أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - هل اتّحاد الأديان ممكن؟ وإذا كان ممكنًا فكيف يحدث؟ ومتى يحدث؟ حوار في سؤال وجواب بين حضرة عبدالبهاء(مركز العهد والميثاق للعقيدة البهائية)-وبين أحد الأساقفه














المزيد.....

هل اتّحاد الأديان ممكن؟ وإذا كان ممكنًا فكيف يحدث؟ ومتى يحدث؟ حوار في سؤال وجواب بين حضرة عبدالبهاء(مركز العهد والميثاق للعقيدة البهائية)-وبين أحد الأساقفه


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يحدث ذلك حينما توضع التّقاليد جانبًا وحينما توضع حقائق الكتب المقدّسة نصب العين ولكنّ سوء التّفاهم موجود الآن فعندما يزول سوء التّفاهم وتزول التّقاليد يحصل الاتّحاد ولقد تكلّمت في كنيس لليهود في سان فرانسيسكو أمام ألفي شخص وقلت: "أريد أن أقول لكم أمرًا وأرجوكم أن تصغوا إليّ حتّى أكمل بياني وبعد ذلك اعترضوا إن كان لديكم اعتراض. لقد مضت ألفا سنة كنتم فيها على معارضة واختلاف شديدين مع المسيحيّين في حين أنّه له لو تحرّيتم الحقيقة لما بقيت الحال كذلك وقد حصل ذلك من سوء التّفاهم فأنتم تظنّون أنّ حضرة المسيح كان عدوًّا لحضرة موسى وأنّه كان هادمًا لشريعة التّوراة وأنّه قضى على التّوراة ولكنّنا الآن يجب أن نتحرّى الحقيقة هل إنّ هذا القول يطابق الحقيقة أم لا؟ فعندما نتحرّى الحقيقة نرى أنّ المسيح ظهر عندما لم يكن النّاس يعملون بأحكام التّوراة كما أنتم تعتقدون ذلك وظهر عندما انهدم أساس الشّريعة وكان بختنصّر قد جاء وأحرق جميع التّوراة وأسر اليهود وفي المرّة الثّانية جاء الإسكندر اليوناني وفي المرّة الثّالثة جاء طيطوس القائد الرّوماني فقتل اليهود ونهب أموالهم وأسر أطفالهم ففي مثل هذا الوقت ظهر حضرة المسيح وكان أوّل ما قاله: "إنّ التّوراة وإنّ موسى رسول الله وإنّ هارون وسليمان وداود وإشعيا وزكريّا وجميع أنبياء بني إسرائيل كانوا على حقّ. ثمّ نشر حضرته التّوراة في آفاق العالم وقد مرّت على التّوراة ألف وخمسمائة سنة لم تتجاوز فيها حدود فلسطين لكنّ حضرة المسيح نشر التّوراة في آفاق العالم ولو لم يكن المسيح موجودًا لما وصل اسم موسى والتّوراة إلى أمريكا. وقد ترجم اليهود التّوراة مرّة واحدة خلال ألف وخمسمائة سنة أمّا المسيح فقد ترجمها ستّمائة مرّة فأنصفوا الآن هل كان المسيح صديقًا حميمًا لموسى أم كان عدوًّا لدودًا؟ تقولون إنّه نسخ التّوراة وأقول أنا إنّه روّج التّوراة والوصايا العشر والمسائل الّتي كانت تتعلّق بعالم الأخلاق ولكنّه غيّر بعض الأحكام وهو أنّه لا يجوز قطع اليد لسرقة دينار واحد ولو يفقأ إنسان عين إنسان لا يجوز أن تُفقأ عينه وإن كسر إنسان سنّ إنسان فيجب أن لا تُكسر سنّه. فهل يمكن الآن قطع يد إنسان من أجل مليون؟ أو هل يمكن فقء عين بدل عين أخرى أو كسر سنّ بدل سنّ أخرى؟ فأجابني الحاضرون: "كلاّ" فقلت لهم: "إذن فحضرة المسيح قد ألغى من الشّريعة كلّ ما لم يكن مقتضيًا للزّمان ولم يرغب حضرته في هدم التّوراة وأنت تعترفون أيضًا أنّ هذه الأحكام لا تناسب الزّمن الحاضر. ثمّ إنّ المسيحيّين يقولون إنّ موسى كان نبيّ الله وإنّ هارون وأنبياء بني إسرائيل كانوا أنبياء الله وإنّ التّوراة كانت كتابًا إلهيًّا فهل في قولهم هذا ضرر يصيب دينهم؟ فأجابني الحاضرون: "كلاّ" فقلت إذن أنتم أيضًا قولوا مثل هذا: إنّ المسيح كان كلمة الله وعندئذٍ لا يبقى اختلاف بينكم وبين المسيحيّين فلقد تحمّلتم الذّلّة ألفي سنة من أجل هذه الكلمة مع أنّ حضرة موسى لم يكن لديه صديق كحضرة المسيح"؟
وخلاصة القول إنّ سوء التّفاهم بين الأديان هو السّبب في الاختلاف وعندما يرتفع سوء التّفاهم هذا وتزول التّقاليد يحصل الاتّحاد وإنّ النّزاع القائم بين الأديان اليوم إنّما هو حول الألفاظ وجميع الأديان تعتقد بحقيقة فائضة واحدة هي الواسطة بين الخلق والخالق ويسمّي اليهود هذه الحقيقة موسى ويسمّيها المسيحيّون المسيح ويسمّيها المسلمون محمّدا ويسمّيها البوذيّون بوذا ويسميها الزّرادشتيّون زرادشت ولم يرَ كلّ واحد منهم نبيّه بل سمع باسمه إنّما الكلّ يعتقدون أنّ من الواجب وجود حقيقة كاملة تتوسّط بين الخلق والخالق ولكنّ نزاعهم فيدور حول الألفاظ وإلاّ فالحقيقة واحدة فلو وصفنا لليهود تلك الواسطة وتلك الحقيقة لقالوا إنّ الوصف صحيح وإنّ الاسم الموصوف هو موسى ولو وصفنا هذه الحقيقة لكلّ إنسان لتمسّك بها باسم نبيّه ولذلك فهم يتنازعون حول الاسم مع أنّهم كلّهم متّحدون ومؤمنون حول المعنى وحول الحقيقة. فاليهود مؤمنون بالمسيح وهم لا يعلمون أنّهم مؤمنون بالمسيح وأنّ نزاعهم هو حول الاسم.
وخلاصة القول إنّه مضت عدة آلاف من السّنين والنّزاع والجدال مستمرّان بين البشر وسفك الدّم وشرب الدّماء مستمرّان والآن يكفي كل هذا فيجب أن يكون الدّين سبب الألفة والمحبّة وسبب الوحدة والوفاق. وإذا أصبح الدّين سبب العداوة فاللاّدينيّة خير وأولى. لماذا؟ لأنّه ليست له نتيجة بل ينتج نتيجة معكوسة.
ولقد أرسل الله الأديان كي تكون سبب الألفة والمحبّة بين الخلق ولم يفدِ حضرة المسيح روحه من أجل أن يقول النّاس إنّه كلمة الله بل فدى نفسه من أجل أن ينال العالم الحياة الأبديّة ولهذا تفضّل: "إنّ ابن الإنسان جاء ليهب الحياة للعالم" لكنّ هذا الأساس نسي وسادت التّقاليد واشتهرت ألفاظ الابن والأب والرّوح القدس ونسي الأساس الأصليّ. وتفضّل المسيح: "من لطمك على خدّك الأيمن فحوّل له الآخر أيضًا" فأيّة مناسبة بين هذا البيان المبارك وبين وقائع البلقان؟ وأيّة علاقة بينه وبين نزاع الكاتوليك والبروتستانت الّذي قتل فيه تسعمائة ألف شخص؟ راجعوا التّاريخ لتروا ماذا حدث. وأيّة علاقة بين هذه الحوادث وبين بيان حضرة المسيح إلى بطرس. "ردّ سيفك إلى مكانه"؟ إذن فيجب علينا أن نتمسّك بأساس الدّين الإلهيّ حتّى لا يبقى أيّ اختلاف بيننا. (من خطب حضرة عبد البهاء في بيت الاسقف مينا في حضور جمع من الأساقفة والأساتذة المشهورين في باريس ليلة 17 شباط 1913 )



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خاتم النبيين-وأبدية الرسالات الإلهية
- سؤال- إلى كم تنقسم أخلاق النّوع الإنسانيّ ومن أين جاء هذا ال ...
- براهين روحانية
- يا أهل العالم إلى متى هذا الهجوع والسّبات، وإلى متى النّزاع ...
- البهائية وقضايا إجتماعية- التطور الاخلاقي
- البهائية وقضايا إجتماعية -ازدهار العالم الانساني
- البهائية وقضايا إجتماعية -حقوق الانسان-المرأة والسلام
- البهائية وقضايا إجتماعية-التعصُّب نار تحرق العالم
- الدين العالمي
- الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي-النظم الإدراي و مرجع ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أ ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي -مقدمة عن النظم الاد ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(3/3)
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(2/3)
- الرؤية لعالم مُتّحد-1/3
- هاتوا برهانكم -(3/3)
- هاتوا برهانكم -كمال الخطّة الإلهية الأصلية- (2/3)
- هاتوا برهانكم - (1/3)


المزيد.....




- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها
- يهود أفريقيا وإعادة تشكيل المواقف نحو إسرائيل
- إيهود باراك يعلق على الهجوم الإيراني على إسرائيل وتوقيت الرد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - هل اتّحاد الأديان ممكن؟ وإذا كان ممكنًا فكيف يحدث؟ ومتى يحدث؟ حوار في سؤال وجواب بين حضرة عبدالبهاء(مركز العهد والميثاق للعقيدة البهائية)-وبين أحد الأساقفه