أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - محنة العقل العربي















المزيد.....


محنة العقل العربي


سلمان محمد شناوة

الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 08:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


محنة العقل العربي
نقلاً عن كتاب مصطفى جحا (( محنة العقل في الإسلام )) ......
يقول الشاعر الفرنسي لامارتين (( إن حياة مثل حياة محمد وقوة كقوة تأمله وجهاده ووثبته على خرافات أمته وجاهلية شعبه , وشدة بأسه في لقاء ما لقيه من عبدة الأوثان , وأيمانه بالظفر , وإعلاء كلمته ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية , إن كل ذلك أدله على انه لم يكن يضمر خداعا أو يعيش على باطل , فهو فيلسوف وخطيب ورسول , ومشرع وهادي الإنسان إلى العقل , وناشر العقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب , ومؤسس دين لا فريه به , وصور لا رقيات , ومنشئ عشرين دولة في الأرض , وفاتح دولة روحية في السماء تمتلئ بها الأفئدة , فأي رجل أدرك من العظمة ما أدرك , وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ )) .....
في دائرة المعارف البريطانية (( قليلون هم الرجال الذين أحدثوا في البشرية الأثر العميق الدائم الذي أحدثه محمد , لقد احدث أثرا دينيا عميقا لا يزال منذ دعا إليه حتى ألان هو الإيمان الحي والشريعة المتبعة لأكثر من سبع سكان العالم ....
يقول مصطفى جحا في كتابه (( أن أخطر ما في قضية هذا العبقري – المجنون , أنه ادعى النبوة في مجتمع كان بأمس الحاجة إلى نبي , وإذا هو يكرس نفسه نبيا لا مثلما الذين جاؤؤا من قبله فحسب , بل خاتم الأنبياء والمرسلين , وان اشد درجات الجنون أن يدعو المريض نفسه أشرف خلق الله وأحسنهم وأعظمهم على الإطلاق ووصياً علهم وحسيباً عنده علم الأوليين والآخرين , وان محنة الإنسان والإنسانية لهي في هذا المريض بالذات .
يقول احدهم (( محنة العقل في الإسلام , قرأت الكتاب في خمس ساعات , الكتاب يقدّم تحليلاً لم يعجبني للنبي محمد ,ولكنه في الوقت ذاته يطرح تساؤلات إما أن نجد لها إجاباتها أو ندسَّ رؤوسنا في التراب )) ....
ويقول أخر ((قرأت الكتاب منذ مدة طويلة .وأعجبني كثيرا ولي بعض التحفظات , الكاتب المثقف مصطفى جحا كان عصبيا وحاقدا بعض الشيء , لكن الكتاب بمجمله رائع وفيه تحليل واضح وصحيح لكثير من الأمور , وفعلا طرح تساؤلات وضعتنا في الطريق الصح )) ....
الكتاب لم يعجب الكثير , لأنه سبب صدمة للعقل الإسلامي , بل سبب صدم كذلك صدمة للعقل العلماني فكلهما وقف حائرا كيف يرد , فهو من ناحية تجاوز كثير من الخطوط الحمراء والتي تعتبر أكثر من مقدسات عند المسلمين , فكل شي يدور حول شخصية النبي محمد هو مقدس (( سيرته , أفعاله , زوجاته , أحاديثه , أهل بيته , أصحابه , الأماكن التي عاش بها , الأماكن التي هاجر منها , والأماكن التي هاجر إليها أو زارها , لا يزال إلى اليوم بردة النبي محمد وسيفه وعمامته محفوظة في متحف في اسطنبول , حيث توارثها الخلفاء أبا عن جدا , فهي رمز السلطة والخلافة )) ....
لا بل أكثر من ذلك النبي محمد هذا الطفل الذي ولد يتيما في سنة 571 للميلاد فقد أباه قبل إن يولد , فقد أمه وهو في السادسة وفقد جده وهو في العشرة , واصفاه عمه أبو طالب , هذا الطفل حين بلغ الأربعين صدم العالم كله برسالة غيرت وجه التاريخ , غيرت وجه الإنسانية , غيرت خريطة العالم .... وللأبد , وهكذا وخلال 20 سنة بعد هجرة محمد فُتحت العراق والشام ومصر واتجه الزحف إلى فارس التي انتهت تماما من خارطة العالم , وكل مساحة تلك الدولة (( دولة فارس تحولت خلال بضع سنوات من ذلك إلى ساحة لدولة إسلامية ممتدة من الصين شرقا إلى أوربا غربا , ولولا معركة بواتية (( بلاط الشهداء )) كانت الجيوش الإسلامية ترفع راية محمد في باريس عاصمة القارة الأوربية كلها ذاك الوقت .
كل الطامعين أسسوا دولا بأسم " محمد " , وكل الفقراء والكادحين ثاروا وغيروا تاريخ مجتمعاتهم بأسم " محمد " . قريش قبيلة محمد استثمرت اسم " محمد " للنهاية فحين قال " محمد " , الخلافة في قريش , لم يستطيع اشد الأنصار رئاسة وهو (( سعد بن عبادة )) إن يتقدم على المهاجرين , فكانت الخلافة , أموية , و عباسية , وفاطمية , وعلوية ....
اليوم يوجد في العالم مليار ونصف من المسلمين , تجدهم مختلفين في كل شي , ربما يختلفون في صلاتهم , يختلفون في عقائدهم , يختلفون في فروع دينهم , يختلفون , يتحاورون وحتى يتقاتلون , لكنهم كلهم محمديون , كلهم يتفقون في شخصية النبي محمد .
بين السيد المسيح و " محمد " 571 سنة , كيف لم يستطيع احد ان تكون له من قوة الشخصية والقدرة بحيث يغير خارطة العالم مثلما فعل " محمد " .....
العرب قبل " محمد " كانوا امة متفرقة , يتقاتلون على الشاة والبعير , يتفاخرون بالغزو وكل مأئرهم صناعة كلامية , هي كل ما توصلوا إليه من بلاغة وشعر , ولكنهم بعد " محمد " وطئوا عروش قيصر وكسرى , حيث نرى قبل ذلك بسنوات نذر هرقل ملك الروم إن استعاد الصليب المقدس واستعاد بلاد الشام من أيدي الفرس والذين استولوا على أجزاء من مملكته حتى دخلوا القدس وانتزعوا الصليب المقدس من مكانه , إن يسير إلى أورشليم القدس ماشيا ... ولقد فعل لانه كان منتصرا كأقوى حاكم مسيحي في الشرق كله لا بل العالم كله آنذاك .... واستعاد الصليب المقدس ....
بعد ذلك بسنوات تأتي راية " محمد " من أوساط الصحراء وتقتلع " هرقل " بحيث يقول (( الوادع يا سوريا , وداع لا لقاء بعده " ...... كيف حدث ذلك ؟
حين نجلس حتى نفسر بشكل منطقي وعقلاني , هذا الطفل الصغير الجالس خلف أغنامه , في وحدته يتأمل السماء , لم يعرف له انه صاحب سمر في بدايات حياته , نادرة القصص عنه قبل البعثة , كل شي حوله يثير التساؤل حقا , وكل شي عن أفعاله يثير الحيرة , هناك نقص كبير في المعلومات عن بدايات حياته , وكثير من القصص حول سفراته إلى الشام في تجارة عمه أبو طالب , عمه أبو طالب كان يخشى عليه كثيرا ويخالف عليه , خوف أبو طالب كان أكثر من المعقول , أكثر من خشية عم على ابن أخيه في وضع طبيعي , وأكثر من ذلك تربية (( فاطمة بنت أسد )) زوجة أبي طالب للنبي " محمد " كانت تربية بها اهتمام غير طبيعي في الوضع المألوف . أكثر بكثير من اهتمامها بأولادها الطبيعيين , المؤرخون الاسلاميين يتطرقون للعناية الإلهية , ولكن مع احترامنا لمفهوم العناية الإلهية , إلا يوجد تفسير أخر , مثلا إن (( أبو طالب وزوجته )) كان يعلمان بان هذا الطفل سيكون له مستقبل وأي مستقبل .....
حكاية خديجة تحتاج توضيح أكثر .....
يضع مصطفى جحا هنا تساؤلات ويلمح إلى صفقة تمت بين محمد وخديجة....
هل كان أبو طالب يعرف بما كان يخطط لمحمد ؟ من كان يبلغ خديجة عن أمانة محمد وطهارته ؟
فالمعروف إن خديجة أرسلت مع محمد خادمها ميسرة مع محمد ليراقبه , السؤال هنا لماذا ؟
والمعروف إن ميسرة حين عاد اخبر خديجة بكل ماراه حول شخصية محمد , مما رغبها بالزوج منه , ولو حللنا الأمر أكثر , فنقول إن السيدة خديجة صاحبة تجارة وصاحبة قوافل للشام , صاحبة عقل تجاري جيد , فلو قلنا إن الذي حببها بالزواج منه , هو أمانته , لقلنا , كان يكفي إن تؤمره على قوافلها ولا حاجة بالزواج , وغير ذلك كان من الأولى إن تتأكد من أمانته بحيث ترسلوه بقوافلها لأكثر من موسم , إلا يكون هذا أكثر عقلانية .....ولكننا لم نسمع إن " محمد " سافر بقوافل إلى الشام بعد زواجه من خديجة , وهو تزوج منها وعمره الخامسة والعشرون , واتته الرسالة وهو في الأربعين , فأين كان طيلة الخمسة عشر من زوجه إلى بعثته ؟
والشئ الأخر إن كانت خديجة تزوجته لأمانته كما قيل , لكنه لم يمارس التجارة بعد ذلك فلماذا ؟ وما كان موقف خديجة منه خلال هذه المدة ؟ هناك تساؤلات كثيرة عن هذه الفترة تحتاج إلى إجابات واضحة .....
إلا يكون معقولا إذا قلنا ... إن السيدة خديجة كانت لها علاقة قوية بابن عمها (( ورقة بن نوفل )) , وان ورقة هذا كان يملك من الخيوط الخفية أكثر مما نعتقد , وانه مع السيدة خديجة كانا يعلمان بعصر ظهور نبي جديد , ولو عدنا بالذاكرة كذلك إن (( بحيرة الراهب )) حين نظر إلى محمد في طفولته عرفه , فكيف لا يعرفه (( ورقة بن نوفل )) , وان لقاء السيدة خديجة مع النبي محمد إنما كان بتدبير من ورقة بن نوفل والذي عرف سمات النبوة في محمد , لهذا كان هذا التدبير وهذا التعارف وهذا الزواج وهذا الصبر من السيدة خديجة لمدة خمسة عشر سنة , حتى كانت النبوة ....
بعد لقاء محمد بالوحي في غار حراء ....نزل إلى بيته وقال لها دثروني لأنه كان ينتفض وسألته عن سبب حالته , قال لها بقصة الوحي .....
الم تقل له (( كلا أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا , انك لتصل الرحم , وتصدق الحديث . وتكسب المعدوم , وتقري الضيف , وتعين على نوائب الحق )) ... وهي لم تقل هذا الكلام إلى وهي متا كده انه نبي هذه الأمة , وهي لم تأخذه حينها إلى ابن عمها ورقة بن نوفل حتى تتأكد من ساعة الوحي قد أزفت ........
هناك تلميح يصل حد التساؤل المعقول في الكتاب عن نوع من العلاقة بين بحيرا الراهب وورقة بن نوفل , فمن المنطقي إن يوجد نوع من التواصل بين الاثنين , ومن المنطقي كذلك إن يكون إن يتم من من التشاور والتخطيط يكون محوره " محمد " فلا يعقل إن يرى الراهب " بحيرا ´محمداً , ولا يتراسل مع ورقة بن نوفل بشأنه , كذلك لا يعقل إن يرى الراهب بحيرا هذا الفتى ويعرفه , ولا يعرفه ورقة بن نوفل وهما يتجاوران في نفس المدينة ....
أقول لقد صدم الكتاب بعض عقول العلمانيين لدرجة إن احدهم يقول ما نصه ((كان لزاما" علي(رغم أنفي) قراءة الكتاب مرة أخرى لتبيان موضع (وجه السخافة وجهل الكاتب) في ذاك الكتاب المكنون , وقال " لا بد من التنويه بأن كل ما سيرد لاحقا" لا يعبر عن أي وجهة نظر دينية أو سياسية، وإنما هو استعراض لرأي شخصي (خال من الأمراض السارية أو المعدية) لقارئ يتميز بغيرة شديدة على وضع الأمور في مواضعها الصحيحة. وبالتالي فهو ليس في معرض الدفاع عن النبي محمد كإنسان أو رسول وقطعا"ليس بهدف تكفير الكاتب ......لا يتأخر الكاتب بتأكيد ما أقول فأن في مقدمة الكتاب من انتقاص من العقل الإسلامي العربي ما لا يخفى، حيث يضع جذور العقل الإسلامي العربي في الدرك الأسفل. وعليه فيمكننا قراءة العنوان في الاتجاهين وبالتالي فقد أصبح الإسلام محنة العقل. فنقول للكاتب : لا يخفى على ذا عقل ما هو فضل العقل الإسلامي العربي على سائر العقول في أي مجال كان من هندسة وطب وكيمياء ورياضيات وعلوم الفلك والنجوم .....الخ وإنما سائر العقول مردها ومرجعها إلى العقل العربي الإسلامي.
ثم يستعرض الكاتب بعض أقوال المستشرقين الذين يشيدون بشخص النبي وتعاليمه ومكانته فنرى أن عقولا" غير عربية أو أسلامية توافق ما ورد عن النبي وعظيم مكانته وتضحياته في سبيل إبلاغ رسالته . ولا يخفى بأن النبي قد توفي ولم يكن يملك من الدنيا شيئا" وكان الله قد سخر له خزائن الأرض والسماء، فنعلم من ذلك بأن النبي لم يكن له أي أهداف دنيوية أو استعمارية كما يتبادر إلى الذهن من خلال قراءة الكتاب.
هل لنا بالإجابة على سؤال؟ ما هو هدف النبي بادعائه النبوة؟ فليتفضل صاحب العقل اللا أسلامي بالإجابة مع الشكر الجزيل سلفا"
يقول الكاتب: (( لقد استعمر هذا الرجل المسور نفسه بملائكة الله ورسله عقولنا ونفوسنا منذ أمد بعيد كما استعمر التاريخ والتراث واستغلهما ولا يزال يستعمرهما ويستغلهما بأبشع ما يكون الأستعمار والأستغلال )) , لعمري إن هذا لافتراء واضح وجهل مطبق وهو قول خطير ورهيب.
مشكلتنا -نحن العرب- لا نتعدى سوى سوء التفسير للقرآن والحديث. فهل هذا يعني بالضرورة استعمار النبي لعقولنا بأبشع ما يكون الأستعمار. انك إن أسأت تفسير قول أو فعل ما لشخص من الأشخاص، فهل هذا يعني بأن تفسيرك هو مطابق لما قال أو فعل؟ بالطبع لا. إن مشكلة الكاتب هنا قد أصدر أحكاما" على النبي من خلال أفعال أمته وهو الخطأ الأكبر في الكتاب. وما يؤيد قولي، أن الكاتب لم بعاصر النبي بل عاصر علماء أمته ودون حرج ظاهر، ألقى التهم جزافا" عليه.
وللإنصاف، فقد ورد في الكتاب بعض التعاريف لأمراض نفسية شتى لعلها كانت الفائدة الوحيدة في الكتاب
والتافه في أسلوب الكتاب تلك المحاورة الكلامية بين فرويد وأبو طالب والصرع الأكبر والأصغر.و و و .....الخ وقوله بأن محمدا" كان غريب الأطوار فعلا".....
إن محنة الإنسان والإنسانية لهي في هذا المريض بالذات (يعني محمدا") والله انه لقول جلل فأنا لله وانأ إليه راجعون
أما عن زواج محمد بخديجة، وتسميته بالزواج الصفقة أو الزواج التجاري فهي كما قال الأمام علي : كلمة حق يراد بها باطل , فزواجه من خديجة كان، بإجماع علمائنا الأفاضل، لتسليح الدعوة وتجهيزها بما تحتاج إليه من أموال. وأين العيب في ذلك؟ لقد فعل النبي ما بوسعه لأبلاغ رسالته فما بالنا نعيبه بأنه قد أقترن بأمرأة تكبره سنا"وكانت خديجة تعي ذلك تماما" وبسماعها عن أمانة محمد وأخلاقه أقترنت به.
أما سؤال الكاتب : كيف عرف محمد بالأمانة والطهارة؟ فقد شهد له في ذلك العدو قبل الصديق فليراجع كتب التاريخ وعن قوله ان ل فرويد رأيا" سديدا" في مسألة مضاجعة محمد وخديجة مثل الشعور بالمرأة التي تشبه أمه وما يرافقه من خوف وتوجس وشك واكتئاب ..الخ فالكاتب يرى أن الرأي السديد هو رأي فرويد. هل لنا أن نعلم كيف علم فرويد شعور محمد بالأكتئاب عند مضاجعته خديجة؟ هل رآه يضاجع خديجة؟ هل تحدث معه بالأمر؟ هل نسي الكاتب بأن في أيامنا هذه من يتزوج أمرأة تكبره سنا" اما لمصلحة أو لغير ذلك؟
وأختم بتعليقات الكاتب على بنت الشاطىء فيقول سؤالنا يا سيدتي الأديبة عن الطفلة التي ألقوا بها في حضن محمد وتلاه زواج على هذا النمط الفاجع الفاجر. لقد أغتصب محمد (النبي) الطفلة عائشة ليتخلص من العقد النفسية والجنسية التي ألمت به خلال زواجه من خديجة دون أن ننسى جملة: عصابة تهندس لنفسها كما تشاء وتفعل ما تشاء وتشبيه النبي وأصحابه بالعصابة رئيسها محمد وأفرادها أصحابه يعيثون في الأرض فسادا".
وأني لأضرب صفحا" عن التعليق على هذا الموضوع لفظاعة المفردات التي وردت في الكتاب.
لا شك أن للكاتب رأيا" مخالفا" لآراء عامة المسلمين، ذلك حق له -ولهذا كان كتابه- وإنما لم يقدم لنا أدلة قطعية على ادعاءاته ........
مشكلة الكتاب الغرق في التفسيرات النفسية واستحضار روح فرويد كأنه هو نبي أخر يستلهم معرفته من السماء , السماء هذه التي حيرت مصطفى جحا , هل هي حقيقة أم خرافة , وحيرت قبل كثير من العقول التي حاولت إن تتحرر من قيود الماضي , لتقع في قيود لا تعرف حقيقتها ....
الله لم يراه احد , كذلك الوحي , الصلة الوحيدة بين الرسول الموجود بيننا وبين الله , كذلك لم يراه احد , لم يشاهد احد مطلقا جبريل يلتقي بالنبي محمد ويبلغه وأمر الرب , كل ما رآه هو هذه الخلجات العصبية التي تطراء على النبي محمد ساعة لقاءه بالوحي , رأى المجتمعين حول محمد جبينه يتصبب عرقا يداه ترتعشان , وجسمه ينتفض , وربما تنتابه اغماءه بعد رحيل الوحي عنه , وحين يصحى , ينطق لسانه بقران فصيح أقوى من كل قدرتهم على البلاغة , وأجمل من كل تعابيرهم , فما الذي يحدث لمحمد ساعتها .... وهل هو وحي حقا.....
هل نجد الإجابة مثلا عند علماء النفس وكبيرهم فرويد ...فرويد يستطيع إن يحلل ما يريد ومصطفى جحا يستطيع إن يقتبس منه ما يشاء , ومحمد مات من إلف وأربعمائة سنة , ولكن يوجد بين أيدينا قرأن , لا تستطيع كل بلاغة العرب , أو كل العقل الغربي وان علا , إن يأتي بمثله أبدا .....هل هذا حقيقة أم خداع ....
مشكلة الكتاب المنحي الجنسي في تفسيرات كثير من العلاقات فمحمد يتزوج الصغيرة عائشة , لأنه مصاب بعقدة نفسية من زواج الكبيرة خديجة , وحتى يخرج من تأثير تلك العقدة التي صاحبته طوال حياته يتزوج عائشة لا بل يغتصبها إرضاء لشهوته .....ومشكلة مصطفى جحا إن فرويد سيطر سيطرة كاملة على عقله بحيث أصبح هو فرويد نفسه .. فراح يفسر ويحلل حسب مذهب فرويد في التحليل النفسي بإعادة كل الأشياء التي تصيب الإنسان في حياته إلى العلاقة الجنسية للإنسان وللكبت النفسي الذي يصيبه نتيجة الحرمان الجنسي .... ولو سلمنا بصحة تفسيراته فكيف يفسر علاقات باقي الأنبياء مع زوجاتهم ... كيف يفسر حسب تحليل فرويد النفسي والجنسي .....علاقة يوسف مع زليخة .... وهي التي تكبره سنا أيضا ....هل نستحضر هنا عقدة اوديب لنطبقها على هذه العلاقة (( تعلق الطفل بأمه )) مثال لزواج الصغير مع الكبيرة , وكيف سوف يفسر العلاقة الجنسية التي ستكون بين إبراهيم الطاعن بالسن وسارة التي حين بشروها بغلام صكت وجهها , وقالت عجوز عقيم , كيف ستكون العلاقة ساعتها برأي مصطفى جحا , والمفروض إن الطاقة الجنسية قد بردت بين الاثنين ......وكيف يفسر علاقة زكريا مع زوجته حين بشر بحييي ......هل يستقيم ان نفسر حياة الأنبياء على نفس الوتيرة التي نفسر بها حياة البشر ....إذن أين هي السماء وما دورها في الأمر ......
نحن يجب إن نكون واقعيين أكثر .... حين ننظر إلى رسالة سماوية كبرى مثل (( الإسلام , المسيحية , اليهودية )) أو حتى رسالة صغري مثل نبوة باقي الأنبياء .... ننظر إلى تأثير هذه النبوة على حياة البشر , فإذا كانت تتجه بالبشر منحى ننقدها من حيث نتائجه لا تصرفات معتقديها , كل الأديان تدعو إلى سيادة المبادئ الإنسانية التي يتساوى بها البشر كلهم أجمعين والحق يقال إن المبادئ التي دعت لها الأديان السماوية , هي نفسها التي تدعو لها العلمانية في وقتنا الحاضر , وكل خلافنا مع الأديان ليس خلاف على المبادئ , إنما الخلاف على التطبيق .... فلازالت الأديان تحاول إن تتمسك بطريق قديمة للتطبيق الإنساني , بينما ينادي العلمانيون بأساليب جديدة للتطبيق حتى تكون (( عدالة , مساواة , حرية )) .....
النبي محمد قال إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , ولو نظرنا لسيرة حياته بعيد عن العصبية والتعنت , وبعيد عن العاطفة الدينية , إنما بنظرة موضوعية بحته , لوجدناها خط طويل من مكارم الأخلاق , ليس محمد بل كل الأنبياء كانوا كذلك الدعوة للعدالة .....يقول (( أساس الملك العدل )) , يقول (( لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى )) , أسس نظام اقتصادي في حينها يعتمد على الزكاة يأخذ من أموال الأغنياء ليعطيه إلى الفقراء , ربما نرى هذا النظام في وقتنا الحالي اقل من المطلوب , ولكن في وقتها , وقبل إلف وأربعمائة سنة في الأرض كلها , ومحمد يتوسط إمبراطوريتين من اعتي الإمبراطوريات على الأرض , وفي امة ربما تكون من أكثر الأمم جهلا وقسوة على الأرض يبتدع نظام أساسه التكافل والضمان الاجتماعي ......فكيف حدث ذلك ومن أين أتته هذه الفكرة ... من كتب ماركس وانجلز مثلا .. أم من الواقع الذي رآه إمام عيونه وكان وجع حياته .... محمد الذي نشأ في امة عملها الاقتصادي الأول هو الربا , وبهذا النظام الاقتصادي أصبح تجار مكة أصحاب إمبراطوريات مالية ضخمة , نظام اقتصادي ومالي ضخم يقوم كله على الربا .... محمد يأتي من حيث لا يدري احد ليلغي هذا كله ويقف في حجة الوادع ليقول (( ربا الجاهلية موضوع , وأول ربا أضعه ربا عمي العباس ) وترضخ كل المؤسسات المالية وكل أصحاب الكروش الكبيرة واولهم عمه العباس , وهكذا يختفي الربا في امة الإسلام .... هل يعقل هذا وكيف نفسر ذلك حسب تفسيرات مصطفى جحا وتفسيرات فرويد .. وماهي الحالة النفسية التي أجبرت امة العرب على التنازل عن ملايين الملايين من رؤؤس أموالهم المتحصلة من الربا ....هل نومهم مغنطيسيا مثلا ...
ربما اقوي ميزة لمحمد ولقد وأعطاها لكل أتباعه هي قوة التغير , لو نستعرض كثير من الشخصيات المحمدية لوجدنا هناك حالة حقيقية من التغير تحدث في المجتمع من النقيض للنقيض ...فا أبا ذر قاطع الطريق يتحول فجاءه إلى اتقى رجل على الأرض بحيث يقول محمد نفسه لا يوجد اصدق لهجة من أبا ذر , أبا ذر هذا وهو أول اشتراكي في الإسلام , كان يدور على بيوت الأغنياء , ويستصرخ بهم قيمهم المحمدية لإعطاء الفقير , كيف تحول أبا ذر قاطع الطريق الشرس البدوي الغليظ , إلى هذا الإنسان الرقيق المدافع عن حق الإنسان في الكرامة , ولو رحلنا عبر الزمن للقرن العشرين , ليس في بلادنا , إنما في أمريكا , دولة كل شي مادي , المخدرات , الجنس , المال , الربا , مافيا الجريمة المنظمة , كيف يتحول شاب غارق في كل هذا , شاب اسود ينظر في لون وعرقه ادني من لون وعرق الإنسان الأبيض , غارق بالمخدرات والجنس والقمار حثي إذنيه , يتحول إلى داعية مسلم , من أقوى الدعاة المسلمين في أمريكا يتحول من أرباب سجون إلى مالكوم اكس ....كيف يحلل فرويد وتلميذه مصطفى جحا الحاجات النفسية والجنسية التي حولت هذا اللص إلى مالكوم اكس ......
دولة محمد ليست هي جمهورية أفلاطون موجودة في عالم وهمي من الخيال, دولة محمد واقعية حفرت الأرض , وهزت مجتمعات من الأساس , حرقت كل ما هو سئ وأقامت دولة حقيقية تعيش بين اظهرنا بل نحن أساس مجتمعها , دولة محمد دولة كل الفقراء على الأرض , وكل الجياع , لذلك كانت كل الثورات , ثورات محمد ية . اتسعت بين الشرق والغرب خلال عشرين سنة وقوضت دولا عمرها بآلاف السنين , وأقامت مجتمعا حقيقيا ....نحن لا ننكر إن هناك طبقة في كل نظام , في كل مذهب , تسيطر على الأوضاع سريعا وتجير كل مكاسب الثورات لصالحها , ... لكن الحقيقة تقال انه بفعل قوة هذا الدين , إذا أردناه سماوي , وإذا أردناه محمدي , بقوة هذا الدين , كانت تأتي بين فترة وأخري حركة تشعل النيران في عروق الأمة , ويتطهر من الخبث الذي يطراء على الأمة ....
مشكلة مصطفى جحا انه نظر إلى الأغنياء في امة محمد أمثال عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف ...نظر إلى أموالهم المكتنزة... لكنه للأسف الشديد لم يرى الأتقياء والفقراء من امة محمد ...أمثال أبا ذر الغفاري , وسلمان الفارسي , والمقداد ابن الأسود ...
ننحن نحتاج إلى نظرة جديد نرى بها تاريخنا العربي والإسلامي , نحتاج إلى إخراج المدفون من أوراق ورقة بن نوفل حني نستطيع إن نرى حقائق بصورة أخرى , ولكننا لا نحتاج إلى حملة تشويهية , تزيد العصبية وتوغر النفوس المحتقنة , العقل العربي يحتاج إلى أدوات جدية بالروية والبحث والدراسة , إلى معلمين جدد , إلى إلية جديدة , ولكنه في الأساس ليس عقلا قاصرا .........
سلمان محمد شناوة
[email protected]






#سلمان_محمد_شناوة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصابئة المندائيون
- مجتمع مدني
- متلازمة داون
- العلاج بالخلايا الجذعية
- الخلايا الجذعية
- علاج الزهايمر
- الزهايمر
- القائمة الخديعة
- أشكالية ولاية الفقيه
- ايران والتحول المدني
- إيران والتحول المدني
- دارون
- الانتخابات ... والتغير
- اوباما ....حلم وتحقق
- غزة ...حين البوح
- نشأت الفيدرالية
- نظرة على الانتخابات
- العراق والفيدرالية
- قصص من بغداد البعيدة
- رئاسة جمهورية لبنان


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سلمان محمد شناوة - محنة العقل العربي