أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالمنعم منصور على الحر - العلاقات المصرية الايرانية (الجزء الثاني)















المزيد.....



العلاقات المصرية الايرانية (الجزء الثاني)


عبدالمنعم منصور على الحر

الحوار المتمدن-العدد: 2845 - 2009 / 12 / 1 - 00:35
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


العلاقات المصرية الايرانية (الجزء الثاني)
الاحتلال الامريكى للعراق والمشروعات الامريكيه لاعاده تشكيل اقليم الشرق الاوسط
يمثل الاحتلال الامريكى للعراق احدى ابرز القضايا الاقليميه التى أثرت بلا شك على العلاقات المصريه الايرانيه , ويسعى هذا المبحث الى الاجابه عن التساؤل التالى : ما هى الرؤيه المصريه والايرانيه للاحتلال الامريكى للعراق والمشروعات الامريكيه , وكيف انعكست تلك الرؤيه على سياسات كل منهما ؟ .
احدث الاحتلال الامريكى تداعيات كبيره على النظام الاقليمى العربى بأكمله , حيث شكلت واقعه احتلال العراق ازمه بالغه الخطوره يواجهها النظام العربى , خاصه مع امتدادها الى التاثير على موازين القوى فى منطقه الشرق الاوسط بشكل شديد السلبيه وعلى الادوار الاقليميه للدول العربيه الرئيسيه
بالاضافه الى الوجود المباشر لقوى اجنبيه فى اقليم الشرق الاوسط متمثله فى الولايات المتحده الامريكيه , ولقد شهد النظام العربى تخبطا واضحا فى التعامل مع حدث خطير تجاوز اسقاط نظام عربى الى تدمير مقومات الدوله العراقيه , حيث انعكس ذلك فى قبول ضمنى بالامر الواقع وبالعمليه السياسيه التى دشنتها سلطات الاحتلال فى العراق على اسس طائفيه ,ولقد ادى هذا الى تحقيق هدف من اهداف الاحتلال وهو عزل العراق عن هويته العربيه ووضعه خارج المعادله الاستراتيجيه فى منطقه الخليج وخارج نطاق ميزان القوى العربى الاقليمى ,بالاضافه الى انه تمكنت دوله جوار جغرافى – وهى ايران – من اكتساب نفوذ متنام داخل العراق , بشكل اصبحت معه طهران تمثل رقما صعبا فى المعادله العراقيه يصعب تجاهله
بينما استمر العرب على مدى اكثر من خمس سنوات مختلفين حول كيفيه التعاطى المشترك مع المسأله العراقيه , بدعوى ترك الاحتلال الامريكى لتدبر امره , او بدعوى عدم التورط فى المستنقع العراقى
لكن يجدر بنا التساؤل عن دوافع واسباب التدخل العسكرى الامريكى فى العراق , ويمكن القول فى هذا الصدد ان هناك رؤيتان لدوافع التدخل العسكرى الامريكى فى العراق فى مارس سنه 2003 , تدور الاولى حول الدوافع للسيطره على النفط , بينما تركز الثانيه حول السعى الامريكى نحو الهيمنه الاستراتيجيه .
بالنسبه للرؤيه الاولى نجد ان الكثير من المحللين قدموا تفسيرات مفادها تأكيد الرغبه الامريكيه فى السيطره على النفط وقد كان الرأى اعتقادا من ان التدخل الامريكى فى العراق سيكون سببا لانخفاض اسعار النفط بعد استكمال السيطره على النفط العراقى الذى يكتسب اهميه استراتيجيه كبري فى التخطيط السياسى الامريكى وفى هذا السياق يجدر الاشاره الى انه عندما صرح لورانس ليندساى , حينما كان يشغل منصب مستشار الرئيس الامريكى للشئون الاقتصاديه فى اكتوبر 2002 , بان النفط هو الهدف الرئيسي
لمساعى الولايات المتحده لشن هجوم عسكرى ضد العراق , فأن ذلك كان يشكل صراحه غير معتاده من المسئولين الامريكيين حول الهدف الرئيسى والحقيقى من الحمله الامريكيه العدوانيه ضد العراق , بعيدا عن الاهداف الدعائيه المعلنه حول نزع اسلحه العراق او اسقاط نظام صدام لبناء نظام ديمقراطى, وغيرها من الادعاءات الامريكيه التى تدرك الاداره الامريكيه قبل غيرها انها غير صحيحه

ومما يؤكد ذلك ايضا الدراسه الصادره عن معهد بيكر للسياسه العامه التى رأت ان احدى النتائج البعيده المدى لاحداث 11 سبتمبر 2001 هى وعى الولايات المتحده بضروره الاتجاه لتكثيف البحث عن مصادر جديده لواردتها النفطيه , وانه ما لم يحدث تغيير جذرى فى سياسه الاستثمار النفطى فى العراق , فانه لن يكون هناك بديل سريع لما تملكه المملكه العربيه السعوديه من احتياطات نفطيه , اذا ما تنامى العداء للولايات المتحده وحدث اى تحول داخلى فى المملكه .
فى مقابل هذا المنظور , يوجد اتجاه اخر يرتكز فى رؤيته على ان النفط لم يكن المحفز الرئيسى الذى دعا واشنطن الى القيام بعمليه الاحتلال للعراق , وينطلق هذا الرأى من حساب تكلفه الاحتلال التى تجاوزت 200 مليار دولار خلال السنوات الثلاث الاولى مضافا اليها تكلفه ارتفاع النفط بواقع متوسط 30 دولار على اقل تقدير فى السنوات الثلاث الاولى من الاحتلال
من ثم يرى هذا الاتجاه ان الدافع الرئيسى لاحتلال العراق هو تحقيق الهيمنه الاستراتيجيه على منطقه الشرق الاوسط ضمن مسار المصالح السياسيه لواشنطن والذى تنشده خلف ستار مشروعها للشرق الاوسط الجديد ويتلخص رأى هذا الفريق فى ان الولايات المتحده لها خطه موسعه للهيمنه على العالم , خاصه منطقه الشرق الاوسط ومن استحقاقات هذا التخطيط تحقيق السيطره المباشره على العراق لبناء قواعد عسكريه بديله لمواقعها مع السعوديه التى شابت علاقاتها مع امريكا بعض الخلافات , علاوه على ان العراق يقع فى قلب بؤره المصالح لكونه متاخما لدول الخليج وايران وسوريا وتركيا , وكل تلك الدول لها اهميتها فى اجنده الهيمنه الامريكيه المستقبليه
يضاف الى ما سبق ان الولايات المتحدة ترى ان النظام العراقى وما يمتلكه من اسلحه الدمار الشامل بات يمثل تهديدا حقيقيا لأمن اسرائيل , لاسيما ان العراق سبق ان قصف اسرائيل ابان حرب الخليج الثانيه وقبلها بفتره محدوده اطلق صدام حسين تهديدا بحرق نصف اسرائيل بالاسلحه الكيماويه
اذن هناك تعدد فى الرؤى بخصوص دوافع التدخل الامريكى العسكرى فى العراق ولا يمكن كذلك اغفال دور المحافظين الجدد نحو الحرب فلقد جاء استهداف العراق ضمن رؤيه نجح المحافظون الجدد فى اقناع الرئيس الامريكى بها رغم معارضه جناح باول لها , فالعراق هى الخطوه الاولى نحو تنفيذ الهدف الرئيسى وهى اعاده رسم خريطه الشرق الاوسط على اسس جديده تماما
والمنطق وراء الفكره هو ان النظم الديكتاتوريه فى العالم العربى هى المسئوله من خلال القهر وسوء الاحوال الاقتصاديه عن تفريخ الارهاب الذى صار يمس الامن القومى الامريكى .
من ثم فأن حمايه الامن القومى الامريكى انما تتطلب اعاده ترتيب شامله لمنطقه الشرق الاوسط وهو ما يبدأ من بغداد . والفكره هنا تقوم على نظريه الدومينو نفسها التى برزت اثناء المواجهه مع السوفيت ولكن معكوسه . ففى زمن الشيوعيه كانت فكره الدمينو تستخدم للتدخل فى اى منطقه فى العالم يصل لها النفوذ السوفيتى لئلا يؤدى ذلك النفوذ لوقوع دول اخرى فى براثن الشيوعيه.
اما هذه المره فالمطلوب ان تتدخل الولايات المتحده لاحداث التداعى المطلوب لا وقفه , فبمجرد السيطره على العراق والاطاحه بنظام صدام حسين واقامه حكم ديمقراطى فى العراق , فأن النظام الجديد سوف يمثل تحديا قويا لباقى النظم العربيه , فتنتقل عدوى التحرير اليها , الامر الذى سيحدث انقلابا فى المنطقه يكون بالضروره فى صالح الولايات المتحده الامريكيه.
وترى الباحثه انه لا يمكن الاستناد الى احد التفسيرات او الرؤى واستبعاد الاخر , لان كلا من النفط والرغبه فى الهيمنه الاستراتيجيه قد يشكلان معا تفسيرا للتدخل الامريكى فى العراق والذى انتهى باحتلاله.
وبما ان الاحتلال كان سببا مباشرا فى اثاره الفوضى وخلط الاوراق داخل العراق , نجد انه يثور سؤال بديهى حول موقف الساسه العراقيون من الاحتلال , خصوصا من تولى منهم السلطه؟
يمكن القول انه منذ وقوع الاحتلال وسقوط بغداد فى ايدى القوات الامريكيه فى 9 ابريل 2003 , يصر الساسه العراقيون على ضروره بقاء الاحتلال حفاظا على استقرار العراق وحتى تكتمل قدرات العراق الذاتيه ويتمكن من اداره اموره معتمدا على ذاته , وهو ايضا الموقف الذى تبنته معظم الدول العربيه فى العامين الاولين للاحتلال
لذلك من المثير للتساؤل انه باستثناء التيار الصدرى داخل العراق وسوريا , وايران من خارجه , فأن الدعوه للانسحاب بدأت من داخل الولايات المتحده الامريكيه , وليس من جانب العراق او اى دوله عربيه مع ملاحظه ان الدافع الاساسى وراء تبنى اوساط امريكيه متعدده تلك الدعوه هو المصلحه الامريكيه وليست العراقيه , وذلك بفعل الخسائر البشريه المتزايده التى يتكبدها الجيش الامريكى بين صفوفه العامله فى العراق ,فضلا عن الانتكاسات المتتاليه التى حققتها الاستراتيجيات والخطط وغيرها من صيغ التعامل مع الملف العراقى بواسطه الاداره الامريكيه , الامر الذى انتقص كثيرا من رصيد الاداره , خصوصا رئيسها جورج بوش الابن سواء شعبيا فى استطلاعات الرأى العام او مؤسسيا لدى الكونجرس
هذا بالاضافة الى خلق مشكلة اخرى وجدت فى العراق نتيجة للاحتلال وهى الانقسامات العرقية والطائفية فى العراق ,فالغزوالامريكى – البريطانى اعتمد على انتهاج سياسات تمييز عرقية ( لصالح الاكراد) وطائفية ( لصالح الشيعة) ضد السنة بأعتبارهم عماد نظام صدام حسين لتيسير فرص نجاح المشروع الامريكى فى العراق بالسيطرة عليه واحتلاله .فقد اعتمد النظام "الطائفيه السياسيه لحكم العراق ابتداء من تأسيس " مجلس الحكم الانتقالى ,واعطى فرصا تميزيه للشيعة وللاكراد على حساب السنة فى هذا المجلس وكل ما أعقبه من حكومات , وجاء النص الدستورى الجديد الذى قام فيه السفير زلماى خليل زاد بدور اساسى فى صياغة مبادئه , وبالذات الطائفية والفدراليه وتهميش عروبة العراق , ليهدد العراق بخطرين: خطر الاحتقان الطائفى الذى يمكن ان يتحول العراق الى حرب اهلية فى أى لحظه , وحطر تقسيم العراق فى وقت فيه متغير القوى الاسىلاميه السلفيه المنتميه الى تنظيم القاعدة ليفاقم من هذين الخطرين , حاصة فى ظل تنامى النفوذ الايرانى القوى وتورط المليشات الشيعيه العراقية المدعومة من ايران فى جرائم قتل على قاعدة الطائفيه مثلها مثل قوات تنظيم القاعدة التى اشتهرت باسم قوات ابو مصعب الزرقاوى التابعه لتنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين وهكذا وجد العراق نفسه تحت الاحتلال من ناحيه وتدخل ايرانى سافر من ناحيه اخرى وغياب عربى واضح من ناحيه ثالثه , والمحصله هى تنامى عمليه الفرز الطائفى والعرقى وبروز الطائفيه الساسيه كمرتكزاساسى للسياسه والحكم فى العراق وايضا بغياب مرجعيه الدوله التى دمرها الاحتلال الامريكى مع مؤسساتها , عاد العراقيون وربما اضطرارا الى مرجعيات تقليديه كانت موجوده من قبل , لكنها لم تكن بديلا عن الدوله ذات البعد الشمولى , مثل المرجعيه الدينيه " المذهبيه والعشائريه والجهويه وغيرها.
اذن كرس الاحتلال المذهبيه والطائفيه فى العراق والحساسيه بين الطائفه الشيعيه ذات الاغلبيه السكانيه فى البلاد سواء ذات الاصول العربيه او الفارسيه , والطائفه السنيه ذات الاصل العربى , فمثلا" استعانت الاداره الامريكيه قبل الغزو واثنائه وبعد اتمامه بعديد من الرموز السياسيه والدينيه الشيعيه ودفعها الى مقدمه المشهد العراقى فى ظل غياب ملحوظ لهذه الطائفه السنيه " وقد زاد من حدة هذه الحساسيه المذهبيه بين الطائفتين قيام بول بريمر , الحاكم الامريكى المدنى للعراق بتشكيل مجلس الحكم العراقى فى 12 يوليو 2003 والذى اعتبر اعلى هيئه فى البلاد وحظيت فيه الطائفه الشيعيه بثلاثه عشر مقعدا من مقاعده الخمسه والعشرين بينما حصلت الطائفه السنيه العربيه على خمسه مقاعد فقط.
بذلك تتابعت القرارات والاجراءات التى اتخذتها سلطات الاحتلال الامريكيه فى شأن تنظيم اجهزه الدوله العراقيه الجديده , لتسير وفق نفس المنطق الذى فهم من جانب الطائفه السنيه العربيه فى العراق على انه انحياز مسبق وواضح للطائفه الشيعيه واهدار لحقوق سنه العراق العرب , وهو ما مثل الجذر الاول والاوضح لمل ثار بعد ذلك من خلافات وصراعات بين الطرفين .
بالاضافه الى مشكله اثاره العامل المذهبى والطائفى , هناك ايضا مشكله الحكم فى حد ذاتها , فمنذ عام 2003 وحتى الان , تعاقبت انماط من الحكم ووزارات عده والحال مستمر من سئ الى اسوأ ومع الوقت ظهرت مشكلات انهيار الامن الاجتماعى والخدمات وفساد اجهزه الدوله ومرورا بانهيار المصالحه الوطنيه .
كذلك ظهور فكره تقسيم العراق , خاصه عقب تبنى مجلس الشيوخ الامريكى قرار غير ملزم لتقسيم العراق الى ثلاثه اقاليم فيدراليه فى 26 – 9- 2007 . اذن هذه هى المشكلات التى واجهت العراق ولكن بالنسبه للولايات المتحده الامريكيه نجد ان المقاومه العراقيه قد جعلت العراق يتحول بالنسبه للولايات المتحده من نموذج قد تقتدى به باقى دول الشرق الاوسط الى مستنقع للقوات الامريكيه , وزياده عدد القتلى من القوات الامريكيه , مما انعكس على الولايات المتحده داخليا فلقد " بدأ الحديث عن الانسحاب الامريكى من العراق بعد انتخابات مجلس النواب والشيوخ خريف 2006 , وبعد تحول الاغلبيه فى المجلسين من اغلبيه جمهوريه الى اغلبيه ديمقراطيه , وتلا ذلك استقاله دونالد رامفسيلد وزير الدفاع الامريكى , وخروج تقرير بيكر – هاملتون عن العراق داعيا ضمن توصيات اخرى الى خفض القوات هناك تمهيدا للانسحاب التدريجى الكامل , وطالب بنقل المسئوليه الى العراقيين , والتركيز على تدريب الشرطه والجيش العراقى , والاهتمام بمشاريع اعاده البناء.
اذن انعكس المأزق الامريكى فى العراق على الداخل الامريكى ومع ذلك كان رأى الاداره الامريكيه الحاليه على عكس ما ذهب اليه التقرير فى جوانب معينه , فقررت نشر 000, 30 جندى اضافى فى بغداد , ليصل عدد القوات الامريكيه فى العراق الى 000, 160 تقريبا , وبادرت بعمليات عسكريه مركزه للقضاء على عناصر تنظيم القاعده وغيرهم من المسلحين بغرض فرض الامن فى مناطق معينه حول بغداد . وقد ارتبط ذلك بتولى قائد عام جديد للقوات متعدده الجنسيات متمرس فى حرب العصابات – الجنرال ديفيد باتريوس- والاتجاه الى اعطاء زعماء العشائر العراقيه دورا اساسيا فى مواجهه المسلحين , الامر الذى اسفر عن انخفاض ملحوظ فى العمليات الارهابيه .
لكن بصوره عامه , عند الحديث عن فكره الانسحاب , يمكن القول ان الاتجاه السائد داخل الاداره الامريكيه لا يميل الى سيناريو الانسحاب السريع , وبالطبع لا يوجد اتجاه محدد بشأن الانسحاب من العراق خاصه بسبب التغير فى الرئاسه الامريكيه , وكيفيه تعاملها مع الملف العراقى . فالانسحاب من العراق مثل احدى القضايا المؤثره فى الانتخابات الرئاسيه الامريكيه , التى رأها البعض بمثابه استفتاء غير مباشر على خيارى البقاء او الانسحاب , وذلك بسبب الخلاف الشديد الذى كان متواجدا بين مواقف جون ماكين واوباما , لكن بالطبع حسم الامر لصالح اوباما الذى يؤيد الانسحاب خلال فتره وجيزه , خاصه ان اثار المقاومه العراقيه جاءت بنتائج عكسيه لما توقعته الولايات المتحده فى البدايه , فالولايات المتحده كانت تتصور انها تخوض حربا ضد العراق وهى مطمئنه ان العراق لن يصيبها باى ضرر فى المواجهه العسكريه , فمع ان الاحتلال اصبح حقيقه واقعه وتم الاطاحه بالرئيس السابق صدام حسين , الا ان اثار المقاومه احدثت خسائر بالغه اثرت على الولايات المتحده من الداخل.
الرؤيه والسياسه المصريه تجاه الاحتلال الامريكى للعراق :
بعد الحديث العام عن الاحتلال الامريكى , يجدر بنا الاجابه عن التساؤل الخاص بطبيعه الرؤيه المصريه والايرانيه لهذان المحددان , والى اى مدى انعكست هذه الرؤيه على موقف كل منهما ؟
ترك الاحتلال الامريكى للعراق انعكاساته على منطقه الشرق الاوسط بأكملها وكان من الطبيعى ان يكون لمصر رؤيه وموقف تجاه الاحتلال لدوله من اكبر الدول العربيه وهى العراق , لذا من المهم التساؤل عن عناصر هذه الرؤيه وكيف تطورت مع الوقت وما هى المواقف الفعليه التى اتخذتها القياده المصريه ازاء الوجود الامريكى فى العراق ؟
يرى السفير حسين هريدى مساعد وزير الخارجيه ببشئون الاسيويه , " رؤية مصر للعراق رؤيه قوميه تنبع من ايمان مصر الراسخ بجامعة الدول العربيه وذلك فى منظومه الامن القومى العربى, فمصر عارضت الاحتلال الامريكى ومازلت, وموقف مصر الذى ينطلق من بعد قومى انعكس على السياسه الخارجيه المصريه , فبغداد كانت مركز الحضاره الاسلاميه وأى مساس ببغداد يمس بطبيعة الامر هذا الرمز الذى نعتز به كعرب ومسئولين , فما فعلته القوات الامريكيه ذكر بما فعله التتار, ويمكن القول ان مصر رأت الاحتلال الامريكى من منظور اشمل, وهو محاوله لفرض الاراده الامريكيه على دول الشرق الاوسط واستخدام الاراضى العربيه لاحتواء روسيا والصين وترسيخ السيطره الامريكيه على منابع البترول".
فمصر ادركت انه كانت هناك نيه لتكرار التجربه مع دول أخرى فلأول مره فى تاريخ العلاقات الامريكيه العربيه يحدث هذا الاحتلال الذى استهدف مواطنين عرب ومسلمين
كما رأت مصر ان التحرك المنفرد فى مواجهه الاحتلال الامريكى للعراق , لن يجدى فالمطلوب هو التحرك الجماعى الذى يقوم فى شق منه على التنسيق الاقليمى ووضع عدد من المبادئ التى تشكل هاديا فى التعامل مع الوضع العراقى , وفى شق اخر على التنسيق مع الولايات المتحده باعتبارها صاحبه اليد الطولى فيما يجرى فى العراق .
ويمكن استخلاص الرؤيه المصريه العامه للوضع فى العراق من خلال النظر الى مجموعه المبادئ العامه التى تم اعلانها فى الجامعه العربيه ( بيان صدر فى 21 ابريل 2006 ) :
1- التأكيد على التزامات العراق تجاه العالم العربى , والتى تتطلب ان يقوم العرب بتأييد التضامن مع العراق بتنوعه الدينى والعرقى . واحترام سيادته وعدم التدخل فى شئونه الداخليه
2- التحذير من العنف الطائفى والذى يقود الى انقسامات اجتماعيه وسياسيه تضر بأستقرار العراق , ويطلب من القاده العراقيون أن يقفوا ضد هذه المظاهر بكل الاساليب الممكنه.
3 - التأكد على ضرورة بذل مزيد من الجهود لتشكيل حكومة وحده وطنيه تعكس توقعات الشعب العراقى فى الاستقرار والتقدم.
كان من ضمن المبادئ التى تؤمن بها القياده المصريه هى عدم التدخل فى الشئون الداخليه للدول, وفى هذا السياق نجدر بالاشاره الى بيان الرئيس حسنى مبارك فى ( 29 مارس 2003) الذى ذكر فيه أن مصر حرصت منذ بداية الازمه العراقيه على التمسك بعدد من المبادئ الرئيسيه, المتمثله رفض محاولات التدخل فى تغير أنظمة الحكم بالقوه , أنطلاقا من ان نظام الحكم هو شأن داخلى تختص به كل دوله , آخذه فى الاعتبار خصوصيتها الثقافيه والدينينه والاجتماعيه وتطورهاالسياسى والاقتصادى و ودون تدخل خارجى لفرض نمط أو نموذج بعينه.
اذن فالرؤيه المصريه ترفض تغيير النظم بالقوه وتؤكد على رفض العنف الطائفى والانقسامات السياسيه , كذلك ينطلق الموقف المصرى من انه عندما تكون القياده المصريه غير متحيزه وغير متداخله فى المشكلات الداخليه فى العراق بشكل كبير, فهذا سيجعل علاقتها طيبه بكل الاطراف , وهناك اتصالات بين مصر والقوى العراقيه المختلفه نتيجة لذلك . فماذا عن رؤيه ايران للاحتلال الامريكى ؟
تجدر الاشاره فى البدايه الى أن علاقات ايران بالعراق ذات جذور قديمه وان العلاقه بين النظامين السياسيين فى ايران والعراق, كانت دائما وعلى مر التاريخ تتسم بالتنافس والعداء الذى تحول فى فترات تاريخيه الى صراع مسلح, الا ان السياسه الايرانيه تجاه العراق قد شهدت تطورا غير مسبوق, خاصة منذ سقوط النظام السياسى البعثى عام 2003 والاحتلال الامريكى للعراق, حيث بدات مرحله جديده من التأثير الايرانى داخل العراق ليس فقط داخل مؤسسات نظام الحكم الجديد أو التنظيات السياسيه التى هيمنت على الحياه السياسيه, ولكن كذلك بالتعامل مع القاطاعات الشعبيه والمراجع المذهبيه الشيعيه بحث يرى بعض المتابعين للشان العراقى , ان ايران استفادت من الغزو الامريكى للعراق اكثر من الولايات المتحده نفسها . وهنا يجدر التساؤل عن عناصر الرؤيه الايرانيه تجاه الاحتلال الامريكى أو الوضع فى العراق بعد الاحتلال:-
يمكن القول أن الرؤيه الايرانيه استندت الى العناصر الاتيه:-
1 - ضرورة انهاء الاحتلال الامريكى
2 - ضرورة تكوين حكومة عراقيه
3 - اعتبار أن مايحدث فى العراق ماسا بالأمن القومى الايرانى المباشر نتيجة الحدود الجغرافيه
المشتركة.
4 - ان امتلاك النفوذ والتأثير داخل النظام السياسى للعراق الجديد يحقق المصلحه العليا لايران
ويفيده فى مواجهة الطوق الامريكى المحيط بها.
5 - انه لكى يتم القضاء على أية تهديدات مستقبليه لايران من جانب العراق, يحب ان تسيطر
القوى الشيعيه على الحكومه المركزيه فى بغداد وعلى كافة مؤسسات الحكم خاصة
العسكريه
6- لابد من وجود حكومه مركزيه ضعيفه الى الدرجه التى تحول دون تبلور اى نظام سياسى مركزى قوى فى العراق يمكن ان ينافس ايران , وبالصوره التى تمنع انفصال اجزاء من العراق خاصه الاقليم الكردى , حتى لا يغرى ذلك اكراد ايران بالانفصال .
7- رغبه ايران فى لعب دور اقليمى , فيمكن القول ان سقوط بغداد فى التاسع من ابريل 2003 وغياب النظام العراقى , اتاحا لايران فرصه لتنفيذ رغبتها فى الظهور بمظهر الدوله الاقليميه وان تقوم بدورها فى حمايه مصالحها على النحو الذى تراه .
اذن ترفض ايران احتلال العراق , ولكنها فى نفس الوقت صاحبه رؤيه خاصه بالاوضاع فى العراق تتوائم مع مصالحها , وهو ما تؤكده مجموعه من التصريحات الرسميه الايرانيه حول الاوضاع فى العراق , فعلى سبيل المثال نجد ان هناك تصريحات للرئيس السابق رفسنجانى فى 20-1-2003 , 8- 2- 2003 ترى فى الوجود الامريكى فى الخليج اسوأ من اسلحه الدمار الشامل لصدام حسين , ونحن نؤيد بحزم ازاله اسلحه صدام حسين ونعارض بحزم الوجود الامريكى فى المنطقه , ولا يمكننا ان نثق بالقوى الاجنبيه , واسوأ حل هو ان تؤدى الاحداث الى اقامه دكتاتوريه مواليه للامريكيين فى العراق " , وصرح رئيس ايران السابق محمد خاتمى ان الاحتلال اسلوب غير مناسب واهانه للشعب العراقى والدول المجاوره وللعالمين العربى والاسلامى , اذن تنبع الرؤيه المصريه والايرانيه من فكره رفض الاحتلال للعراق ولكن هناك ابعاد مختلفه بالنسبه للمصالح الايرانيه ونفوذها فى العراق , قد تباعد بينها وبين مصر , واذا كانت الابعاد السابقه تمثل الرؤيه المصريه والايرانيه تجاه الاحتلال الامريكى للعراق , فأنه
يجدر بنا التساؤل عن السياسات المصريه والايرانيه تجاه الاحتلال , وهل اتسمت بالثبات ام تطورت مع الوقت ؟
يمكن القول ان مصر شأنها شان عديد من الدول العربية والاقليميه , اتبعت سياسة تجاه الاحتلال الامريكى للعراق تطورت عبر عدة مراحل على النحو التالى:
1 - مرحلة الانتظار والترقب مع التأكيد على وحدة العراق وضرورة انهاء التواجد الاجنبى العسكرى, دون اقصاء لآى طرف لأى سبب كان .
2 - مرحلة التكيف الايجابى مع التطورات السياسيه الجاريه فى العراق, لاسيما بعد يونيو2004,وحيث صدر القرار الدولى 1546 الذى صاغ أسس العمليه السياسيه فى العراق.
فيما يتعلق بالمرحله الأولى يمكن وصفها بمرحلة التكيف السلبى وكانت أبرز عناصر هذه المرحلةان احتلال العراق يعد نقطة فاصله فى تاريخ المنطقه, فانها أول مره تتواجد فيها الولايات المتحده فى المنطقه عسكريا وتحتل بلدا عربيا كبيرا وعنصر رئيسا فى التوازن الاقليمى, وفى هذه المرحله المبكره شعرت مصر ومعها العالم العربى كله مقيد وانه يواجه ضغوطا شديده جدا لاسيما من الولايات المتحده التى طالبت النظم العربيه بأمرين :
1 - الاعتراف بالوضع الجديد فى العراق وتاييده سياسيا بغض النظر عن أى شئ آخر, وقبول ممثلى الحكم الجديد فى الجامعه العربيه, أو بمعنى آخر , اضفاء شرعيه على الاحتلال الامريكى للعراق , وهو ماكان امرآ عسيرا لأنه يتصادم مع ميثاق الجامعه العربيه , وان حدث فكان سيشكل سابقه سلبيه بكل المقاييس.
2 - ان تقوم النظم العربيه بعمل اصلاحات سياسيه واجتماعيه شامله وهنا أعتبرت النظم العربيه انها تواجه تهديدا وجوديا حقيقيا.
ولقد شاركت مصر فى المؤتمر الاقليمى لدول لدول الجوار للعراق فى ابريل 2003, والذى ركزعلى تناول مختلف جوانب المسأله العراقيه فى فترة مابعد صدام حسين, وركزهذا الاجتماع على اجراء مشاورات مبدئيه بشان المسأله العراقيه, واتفق المشاركون على مساعدة الشعب العراقى فى ترتيبات ما بعد الحرب .
ولكن وزير الخارجيه السابق احمد ماهر نفى أن يكون المؤتمر قد تطرق لموضوع ارسال قوة عربيه الى الاراضى العراقيه أو عقد قمة اقليميه لبحث الوضع او تنظيم مؤتمر لفصائل المعارضه لبحث تشكيل حكومه بعد انهيار نظام حكم صدام حسين فى العراق , حيث ان الافضل هو انتظار ما سوف يحدث على الارض .
فى الوقت نفسه , قبلت مصر فى فتره ما بعد صدام حسين اجراء اتصالات مع جماعات المعارضه العراقيه , بعد ان كانت السياسه المصريه تجاه العراق طيله فتره ما بعد حرب الخليج عام 1991 , تقوم على رفض اى تدخل فى الشئون الداخليه العراقيه , ورفض اجراء اى اتصالات مع جماعات المعارضه العراقيه بمختلف تياراتها , " ولقد سببت هذه الخاصيه نتائج سلبيه على الموقف المصرى من ترتيبات ما بعد صدام حسين فى العراق , حيث عانت مصر من الافتقار الى الروابط مع جماعات المعارضه , بل والعجز عن التعرف على توجهات وبرامج هذه الجماعات عن كافه القضايا المتعلقه بمستقبل العراق".
لكن مصر حاولت ان تتلافى هذا النقص من خلال الاتصال بالجماعات العراقيه التى لا يثير الاتصال بها اية حساسيات مثل المجلس الاعلى للثوره الاسلاميه والجماعات الكرديه الرئيسيه وتجمع الديمقراطين المستقلين برئاسه عدنان الباجه جى , وان كان وزير الخارجيه احمد ماهر ( سابقا ) قد اعلن ترحيبه بلقاء " كل من يريد ان نستمع اليه او يستمع الينا ".
وبصوره عامه , يدفعنا هذا الحديث الى وضع الخطوط العامه التى ميزت المرحله الثانيه من سياسه مصر تجاه الاحتلال الامريكى للعراق والتى اتسمت بالتكيف الايجابى ,حيث اتخذت مصر موقفا ايجابيا من الحكومه العراقيه الانتقاليه , والذى عبر عن رؤيه جديده فى التعامل مع الواقع العراقى الجديد , ولكن مع التمسك برفض تحول العراق لكى يكون مصدر التهديد لجيرانه , وابداء المساعده للحكومه الانتقاليه من اجل ضبط الانفلاط الامنى فيه. ولقد بدأ هذا التحول المصرى واضحا فى مظاهر الحفاوه الكبيره التى وجدها رئيس وزراء الحكومه العراقيه المؤقته اياد علاوى فى العواصم العربيه التى زراها وضمت عمان القاهره والرياض والكويت ودمشق, والتى حل بها ضيفا فى النصف الثانى من شهر يوليو 2004 وكان القاسم المشترك بين هذه العواصم العربيه لغه دبلوماسيه ذات طابع تعاونى عال جدا, واستقبال دافئ, واتفاق على تشكيل لجان عليا كما مع مصر والاردن لبحث وتنظيم وتنسيط العلاقات بين البلدين فى المستقبل, والاهم من ذلك وعود بتعاون أمنى لمواجهة التردى الحاصل فى العراق.
ولقد جرت الوعود والاتفاقات من حيث المبدأ على تدريب كوادر وقيادات امنيه عراقيه فى كل من مصر والاردن, اذن حدث نوع من انواع التكيف من مصر تجاه الاوضاع فى العراق , فماذا عن الموقف الايرانى تجاه الاحتلال الامريكى , والى اى مدى اختلف عن الموقف المصرى ؟
يمكن القول ان ايران انتقلت مع الوقت من مرحله رفض العدوان قبل وقوعه , الى مرحله التكيف معه بعدما اصبح حقيقه واقعه , واحد مظاهر هذا التكيف هو الحرص على ان يكون لها موقع قدم فى عراق المستقبل من خلال دعوه الشيعه للتباحث حول دورهم فى مرحله ما بعد سقوط نظام صدام , فلقد وعت ايران منذ وقت مبكر ان الاحتلال الانجلو امريكى اطلق المارد الشيعى من قمقمه , وان اى تصور لترتيب الاوضاع الداخليه فى العراق لا يمكن ان يخلو من دور مقبل للشيعه بما يتفق مع نسبتهم العدديه التى تقترب من 60% من اجمالى السكان , وايران لم تكن ترغب كدوله شيعيه اولا وكقوه اقليميه ثانيا , فى ان تخلى طرفها من ملف الشيعه ولا من احتمالات تطوره .
اذن ايران سعت الى ان تكون فاعله فى العراق , فعلى الرغم من توالى الادانات الرسميه (من طرف خامنئى وخاتمى ورفسنجانى ) والشعبيه ( من قبل رجال الحوزات الدينيه وحسين منتظرى بشكل خاص ) الايرانيه لاحتلال العراق خاصه مع ما قد يتهدد به العتبات المقدسه من مخاطر , فأن ايران شاركت فى اجتماعات الرياض ودمشق التى تعاملت مع الاحتلال كحقيقه واقعه .
ويمكن القول ايضا ان الوجود الايرانى فى العراق له محاور عده للتحرك , وهذا يدفعنا للتساؤل حول ماهيه محاور التحرك الايرانى فى العراق ؟ وهل يقتصر هذا التحرك على البعد الامنى ام ان هناك ابعاد اخرى ؟
فى الواقع ان التحرك الايرانى فى العراق كان له مستوى مباشر تتولى تنفيذه عناصر ايرانيه , ومستوى غير مباشر يدخل فيه القوى والتنظيمات المتحالفه مع ايران , وبالنسبه للحركه الايرانيه المباشره , يلاحظ انها شملت محاور مختلفه وتنوعت بين العسكرى والامنى والاقتصادى .
أ- التحرك العسكرى :
سبق وقد اعلن الرئيس محمود احمدى نجاد ان بلاده مستعده لملئ الفراغ فى العراق , ولقد صرح الرئيس العراقى جلال طالبانى خلال لقائه مع وزير الدفاع البريطانى فى29-1-2007 , قائلا " ان الاخوه الايرانيون ابلغونا انهم على استعداد للتعاون فى مجال حفظ الامن فى العراق , ويؤكدون بذلك وعدهم بايقاف العمليات ضد القوات البريطانيه وبقيه قوات التحالف , وهو ما يمثل دليلا واضحا على الدور العسكرى الايرانى المباشر فى العراق ".
ب- التحرك الامنى :
هناك الكثير من التقارير والتصريحات الصادره لعديده من المسئولين العراقيين , التى تؤكد وجود نشاط وتحرك للمخابرات الايرانيه لفرض نفوذ داخل قطاعات ومناطق متعدده فى العراق , ويؤكد مراقبون للشأن الايرانى فى العراق ان المخابرات الايرانيه والحرس الثورى , هما المحركان القويان للسياسه الايرانيه فى العراق على اعتبار انهما على درايه كامله بالخريطه السياسيه والامنيه فى العراق بعد تعامل مع الواقع العراقى زاد على عشرين عاما , وبهذا الخصوص " اكد رئيس المخابرات العراقيه اللواء محمد الشهوانى , ان عناصر المخابرات الايرانيه تنشط فى العراق بصوره كبيره وتقوم بتنفيذ عمليات امنيه مباشره " .
ج- التحرك الاقتصادى:
قامت ايران بانشاء العديد من الجمعيات والمؤسسات الخيريه , خاصه فى مناطق وسط وجنوب العراق , وفى الاحياء الشيعيه فى بغداد , يتولى ادارتها عناصر من الشيعه العراقيين الذين اقاموا سابقا فى ايران , وتتصدر هذه المؤسسات , مؤسسه اعاده تعمير الاماكن المقدسه الشيعيه التى تتولى اعاده تعمير وتجميل المزارات الشيعيه المختلفه , بالاضافه الى انشاء العديد من المدارس والمستشفيات فى تلك المناطق وامدادها بالكوادر الاداريه والفنيه اللازمه .
اذن هناك محور اقتصادى بالاضافه الى المحور العسكرى والامنى فى التحرك الايرانى نحو العراق , بالاضافه الى العلاقه الايرانيه مع المجلس الاعلى للثوره الاسلاميه , والعلاقه بين النظام الايرانى وحزب الدعوه العراقى , ومقتدى الصدر , وبالاضافه الى التعامل الايرانى مع كافه الاطراف الشيعيه , فأنها حرصت كذلك على التغلغل داخل القطاعات الشعبيه من خلال دعم ما يسمى باللجان الشعبيه , خاصه داخل محافظه البصره , وهى لجان مسلحه تتولى حفظ الامن رغم تسجيلها كمنظمات مجتمع مدنى , وتشمل كافه احياء ومدن المحافظه , ولها مهام اخرى اجتماعيه واداريه .
كذلك يمكن القول " ان الفراغ السياسى الكبير فى العراق قد ملأته القوى الحليفه لايران اكثر من ايه قوى اخرى , بل اننا اذا تصورنا – فى ظل الاداره الامريكيه الحاليه برئاسه اوباما – اى محاوله جاده بتنفيذ انسحاب ما من العراق , فأن ايران سوف تظل هى ايضا الرابحه من هذا الامر ,تماما مثلما هى مستفيده من الوضع الحالى , الذى تنتشر فيه القوات الامريكيه فوق ارض العراق , كرهينه محتمله فى متناول الايرانيين ايضا ".
كذلك فى اطار الحديث عن النفوذ الايرانى فى العراق , يثور التساؤل حول حقيقه الهلال الشيعى , الذى تم الحديث عنه على مستوى الزعماء العرب وكذلك الاكاديميين , فعندما غزت الولايات المتحده العراق عام 2003 , كانت على ثقه بأن بمقدورها ان تقيم فى بغداد نظاما علمانيا مواليا للولايات المتحده على نحو ما فعلت فى افغانستان , ولكن شيعه العراق حققوا مكاسب مهمه فى الخريطه السياسيه العراقيه , ولقد اثار شبح صعود الشيعه الى السلطه, افكارا مفادها ان تحالفا قيد التكوين , سوف يضم انظمه يسيطر فيها الشيعه فى ايران ,والعراق وسوريا ولبنان , ورأى بعض الزعماء العرب ان صعود مثل هذا الهلال الشيعى يمكن ان يغير المشهد السياسى فى الشرق الاوسط .
لكن يري الباحث انه وان كان النفوذ الايرانى حقيقه واقعه فى العراق , الا ان الحديث عن الهلال الشيعى يتضمن نوع من انواع استباق الاحداث والمبالغه فى تصوير الاثار المحتمله للنفوذ الايرانى فى العراق وسوريا ولبنان .
المشروعات الامريكيه لاعاده تشكيل اقليم الشرق الاوسط :
منذ احداث الحادى عشر من سبتمبر , كان من الواضح ان الاداره الامريكيه برئاسه جورج بوش بتوجهاتها اليمينيه المتطرفه تسعى الى استغلال تلك الاحداث لتدشين مرحله جديده من محاولات اعاده هيكله المنطقه سياسيا فى اطار شرق اوسطى . وهى محاولات يمكن ردها الى ظهور مفهوم الشرق الاوسط على ايدى القوى الدوليه التى تتناقض مصالحها مع تجسيد الرابطه العربيه بشكل او باخر .
فلقد قدمت احداث الحادى عشر من سبتمبر ذريعه قويه للاداره الامريكيه كى تترجم نزوعها الجامح للهيمنه على المنطقه الى سلوك عملى , وكان انتماء المتهمين بتنفيذ العمليه الى دول عربيه يفترض انها صديقه للولايات المتحده , حجه للقول بأن الوطن العربى بات معملا لتفريخ الارهابيين سواء بسبب نظمه السياسيه الاستبداديه , او مناهج تعليمه المتخلفه التى تحض على الكراهيه , ومن هنا وجب اصلاحه ولذلك فأن استراتيجيه الامن القومى الامريكى التى صدرت بالضبط بعد عام من وقوع تفجيرات نيويورك وواشنطن ,واتخذتها اداره بوش محددا لتوجهاتها الخارجيه لم تكن تنقصها الصراحه عندما قالت ما نصه " تتمتع الولايات المتحده الامريكيه بامتلاك قوه عسكريه لا نظير لها وبنفوذ اقتصادى وسياسى عظميين وانها سوف توظف اقتدارها العسكرى وحنكتها الاقتصاديه لنشر فوائد الحريه والعمل بنشاط لادخال الامل بمبادئ الديمقراطيه والتطور الاقتصادى والاسواق الحره والتجاره الحره الى كل ركن من اركان العالم " وانها ستولى اهميه متقدمه لاحداث التطور المطلوب ,ولا سيما فى البلدان العربيه والاسلاميه , وذلك بعدما تبين ان الحفاظ على امنها القومى لم يعد يقتصر على حمايه الحدود الامريكيه , وتم اختيار العراق ليكون نقطه البدايه فى تنفيذ التحرك الامريكى الجديد ازاء الوطن العربى سواء لوزنه النفطى او لمكانته الاقليميه , او لتوجهاته السياسيه المناوئه للسياسه الامريكيه , وكان التصور الاصلى ان يكون احتلال العراق فتغييره وفق الخطوط الامريكيه , رأس رمح فى تغيير المنطقه برمتها , وهو المعنى الذى ظهر بوضوح فى خطاب الرئيس الامريكى فى شباط 2003 عندما قال " ان عراقا محررا يمكنه ان يظهر الدور الذى تستطيع الحريه ان تلعبه فى تغيير هذا الاقليم باهميته الاستراتجيه الكبيره" .
فى هذا السياق يأتى مشروع الشرق الاوسط الكبير الذى تم طرحه اوائل عام 2004 كأحدى حلقات الجهود الامريكيه لاعاده تشكيل اقليم الشرق الاوسط , حيث بدأت سلسله من الجهود الامريكيه فى هذا المجال منذ احداث 11 سبتمبر 2001 , وبلغت ذروتها فى ديسمبر 2002 مع اعلان كولن باول وزير الخارجيه الامريكيه فى خطابه الذى القاه فى مؤسسه التراث بواشنطن فى الثانى عشر من شهر ديسمبر 2002 عن الملامح الرئيسيه لمبادره شراكه امريكيه شرق اوسطيه تضم ركائز ثلاثه للاصلاح وهى : الاصلاح السياسى , الاقتصادى والتعليمى , بالاضافه الى برنامج عمل مفصل اعلنته الخارجيه الامريكيه عقب انتهاء هذا الخطاب .
استندت مبادره الشراكه بين الولايات المتحده والشرق الاوسط على اربعه محاور اساسيه
اولا:المحور السياسى حيث نصت المبادره على تطوير المؤسسات اللازمه لحكومه تمثيليه تخضع للمحاسبه ,و تدعيم الممارسه الديمقراطيه والنظم الانتخابيه , والمجتمع المدنى بما فيه الاحزاب السياسيه , واتاحه المجال العام للاصوات المناديه بالديمقراطيه فى العمليه السياسيه ودعم حكم القانون واستقلال القضاء.
ثانيا: المحور الاقتصادى واستهدف تشجيع البرامج التى تدعم :
1- قطاع خاص قادر على خلق فرص عمل
2- تحرير التجاره بما يساعد الحكومات على فتح الاسواق مع المنطقه وخارجها بما يجعل الشرق الاوسط منطقه تجاره حره
3- التدريب على العمل الحر بما يخلق فرص للمواطن العادى
4- تطوير القواعد المصرفيه والقوانين التجاريه من اجل تيسير مناخ الاعمال وتشجيع الاستثمارات
ثالثا: محور التعليم من خلال:
1- تحسين جوده التعليم وتحسين القدره على الخدمه التعليميه للشباب وخاصه البنات , بما يمكنهم من المعرفه والمهارات اللازمه لمواطن واعى فى مجتمع ديمقراطى
2- تطوير اصلاح التعليم الابتدائى والثانوى بمحاكاه النماذج المتميزه على مستوى العالم
رابعا : محور تمكين المرأه , وتركز مشروعات المبادره على :
1- ازاله العوائق القانونيه والاداريه والسياسيه والاجتماعيه للمشاركه الكامله للمراه فى مجتمع الشرق الاوسط
2- تدعيم المساواه فى الحقوق وتكافؤ الفرص للمرأه
3- خلق شبكات من الناشطات من المرأه عبر المنطقه
ارتباطا بما سبق اعلن الرئيس بوش فى خطاب التخرج الذى القاه بجامعه ساوث كارولاينا فى التاسع من مايو 2003 عن خطوات مكمله لمبادره الشراكه بين الولايات المتحده والشرق الاوسط , ومنها انشاء منطقه تجاره حره ستقام فى الشرق الاوسط خلال عشر سنوات , وقيام الولايات المتحده باتخاذ سلسله من الخطوات المتدرجه لتحقيق هذا الهدف منها :
1- مساعده الدول التى تنفذ اصلاحات فى ان تصبح اعضاء فى منظمه التجاره العالميه
2- البدء بالتشاور مع الكونجرس فى حمله لعقد اتفاقيات تجاره حره ثنائيه مع الحكومات الملتزمه بتحقيق مستويات عاليه وتحرير التجاره بصوره شامله
3- قيام الولايات المتحده بتأسيس مؤسسه تمويل الشرق الاوسط , وهى مؤسسه لمساعده الشركات الصغيره والمتوسطه فى الحصول على رأس المال وايجاد وظائف
4- قيام الولايات المتحده , كجزء من مبادره الشراكه بينها وبين الشرق الاوسط , بتقديم مساعده فنيه لاصلاح القوانين التجاريه وتحسين مناخ التجاره والاستثمار وتعزيز حقوق الملكيه , ويتم تنفيذ المحاور المختلفه لمبادره الشراكه فى الشرق الاوسط من خلالا حوالى 255 برنامجا فى 14 دولة وفى الاراضى الفلسطنية (حتى يونيو2005)
وتستخدم مبادرة الشراكة اكثر من 75% من تمويلها لدعم منظمات المجتمع المدنى والمنظمات غير الحكوميه ,ويستخدم الجزء الباقى لدعم المساعدات الفنيه للاصلاح فى دول المنطقة.
اذن كان هناك مقدمات لمشروع الشرق الاوسط الكبير أو على وجه الدقة مبادرة الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا the broader middle east and north Africa initiative (BMENA) والتى تم الاعلان عنها خلالا اجتماع قمة مجموعة الثمانية للدول الصناعية الكبرى والذى عقد بمدينة سى ايلاند بولايه جورجيا بالولايات المتحدة الامريكيه فى الفترة من 8 الى 10 يونيو 2004.
تنطلق مبادرة الشرق الاوسط الكبير من حقيقتين غاية فى الاهميه هما :
1- ان هناك تدهورا كبيرآ فى الاوضاع العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا, مما يدفع الى ضرورة البدء بالاصلاح
2- ان هذه الاوضاع المترهله تشكل دافعا قويا لنمو الارهاب والجريمة الدولية والتطرف مما يتطلب ضرورة وضع حد لاستشراء هذه الظواهر المقلقه
بناء على الحقيقتين السابقتين, تنادى المبادرة بضرورة بدء عملية الاصلاح والتغير فى منطقة الشرق الاوسط والتى تحددها المبادرة بدءا من موريتانيا فى اقصى اليسار, الى باكستان فى اقصى اليمين, فضلا عن ضرورة ان تتكاتف الجهود الدولية لتحقيق هذا الهدف. وقد حددت المبادره ثلاثه اهداف رئيسيه كمدخل لعمليه الاصلاح فى منطقه الشرق الاوسط الكبير , وهى :
1- تشجيع الديمقراطيه والحكم الصالح
2- بناء مجتمع معرفى
3- توسيع الفرص الاقتصاديه
ولتحقيق كل هدف من هذه الاهداف , تحدد المبادره الوسائل المناسبه لتفعيل هذا الهدف وكيفيه تحقيقه فضلا عن فرص التعاون المتوقعه من مجموعه الثمانيه للمساهمه فى انجاز هذه الاهداف , وتركز المبادره كذلك على اهميه ان يكون هناك دور قوى للنساء العربيات فى الحياه العامه من خلال فرص التمكين لهن باعتبارهن قوه مؤثره فى المجتمعات العربيه , وتؤكد المبادره على ان اصلاح الاوضاع العربيه هو خيار لا رجعه فيه بالنسبه للولايات المتحده وغيرها من دول مجموعه الثمانيه , وعلى الدول العربيه ان تبادر وتعجل بخطوات الاصلاح التى بدأتها قبل اعوام قليله .
وفى اطار هذا السياق السابق يجدر الاشاره الى تساؤل هام وهو: هل استمرت دعوات الاصلاح السياسى من قبل الولايات المتحده الامريكيه على نفس الوتيره من القوه والحماس بهدف احداث التغيير فى الشرق الاوسط بعد الاحتلال الامريكى للعراق , خاصه فى ضوء رؤيتها للعراق على انها الخطوه الاولى فى احداث هذا التغيير؟
يمكن القول ان الدعوات الامريكيه للاصلاح السياسى فى المنطقة العربيه بدأت تتراجع وتتبأطأ
خاصة خلال عام 2006 لعدة اسباب يمكن اجمالها فيما يلى:-
أ- تراجع الدعوات الامريكيه للاصلاح السياسى نتيجة فشل النموذج الامريكى فى نشر
الديمقراطية فى العراق, سواء من احباط المقاومة العراقية لهذه الرؤيه, والحاقها خسائر كبيرة بالقوات العسكرية فى مرحلة ما بعد الحرب عام 2003, وخلق حاله من عدم الاستقرار, دفعت الى تغيير الاستراتيجيه الامريكيه فى المنطقه ,خاصه مع ظهور قوى شيعيه مسيطرة على الوضع فى العراق وتغلغل النفوذ الايرانى فيه.
ب- دعم الولايات المتحدة للدول العربية المعتدلة فى المنطقة التى تضم( دول مجلس
التعاون والاردن ومصر) على حساب عملية الاصلاح السياسى والتغيير الديمقراطى فى تلك الدول , فى وجه ما نسميه محور الشر التى تضم( ايران وسوريا وحركات التحرر ومنظمات المقاومه العربيه)
ج- ظهر التباطؤ الامريكى فى الدعوة للاصلاح السياسى بعد فوز حركة حماس فى الانتخابات الفلسطنيه 25 يناير 2006 , وفشل الرؤيه الامريكيه – الاسرائليه فى القضاء على وجود حزب الله فى لبنان, بعد العدوان الاسرائيلى على لبنان عام 2006
د- استمرار الفشل الامريكى فى لعب دور محايد فى عمليه السلام حتى فى طرح الرؤيه الامريكية على مؤتمر القمة العربية فى الرياض 2007, والمبادرة العربيه للسلام, فلم تنجح الولايات المتحدة فى استسمار مؤتمر انابوليس فى تحقيق خطوات ايجابية لمرحلة ما بعد هذا المؤتمر.

الرؤيه المصريه والايرانيه للمشروعات الامريكيه لاعاده تشكيل اقليم الشرق الاوسط:
بعد الحديث العام عن المشروعات الامريكيه , يجدر بنا الاجابه عن التساؤل الخاص بطبيعه الرؤيه المصريه والايرانيه للمشروعات الامريكيه , والى اى مدى انعكست هذه الرؤيه على موقف كل منهما من تلك المشروعات ؟
كأول رد فعل رسمى من جانب الحكومه المصريه لمبادرة كولن باول, اعلن السيد احمد ماهر وزير الخرجيه سابقا يوم 14 ديسمبر 2002 ان مصر تدرس البيان الذى القاه وزير الخارجيه الامريكيه كولن باول حول اقرار اصلاحات سياسيه واقتصاديه واجتماعيه فى العالم العربى, فى الوقت الذى اشاد فيه باول فى خطابه بدعوة الرئيس حسنى مبارك لتعزيز القدرات الاقتصاديه فى المنطقه. واوضح السيد احمد ماهر كذلك انه على الرغم من النيات الطيبه فى بعض اجزاء البيان, فأنه لم يتطرق الى جوهر مشكلات المنطقه, والمتمثله فى انهاء الاحتلال الاسرائيلى, واتاحة الفرصه لجميع شعوب المنطقه لكى تعيش فى أمن وسلام وتتعاون من أجل مستقبل افضل.
ومن جانب اخر أعلن السيد نبيل فهمى سفير مصر لدى الولايات المتحده ان أى طرف لايستطيع فرض آراء أو صيغ معينه على مجتمعات او بلدان اخرى, وان باول نوه فى كلمته الى ادراك واشنطن هذه الحقيقه.
واوضح السيد نبيل فهمى ان بعض ماجاء بالمبادرة الامريكيه يتفق مع الافكار التى تضمنها كلمة الرئيس حسنى مبارك امام الاجتماع المشترك لمجلس الشعب والشورى, خاصة فيما يتعلق بشق تطوير التعليم.
كما اجتمع السيد أحمد ماهر بادوارد ووكر رئيس الوفد الامريكى للسلام فى الشرق الاوسط الذى زار القاهره يوم 15 ديسمبر 2002, وصرح رئيس الوفد الامريكى للسلام عقب الاجتماع بأن المباحثات تطرقت الى مبادرة وزير الخارجيه للمشاركه الامريكيه الشرق اوسطيه فى ضوء الجهود التى تبذلها مصر وامريكا بشان عملية السلام, وسبل دعم العلاقات الثنائيه. وقد اشار الرئيس حسنى مبارك بوضوح من خللا خطاب القاه فى محافظة اسوان يوم 17 ديسمبر 2002
أى بعد اعلان المبادره بيومين الى ضرورة العمل مع العالم الخرجى من اجل التغلب على المشكلاتوتحقيق الاصلاح المنشود, ودعا الرئيس الى اتباع منهج جديد يقوم على انفتاح اكبر على العالم الخارجى , واشار الرئيس مبارك بوضوح الى ضرورة الاصلاح الاقتصادى والسياسى والثقافى , ولكن تحفظ الرئيس المصرى على دور العالم الخرجى فى احداث الاصلاح بقوله :-
أن الاصلاح يجب ان يتم فى اطارعلاقة ديناميكيه مع العالم الخارجى, وفى اطار النديه والاحترام.
وهناك ملاحظات اساسيه فى هذا السياق:-
1- يمكن القول ان التحفظ الذى أورده الرئيس المصرى يعد بمثابة اعتراض من جانب النظام
الحاكم على طريقة ومحتوى المبادره الامريكيه, حيث جاءت المبادره على طريقة الاجنده
المحدده من طرف واحد, والموجهه الى طرف آخر ليس له الحق فى ان يرد عليها أو يناقشها
بل عليه التنفيذ فقط, وهو امر لايمكن أن تقبل به أى دوله تحترم ارادتها وتقدر خصوصيتها.
2 - ان هذا الاعتراض لم يعن ان مصر رفضت المبادره بل انه بالرغم من ابداء الجانب
المصرى لبعض التحفظات بشأن عمومية عناصرها التى لاتعكس ادراكا والماما بحقيقة الاوضاع فى الدول العربيه الا أن خطوات تنفيذ المبادره قد بدات فعليا بجوله قامت بها السيده فايزه ابو النجا الى واشنطن يوم 17-12- 2002, واستمرت لمدة اسبوعا التقت خلالها بعدد من المسئولين فى الادارة الامريكيه لتطوير برنامج المساعدات الامريكيه لمصر . كذلك وقعت السيده فايزه ابو النجا , اتفاقيات للتعاون الاقتصادى مع مدير هيئة المعونه الامريكيه بالقاهرة والسفير الامريكى.
ويمكن القول بان قبول هذه المبادره انطلق من مفهوم"" المصالح القوميه المصريه وخدمة المواطن المصرى وتحقيق مصلحته مباشرة , وهو الهدف الذى يعد من الناحيه الرسميه اساس التعامل مع المبادرات المقدمه من الخارج.
اذن كان هذا هو الموقف المصرى من المشروعات الامريكيه لاعاده تشكيل اقليم الشرق الاوسط , فماذا عن الرؤيه والموقف الايرانى من تلك المشروعات ؟
تنطلق الرؤيه الايرانيه من منطلقات ايديلوجيه وفكريه , ولفهم وجهه النظر الايرانيه من الشرق الاوسط الكبير كمفهوم وسياسه , لابد من التعرض الى المدخلات الهامه التى تشكل هذه الرؤيه للعالم المحيط :
1- اشكاليه العلاقه مع الغرب :
مثلت اشكاليه العلاقه مع الغرب , كثير من ابعاد الدور المتصور لدى القيادات الايرانيه , فلقد ظهر شبه اجماع ما بين المحللين السياسيين على اهميه متغير العلاقه مع الولايات المتحده , كمحدد مستقل فى تشكيل الرؤى الاقليميه للقوى الرئيسيه فى الشرق الاوسط , وبالطبع فى الحاله الايرانيه , نجد ان ايران دوله مناوئه للولايات المتحده , بل وصنفت كأحد المحاور الثلاث للشر فى العالم , وذلك فى سياق الخطاب الامريكى الرسمى .
2- النظره الى ذات وطبيعه الدور :
كثيرا ما اتفق معظم سياسى الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه على هدف خلق مجتمع اسلامى او نموذج اسلامى , بالرغم من اختلاف ايديلوجياتهم ورؤيتهم لماهيه هذا النموذج وكيفيه تحقيقه, ومن الممكن اعتبارها من ثوابت الرؤيه الايرانيه سواء بين المحافظين او الاصلاحيين , وبالطبع تكرس هذا الهدف مع وصول احمدى نجاد الى الرئاسه , حيث صرح بأنه يجب تطوير ايران لكى تصبح دوله قويه وناميه ونموذج للمجتمع الاسلامى , ويجب ان نتلافى نقل سياسات ونظم الغرب , كذلك هناك ثوابت فى السياسه الخارجيه الايرانيه بالرغم من اختلاف النخب السياسيه , فهناك الاعتزاز بالشق القومى الفارسى ومحاولة دمجه مع التوجه الاسلامى الم علن من قبل النظام.
اذن هناك اساس للرؤيه الايرانيه نحو مبادرة الشرق الاوسط الكبير ويمكن بلورة رؤيه ايران على النحو التالى:
1 - تدرك ايران بان العالم الاسلامى مستهدف وعلى رأسه الدوله الايرانيه.
2 - تربط القياده الايرانيه الشرق الاوسط الكبير بالعالم الاسلامى, وان كانا لايتطابقان بشكل
مطلق فى التصريحات الرسميه, حيث كثيرا ما ينظر الى الشرق الاوسط على اساس انه قلب
العالم الاسلامى ومحوره.
3 - تربط ايران مشروع الشرق الاوسط الكبير بتصاعد التدخل الاجنبى الذى اتسع مجاله بسبب موارد الطاقه الهامه فى المنطقه وزاد بسبب العجز الجماعى للنخبه السياسيه فى منطقة
الشرق الاوسط. ومن هنا يمثل هذا المشروع مجرد وسيله لشرعنة التدخل الامريكى فى
الشئون الداخليه لدول المنطقه.
4 - تنظر ايران الى مشروع الشرق الاوسط الكبير الذى طرحه مجموعة المحافظين الجدد,
على انه يسعى لتغيير السياسات الداخليه والخارجيه لدول المنطقة سواء المناوئه او الصديقه وصرح وزير الدفاع الايرانى شمخانى قائلا" ان مبادرة الشرق الاوسط الكبير خطه
لتهديد ايران, وسوريا ولبنان كما تستهدف ايضا الامه والدين الاسلامى تحت حجة محاربةالارهاب, كما تحدث ايضا عن ضرورة التعاون لصد التهديدات الامريكيه تحت شعار نشر الديمقراطيه.
كذلك صرح وزير الدفاع الايرانى ان الولايات المتحده ترفع شعار الديمقراطيه ولكن تساند النظم الاستبداديه فى المنطقه , وخلص ان التهديدات الامريكيه تحت مظله الحرب على الارهاب هو صراع حقيقى ضد الاسلام .
من هنا يسود الادراك الايرانى ان مبادرات الشرق الاوسط الكبير تستهدف المصالح الامريكيه التى تتعارض مع مصالح دول المنطقه , وعلى رأس هذه الدول المضاره ايران والدول الاخرى القليله التى تنتهج نهجا مناوئا للولايات المتحده .
من هنا يمثل هذا المفهوم وما يرتبط به من سياسات تهديدا مباشرا وغير مباشر للامن القومى الايرانى والمصالح الايرانيه .
اذن هذه هى الرؤيه الايرانيه للمبادره , فكيف انعكست على موقف ايران الفعلى ؟
يتأسس الموقف الايرانى تجاه الدعوه الى الديمقراطيه فى اطار مبادره الشرق الاوسط الكبير , على دعامتين اساسيتين :
الاولى : خصوصيه النموذج الايرانى للحكم , وما يقدمه من بدائل اكثر ملائمه للمعطيات الثقافيه والتاريخيه للمنطقه
الثانيه : التشكيك فى الاهداف الحقيقيه لهذه المبادره وعدم الجديه فى تطبيقها
كذلك فيما يخص موقف ايران كدوله تمتلك منظومه حكم لها خصوصيتها المؤسسيه ومرجعيتها الاسلاميه , ادرك صانع القرار الايرانى , صعوبه النيل من ايران بزعم انها دوله غير ديمقراطيه , ولذا انتقلت الاشكاليه الرئيسيه التى بها تتم مهاجمة ايران والضغط عليها فى نطاق مبادرات الشرق الاوسط من مدى ونطاق وشكل ديمقراطيه النظام الى التركيز على قضية اسلحة الدمار الشامل.
يثور تساؤل هام فى اطار الحديث عن عدم قبول ايران المبادرات الشرق الاوسط الكبير وهو ما المقابل الذى طرحته ايران كبديل يتوائم معها فى مواجهة دعوات الاصلاح الامريكيه ونشر الديمقراطيه ؟
تعد ايران حاليا من أهم الدول النى تطرح نموذجا للديمقراطيه تحاول فيه ان تثبت ان الاسلام والرقابه الشعبيه متكاملان ومتماشيان ..., وتدرك قيادة الجمهوريه الاسلاميه الدور الذى تلعبه ايران كنموذج مختلف ف يقدم طرحا ايديلوجيا وحضاريا مختلفا فى النظام الدولى المعاصر, وما لذلك من تأثير على تزايد الضغوط الدوليه خاصة الامريكيه منها وبشكل اخص بعد الحادى عشر من سبتمبر 2001.
فلقد أكد خاتمى على ان أهم ما يكره" الاعداء فى ايران هو ما تمثله من نموذج قائم على الاستقلاليه والديمقراطيه الدينيه الى يمكن ان تمثل مصدرا للتقليد لدول اسلاميه أخرى.
وكان الدفاع عن مفهوم الديمقراطيه الدينيه احد مجاور الدبلوماسيه الثقافيه التى أتبعتها الجمهوريه الاسلاميه الايرانيه فى الخارج . واكد خامنئى فى اجتماع له مع السفراء الايرانين فى الخارج على ضرورة تقديم مفهوم الديمقراطيه الدينيه تقديما جيدا.
وتقدم ايران فى نظامها السياسى محاولة جديده لربط الاسلام بالديمقراطيه وحقوق الانسان, وليس الفصل بينهم كما يرى كثير من مفكرى الغرب. فوفق للمرشد استطاع الايرانيون تكوين نظام حكم منتخب ديمقراطيه على أسس التصويت الحماهيرى ومتفقا مع الخط الاسلامى. وفى المقابل , استمر التشكيك الايرانى المتكرر فى نوايا الولايات المتحده وراء الحديث عن الديمقراطيه بأعتبارها الدعامة السياسيه لمبادرتها حول الشرق الاوسط الكبير.
اذن انعكست رؤية ايران على موقفها تجاه مبادرات الشرق الاوسط الكبير بالرفض والتشكيك فى صدق نوايا الولايات المتحده كذلك قيام ايران بطرح نموذج الديمقراطيه الدينيه
بعد طرح رؤى ومواقف مصر وايران من الاحتلال الامريكى للعراق والمشروعات الامريكيه لاعادة تشكيل أقليم الشرق الاوسط, يجدر بنا التساؤل حول أثر تلك المغيرات على العلاقات الثنائيه بين مصر وايران من خلال ا لاجابه على الاتى:-
أولا:- ماهو تأثير النفوذ الايرانى على الدور المصرى فى العراق وماهو موقف القياده المصريه من هذا النفوذ؟
ثانيا :- كيف يمكن التنسيق بين الدولتين فى مواجهة هذه المتغيرات؟
بداية اجمعت الكثير من الاراء على ان هناك قلقا عربيا من تصاعد النفوذ الايرانى فى العراق, ولقد جاءت تحذيرات عربيه من مصر والسعوديه فى ابريل 2005 وديسمبر 2005 لتؤكد ان العالم العربى يرى فى ميل الحكومه العراقيه المنتخبه نحو ايران بمثابه مصدر تهديد للاستقرار الاقليمى ( ومن المعروف ان كلا من مصر والسعوديه تعطيان اهميه كبيره لفكره الاستقرار الاقليمى ) , وبالطبع فأنه يمكن القول ان ايران اخذت مساحه اكبر فى الساحه العراقيه نتيجه لعزوف مصر والعالم العربى عن الدخول بقوه الى الساحه العراقيه فى السنوات التاليه للاحتلال.
بينما هناك وجهه نظر اخرى ترى ان " على مصر ان تقيم الوضع فيما يتعلق بمستقبل الدور المصرى والعربى والايرانى , وان تعترف بان ايران خلقت وجودا فى العراق لا يمكن تغييره خلال اى مدى زمنى , وان على مصر ان تتعامل مع هذا الواقع كما هو , وبالتالى يكون العراق جزءا من اى مراجعه تحدث فى العلاقه المصريه الايرانيه التى بها مشكله تحول دون بحث موضوع العراق بشكل واضح وصريح , لانه بدون الحوار المصرى الايرانى حول موضوع العراق , فلن يكون لمصر الا تأثير جزئى ومحدود فى العراق " .
يرتبط بهذا ان احداث توازن مع الدور الايرانى فى العراق , يعتبر هدف جيوسياسى لمصر,والتوازن ليس معناه ان يكون الطرفان فى حاله مواجهه , ولكن اقامه تعاون فيما بينهما من اجل استقرار العراق , فالدور المصرى اساسى فى احداث توازن بين الدورين الايرانى والعربى ,ولكن من المؤكد ان مستقبل العراق وحل الازمه الموجوده فيه سوف يترك اثارا كثيره على امن المنطقه وعلى المصالح القوميه لكل من ايران ومصر , هذا الواقع يوضح كيف ان المستقبل يحتاج من الدولتين ان يدعما التقارب والتفاهم والتعمق بشكل اكبر فى فهم بعضهما البعض وليس الاستمرار فى الخلاف .
ولقد سبق الاشاره الى تصريح الرئيس مبارك عن ولاء الشيعه لايران , وليس لدولهم . فنجد انه على الجانب الايرانى , اكد المتحدث باسم وزاره الخارجيه ردا على تصريحات الرئيس المصرى " ان بلاده تسعى الى تأمين الاستقرار والامن فى المنطقه وان لايران تاثيرا فى العراق , لكنها لا تستخدمه مطلقا للتدخل فى الشئون الداخليه العراقيه , فهو تأثير روحى تستخدمه دائما لتعزيز التفاهم والتقارب بين المجموعات الدينيه والعرقيه فيه ".
وازاء هذا , حاولت الرئاسه المصريه التهدئه من وقع تلك التصريحات , فصرح المتحدث الرسمى باسمها , لوكاله انباء الشرق الاوسط الرسميه المصريه يوم 9 ابريل 2006 بان " ما تضمنه حديث الرئيس حول العراق انما يعكس قلقه البالغ من استمرار تدهور الوضع الراهن وحرصه على وحده العراق وشعبه , وما قصده السيد الرئيس هو التعاطف الشيعى مع ايران بالنظر الى استضافتها للعتبات المقدسه " .
وبعد اقل من اسبوع ( يوم 14 ابريل ) ادلى الرئيس مبارك بحديث لصحيفه اخبار اليوم المصريه , حيث دلل الرئيس المصرى على حسن نوايا بلاده تجاه ايران , بتأكيده على ان " مصر قامت وتقوم بجهود كبيره من اجل عدم التصعيد بشأن الملف النووى الايرانى , وانها حذرت مرارا وتكرارا من خطوره اللجوء للقوه العسكريه لحل هذه القضيه , واكدت على ضروره العوده للحوار والقنوات الدبلوماسيه والحلول السياسيه لتجاوز هذه المشكله " .
ويرى الباحث انه على الرغم من محاوله التهدئه التى قامت بها القياده المصريه ,الا ان بذور عدم الثقه والشك بين الجانبين ,مازالت تؤثر على امكانيات التنسيق بينهم فى العراق , خاصه فى ضوء السلوك الايرانى الذى يسعى منذ سقوط نظام صدام حسين الى التأكيد على فرض الهيمنه الايرانيه على العراق ورفض وجود قوه عربيه تؤثر على نفوذها .
خلاصه يمكن القول أن" هناك نوعا من التناقض فى المصالح بين مصر وايران فى العراق , فايران تدعم الشيعه لكن مصر ترى احداث التوازن بتقديم الدعم للتجمعات السنيه . فان تزايد النفوذ الايرانى فى العراق انعكس على الاستقرار فى منطقة الخليج, فلقد احدث نوعا من الانبعاث الشيعى, ويمكن القول ان تنامى الدور الايرانى يترك تأثيرات سلبيه على دوائر الحركه الاستراتيجيه لمصر فى المنطقة" , وبالنسبه للمشروعات الامريكيه وموقفهم منها, نجد ان مصر وايران تتفقان بصوره عامه على ان الاصلاح يأتى بالاساس من الداخل وان كانت مصر أقل تزمتا فى التعامل مع المشروعات الامريكيه من ايران التى ركزت على نموذج خاص بها للديمقراطيه.






#عبدالمنعم_منصور_على_الحر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسباب تفاقم مشكلة الجنوب السوداني
- العلاقات المصرية الايرانية (الجزء الأول)


المزيد.....




- أحمد الطيبي: حياة الأسير مروان البرغوثي في خطر..(فيديو)
- خلل -كارثي- في بنك تجاري سمح للعملاء بسحب ملايين الدولارات ع ...
- الزعيم الكوري الشمالي يشرف على مناورات مدفعية بالتزامن مع زي ...
- الاحتلال يقتحم مناطق في نابلس والخليل وقلقيلية وبيت لحم
- مقتل 20 فلسطينيا في غارات إسرائيلية على غزة
- بالصور: زعيم كوريا الشمالية يشرف على مناورات -سلاح الإبادة- ...
- ترامب يفشل في إيداع سند كفالة بـ464 مليون دولار في قضية تضخي ...
- سوريا: هجوم إسرائيلي جوي على نقاط عسكرية بريف دمشق
- الجيش الأميركي يعلن تدمير صواريخ ومسيرات تابعة للحوثيين
- مسلسل يثير غضب الشارع الكويتي.. وبيان رسمي من وزارة الإعلام ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالمنعم منصور على الحر - العلاقات المصرية الايرانية (الجزء الثاني)