أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاضل الخطيب - المرأة هي حبّ ورعاية العالم.!.















المزيد.....

المرأة هي حبّ ورعاية العالم.!.


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 20:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بناءً على مفاهيم العلاقة بين الرجل والمرأة عندنا، هل يمكن القول: أن المرأة تريد رجلاً واحداً يؤمن لها كل رغباتها. والرجل يريد كل النساء اللائي يؤمنّ له رغبة واحدة؟!. اختصار مُبتذل، لكنه كم هو بعيدٌ عن الواقع؟..
حرب دائرة منذ بداية الزمن الذكوري. ومازلنا نحن شركاء فيها منذ ذلك الأزل. الرجل "لعنة" المرأة، والمرأة "لعنة" الرجل. رغم أن الطبيعة تفرض أن يكون الرجل سعادة وبَرَكة المرأة، والمرأة سعادة وبَرَكة الرجل.
عند الحديث عن جرائم "الشرف الرفيع والغليظ"، أو قراءة ما يتعلق في هذا ضمن مسودات المشاريع القانونية، يدق على "الجمجمة" جرس الحياة ومعناها الجميل و"رسالتها"، أو تلطم الجمجمة على حائط "مبكانا" في "عصفورية" حياتنا المشوّهة.. ونلطم نحن الذين نحبها كأم وأخت وزوجة وبنت وزميلة وعشيقة وحبيبة. نحبها هنا في الحياة الدنيا وبدون نفاق وبدون عقد نفسية، وهي تحبنا أيضاً. نشكو ونعود لدائرتنا المغلقة.!. – لا أستبعد أن يقوم الرئيس السوري لاحقاً برفض مشروع قانون الأحوال الشخصية السوري ذو النسخة السلفية الجديدة، ليعود يرافقه حملة تأييد وشكر وتجديد للبيعة وتمجيد لحكمته بسبب رؤيته العصرية-.!..
في رواية لتولستوي، يصبح الرجل النبيل مجرم قاتل من خلال همجية متوحشة نتيجة غِيرته، يقتل زوجته ليزا والدة أطفاله. ليزا وبغياب الزوج تتعشى في بيتهم مع عازف الكمان، ويعود الرجل الزوج للبيت فجأة وبشكل لم يكن متوقعاً، لم يستطع ضبط نفسه ويتحول فوراً إلى مجرم قاتل. هذا مختصر الرواية والتي تتكرر في شرقنا بأشكال مختلفة وأحياناً كثيرة بريئة تماماً من أي عازف كمان، أو حتى من أي رجل، ورغم ذلك خلال لحظات يصبح الرجل "النبيل" والحاضر دائماً – يصبح مجرماً متوحشاً وضيعاً ويحميه القانون..
نعيش في بداية الألفية الثالثة. وفي الصباح، يلبس الرجل ثيابه بأناقة مع ربطة العنق، والمرأة - حتى في ثيابها البسيطة تحاول أن تظهر ذات جاذبية وأنوثة مُلفتة للنظر، مثلاً تضع أحمر الشفاه أو تلاعب خصلة شعر يبدو لنا نحن الرجال أنها تُزعجها. ويمضي كل واحد في هذه المعركة الكبيرة، ليس من أجل بناء "الأمة والوطن"، ولا من أجل اكتشاف شيء جديد في هذا العالم..
المرأة تريد أن تظهر كامرأة بكل ما تحمله من معنى، وهناك الرجل الشرقي بربطة عنقه المتأرجحة مع عقله "غير الناقص" وغريزته وتناقضاته – والحقيقة أنهما مع بعضهما يشكلان المجتمع، وخلف كل هذا يتلبد الحب، ويتشوّه الإعجاب، في كل شيء تقريباً.
في كل امرأة هناك الأنوثة والجاذبية والغندرة على القوائم الرشيقة، وهناك عيون الرجل المحرومة المقيدة بقوانين المجتمع والدين وأعرافه، والتي تختصر كل هذا بنظرات الاغتصاب والنفاق. الرجل الشرقي "مريض" في تعامله مع المرأة وفي تعامله مع الجنس، يسمح لنفسه إذا كان بدون مراقبة عمل كل تطرف يتناقض مع "قيمه" وبهذا يشوّه نفسه ويفضح تشوهات تلك "القيم". البسمة الساحرة للمرأة وحرقتها وحرمانها و"عورتها" التي اخترعها الذكر الشرقي والتي هي عقدته حتى القبر – كل هذا الكمّ المُزيّف والمشوّه هو نحن، هو الشرق العربي.
لقد كانت المرأة زنجي (عبد) العالَم، وتحررت من هذا النير إلاّ في شرقنا العربي المسلم. وغالباً ما نتجاهل ونتناسى أن كل المجتمعات في العالم بلا استثناء وحيث تعيش المرأة على روشيتة بلادنا هي مجتمعات متخلفة في كل شيء بلا استثناء، وفي المقابل حيث تعيش المرأة كإنسانة ومواطنة محترمة مضمونة حقوقها، نجد تلك البلاد متطورة في كل شيء بلا استثناء.
أين المشكلة؟ فيهن؟ في الرجال؟ في الدولة وأنظمتها وتحالف حكامها مع شيوخ التجهيل؟ في الثقافة والتراث؟. ولماذا دائماً يهرع الذكر الشرقي للدين لتبرير استبداده وتخلفه؟ أم الدين يجعل الرجل ذكراً مريضاً ومجرماً؟ كيف يمكن إعادة تأهيل المجتمع بالكامل؟ وكيف يمكن محاسبة ومعاقبة "العدالة" السورية على طلاقها بالأربع مع كل العدالة وقوانين حقوق الإنسان العالمية؟ هل تستطيع امرأة ارتكاب كل تلك "الخطايا الوهمية" بدون رجل ذكر؟ وما معنى حدود الحرية الشخصية؟ أليس هذا السلوك وقيمه المشوّهة هو العنصرية؟ ألا يمكن اعتبار هذا "الرجل" أساس "الفتنة"؟..
لننظر صور المجلات والتلفزيون والأخبار! هناك الرجال الدبلوماسيون، تلمع وجوههم وبسماتهم وخبثهم في أكثر الأمكنة، من الصين حتى أمريكا، لكنه في رأس كل واحد منهم يجول شيء مهم جداً وهو أنه مساءً كيف يستطيع أن يكون على سرير عشيقته أو حبيبته أو زوجته. والطبيب، متخصص رائع، ينجز عملياته بمهارة ومسئولية كبيرة، يُنقذ من الموت، يزرع القلب و… وفي أول فرصة سانحة يفكّر بالمرأة ويركض لعناقها..
أو إذا نظرنا إلى أستاذة رياضيات مثلاً، من أفضل المدرسين وقبل خروجها من الثانوية أو الجامعة تقوم بمراجعة هندامها ورجليها وجمالها وتنظر في مرآتها و... وهذا لا يعني وكأنه إشعارٌ لرغبتها في مضاجعة شخص ما. هذا كله سلوك طبيعي وجميل، يُحرّك ويُحرّض داخلياً مشاعر الإنسان والجاذبية والثقة بالنفس ويرعاها.
إن ذلك الشكل الاستعراضي اليومي يشبه رقصة الغزلان..
هذه الروعة، "رغبة الحب" إلى متى تستمر؟ لا يمكن معرفتها، لكنه نعم يجب أن نعيشها كرقصة الغزلان..
مشكلة كبيرة بلا شك الجريمة الوحشية التي يرتكبها الرجل ضد المرأة، مشكلة للرجل كما هي للمرأة، لكن هذا الجنون غير مفهوم منطقياً وعقلياً، هذه الغيرة لا متناهية الوحشية، هذه ليست فقط دراما بل هي كامل العلاقة غير الواضحة الحدود بين الرجل والمرأة.
يبحث الأول عن عاشقة والثاني عن زوجة مثالية وفية، ويبحث الثالث عن أم لأطفاله والرابع عن رفيقة نضال تساعده في الحياة... و..
من أجل أن يستطيع الإنسان العيش لا بد من وضوح للعلاقة المتكافئة، لا بد أن يكون لكل واحد حلم عن الحياة وعن العلاقة الثنائية وعن الرغبات والأهداف. إذا لم يكن مثل تلك الأحلام – أعتقد أن الأمور لن تسير بالشكل الطبيعي. ويمكن أن يكون هناك حلم لنعود في المستقبل بتشويهه وبالتالي لا نستطيع تحقيقه. لكنه لا يجوز التخلي عن الحلم، أقل ما يمكن أن يكون هذا الحلم كحد أدنى للعلاقة..
في كتاب عنوانه "حكمة نساء الأسكيمو" نقرأ، "يستطيع الرجل أن ينقطع عن العالم، عن المشاعر والأحاسيس، أن يكون بلا روح، أن يبقى وحيداً كحبة الفاصولياء. يستطيع الرجل أن يشحن روحه بسعادة مشوهة وغير حقيقية من أجل رغبة شخصية - مثلاً الحصول على النقود، أو السمعة الكبيرة والنفوذ أو من أجل نجاحه في الحياة. ويمكن أن يعيش الرجل حياته كاملة هكذا، لكنه في لحظة الموت يشعر بحجم المأساة، يشعر - ولكن بعد فوات الأوان، بأن حياته كلها كانت فاقدة لشيء، وربما كان هذا الذي ينقصه أهم شيء في الحياة..
الرجل يستطيع أن يقوم بمثل ذلك، أن يعيش حياته بدون الانتباه لأهم شيء في الحياة، لكن المرأة لا تستطيع. لأن النساء يمثلن الرعاية والحب، والحب والرعاية تحمي الرجل من أن يعيش حياة كاذبة مشوهة. على كل امرأة أن تعرف أنه بدون محبتها ورعايتها يصبح العالم متوحش..". هل هناك أجمل من هذه الكلمات؟.
كم نحن بحاجة إلى نساء الأسكيمو، وطبعاً إلى رجال الأسكيمو أيضاً، لأنهم لا يقومون بذلك من أجل مكافأة في الجنة أو في أي دكان للشعوذة.. متى يعرف الذكر العربي والمسلم التفريق بين المرأة والأنثى؟..
إن الرجل الذي يدافع عن حقوق المرأة، يدافع عن سعادته وعن شخصيته التي لا تكتمل إلاّ بها، لا يشعر برجولته بدونها، لا يشعر بإنسانيته إلاّ معها. بعض المتفذلكين يقولون أن المرأة تُكمل الرجل ولا تساويه، لكن تلك الذكور لا يمكنها القول بأن الرجل يُكمل المرأة أيضاً ولا يساويها!..
لو كان ثواب الإيمان بلا نساء كم رجل عربي ومسلم يمارس شعائره الدينية؟.. لو كانت "الفتوحات" بدون سبايا وغنائم كم توسعت؟.. لو كانت الجنة بدون حوريات كم كان عدد مرشحيها؟.. لو..، لو نطرح أسئلتنا بدون خوف!.
هواء الثلوج التي تجمّد قرى الأسكيمو أعقل وأجمل من هواء الكثير من المدن الكبيرة الحارة، ونحن ما أحوجنا إلى هواء تلك الثلوج غير الملّوث..
يقول توماس مان في كتابه القانون "يمكن خرق القانون، لكنه لا توجد حياة بلا قانون.!". والقانون يجب أن يكون متكافئ على الرجل والمرأة. وقد تكون مهمة النخبة المثقفة من فنانين وكتاب وأساتذة ..إلخ. ألاّ تترك فرصة دون إسماع الصوت من أجل إلغاء الحيف القانوني والاجتماعي ورفعه عن كاهل المرأة، إن كلماتهم تؤثر أكثر وأكثر.. شجاعة أكثر وأكثر بوجه الفكر الظلامي "المتعنتر". النخبة تلك تعطينا المثل والأمل أكثر وأكثر..
يمكن أن يفقد المرء "إيمانه" أو أمله في شخصٍ ما، لكنه لا حياة بلا أمل. الأمل أن يقهر الصعوبات، نحو الأفضل. بدون أمل لا معنى للحياة، لا مدارس، لا أطفال، ولا علاج. بدون أمل لا يوجد حب، ولا رقص الغزلان..
الأمل هو ذلك العصفور الذي يعرف أن الفجر قريب، رغم وجود الظلام. بالأمل تزداد "الأخلاق شفافية"، والحرص على الأمل هو حرصٌ على الحب، الحب الذي يخجل الرجل الشرقي غالباً الاعتراف به. علينا التوفير في صرفهما قدر الإمكان، لأن امتلاكهما صعبٌ وقد تكون المحافظة عليهما أصعب أكثر.!
متى يبدأ الأمل بالشروق عند رجل بلادي الشرقيّ؟.. متى يعرف أنه بدون محبتها ورعايتها يبقى العالَم متعثّر؟.




#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بو محمود بين أوباما والبابا..!
- نوسترداموس في سوريا..!
- الجندي المهزوم
- هل من مراجعة لبعض المعارضة؟
- الحرية كلمة حلوة فقط؟.
- هواجسٌ غير مرتبة..!
- أفكارٌ متضاربة بالقرب من ذكرى الميلاد..!
- بلا مكبرات صوت. بين الشام والجولان..!
- اعطه يا غلام ألف دينار، أو 34 دولار؟.!
- الدكّة، من سعادته حتى سيادته..!
- -سوبر فتوى- في مهرجان الفتاوى العربي..!
- رياضة المشي، صحيّة وتساعد على تحرير الجولان..!
- الوالي والأهالي، ج3..!
- الوالي والأهالي، ج2..!
- الوالي والأهالي، ج1..!
- حوار مع الكاتب حسان شمس من الجولان
- خفيف الدسم 2، رُدَّنيّ إلى السجن..!
- خفيف الدسم. -1.- القضاء السوري يبحث عن قضاءٍ..!
- ذمية وما عندها ذمة
- الأسد في الجغرافية السورية


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فاضل الخطيب - المرأة هي حبّ ورعاية العالم.!.