة في التاريخ, وهي قادمة إلى ابن بلدها لينقذها مما هي تعانيه من وصمة العار الذي تورطت فيها. فحاجتها إليه تتجلى أساسا في من أنه يتكلم اللغة الإسبانية, فوجودها في مجتمع لا تفهم لغته ولا هي تستطيع أن تعبر عن نفسها ولو حتى في ما يدخل في التصريف اليومي للحياة, هو وجودها في سجن حقيقي, سجن بدون جدار تعيق حركتها, لكنه يبقى سجنا ولو في الهواء الطلق. دخلت باهية قبو المغربي وهي تعلم أن ليلتها عنده لن تمضي بسلام , فهي تحمل في تقديرها أنه سيطالبها بممارسة الجنس وهو ما لم يعد يعنيها قط, فهي أصلا لا تملك جسدا منذ أقحمت في الكلوب واستثمر جسدها لصالح ثلة من النخاسين الجدد, لكن باهية فوجئت أخيرا بما يجعلها تسمي المهاجر ب«المكرد » (تعني المقسم جسديا بعاهة) الذي بقي حتى الآن معاشرا لذاكرتها, تقول باهية, بانها لم تكن مهتمة لا بسكناه ولا بخصوصياته, كان غرضها الحقيقي أن يذهب معها في الصباح إلى الحرس المدني لكي تقدم تظلمها وتنتقم لنفسهاعلى الأقل حتى لا يحسب على أنها لم تفعل شيء في مأزقها, كانت تنتظر أن يتكرم المهاجر ويتركها تعد شيئا من الأكل المغربي الذي لم تتذوقه منذ التحقت بإسبانيا, فتوجهت مباشرة إلى المطبخ لتجده خاليا إلا من بعض المسبرات وقليل من الطماطم, والبيض, بدا من صديقها هذ أنه يعيش تقشفا ابديا على طريقة الزهاد, ثم عدلت عن تهيئ العشاء, ثم سألته عما إذا كان يستطيع تهيئ الشاي المغربي, فأجابها بالإيجاب, ودخل إلى المطبخ وهيأ إبريقا من الشاي ومأدبة من خليط البيض والطماطم, بعد أن أكلا مال عليها بالقبل وفاض عليها بالجنس دون انقطاع, تتذكر باهية تلك الليلة,بكثير من التقزز, وتارة تضحك من سذاجة المكرد الذي اعترف لها بأنه يحبها, لكنها ردته ضاحكة بالقول :
─ كيف يعشق المغاربة امرأة خرجت من توها من دور البغاء, لا تخدعني, قل لي فقط, من أين تأتيك هذه القوة الجنسية رغم ما فيك من المجاعة التاريخية؟ لقد أتعبتني وأنا لا أستطيع المزيد
لم ينبس المكرد بشفتة ومال للنوم معتذرا لها عن شبقيته المتوحشة, ثم تذاكر بعد برهة ليخبرها بأنه لم يمارس الجنس مدة طويلة, لأن موسم التبغ انتهى منذ فترة , ومنذ ذلك الوقت لم يجد عملا ثم أن وضعيته المالية فرضت عليه نوعا من التقشف.
في الصباح ذهبا إلى المقهى لتناول وجبة فطور, خلالها كان المكرد صامتا يدخن سيجارته بهدوء, وعند انتهائهما من الوجبة أمرها بالذهاب, ثم حاول أن يقول شيئا إلا أن باهية صدته قائلة:
─ أرجوك لا أريد المزيد من المبررات لقد حسبتها جيدا عندما قبلت مصاحبتك, كانت مقايضة حقيقية وبقي فيها أن تلتزم أنت بواجبك
─ نعم نحن الآن ذاهبان إليهم, أريد فقط أن أنبهك بأني لا أريد أن أتورط في مشكل, تحديدا لا أريد أن يعرف صاحب الكلوب أني أنا من صاحبك إلى مقر الحرس المدني
─ إطمئن أنا أصلا لا أتكلم الإسبانية كي أعبر على ذلك.
دخلا مقر الحرس المدني , استقبلهما شخص في الباب متسائلا عما يريدونه, فأخبرهما المكرد بأنها تريد تقديم تظلم, وأنه جاء معها ليترجم, دخلوا معا إلى مكتبه , أمرهما بالجلوس , ثم توجه إليها بالسؤال:
─ نعم, أنا أسمعك, سيدتي
ضحكت من كلمة سيدتي, لكنها تداركت لتقول بكلام فاجر مما تعلمته في الكلوب:
─ وعدونا بالعمل هنا في أحد الفنادق وعندما وصلنا هنا أجبرونا على ممارسة الدعارة في الكلوب,
كان هذا مغزى ما كانت تريد أن تقوله, وهو ما لم تتمكن فيه مما فجر موجة عارمة من الضحك من كل الموظفين في القاعة, ثم تقدم الرجل بالسؤال إلى المكرد, ليشرح له ماذا تريد السيدة أن تقوله, حيث هم بترجمة قولها,ترجم القول بنفس فجور الكلوب الذي نطقته باهية, إذ ذاك فهم رجل الحرس أن المكرد أيضا لا يتقن الإسبانية, فأمرهم بالإنتظار في القاعة المخصصة لذلك ريثما يلتحق بهم مغربي أخر يتقن اللغة. كان الترجمان يسمى مصطفى من منطقة بن مسكين ( ذكرت اسمه الحقيقي هنا لأن صاحبة الإعتراف أرادت ذلك كرد جميل منها لما ساعدها فيه ) حيث ترجم الوقائع كلها منذ مجيئها من المغرب حتى هذا اليوم, كما أنه شجعها على قول كل شيء دون تحفظ أمام رجال الأمن كما طمأنها على أنها لن يقع لها مكروه رغم عدم توفرها على الوثائق الرسمية للإقامة بإسبانيا وهكذا تم الأمر , خرجت دورية من الحرس المدني إلى الموقع واعتقلوا من اعتقل كما حضرت جرافة لهدم الكلوب (هذه ملاحظة لم أشر إليها سابقا هو أن الكلوب يقع خارج مدينة خيريس لذلك كان أمر هدمه سهلا) لكن ومع كل ذلك لم يقم الحرس المدني سوى بعملية إطفاء النار قبل أن تبتلع الكثير من الرؤوس, بحيث لم تكن هناك عملية متابعة للأشخص المتورطين ولا حتى الذين اعتقلو, كما أن باهية لم تكن تدرك في أمور القوانين لتطالب بحقوقها بل كانت فرحتها وقتها أنها تخلصت من شبح النخاسة .
في الجزء القادم تفاصيل أخرى واعتذر من القراء عدم إكمال هذا الملف لأنه يلزمني نوع من التحقيق في الموضوع



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعترافات مومس
- عندما يطفو علينا نهيق العلماء
- دردشة على رصيف الأزمة
- حقيقة الوجود بين ماركس ونيتشة
- نسقية المجتمعات الكلبية
- لوكنت الشجر لاشتعل الجحيم
- حول علمية الماركسية ﴿3)
- حول علمية الماركسية (2)
- في علمية الفكر الماركسي (1)


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- الروبوت في الانتاج الراسمالي وفي الانتاج الاشتراكي / حسقيل قوجمان
- ظاهرة البغاء بين الدينية والعلمانية / صالح الطائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس - عذري مازغ - اعترافات مومس (2)