أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيمون خوري - لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا نقد ولا نصوص صنمية















المزيد.....

لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا نقد ولا نصوص صنمية


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 21:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين لاآتنا ، ونعمهم التي تتحول الى لعم أو لغم ، لا فرق مسافة ضوئية شاسعة بين السلام والحرب ، بين الحب والكراهية . نحن لدينا نعم واحدة ، هي نعم لحق الإنسان بالعيش كريماً . بينما الآخر المختلف ما لديه من لاآت تفوق ربما العدد مائة ، بمعناه العربي وليس التركي .
النساء نصف المجتمع ، والتعددية إحدى مواصفات وشروط الديمقراطية. والنقد ناقل الثقافة وحامي المجتمع من تسلط الأله الدنيوي ، والغيبي . والنص المقدس صنم يعبد . والعقائد هي تراث أدبي وإنساني فيه الجميل كما فيه الوجه القبيح .
كل عصر يحمل في أحشاءه ملامح ما قبله ، وجينياته الموروثة ، فكراً وعملاً . والتطور قانون الحياة ، لكن لا يمكن لمن ولد حماراً أن يموت حصاناً . هناك مثل فلندي سبق وقرأته على هذا الموقع الجميل يقول : من السهل على الإنسان قطع مائة شجرة .. لكن من الصعب عليه رعاية شجرة واحدة .
من السهل على أصحاب عقلية الإرهاب زرع متفجرة بسوق خضار ، أو قتل رجل دين مخالف .. او جلد إمرأة ، أو رفع سيف التكفير ضد العقل والنقد . لأن النقد يجرد هذا وذاك من أدعياء الجهل وحفظة وفنون الخطابة الكلاسيكية منذ عصر ( أما بعد ) ويجردهم من سلاحهم الماضوي بيد أنه من الصعب عليهم بناء إنسان يمتلك ذاته ، وليس مملوكاً أو رقاً لكاهن ومفتي ومشعوذ أو لصبي قهوجي . ما نؤمن به قدسية الإنسان وحقه في حياة كريمة مصان فيها مالة وكرامته ، وحقه في التفكيروالتعبير عن رأيه . بغض النظر عن لونه وعرقه ، وإنتماءه . هذا هو الإنسان سيد نفسه . وليس الإنسان عبد النص أياً كان . وإن شئت أن تعبد نصاً ، فدور العبادة مفتوحة . هل هناك أجمل من رؤية السعادة على وجوه البشر ، أو أن تسمع لحناً موسيقياً أو أغنية جميلة ..؟ أصبحت الموسيقا من المحرمات ، في حين كانت تعزف الموسيقى في قصور الخلفاء ، ويتمايل جسد الراقصات طرباً ويوزع أبو نواس خمر المؤمنين على أتباع السلف والخلف الصالح . بينما عامة الشعب محرم عليهم ما هو محلل للسلطان . صورة طبق الأصل ما بين الأمس واليوم . أما الفقير فيجب أن تسكن مخيلته صباح مساء صور عذاب القبر والأجهزة الأمنية ( الأنكر ونكير ) ولاتفارق مخيلة المواطن المسكين هذه الصورة ، وكأنك في أحد عوالم سلفادور دالي الخرافية . ناس بوضع مقلوب ،وعيون جاحظة لأنها نظرت الى إمرأة ، وذاك معلق من سرته ، ربما بسبب تقرير مزور لأحد العسس أو مخبرين من القاعدين على اليمين واليسار ...؟ يا سبحان الله ، نقولها بلغة أهل المشرق ؟، وليست بلهجة أهالي جنوب السودان ..؟ هل هذا هو الإله الذي يجري تسويقة . هل الإله خالق كل جمال الطبيعة والموسيقى وشدو العصافير وإبتسامة الأطفال ، هو ذاته الإله المنتقم الجبار ، المتكبر ، ذي البأس الشديد ، المانع الجامع القوي ، والعنيد ، والماكر ..؟ هو ذات الإله صانع الطبيعة والحب والحياة ..؟ شخصياً أشك في ذلك ، ترى هل هناك إلهين أو أكثر ونحن لا نعلم ..؟ ربما البعض مثل الزوج المخدوع ـ لا يعلم شيئاً عما يوجد في آخر ممر الحياة . لذا أحياناً كثيرة على المرء إدراك الواقع قبل معرفة الغيب . على الأقل ففي هذه الحالة ، لا يكون قد خرج من الدنيا بحذاء منتظر الزيدي الذي حل محل خف حنين . وعلى كل حال نحن نعيش حياتنا بكل ما فيها من صخب وهدوء . بيد أن هاجسنا الدائم هو الدفاع من أجل توفير الخبز والحرية معاً لهذا العالم العربي المسكون بصمت النص والديكتاتوريات الخلافية . شعوب لا تعرف كيف تبتسم ؟
ليسمح لي القارئ هنا الإشارة الى موضوع هام له علاقة بعالمنا المتصحر .
عندما إستلم شارل ديغول رئاسة فرنسا ، وهو بصدد تشكيل وزارته ، إنتهي من وضع كافة الأسماء في مناصبها ، بإستثناء وزارة الثقافة . حينها وضع قلمة على المنضدة ، ونظر في وجوه مستشارية قائلاً لهم ساعدوني فقد وجدت صعوبة في البحث عن الشخص المناسب لأهم وزارة في فرنسا .
وعندما شكل رئيس الوزراء اليوناني الراحل أندرياس بباندريو أول وزارة له عين المغنية والممثلة ( ماريا ميركوري ) وزيرة للثقافة . مغنية ..؟ أعوذ بالله من غضب الله . هل الإله يغضب ..؟ ما نوع هذا الإله الذي يغضب ضد خلقه ، وعلى رأي الجاحظ فقد أودع فيه عقلاً ..؟ فيما نحن مجتمعين أجسادنا لا تساوي ذرة غبار كوني في هذا السديم الفضائي . دون الحديث عن المجرات الأخرى والشموس الأخرى .. فهو يراقب وهو السميع العليم . لماذا لا يخرج فقهاء الزمن الماضي من صومعتهم ، ومن طائفيتهم ، ومن هويتهم الصغيرة القومية والطائفية لنشر ثقافة اللاعنف . ترى ما الفرق بين نظام الحزب الواحد الشمولي ، قومي ، إشتراكي .. وبين الدين الواحد الذي يسير عبيدة الى جنة الخلد أو الى جهنم الحمراء ، ولاحظ هنا كلمة الحمراء ، ليس المقصود بها مصطلحاً شيوعياً بل هي شدة النار . علماً أن النار عندما تشتد تتحول الى زرقاء . ياسبحان المولى . وهذه المرة ليست بلهجة الأمازيغ بل بلغة أهل الشرق .
للكاتب والحقوقي السيد ( برهان غليون ) مقال جميل منذ خمس سنوات خلت يقول فيه : ( هناك إستحقاقات تاريخية تفرض نفسها على البشر والمجتمعات . ومهما حاول المرء تجاهلها ، لا بد أن أن تعود مراراً وتكراراً لتذكر بنفسها . ولا يمكن أن يؤدي تجاهلها إلا الى المزيد من إلحاحها ، وتفاقم سوء العواقب التي يصعب في ما بعد التحكم بها أو مواجهتها . وكما ان الورقة التي تسقط من الشجرة يصعب إعادة الحياة إليها ، فإن الجسد الذي يفقد الحياة يتحول الى جثة . وإذا لم يقم باللازم لدفن الجثة في وقته ، وإهالة التراب عليها فلن يكون مصيرها مهما إستخدم الحالمون من عقاقير الطب والتعاويذ والأساليب السحرية ، سوى مزيد من التفسخ والإنحلال ) .
نحن في عصر الإنحلال والتفسخ والقبلية والطائفية والارهاب ، بعد أن إستعان الإله لنفسه بمليشيا تحمل إسمه . نحن لسنا لوثر المانيا ، ولا كالفن أو زيمن سويسرا ولا قسس ولا أصحاب لحى وشادور باكستاني . بل هي واضحة هناك خلل في بنية المجتمعات العربية منبعها عبادة النصوص الوثنية . لم تعد هناك طواحين هواء لمصارعتها ، بل هناك حركة علم متطورة ، وعصر متسارع ، وثقافات إنسانية أكثر تطوراً من كافة العقائد الطوطمية . العالم يتطور مخلفاً وراءه عالم من الفراغ المريع ، مهمة الإصلاح الاولى تعني وضع العقائد في مكانها المناسب . نختم هذه المادة بقول للشاعر المبدع أبو العلاء المعري :
قلتم لنا خالق قديم قلنا صدقتم كذا نقول
زعمتموه بلا مكان ولا زمان ألا فقولوا
هذا كلام له خببئ معناه ليست لنا عقول .
وفي مقاطع اخرى
إني رأيت بني الزمان لجهلهم بالدين أمثال النعام أو النعم
لو قال سيد غضا بعثت بملة من عندي ربي قال بعضهم صدقت
ومقاطع أخرى
ما دان الفتى بحجي ولكن يعلمه التدين أقربوه
وينشأ نا شئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه
ومقطع أخير
جلوا صارماً وتلوا باطلاً وقالوا صدقنا فقلنا نعم .

في قصيدة ليزيد بن معاوية الاموي بعد ضرب الكعبة بالمنجنيق ( سلاح المدفعية القديم ) نقلها إبن الزبعري . هكذا إسمه :
لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل
وفي قول آخر:
ألا أبلغ آل هاشم عني لانبي جاء ولا وحي نزل .
ثم مقطع من قصيدة للوليد : مخاطباً القرآن
إذا ما جئت ربك يوماً فقل له يارب مزقني الوليد
أما القس ورقة بن نوفل ، وكان عم السيدة ( خديجة ) السيدة العظيمة وكانت نصرانية الدين ، وقد توفي قبل إعلان الدعوة ، يقول في أبياته :
لا تعبدون إلهاً غير خالقكم فإن دعوكم فقولوا بيننا حدد
سبحان ذي العرش سبحاناً نعوذ به وقد سبح الجودي والجمد
مسخر كل ماتحت السماء له لا ينبغي أن يناوى ملكه أحد
لا شئ مما نرى تبقى بشاشته يبقى الإله ويودي المال والولد
وقول أخر له
سبحوا الله شرق كل صباح طلعت شمسه وكل هلال
عالم السر والبيان لدينا ليس ما قاله ربنا بضلال .


القراء الأعزاء نعتذر فقط هذه المرة عن فتح باب التعليقات ، لمنع الفيروسات من التسلل ، وإفساد متعة المطالعة والقراءة .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يحمل( النبي ) سيفاً .. يحمل أتباعه سيوفاً
- ينتحر العقل عندما يتوقف النقد
- تحرير العقل من سطوة النص المقدس
- رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال ...
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
- الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
- اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
- في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل ...
- الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
- هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م ...
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية
- أخناتون قائد أول إنقلاب في التاريخ على الديمقراطية
- من مادوف حزب الله الى السعد والريان
- 170 فنان تشكيلي من 36 بلداً يعلنون تضامنهم مع الشعب العراقي ...
- ماراثون الإنتخابات البرلمانية المبكرة في اليونان
- العالم العربي -إيران - تركيا/ أزمة البحث عن الهوية والمستقبل ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيمون خوري - لا حضارة بدون نساء.. ولا ديمقراطية بلا تعددية/ ولا ثقافة بلا نقد ولا نصوص صنمية