أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - طرق التفكير ... والنظر الى الحياة ...














المزيد.....

طرق التفكير ... والنظر الى الحياة ...


امنة محمد باقر

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 01:02
المحور: الادب والفن
    


من منظور ... اخلاقي

انني احيانا حين ارى طفلا يلهو ويلعب ، ويملأ الدنيا ضجيجا ومرح ... اقول في نفسي ... اتمنى ان يحفظه الله من ان يكبر بلا مرح ... نحن الكبار احوج من الصغار الى ان نفكر بمرح ... وننظر الى الحياة نظرة جمالية ، خالية من التشاؤم والنكد والكآبة .... والتي يفترض ان ترتبط بالقبح ان كان الامل يرتبط بالجمال ...
من العار على الانسان البالغ رجلا كان او امرأة ، ان يعيش حياته في نرفزة لادنى صغيرة او كبيرة ، فيسمم حياته ويسمم حياة الاخرين ، ومن الجميل ان تنظر لها : انها : تجري على سمتها كما يريد الواحد الفرد ...
وقد اقترحنا اشكال النظريات كبشر لتفسير سلوكياتنا ، والنرفزة التي ننظر بها الى الامور ماهي الا دليل على قصر النظر ، وعدم سعة الصدر ، وقلة الصبر ، والتي وصفها القرآن بكلمة ( الهلع ) ، اذكر انني قرأت كتابا عن فلسفة الصلاة ، يحكي كيف تساعد الصلاة في التخلص من الطريقة الهلوعة التي ينظر بها الانسان الى امور شتى .... اذا فقد عمله ، اذا ضاق رزقه ، اذا فقد حبيبا او صديقا ، اذا مات عنده احد ، اذا مرض عنده احد ،.ونحن لانستطيع ان نلغي المشاعر الانسانية : ان العين لتدمع وان القلب ليحزن ..للفراق او الفقد او ما شابه ... لكن الناس الذي نفقدهم مثلا عادة مايكونوا مصدر الهام لنا بعد موتهم ، ان كنا نحس بأهميتهم القصوى ووجودهم الملائكي الذي كان يملأ حياتنا زهوا ففقدناه ساعة فقدهم .... ويفترض ان يكون الامر اقل وقعا عند فقد الماديات ....
والحياة بطبيعتها كما يقول الشاعر : طبعت على كدر ، وانت تريدها صفوا من الاكدار والاقدار ...
لكن الطريقة التي ننظر بها الامور هي التي تصنع الفرق .... الفرق بين ان تعيش سعيدا او معذبا ... ومن يحيطون بك قد يساعدونك في ذلك ..وقد يفسدون عليك شفافيتك في النظر الى الامور والى كل مايجري حولك باطمئنان وسعادة ...يقال ان زينب ابنة علي عليهما السلام ... قالت ساعة مصيبتها التي مامرت على احد من ابناء البشر : ما رأيت الاجميلا... حين خاطبها الجاهلون ...
وان كنت من النوع الذي يسمونه متفائل ... ولكنني اعتقد انه متعقل ... ولايعاني من عقد نفسية ..فاحمد الله على تلك النعمة ... ان العديد من المؤسسات العلمانية مثلا في تقاريرها الصحية ، اثبتت ان الناس الذين يعيشون حياتهم مع الايمان والاعتقاد بما وراء الطبيعة ، وان هنالك قوة اكبر من قوتنا تسير الامور هي قوة الخالق الذي اتى بنا الى هاهنا ... هذه المؤسسات هي نفسها تعتقد بأن ايمانك قد يصنع فرقا في حياتك ...
ولست اريد ان اكون داعية هنا الى فلسفة ماوراء الطبيعة ... انا هديناه السبيل ...ونفس وما سواها.. ولكني لا احب ان ارى انسانا .. مفكرا ... يملك عقلا وقلبا .. يأتي فيظلم نور عقله بظلمات جهله ... ويجلب التعاسة لنفسه ولغيره ...حين يرى في الحياة غير واقعها ....وهي ايام معدودة ... لاتدري متى تغادرها .. فلماذا تنغصها عليك وعلى غيرك ... ان الرحمة كل الرحمة ان يرحم الانسان نفسه واهله ومن حوله .. والاهل عادة هم الاقرب والاحب ... وان الاقربين اولى بالمعروف ... وافضل المعروف هو ان تريهم محبتك ... باظهار السعادة في نفسك واشراكهم معك ...
العجيب ان ذات الانسان الذي يظلم الدنيا بتفكيره الاسود في يوم ما ويصورها لك بأنها غابة ويسكنها الذئاب وتحكمها السباع ... وان لا امل ولا مخرج ، وضاقت علينا بما رحبت ... هو ذاته لو غير طريقة تفكيره ، وادار عقارب ساعة عقلة باتجاهها الصحيح .... لوجدها لربما في ذات اللحظة ... انها روضة من رياض الجنان وليست حفرة من حفر النيران ...
والناس الذين يتمتعون بدرجة عالية من الشفافية ، وحدهم يستطيعون اخبارك ... انظر الى السياب الذي لم يكن ناسكا متعبدا ، ولا متصوفا سائحا ... شاعر ... ملؤه الرقة والشفافية ... وهو تحت مدى الالم ..
رحم الله السياب ...
أشد جراحي وأهتف
بالعائدين
ألا فانظروا واحسدوني
فهذى هدايا حبيبي
وإن مسّت النار حرّ الجبين
توهّمتُها قُبلة منك مجبولة من لهيب
الانسان عجيب في ما يعتقد ويخطط .... لكن الاهم في كل ما يعقتده ويخططه ، وفيما ينظره من نظرة واقعية الى الكون والحياة .. هو ان لايتيه ، ولا يأخذ غيره في ذلك التيه .... بل عليه ان يشرك الغير في مصاديق السعادة التي توصل اليها ... لانه يكون بذلك قد صنع لذاته قيمة عليا باسداء الخير للناس ....
والشفافية الانسانية .... لاتحتمل كل ما نصنعه بايدينا ... اننا مخلوقات يفترض ان تطير .... وتحلق بعيدا عن ضجيج مادياتنا ... الى عالم اخر .... تفهم لغته المخلوقات الشفافة الاخرى التي تشاركنا الوجود ... من ورود متفتحة ... واطيار مغردة .... وابدا لم نخلق للشقاء ....



#امنة_محمد_باقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد ... وانت ...***
- اميركا ايضا اعلنت جهادها ....
- الارهاب ليس جهادا ....
- ينعقون مع كل ناعق .....
- عشرة اولاد ... لماذا ؟
- الرجل الفظ !!
- هاجر ..... لن تتعلم الطبخ ..
- ماذا قالوا لها ... عن دورها في الحياة ؟ ! وكيف كان الواقع .. ...
- سأمضي وما بالموت عار ....
- كلمات حب لله ...
- كتبنا وما كتبنا .......
- امرأة لم تشتري فستانا ابيض !!
- ولازلت ارثيه ... ويسعد عيني دمعها ...
- الاطفال ... يرحلون من جديد !
- المرأة وادوار الجندر ....
- كيف تنشأ المليشيات ...؟؟ ومن يقودها ؟
- ليلى قيس ...
- اخلاقيات العمل ... مع النساء !
- المرأة العربية : التقاليد والمعاصرة !
- ما تقتضيه المروءة...............!!


المزيد.....




- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - امنة محمد باقر - طرق التفكير ... والنظر الى الحياة ...