أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )















المزيد.....

الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2842 - 2009 / 11 / 28 - 20:25
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تحدثنا سابقاً عن مفكري عصر النهضة من المجددين والمصلحين الإسلاميين، وأتوقف هنا عند بعض أهم رموز التيار العلماني والليبرالي التحديثي المجايل لهم وأطروحاتهم، ونذكر هنا أسماء لشخصيات فاعلة في ذلك العصر مثل شكيب ارسلان، أنطوان فرح، قاسم أمين، أمين الريحاني، نسيب شبلي ، رفيق العظمة، بطرس البستاني، رئيف خوري، شبلي الشميل، عبدالله النديم، سلامة موسى، احمد لطفي السيد، طه حسين، وغيرهم.
عبرت الحوارات والسجالات الراقية والاحترام والتفهم المتبادل (العام 1902) بين أنطوان فرح (العلماني والليبرالي) والإمام محمد عبده (الإسلامي المنفتح على منجزات الحداثة) عن هذين التوجهين الرئيسين اللذين ينطلقان من أرضية فكر ومشروع النهضة، والعمل على استنبات وتبيئة فكر الحداثة بغض النظر عن اختلاف قراءتهما ومرجعياتهما، وعن التباينات الفكرية والأيديولوجية بينهما.
كتب نسيب شبلي احد التنويريين العلمانيين في العام 1886 ما يلي:
يكاد المال ان يفرغ من يد أبناء البلاد، وما ذلك إلا لقاء سلع الأجانب علينا، ولا نرى بدا من اقتنائها.. أين محصولاتنا، أين صناعتنا؟ أين المواشي؟ أين المعامل؟ أين الزراعة؟ أين الصنائع؟ أين كل أساليب التمدن؟ هذه كلها أسئلة يخجل المتكلم من الجواب عليها .
أما شبلي شميل، فقد كتب مقارناً بين ثورة 1908 في تركيا والثورة الفرنسية . ثورتنا حتى الآن عسكرية، اقتصر فيها التغيير على صورة الهيئة الحاكمة، فلم تغير شيئاً من أخلاقنا، ولم تصل الى علومنا وصناعتنا وتجارتنا.. بينما الثورة الفرنسية، فقد كانت موافقة لميل الشعب وناشئة عن استعداده . وكتب أمين الريحاني الثورة الحقيقية ونحن من أنصارها إنما هي الثورة التي يزرع الزمان بذورها في قلوب الناس وفي عقولهم.. هي الثورة التي يتقدمها ري العراق مثلا، وسكة الحجاز، وحرية الطباعة والتجارة والتعليم.. الثورة الحقيقية أو بالأحرى الانقلاب العظيم، هو الذي يساعد في ارتقاء الأشياء والحياة، أي ما ينبغي أن يكون .
كما كتب رئيف خوري ان الفكر الثوري السياسي - الاجتماعي، إذا قاطع أو دعم الدعائم المادية الجديدة التي تهيئها النشأة التاريخية، لم يكن له وزنه في الثورات والنهضات فـ (جان جاك روسو) اشترك في تهيئة الثورة الفرنسية ولاريب، لكن اشتراكه في تهيئتها ما كان ممكنا؛ لأن فكره وافق مطامح الأمة الفرنسية إذ ذاك، وصح ان يكون مرشداً وسلاحاً نظرياً في ثورتها. ومطمح الأمة الفرنسية إذ ذاك لم يوجد روسو، ولكن التطور التاريخي الذي قوى الطبقة الثالثة (البرجوازية والعوام - من عندي) ودفعها الى طليعة المجتمع نفوذا وأهمية هو الذي اوجد هذه المطامح، فعقلها وأحسها وعبر عنها ونبه إليها (جان جاك روسو)، بل ان روسو لم يكن إلا ثمرة من ثمرات هذا التطور التاريخي، ومظهراً من مظاهر تلك المطامح التي تحركت بها أعماق الأمة الفرنسية إذ ذاك.. فروسو لم يكن ممكنا في فرنسا بالقرن السادس عشر مثلا .
القضايا والأهداف المشتركة التي جمعت التيارين الرئيسين لفكر النهضة تتمثل في استلهام وتمثل ما حققه الغرب من تقدم على صعيد الإصلاح الديني والنهضة والتنوير والحداثة وما ارتبط بها من قيم الحرية، الديمقراطية، العقلانية، والعدالة . السؤال هنا : لماذا لم يستطع فكر النهضة برافديه الإصلاح الديني والفكر العلماني الليبرالي من مواصلة شق طريقه لينغرسا عميقاً في التربة العربية؟ ولماذا عملت واتفقت ونجحت التيارات الأساسية القومية، الإشتراكية والاسلامية الفاعلة رغم اختلاف مرجعياتها في إجهاض محاولات ترسيخ فكر النهضة وتجلياتها في الحياة السياسية، الاجتماعية، والثقافية للمجتمعات العربية، وعلى النحو الذي نلمس الآن نتائجه العيانية المدمرة؟
عندما بدأت قبضة وهيمنة السلطة العثمانية بالتراخي والضعف لصالح تعزيز دور ونفوذ - الاستعمار الأوروبي ونمط العلاقات الرأسمالية ) الكولنيالية) الوافدة، بدأت تلك الزعامات المحلية في تغير ولاءاتها القديمة، باتجاه الارتباط المصلحي بالاستعمار الأوروبي الذي استطاع فرض احتلاله وسيطرته المباشرة على معظم المنطقة العربية وفقا لاتفاقية سايكس بيكو بين بريطانيا وفرنسا، والتي بموجبها جرى تقاسم تركة الرجل المريض (السلطة العثمانية)، وذلك على الضد من الوعود التي قدمت للشريف حسين والزعامات العربية الأخرى لتلبية مطالبهم في إقامة الدولة العربية (المستقلة) الكبرى، مقابل انحياز العرب الى جانب الحلفاء ضد دول المحور التي ضمت الخلافة العثمانية. وقد واكب الاحتلال والانتداب والمعاهدات الاستعمارية للمنطقة العربية إدخال الأنظمة والمؤسسات الاقتصادية، الإدارية، السياسية، والقانونية الحديثة التي من شأنها تعزيز وتدعيم مصالح المستعمرين.
ومع ان ذلك لم يترجم ايجابياً لمصلحة الغالبية الساحقة من الناس، إذ ظل برسم مصلحة الاحتلال، والجاليات الأوروبية، وقسماً ضئيلاً من السكان ذوي الامتيازات والمكانة من الارستقراطية المدنية والحضرية في المدن، والارستقراطية الريفية وزعماء البدو في البادية. تلك الإجراءات التحديثية المحدودة لعبت دوراً مهماً في بدايات تخلخل العلاقات الإنتاجية الساكنة والراكدة على امتداد قرون ، ومعها العلاقات الإجتماعية ، و البنى الثقافية، والفكرية التقليدية السائدة غير إنها لم تستطع لعوامل مختلفة أن ترسخ في العمق و تشق طريقها . لقد سعى الغرب الاستعماري الأوروبي الى أضعاف العلائق و الروابط الاجتماعية التقليدية القديمة ، أو تكيفها وفقا لمصالحه ، وفي الوقت نفسه جرى تدمير المقومات الاقتصادية الذاتية، والتحكم بالتطور اللاحق للولايات العربية التي أصبحت دولاً قطرية متعددة لها أسواق وطنية محلية، ودوره إنتاج منفصلة غير أنها ظلت خاضعة وتابعة (دول متربول) في التحليل الأخير لمنطق آليات التوسع والهيمنة الإمبريالية. أصبحنا نواجه حقيقة نشوء دول عربية فاقدة لإستقلالها ، و هشة من حيث بنيتها الإقتصادية – الإجتماعية ، و منفصلة ومجزأة ( قوميا ) ومرتبطة تبعياً برأس المال ونفوذ الشركات الإحتكارية الأجنبية ، مما عمق عملية التفاوت في مستويات التطور ( المحدود ) بين الدول العربية.





#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الديني الشيعي والمشروع النهضوي ( 3 )
- فكر النهضة يقتحم الدوائر المحرمة ( 2 )
- الدين والفكر الديني.. الثابت والمتغير ( 1 )
- معوقات الإصلاح والتغيير في العالم العربي
- الخطاب الطائفي عامل تفتيت للمجتمعات العربية
- الانتخابات المقبلة ومتطلبات إعادة بناء الدولة العراقية
- أحمد الشملان.. مثال المثقف العضوي
- الهوية والتنوع والمواطنة
- تقرير التنمية الإنسانية العربية.. واقع مر وأفق مسدود
- اليمن إلى أين؟
- اليوم العالمي للديمقراطية


المزيد.....




- سقط سرواله فجأة.. عمدة مدينة كولومبية يتعرض لموقف محرج أثناء ...
- -الركوب على النيازك-.. فرضية لطريقة تنقّل الكائنات الفضائية ...
- انتقادات واسعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريح ...
- عقوبات أمريكية جديدة على إيران ضد منفذي هجمات سيبرانية
- اتحاد الجزائر يطالب الـ-كاف- باعتباره فائزا أمام نهضة بركان ...
- الاتحاد الأوروبي يوافق على إنشاء قوة رد سريع مشتركة
- موقع عبري: إسرائيل لم تحقق الأهداف الأساسية بعد 200 يوم من ا ...
- رئيسي يهدد إسرائيل بأن لن يبقى منها شيء إذا ارتكبت خطأ آخر ض ...
- بريطانيا.. الاستماع لدعوى مؤسستين حقوقيتين بوقف تزويد إسرائي ...
- البنتاغون: الحزمة الجديدة من المساعدات لأوكرانيا ستغطي احتيا ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نجيب الخنيزي - الرافد الثاني في مشروع النهضة ( 4 )