أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول














المزيد.....

العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول


أحمد سوكارنو عبد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2844 - 2009 / 11 / 30 - 08:30
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



لابد أن ندرك أن علاقات الدول ينبغى أن يحكمها العقل وهذا العقل يميل دائما إلى إيثار المصلحة القومية التى تتصدر كل الاعتبارات الأخرى. أما علاقات الشعوب ببعضها فإنها فى الغالب الأعم تعتمد على العاطفة تماما كما يحدث على مستوى الأفراد. لعل هذه الحقائق لها أهمية فى فهم بعض مجريات الأمور التى واكبت الأزمة التى مرت بها العلاقات المصرية الجزائرية قبل وعقب مباراة كرة القدم الحاسمة بين منتخبى البلدين على الأرض السودانية. لقد أسفرت هذه الأزمة عن عدة تساؤلات، أهمها: لماذا يكرهوننا؟ ولماذا جاء موقف القيادة السياسية بعيدا عن التشنج والانفعالية.

دعنا نتناول التساؤل الثانى أولا: لقد اعتقد البعض أن فحوى الخطاب الذى ألقاه الرئيس مبارك فى افتتاح الدورة البرلمانية الجديدة فى 21 نوفمبر سوف يأتى متسقا مع العاطفة التى عبرت عنها بعض الجماهير المصرية والتى طالبت بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر. من الملاحظ أن الخطاب جاء خاليا من القرارات الانفعالية. فبالرغم من أن الرئيس عبر بوضوح عن رفض كل ما يؤدى إلى إهانة المواطن المصرى غير أنه طالب بضرورة التريث وضبط النفس وأكد أن المصالح العليا للبلاد تقتضى عدم اتخاذ مواقف انفعالية قد نندم عليها عندما تهدأ عاصفة العاطفة ويستيقظ نسيم العقل. من المعروف أن مواقف مماثلة قد تحدث على مستوى الأفراد حيث يؤدى الانفلات العاطفى إلى نتائج كارثية. قد يقوم شخص أهوج بإهانتك أمام الناس فتغلى الدماء فى عروقك فتلتقط حجرا وتهوى به على رأسه، فيخر الرجل صريعا لتتحول أنت إلى مجرم يستحق السجن. من الواضح أن معظم الجرائم التى ترتكب على مستوى الأفراد والتوترات والصراعات التى تنشب بين الدول مردها إلى تغلب العاطفة على العقل.

أما التساؤل الأول فيتعلق بأسباب كراهية البعض لنا. لقد تلاحظ أن أقلاما عديدة تناولت السؤال نفسه من دون أن تقدم لنا إجابة تريح النفوس. من المحتمل ألا نتوصل إلى إجابة شافية إلا إذا تعرفنا على المواقف التى تساهم فى كراهية الآخرين لنا. وفى ظنى فإن خير وسيلة للبحث عن إجابة تكمن فى إمعان النظر فى المواقف التى كثيرا ما تحدث فى محيط الأسرة الواحدة وتساهم فى غرس مشاعر الكراهية بين أفرادها. تخيل أن رب أسرة رحل عن الدنيا تاركا ولدين أحدهما شاب والآخر مازال طفلا صغيرا. بالطبع يتولى الشاب تقديم الرعاية وتوفير سبل المعيشة لأخيه الصغير حتى يشتد عوده. وبالرغم من أن الأخ الصغير قد لا ينكر صنيعة أخيه غير أن أى مناسبة من المناسبات لا تمر من دون أن يذكره أخوه الأكبر بالدعم والتضحيات التى قام بها من أجله ومع تكرار هذه المواقف المحرجة فقد تتحول مشاعر الحب والعرفان بالجميل إلى مشاعر غضب وكراهية. لا شك أن مواقف مماثلة قد تتكرر كلما التقينا الأشقاء العرب حيث لا يدخر أحدنا جهدا فى تذكيرهم بعظمة مصر وتاريخها الذى يمتد إلى 7 آلاف عام وبأنها قلب الأمة العربية وهى التى علمت العرب أصول القراءة والكتابة وساهمت فى تحرير بلادهم من الاستعمار. من المسلم به أن هذه المعلومات لا ينكرها صغير أو كبير فى الوطن العربى ومن ثم فلا داعى لتكرارها بمناسبة أو من دون مناسبة. من اللائق أن نترك الأخريين يتحدثون عن خصالنا الطيبة أو عن انجازاتنا الكبرى. أتذكر حين كنت فى الأردن فى عام 1997م فقد حدث أن استقللت سيارة أجرة من الفندق إلى مطار الملكة علياء الدولى. وجدتنى أتجاذب أطراف الحديث مع السائق الأردنى—من أصل فلسطين— حيث عرف أننى من مصر، ففوجئت بالرجل يعبر بعفوية شديدة عن سعادته البالغة متذكرا المواقف المصرية النبيلة فى سبيل الدفاع عن الأمة العربية. الغريب أنه ظل يتحدث عن أهمية مصر ولم يتح لى فرصة المساهمة بأية معلومة إضافية.

من المؤكد أن تعظيم الذات وتقليل شأن الآخر هو مصدر مضمون لكراهية الأخريين. لقد استطاع بعض المصريين خلال بضع دقائق أن يغرسوا مشاعر سلبية فى نفوس السودانيين. لقد تطاول الكثير من العائدين عقب انتهاء المباراة على السودان لدرجة أن احدهم قال بالفم المليان: "مطار الخرطوم عبارة عن حجرة وصالة". قد يتفق معى الكثيرون إذا قلت إنه ليس من شيم النبلاء معايرة الآخرين بالفقر، فربما يكون جارك فقيرا ومع ذلك فقد رحب بك فى منزله الذى لا يحتوى إلا على مقعد ومنضدة وقدم لك الطعام والشراب والمأوى، فهل من اللياقة والكياسة والأدب أن نتحدث عن تواضع حاله بشكل علنى وسافر؟ هل هذا من أخلاق شعبنا المضياف الكريم؟ أليس هذا مصدرا آخرا لغرس مشاعر الكراهية والحقد والندامة فى نفوس الأشقاء؟



#أحمد_سوكارنو_عبد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليهود والعرب وصناعة القرار الأمريكى
- العداء والكراهية على أبواب الملاعب الرياضية
- معيدو الجامعات بين الماضى والحاضر
- أنفلونزا الخنازير: هل يمثل خطرا على حياة الإنسان؟
- جائزة نوبل والحفاوة المصرية
- القرد النوبى
- يوميات طالب مصرى فى أمريكا
- اليونسكو والالكسو والإيسيسكو
- هل تعلمنا الصبر والحلم فى شهر رمضان؟
- محافظو أسوان.. وقضية النوبة
- الموظف وانهيار الراتب الشهرى
- حقيقة انتخابات اليونسكو
- صياغة الخبر ومشاعر المواطنين
- المواطن فى مدرسة الحكومة
- امتحان لمن يرغب فى تمثيل النوبة؟
- جمال مبارك وقضايا النوبة
- مطالب النوبة بين الماضى والحاضر
- أهل النوبة ولفظة برابرة
- رجال الأعمال وانتخابات الأندية الرياضية
- سياسة إسرائيل الإعلامية


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد سوكارنو عبد الحافظ - العاطفة والعقل فى علاقات الشعوب والدول