أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - خاتم النبيين-وأبدية الرسالات الإلهية















المزيد.....

خاتم النبيين-وأبدية الرسالات الإلهية


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 2842 - 2009 / 11 / 28 - 20:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طبيعي أن يكون موضوع الشريعة وخلودها أولى المسائل التي تثيرها الأمم عند ظهور كل دعوة جديدة بشريعة جديدة ذات أحكام وقوانين ونظم جديدة، بينما ظهور مئات المصلحين في ظل الشريعة القائمة لا يثير سوى اهتمام محدود قد يتحول في بعض الحالات إلى نزاع طائفي حول العقيدة وتفسير الكتاب، إلاّ أنه لا يخرج بأي حال عن نطاق الشريعة القائمة بين أهلها، ولكن عندما تتناول الدعوة الجديدة تعديل أحكام الشريعة القائمة فإن المسألة تخرج تماماً عن تلكم الدائرة المحدودة، ويرجع الناس إلى كتاب الله يحاجون به صاحب هذه الدعوة الجديدة، ويتمسكون بظاهر النصوص المباركة ويعلنون أن شريعتهم أبدية لا يمكن بأي حال أن يطرأ أي تعديل على حكم من أحكامها، لأنها في اعتبارهم صالحة لكل زمان... تمسّكت كل أمة بظواهر هذه النصوص المباركة وأعلنت أن شريعتها أبدية، ولكن الواقع أن الشرائع تعددت رغم إصرار كل أمة على خلود شريعتها. فاليهود مثلاً لا يزالون مصرين إلى اليوم بحكم ظاهر نص التوراة أن شريعتهم خالدة بينما جاءت من بعدها الشريعة المسيحية، وتلتها الإسلامية ولكي نتصور مقدار عمق هذه العقيدة في نفوس أهلها ما علينا إلاّ أن نرجع إلى التوراة فنجد فيها في أكثر من موضع أن اليهود ينتظرون عودة إيليا من السماء وظهور المسيح وظهور النبي، ويعتقدون أن هؤلاء لا بد وأن يظهروا وفعلاً ظهر إيليا (يوحنا أي يحيى بن زكريا) وظهر المسيح الجليل وظهر النبي الكريم ومع ذلك أنكرهم اليهود لسبب واحد وهو أنهم جاءوا بشريعة غير شريعة التوراة.
نورد فيما يلي مزيداً من الآيات والأحاديث الدّالة على هذا الموضوع:
جاء في الكتاب المقدس ما يلي:
"فيحفظ بنو إسرائيل السبت ليصنعوا السبت في أجيالهم عهداً أبدياً. وهو بيني وبين بني إسرائيل علامة إلى الأبد..." (سفر الخروج، الإصحاح 31، الآيتين 16-17)

"انظروا الآن أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أميت وأحيي. سحقت وإني أشفي وليس من يدي مخلص. إني أرفع إلى السماء يدي وأقول حيّ أنا إلى الأبد." (سفر التثنية، الإصحاح 32، الآيتين 39-40)

"اذكروا شريعة موسى عبدي التي أمرته بها في حوريب على كل إسرائيل الفرائض والأحكام." (سفر ملاخي، الإصحاح 4، الآية 4)
"السماء والأرض تزولان ولكن كلامي لا يزول." (إنجيل مرقس، الإصحاح 13، الآية 31)
"أنا هو الألف والياء. الأول والآخر." (رؤيا يوحنا اللاهوتي، الإصحاح 1، الآية 11)
وجاء في القرآن الكريم ما يلي:
"ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين." (سورة آل عمران، الآية 85)
"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً." (سورة المائدة، الآية 3)
"ثم آتينا موسى الكتاب تماماً على الذي أحسن وتفصيلاً لكل شيء وهدىً ورحمةً لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون." (سورة الأنعام، الآية 154)
"ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين." (سورة الأحزاب، الآية 40)
"ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به حتى إذا هلك قلتم لن يبعث الله من بعده رسولاً كذلك يضل الله من هو مسرف مرتاب." (سورة المؤمن [غافر]، الآية 34)

وجاء في الحديث الشريف ما يلي:
... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمَثَل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له ويقولون هلاّ وُضعت هذه اللبنة. قال: فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين. ("صحيح البخاري"، المجلد 4، الصفحة 226)
... عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لتتبعنّ سنن من قبلكم شبراً بشبر، وذراعاً بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبّ لسلكتموه. قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟ ("صحيح البخاري"، المجلد 4، الصفحة 206)
وتفضل ‌حضرة بهاءالله قوله الأحلى:
"الصلاة والسلام على سيد العالم ومربي الأمم الذي به انتهت الرسالة والنبوة وعلى آله وأصحابه دائماً أبداً سروراً." (مجموعة "إشراقات"، الصفحة 293

أن جميع رسل الله يمكنها أن تدّعي أنها ’الأوّل‘ و ’الآخر‘, ’الألف‘ و ’الياء‘، ’البداية‘ و ’النهاية‘. شمس الأمس يمكنها الادّعاء بأنها شمس اليوم حتى ولو كان حسب مفهوم الإنسان باختلاف الأيّام. يتفضل حضرة عبد البهاء: "..... ، فالماضي والحال والمستقبل كلها بالنسبة الى الحق على حد سواء، فليس للشمس أمس ولا اليوم ولا الغد.". جميع الرسل أو المظاهر الإلهية تأتي من منبع واحد—كلهم من عند الله ذات الغيب المنيع، كما تشهد بذلك جميع الكتب السماوية وأن الله ذات الغيب المنيع، ليس له أول ولا آخر، وكذلك أفضاله لم تنقطع عن خلقه من الأول الذي لا أول له إلى الآخر الذي لا آخر له.

أما عن قول القرآن الكريم بأن سيدنا محمد هو ’خَاتَمَ‘ النبيين، ولو أن كلمة خَاتَمَ لها عدّة معاني إلا اننا سوف نكتفي بمعنى واحد كما هو في: ’خِتام‘ ’نهاية‘ ’آخِر‘. ولكننا لا بد وأن نعلم بأن القرآن الكريم ذكر أن سيدنا محمد هو ’خَاتَمَ النَّبيِّينَ‘ فقط، ولم يقول انه خاتم ’الرُسُل‘ أيضًا. ونلاحظ ان آيات القرآن الكريم هي في منتهى الدقة والتمييز في استعمال كلمة ’رسول‘ و ’نبي‘ و’مرسلين‘ ويخصص لكل كلمة من هذه الكلمات معنى معيّن لمهمّة رسل الله.

كلمة ’رسول الله‘ تشير في القرآن الكريم إلى رسول موحى إليه بكتاب من عند الله، وهو مربّي سماوي للبشر وهو الوسيط بين الله سبحانه وتعالى والبشر. إن الرسل أو المظاهر الالهية هي التي يوحى إليها بكتاب جديد من عند الله وتخلق حضارة جديدة للبشر. وصف حضرة عبد البهاء رسل الله بأنهم ’انبياء مستقلّون‘ ويقول: هم ’مطالع الاحدية ومنابع الفيوضات الالهية ومرايا ذات الحقيقة‘. أما ’الانبياء‘ هم ’التابعون والمروجون، لانهم فروع غير مستقلين‘ مثال ذلك سيدنا موسى وسيدنا هارون. فالقرآن الكريم يصف سيدنا موسى بـ ’رسول الله‘ لانه جاء بكتاب مقدّس، ويصف سيدنا هارون بـ ’نبي‘ لانه لم يأتي بكتاب مقدس.
ومن المهم أن نلاحظ أن القرآن الكريم أعطى مهمة أو لقب ’رسول الله‘ إلى سيدنا إبراهيم وسيدنا موسى وسيدنا المسيح وسيدنا محمد، ولكنه لم يوصف الآخرين برسل الله. أضافةً ذكر القرآن الكريم أن سيدنا موسى وسيدنا محمد قاموا أيضًا بمهمة الأنبياء، ووضّح هذه النقطة بقوله: "واذكر في الكتاب موسى إنّه كان مخلصًا وكان رسولاً نبيًّا ... ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيًّا". [صورة مريم 19: 51 و 53]. إذًا فكان سيدنا موسى رسول ونبي في نفس الوقت ولكن سيدنا هارون كان نبيّ فقط وليس برسول لأنه لم يأتي بكتاب مقدس. ويصف القرآن الكريم سيدنا عيسى بأنه رسول فيقول: "وإذ قال عيسى ابن مريم يا بنى إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدّقًا لما بين يديّ من التوراة ومبشرًا برسولٍ يأتي بعدي اسمه أحمد". [صورة الصّف 61: 6].
ويصف القرآن الكريم مجموعة آخرى من الرسل بكلمة ’مرسلين‘. وهؤلاء المرسلين أرسلوا لمهمة خاصة لانذار البشر ولم يأتوا بأي كتاب ولم يقوموا بمهمة التفسير أو تعزيز الرسالة السابقة، مثال ذلك: "وإنّ لوطًا لَمِنَ المرسلين إذ نجّيناه وأهله أجمعين". [سورة الصّافات 37: 133-134]. ومثل آخر: "وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين". [سورة الأعراف 7: 77].
ويشير القرآن الكريم أيضًا الى أن ’كلمات الله‘ ليس لها بداية أو نهاية: "قل لو كان البحر مدادًا لكلمات ربّي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددًا". [سورة الكهف 18: 109]. وقال أيضًا: "ولو أنّما في الأرض من شجرة أقلامٌ والبحر يمدّه من بعده سبعة أبحرٍ ما نفدت كلمات الله إنّ الله عزيز حكيمٌ". [سورة لقمان 31: 27]. يوضح لنا القرآن الكريم من هذه الآيات أن ’كلمات الله‘ ورسائله المنزلة هي لانهاية لها، ليس لها من بداية أو نهاية.

انه من المستحيل التخيّل أن الله، السلطان الأبدي الذي ليس له أوّل ولا آخر، وأنبيائه ورسله ومظاهره الالهية الذين ليس لهم بداية أو نهاية، سوف يمنع فيضه على خلقه بدينٍ معيّن أو آخر! يقول شوقي أفندي:

“To contend that any particular religion is final, that ‘all Revelation is ended, that the portals of Divine mercy are closed, that from the daysprings of eternal holiness no sun shall rise again, that the ocean of everlasting bounty is forever stilled, and that out of the Tabernacle of ancient glory the Messengers of God have ceased to be made manifest’ would indeed be nothing less than sheer blasphemy.” (Shoghi Effendi, The World Order of Bahá’u’lláh, p. 58).

اذا دققنا النظر في الاسباب والظروف المحيطة بسيدنا محمد آنذاك عندما نزلت هذه الآية، نرى أن بعد وفاة ابنه ابراهيم في طفولته لم يكن له ابناء ذكور آخرين، فتبنّى عبد مسيحي اسمه -زيد بن الحارثه. فادّعى يهود المدينة أن سيدنا محمد تبنّى ولدًا حتى يتبع لأمّته نفس نظام الانبياء التي اتبعتها اليهود بعد وفاة رسولهم. فردًا على إدّعاءات اليهود نزلت الآية "ما كان محمَّد أبا أحدٍ من رجالكم ولكن رسول الله وخَاتَمَ النَّبيِّينَ" [سورة الأحزاب 33: 40].

إن عهد النبوّة قد انتهى بالفعل بعد سيدنا محمد خاتم النبيين، وتحققت الوعود بظهور حضرة الباب وحضرة بهاء الله، ودخلت الانسانية في دورة جديدة مع سلسلة من المظاهر الالهية التي لم يكن لها من بداية ولن يكون لها نهاية.




#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال- إلى كم تنقسم أخلاق النّوع الإنسانيّ ومن أين جاء هذا ال ...
- براهين روحانية
- يا أهل العالم إلى متى هذا الهجوع والسّبات، وإلى متى النّزاع ...
- البهائية وقضايا إجتماعية- التطور الاخلاقي
- البهائية وقضايا إجتماعية -ازدهار العالم الانساني
- البهائية وقضايا إجتماعية -حقوق الانسان-المرأة والسلام
- البهائية وقضايا إجتماعية-التعصُّب نار تحرق العالم
- الدين العالمي
- الدين البهائي يقف على رؤية إنسانية موحّدة وأسلوب للحياة ليست ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي-النظم الإدراي و مرجع ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي- ولي أمر الله شوقي أ ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي -مقدمة عن النظم الاد ...
- المدنية الإلهية و النظم الإداري البهائي
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(3/3)
- رؤية الدّين البهائي لعالم مُتّحد-(2/3)
- الرؤية لعالم مُتّحد-1/3
- هاتوا برهانكم -(3/3)
- هاتوا برهانكم -كمال الخطّة الإلهية الأصلية- (2/3)
- هاتوا برهانكم - (1/3)
- تطوّر أشكال الحكومة بالعالم – الديمقراطيّة ثم ماذا بعد ؟-(3) ...


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - خاتم النبيين-وأبدية الرسالات الإلهية