أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي الزاغيني - حرية مشوؤمة وديمقراطية مزيفة














المزيد.....

حرية مشوؤمة وديمقراطية مزيفة


علي الزاغيني
(Ali Alzagheeni)


الحوار المتمدن-العدد: 2840 - 2009 / 11 / 26 - 23:27
المحور: حقوق الانسان
    


(لا معنى للديمقراطية أذا كانت الحرية مقيدة بالسلاسل)
منذ الاحتلال العثماني للعراق ولحقبة زمنية طويلة واتباع هذا الاحتلال ابشع الاساليب في اضطهاد الشعب العراقي المتمثلة بالتخلف والجهل والأمية والإقطاع وإضافة الى انتشار الأوبئة والإمراض لعدم توفر العناية الصحية واتباع سياسة التتريك لطمس الهوية العربية لهذا البلد .
وبعد التدخل المباشر لبريطانيا العظمى في طرد الإمبراطورية المريضة من العراق وادخال العراق في دوامة احتلال جديد لتبدأ رحلة جديدة من النضال من جهة والبطش وشراء الذمم من جهة اخرى .
وما بين تأسيس دولة العراق كمملكة وبين اعلان الجمهورية العراقية بعد ثورة 14 تموز التي اسقطت الملكية وانتهاء عصرها نزف العراقيون الدماء كالأنهار للحصول على حريته واستقلاله للعيش بحرية وكرامة ولا يزالون.
على الرغم من النجاح الذي حققته ثورة 14 تموز بقيادة الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم بالقضاء على الإقطاع وبناء المساكن وتوزيعها على الفقراء وانشاء الكثير من المشاريع الخدمية والإنتاجية الا انها لم تعمر كثيرا بعد العملية الانقلابية ضدها في عام 1963 .
منذ استلام البعث للسلطة بعد انقلاب تموز 1968 ولحين انهيار البعث ونظامه الفاشي عانى العراقيون الكثير من هذا النظام وسياسته الغير بناءة وإدخال العراق في متاهات لاحاجة له بها سوى اشباع رغباته الدموية .
لقد دخل العراق في دوامة كبيرة وسياسة فاشلة الغاية شل الحرية للفرد العراقي بكافة الطرق والوسائل لربطه بقيادة الحزب والفرد الواحد وتأييد المواطن لهذه السياسة مهما كانت هذه السياسة وان كانت مغلوطة وذات طابع فردي وعلى المواطن اتباع تلك السياسة .
السياسة الدموية المتبعة هي لغرض لكتم الافواه وعلى الرغم من احد الاهداف للبعث هو الحرية ولكن دائما كانت مقيدة بقيود من حديد وان تفوهت بكلمة يجب ان تكون بمدح القائد وبعثه المجيد .
اذا لم تهتف فيجب عليك ان تصفق بحرارة لانك محاسب ومراقب في كل التصرفات التي تبدر منك وان لاتغضب ابدا وتطيع كافة الاوامر للرفاق البعثيين لان ذلك يؤدي الى سلم النجاة .
ولكن اياك ان تلعن القائد وحزبه ابدا لانك لاترى النور ابدا ويمكنك ان تسب وتلعن اين شئت من الانباء والاولياء وحتى سبحانه وتعالى رب العالمين دون تمس شعرة منك .
انتظر العراقيون الخلاص من تلك الاوضاع الهزيلة ونيل حريتهم الموعودة التي انتظروها عقودا طويلة بعد ان امتلائت السجون بالمناضلين والمقابر بالشهداء ومنفيين خارج اسوار الوطن .
هل تاتي الحرية مجانا لابد من ثمن وقد سدد العراقيون الثمن بصك قابل للصرف من اي بنك كان فهل نال الشعب الحرية .
كنا نتامل خيرا في عراق ما بعد صدام وحزبه الفاشي ولكن للأسف تلاشت الآمال سريعا بعد تبين اننا استبدلنا حرية مزيفة بحرية مغلفة برائحة الدم من جديد ومشبعة بنفاق سياسي مستورد من خارج البلاد وببدع اسلامية تريد فرض هيمنتها على الشارع العراقي بكافة الوسائل .
الحرية شئ مقدس لا يمكن الاستغناء عنه ولا يمكن لشعب ان يبني وطنه دون ان ينال حريته ولكن يجب ان تكون مرتبطة بديمقراطية صحيحة وغير مزيفة .
جميع الاحزاب تريد فرض سيطرتها على الشارع العراقي واستخدمت وسائل مختلفة لفرض هذه السيطرة منها التهجير والتكفير والقتل بواسطة تنظيمات مسلحة اعدت لهذا الغرض تتلقى الدعم من دول مجاورة وتتدرب هناك .
لعبت هذه العصابات الدور الاكبر في عملية قتل الحرية وادخال الديمقراطية في دوامة العنف التي لا تنتهي وكما أخذت على عاتقها الدور في وصل مجموعة كبيرة الى مواقع عليا دون وجه حق ولا يمتلكون اي كفاءة ولا مصداقية وربما حتى شهاداتهم غير شرعية .
الحرية تعني ان نعمل وفق القانون ونحترم ذلك القانون لا انه اساس كل بلد متحضر ومتقدم ويسعى لبناء بلده وفق المعايير الصحيحة , وان لاتكون الحرية هي طريقة سيئة نستغلها لتحقيق اهداف شخصية ومصالح حزبية لاتمنح الشعب اي تقدم للامام ,وترافق هذه الحرية ديمقراطية نابعة من صميم تلاحم الشعب في اختيار أناس أكفاء لقيادة البلد وفي كافة الظروف .
لكن للأسف كانت ولا تزال ديمقراطيتنا هشة على الرغم من مرور اكثر من 6 سنوات على سقوط الطاغية لان بنائها وأساسها غير صحيح ومبني على مبدأ طائفي وقومي وليس على اساس ديمقراطي حر , فاختيار من يمثلون الشعب جاء وفق تحت تاثير قوة السلاح والتهجير داخل البلد وخارجه .
حريتنا كانت ولا تزال خائفة لا تستطيع ان ترى النور لأسباب قد تكون خارج إرادتنا على الرغم انه لا توجد قيود تمنعنا ممارسة حياتنا بصورة طبيعية ولكن هناك من استغل هذه الحرية والبسها ثوب الدين واخذ ينشر افكارلا تمت للإسلام بأي صلة سوى الاسم فقط .
فاتخذت من الدين شماعة يتخذها لنشر هذه الافكار السوداء ليمنع الحريات الشخصية في المجتمع ويفرضها بقوة السلاح والضغط وبشتى الوسائل لمنع المواطن من التمتع بحريته الشخصية ولكن لايزال المواطن يخشى ان تفهم تصرفاته بانها مخالفة من وجهة نظر البعض.
كما اتخذت بعض الأحزاب التي تدعي القومية والوطنية من الحرية هدفا لها لإضافة نوع الدعاية الى حزبها كحزب قومي او وطني لكسب رضا الشارع العراقي على الرغم من أنها لا تعرف معنى الحرية ألا غاية للحصول على مكاسب من وراء ذلك.
لايزال العراقيون ينزفون الدماء من اجل تلك الحرية التي حلموا بها لعقود طويلة من الزمن وقد هاجر الوطن أعداد كبيرة تقدر بأكثر 4 مليون من العراقيين ارض الوطن للبحث عن حريتهم المفقودة والتي حلموا بها ولم يجدوها على ارض الوطن,
وقد وجدوها خارج اسوار الوطن ورغم مرارة الغربة الاانهم فضولها على العيش بمرارة تحت وطاة السلاح .
فهل ياتي زمن تكون فيه الهجرة معاكسة لأرض الوطن بعد ان تكون الحرية قد أصبحت حقيقة وليست وهم .
علي الزاغيني
[email protected]









#علي_الزاغيني (هاشتاغ)       Ali_Alzagheeni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اوراق من الماضي
- تحالفات واحزاب ومصالح مشتركة
- لحظة وداع
- من الاحد الى الاربعاء دماء ودموع
- تعددت الائتلافات والكيانات والعراق اين ؟؟
- حواء والحجاب
- من اوراق عاشق
- دمائنا ودموعنا شمس امل في انتخاباتنا القادمة
- اوراق محترقة
- اه يا وطني
- عتب على الحوش
- نحن وسورية وايران
- اللعنة ايها الارهاب لن اهجر وطني
- الفساد الاداري رصاصة بلا صوت
- في عيادة الطبيب النفسي
- هل سقط صدام في غفلة من الزمن
- الحب لايهزم مرتين
- في ذكرى الزعيم عبد الكريم قاسم
- من اوراق عاشقة
- ديمقراطيتنا الانتخابية وثقافة الناخب


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - علي الزاغيني - حرية مشوؤمة وديمقراطية مزيفة