أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين بن خديجة - بيان شعري--انبياء الدنس--عن تيزي الشعرية















المزيد.....

بيان شعري--انبياء الدنس--عن تيزي الشعرية


محمد نور الدين بن خديجة

الحوار المتمدن-العدد: 2840 - 2009 / 11 / 26 - 21:08
المحور: الادب والفن
    


بيان انبياء الدنس مطلع القرن الواحد والعشرين

ضرورة الشعر في حياتنا ضرورة ملازمة للوجود الانساني.فالانسان لا يمكن له ان يحيا دون شعر..والحضارات الانسانية توارثت هذا الجنس الابداعي الازلي..ولازالت مصرة على ان يكون معبرا من تعبيرات الضرورة المثلى لتحقق الذات المكتملة..امام النقصان الذي تستشعره وهي تحاول ان تجسد الروح على الارض.
من هنا فان كل مقولةتقول بتراجع الشعر في حياتنا المعاصرة مجرد لغط سرعان ما سيكذبه تلاحق الاحداث .فللشعر اكثر من ضرورة الان ولاحقا..كما كانت ضرورته ملازمة للمجتمعات القديمة..فله اكثر من علاقة جوار مع الدين انه طقس من طقوس الامم وهي تقترب من روحها..انسانيتها..وجودها المنفلث امام الانتظام الهائل الذي تفرضه ضرورة قوة المجتمع بوة المؤسسة السياسية- الدولة.فبقدر ما كانت المجتمعات تنتظم بقدر ما كانت تنفصل عن الطبيعة ككل وعن طبيعة الانسان ككينونة منفردة ومتفردة امام هذا الكم الهائل من الذوات التي يراد لها ان تتشابه بقوة خلق النظام- المؤسسة.فالتشابه الكلياني-الشمولي لهاته الاجساد..والمفروض فسرا بالقمع السياسي وطوعا بالقبول الاديولوجي..يكون الشرخ قد استفحل فيما بين الجسد وكينونته الانسانية حيث لم يصبح سيد مصيره بل ان مصيره ومصير جسده مقرر سلفا منذ ولادته والى موته.وهنا يكمن اس اغتراب الجسد عن ذاته الانسانية وفي بؤرة هذا الجدر الالي للاغتراب الدائم سيكمن تشعب الخلايا الاولى للدين والشعر..على ان ياخد كل واحد من هتين الخليتين منحاهما المتناقض مع الاخر فيما بعد..خاصة حين ينحو العقدي في الدين الى التريع فهنا يعمل بخيانة منطلقه في ردم هوة الاغتراب ليعيد حفرها وتغويرهامجددا..ويبقى الشعر الشاهد الوحيد المنزوع السلاح امام طواحين المؤسسة التي تزيد تضخما يوما عن يوم.فيبقى الشعر اذا حاجة نفسية للفرد لا تريد ان تنظبط بالمطلق لتنظيم المجتمع وممارسة القسر على الجسد وكينونته في رسمها لطريق مساره الجنسي والعظلي والفكري وفق قوانين حاجات ورغبات هته المؤسسة..وليس حاجات الجسد- الفرد ورغباته.
فيصبح المجتمع كفكرة مجردة هلامية كيانا مجسدا قائم الذات في الذوات وتصبح الذات كجسد محسوس وكواقع عياني مجرد فكرة خرافية تبحت لها عن موقع في راس هذا المجتمع الى جانب القوانين والسياسة والدين.ولن يتاتى ذلك الا بجهد جهيد تستتبعه التعويدة من هذا الشيطان المسمى شعراووسوسة تمس من حين لاخر راس هذا الجسد الضخم المسمى مجتمعا.فالشعرمرتبط بالجانب النفسي المتحرك في دائرة الاغتراب الجهنمية..وهو انفلاتة قد تكون مؤقتة او مزمنة للافراد الذين يراد لهم ان ينظبطوا لعقل المجتمع الذي يحميهم من غرائزهم واهوائهم..انفلا تة وتمرد ماساوي سري غالبا وعلنينلدرا على هذا العقل التنظيمي- النظامي الذي يجعل الا جساد مجرد اداة من ادوات ماكينته الضخمة-وللاشارة هذا العقل-ليس ذاك المفهوم الفلسفي التحرري المرتبط بانطلاقة الحداثة..ولكنه عقل مدبر لكليانية يتم الرضى عنها طوعا تحت ضرورة الاحتماء من تقلبات الطبيعة"الطبيعة ككل والطبيعة كجزء في ذات الانسان".
ان عملية التنظيم والتي تطورت وفق تطور علاقات الانتاج وقوى الانتاج..كانت تسير وفقعملية تقدم تاريخية متساوقة مع تطور العقل والاحتكام اليه كاداة استعمالية لارساء اسس المؤسسات المستحدثة المسايرة لاي تطور لاحق على سابقه..على الا يتعدى الاحتكام اليه كغايةبل كوسيلةاخضاع.لان في غايته تهديد دائم لاستقرار المواضعاتالقانونيةالمحتكم اليهافيعلاقة الفرد بالجماعةوبقدر ما تتضخم هذه الوسيلة الاستعمالية للعقل بقدر ما يتهدد وجودية الفرد لصالح وجودالمؤسسات الادارية..الاقتصادية..السياسية..الاديولوجية وفيهذا الخضم وتعليقاعلى ما سلف يبقى الشعر الانفلاثة المتمردة والتيحلم الكثيرون بادخالهاالقفص او احراقها وتدميرها بالمطلق ابتداء من جمهورية افلاطون وسدنة المؤسسات الدينيةوبعض عبدة بروقراطية الدولة من الماركسيين الستالينيين بالتحديد.فما بين عملية الالغاء والاحتواءيموت الشعرويحل محله النظم الاديولوجي المبرر لبقاءالمؤسسات وتقديسها.ان في نقد المؤسسة او الدعوة لتدميرهاكما تقدم بها الماركسيون والفوضوييون كان يكمن الالتقاء الاول للشعر بهذين المشروعين الحديثين.وان في الانتقال من هذا النقد الى التقديس ورفع المؤسسة-الدولة الاشتراكية عن شبهات التشكيك كانت مكامن المحافضة والرجعية تتاسس على اساس ما سمي ستالينيا بمدرسة الواقعيةالاشتراكية فتحزب الشعر ..وتماسس..واضحت له الوانه التي تحدد درجة ثوريته ودرجة ارتباطه بدكتاتورية البروليتارية-الاصح دكتاتورية الحزب-او ابتعاده عنها..كما يتم على الجهة المناقضة لدى الرجعيين المتطرفين تحديد الشعر حسب المواصفات الدينية من قبيل الشعر الاسلامي او المسيحي او اليهودي وهلمجرا.
الشعر بوح دائم للكينونةالوجوديةالمفتقدة وهذا البوح يطور اشكاله وبلا غته اللفظية والتصويرية عبر التطورات الكبرى للمراحل التاريخية..وعبر ما يحققه تراكم العلوم من تحولات تمساسهذا الوجود الانساني فتلغى حقائق سابقة وتؤسس لحقائق جديدة يصبح معها تطور هذا البوح ضروريا والا فقد معناه وتاثيره.
فاذا كان تطور العقل في دينا مية الحداثة قد تاسسعلى مطلب الحق فانه تم الا ستجداءبه كاداة نفعية لادارة عجلة التقدم الراسمالي من خلالمؤسساتمتعددة وضخمة يصبح فيها الفرد مجرد رقم من الارقام لمقياس درجة التقدم.
كما ان هذه الاداة الاستعماليةللعقل تقود للفصل بين الاشياء والانسان..وهنا تحضر الضرورة الوجودية للشعركحاجة نفسية فرديةوجماعية في انواحد لخلق حالة اندماج بالشياء ومع الاشياءبلوتجادلها.واظن ان في جزء من هذا الاحساسي يشترك الشعراءمع المتصوفة.ولكن لا ينشابهون..ولا يتماهون في طبيعة الحلول.
اذا كانت الراسمالية قد عملت على تشيء الانسان بل وقادت ثورة وفورة الاشياء..فان ردة الفعل النفسية القصوى والعنيفة سيقودها الشعر حتما.ان الانسان يتقلص طبعا امام هذا التراكم من الاشياء والادوات المتعددة الافعال والاهداف والاستعمال.لدرجة تتقلص فيها انسانيته امام الاستعمال النفعيالى درجة الصفر.من هنا ارى ان مشروعية ظهور السريالية بالغرب الراسمالي كانت مشروعة.وان النقد الستاليني"" الاشتراكي كان متخلفا على مستوى رؤيته للجدلداخل تطور الحساسيات الفنية وان التقاء ليون تروتسكي ببروتون في البيان الموقع حول حرية الابداع كان اكثر تملكا للروح النقدية الاشتراكية واكثر فهما لتمظهرات الحساسيات الفنية مرحلة التوسع الراسمالي الهائل .الشعر طاقة تهديمية وتشكيكية دائمة لما يتاسس بعد ان تغرس اعلام الحرية على الارض.
من هنا فان تصوف الشعراءهو الحلول في الاشياء والاحساس بها واعادة خلقها بما فيها""الانسان الشيء"".ان حلول الشعراء الصوفي اليوم اكثر تقدما من النزعة الرومانسية التي اصبحت ساذجة ومتخلفة عن الوقائع المتطورة.وكذا من النزعة الصوفية الاسلامية او غيرها والتي ما كان همها امام بؤس الواقع الا ان تعمل على الارتقاء من ارض الدنس الى سماء المقدس عن طريق الحلول.ان صوفية الشعراء اليوم هي الاقتراب مما هو حولنا..مما نفقد الاحساس به..اي هو حلول وارتواء وارتقاء بهذا الدنسالذي هو من محيطنا ولحمنا ودمنا.
ان تصوفنا لن تجدوا له نسخة في كتابات النفري ولا ابن عربي ولا في حضرة الاولياء الصالحين.
ان تصوفنا يتاسس على ارضية النقيض والنقد المباشرللماسي التي يخلفها الراسمال المتوحش.
ان تصوفنا على النقيض من ثقافة الاستهلاك والتشىء والتسليع للانسان وكرامته ومن اجل الانسان وبقاء نوعه.
ان تصوفنا لن يستفيد الا من اكثر الافكار تحررا.والتي نجدها في ماركسية تحررية ..خلاقة ..مبدعة..لاسلطوية على الافكار والمعتقدات.
اقول بكل ثقة ان الانسان اليوم اكثر احتياجا للشعر.العرب وباقي الامم الاخرى التي يراد لها ان تتحول الى بزارات للاستهلاك الشره اكثر احتياجا لهذا الشيطان الرجيم. الشعر ضرورة قصوى من ضرورات بقاء الجنس البشري ابان القرن الواحد والعشرين.


محمد نور الدين بن خديجة--يناير 1999--مراكش

ملحوظة هذا البيان صدر بكراريس "تيزي"الشعرية وهي مستنسخات شعرية برزت في التسعينيات بالمغرب لاسباب سنتناولها لاحقا بالتحليل الى جانب اصحاب الغارة الشعرية ومرافيء ودبوس والمركب الشعري وغيرها.



#محمد_نور_الدين_بن_خديجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر- كاس كارل ماركس
- شعر --وردة خوسي مارتي
- من شدرات الاحوال والا هوال--- لام اليسار
- شدرات الاحوال والاهوال---خسارات كلب
- من شدرات الاحوال والاهوال--صراط مائل
- الى مظفر النواب عراقيا ولوكره المحتلون
- رمي السهام لا يليق بالحفلة---في ذكرى استشهاد القائد ياسر عرف ...
- دوا الروح -- زجل
- زجل-- دربالة الروح
- شمعة الروح-- زجل
- الى اطفال غزة الشهداء
- ناي الروح- زجل
- ابحث عن عبد اللطيف زروال- شعر
- جميل مراكش
- الى فديريكو لوركا
- ناظم حكمت/ملحمة العودة
- طبول البهجة/زجل
- عزف الظهيرة
- قصائد
- شعر


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد نور الدين بن خديجة - بيان شعري--انبياء الدنس--عن تيزي الشعرية