أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عيسى طه - تقسيم العراق من يعمل له ومن يعمل ضده؟؟















المزيد.....

تقسيم العراق من يعمل له ومن يعمل ضده؟؟


خالد عيسى طه

الحوار المتمدن-العدد: 2840 - 2009 / 11 / 26 - 18:46
المحور: حقوق الانسان
    


هناك البعض ممن يجهل كيف تكونت الدولة العراقية وكيف كان يدار فيها الحكم ، ليس ابتداأ من انقلاب البكر – صدام عام 1968 إنما منذ أن صنع البريطانيون هذا الكيان وحشروا فيه أقوام وأجناس وأديان وطوائف ومذاهب لا عد لها ولا حصر، هذا البعض لا يكلف نفسه عناء قراءة تاريخ العراق وكيفية تكوينه فيفتعل الوطنية بإبداء الحرص على وحدة العراق المزعومة والبقاء على شكل الكيان السابق .


هذا البعض لا يدرك ماذا حل بالعراقيين في ظل دولتهم ( الموحدة ) ولا يعرف كيف أهدرت فيه الأرواح البشرية والموارد المالية.


الدولة (الموحدة ) هذه كانت تنظر إلى الشيعة وهم نصف شعب العراق، على أنهم غرباء وحرمت عليهم الدخول في مؤسسات الحكم وعرضتهم للتسفير والتهجير ومنعتهم ممارسة شعائرهم المذهبية وقتلت مراجعهم ثم استباحت دماء الشيعة في عصر صدام.


الدولة ( الموحدة ) يا سادة ، نظرت إلى الكرد ، وهم ربع سكان العراق ، نظرتها إلى الأعداء وحاربتهم بما تملك من وسائل وأرادت إبادتهم عن بكرة أبيهم وشرعت في الإبادة فألقت عليهم الغازات السامة ودفنت جموعهم في المقابر الجماعية في قلب الصحراء اللاهبة .


الدولة ( الموحدة ) لم تكن إذن دولة ثلاثة أرباع سكان العراق ، ولهذا أقامت هذه الدولة مأتما في كل بيت عراقي وجعل الطفل العراقي مديونا لحظة ولادته .


الدولة ( الموحدة ) كانت في حروب وصراعات وقتال ونزاعات منذ نشأتها وحتى سقوطها ، لم ينعم احد فيها بالأمان أو الرفاه .


كانت دولة السنة في بدايتها ثم أصبحت دولة حزب البعث ثم دولة عشيرة صدام ثم دولة صدام وولديه وحسب ، وعومل سكان العراق معاملة الأرقاء والعبيد ، سكان العراق كلهم من الشيعة والكرد والسنة .


سقط صدام وسقطت الدولة ( الموحدة ) وظهرت الحقيقة المرة، الحقيقة التي أفصحت عن صدق قول الملك فيصل الأول عندما قال، لا يوجد في العراق شعب، إنما مجموعات بشرية غير متجانسة تتناحر وتتصارع فيما بينها.


وبعد مرور ثمانون عاما أو أكثر اكتشفنا أن شعب العراق لم يتكون بعد ، لا زال هناك الشيعة الذين يتقدم ولاءهم المذهبي كل ولاأتهم الأخرى ، ولا زال هناك الكرد يعارضون أصلا إلحاق وطنهم بالعراق ولا يشعرون بالانتماء إلى الوطن الذي حشروا فيه عنوة ، ولا زال هناك السنة الذين يحسبون أن حكم العراق وقف عليهم وان الدولة العراقية قد صنعت لهم وليس للآخرين فيها من حقوق ، ربما لهم حق خدمة أسيادهم من نخبة السنة وبعكسه يكون الكردي متمردا والشيعي عميلا .


المجموعات الأخرى الدينية لم تكن يحسب لها الحساب كان عليها الطاعة ، مع أنه يجب أن نسجل لفترة صدام ميزة احترام العقائد الدينية أفضل من ( دولتنا الحالية ) بالنسبة إلى المسيحيين والازديين ، كان القمع يجري للمسيحي والازدي بسبب العرق القومي فقط ، أما الآن فالقمع ضدهم مزدوج حتى أن البعض يريد إخلاء العراق منهم.



دولتنا العراقية الحالية ، يا سادة يا كرام ، أجرت بعض الرتوش ووزعت مواقع السيادية ، رئيس جمهورية كردي ورئيس وزراء شيعي ، لكن الحالة بقت هي هي ، رئيس الجمهورية ينتمي ويقود حزب كردستاني قومي ، ولحزبه مثل الحزب الكردستاني الاخر اعتراضات على تكوين العراق وإلحاق كردستان به .



رئيس الوزراء ينتمي ويقود حزب شيعي خالص يشعر بالغبن في الماضي، وولائه مذهبي.



اكتشفنا أيضا ان الأحزاب هي صورة المجتمع العراقي المقسم ، أحزاب كردستانية لا تعمل حاليا على استقلال كردستان لكنها تتحين الفرصة المناسبة ، وإذا عرفت جماهير كردستان انها تفضل مصلحة العراق تنفض من حولها وقد تسقطها .


أحزاب شيعية رغم الاختلافات ، تلتقي تحت مظلة المراجع الدينية الشيعية ، هذه المراجع المذهبية التي تشعر ان الشيعة لحقهم الغدر من السنة وسلب الحكم منهم من أكثر من ألف عام ، أحزاب عندها الشيعي في جزر ( الواقواق ) يتقدم على كل باقي أهل العراق .



أحزاب سنية ، اغلبها من بقايا حزب البعث ، تلتقي جميعها في الإبقاء على ما كان والنواح على مميزات الدولة ( الموحدة ) التي كان فيها السني هو وحده السيد المطاع.



هذه الأحزاب ترى في محيطها العربي سندا لصراعها مع الكرد والشيعة وتدين بالولاء للدول السنية حتى وان أرسلت إليهم الانتحاريين ، أكثر من ولائها للعراق .



العراقيون جميعا يعرفون هذه الحقائق ويعرفون ان لا وجود لعراق موحد وليس هناك من يعمل لتحقيق هذا الهدف .


العراقيون يعرفون ان العراق مقسم واقعا وكان مقسما منذ ولادته ، لكن البعض يرفض التقسيم أو الاعتراف بالتقسيم .


هذا البعض يضع رأسه كالنعامة في الرمل حتى لا يرى الصياد خشية اكتشافها ! ، ومنهم بالطبع السيد رئيس الوزراء الذي قيل انه رفض قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي اتخذه بثلثي الأعضاء في هذا الأسبوع والقاضي بتقسيم العراق إلى ثلاث مناطق فدرالية.


السيد رئيس الوزراء وهو في سدة الرئاسة نسي أهداف حزبه الدعوة الشيعي وسبب تأسيسه، وهو يحاط نفسه بمليشيات شيعية ولا يستطيع زيارة محلة سنية، والأصح لا يعترف بسلطاته مختار قرية سنية ولا مختار قرية كردية .


أصبح رئيسا للوزراء دون ان يصوت له كردي أو سني وأكاد اجزم انه لن يصوت في أية انتخابات قادمة ، كردي لقائمة عربية وبالعكس ، كما لن يصوت سني لقائمة شيعية أو بالعكس ، أمثل هذا ( الشعب ) يصنع وطنا موحدا ؟. ماذا يفيدنا الفرار من الواقع الذي لا يمكن تغييره ؟ .



قلنا العراقيون يعرفون الحقيقة لكن هناك من يرفض قرار مجلس الشيوخ الأمريكي ولا يريدون الاعتراف بالواقع وهم لا يخلصون للعراقيين ولا يودون ان تنتهي مأساتهم الكبرى ولا يفكرون إلا في مصالحهم الضيقة وكأن دماء العراقيين لا قيمة لها .



هؤلاء السادة لا يفكرون لماذا أصبح نصف سكان العراق مشردا والنصف الأخر مهدد بالتشرد ، لا ترعبهم المذابح والمجازر الرهيبة ، يفتعلون الوطنية الزائفة ويدعون إلى بقاء العراق موحدا ، وبمعنى بقاء هذه المجازر ، ومن الغرابة ان تكون هذه الجهات هي نفسها التي تصنع الدمار في العراق ومنها هيئة علماء المسلمين والتيار الصدري .



الذين يرفضون التقسيم هم اغلب الجماعات السنية التي تحلم بالماضي وتعمل على إعادته ، إعادة الحكم السني بدعم سني عربي ، هذه الجماعات هي في مقدمة الأطراف الخاسرة من رفض مشروع التقسيم لأنها وعندما يرحل الأمريكان ويستقر الحكم الشيعي بحكم أغلبيته والدعم الخارجي لن تجد من يمنحها حتى الإدارة الذاتية .



المجموعة الأخرى التي تخالف التقسيم هي التيار الصدري ومجموعات شيعية أخرى.
التيار الصدري لا يشبع غروره الفدرالية وحكم الشيعة وحسب انه يطمح ان يحل الشيعة في محل السنة لحكم العراق ككل وتعويض الشيعة عما لحق بهم من غدر بالانتقام من السنة ، وإلا هل يكون حريصا على وحدة العراق من يفجر فيه مساجد أهل السنة ويستبيح دمهم أو يحول المساجد إلى حسينيات بحراب( جيش) فاقد لكل النظم والتقاليد انشأ لغرض مذهبي محض .



إن حرص هذا التيار يوازي في الحقيقة حرص آل سعود على وحدة العراق وربيبتها منظمة علماء المسلمين التي تتكفل بتوريد الإرهاب وتفجر المراقد المقدسة للشيعة بأمل إشعال حرب أهلية.


هؤلاء هم الساعون لوحدة العراق ! يعاضدهم مهرجون في منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة عمرو موسى ، يا لسخرية القدر .


تأملوا رجاأ حالة العراق الموحد عندما يتولى ( أية الله العظمى ) مقتدى الصدر أو
( الشيخ العالم ) حارث الضاري موقع صدام حسين وتكون له سلطاته وتحت إمرته أموال نفط العراق .


فئة أخرى وطنية تخالف تقسيم العراق نظرا لسذاجتها السياسية وتوقعها تكوين دولة يتمتع فيها الجميع بحقوق متساوية. هذه الفئة وبجهالتها السياسية تسبب أيضا في إدامة ومضاعفة آلام العراقيين.


إن تقسيم العراق قادم لا محالة عنه ومهما تأخر الإقرار به تأخر تنعم أهالي العراق بالأمن والسلام والرفاه .


إن العاقل من سكان العراق هو من يدعو إلى تقسيم منظم وبرعاية دولة كبرى ، تقسيم يحقق العدالة في توزيع السلطات والثروة ، تقسيم منظم يسبق تفكيك عشوائي مصاحب للمجازر البشرية ويؤدي إلى إحراق ما تبقى من العراق و قيام دزينة من الدويلات والكيانات قد تفوق عددها عدد المحافظات العراقية .



أيها( الوطنيون ) امنحوا سكان العراق الوطن ، وتمتعوا أنتم بالوطنية، تجربتكم في إقامة وطن وعلى مدار ما يقارب مئة عام قد فشلت ، امنحوا سكان العراق بقعة آمنة ورغيف خبز بدل أن تمنحوه ( وطناً ) مضرجا بالدم.




أبو خلود



#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة كرة تنقلب للعبة سياسية كبرى
- احتلال أمريكا للعراق ليس فقط جريمة في حقه بل هي أكبر إهانة ل ...
- الواجب الوطني يشترط أن نقف جميعاً صفاً واحداً دعماً للحركة ا ...
- لا خلاص إلى بالخلاص من الطائفية - No way to stop discriminat ...
- المرأة العراقية والإسلام السياسي
- طريق العلمانية صعب وطويل ولكنه غير مستحيل -
- ثورة الجياع - Flame of revolution of hungers
- دردشة اليوم الاثنين 5 أكتوبر
- المالكي يمسك العصا من الوسط إذا نجح حتى بالدعم الخارجي إنه ل ...
- نيران على ظفاف دجلة
- هل وضع العراق الأمني ... والإجتماعي، يتحمل المزيد من اللعب ب ...
- محلة الخضراء المسيحية
- استقلال القضاء في العراق الدستوري
- حوار حول الحالة اللإنسانية للاجئين العراقيين هل تتقصد السلطة ...
- متى يصحوا المسؤولين
- اين يكمن الصراع الإنتخابي ... أين يتجه الصراع على السلطة
- ميزان الطائفية في الإنتخابات القادمة
- ماهو المطلوب من وزارة وحدة وطنية إنسجام وطني ... امن ... أعم ...
- محاربة الفساد وصرامة العدالة والقانون
- ثقوب في ثوب القضاء العراقي


المزيد.....




- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...
- الأمم المتحدة تطلب فتح تحقيق دولي في المقابر الجماعية في مست ...
- أرقام صادمة.. اليونيسيف تحذر من مخاطر -الأسلحة المتفجرة- على ...
- أهالي الأسرى الإسرائيليين يحتجون في تل أبيب لإطلاق أبنائهم
- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خالد عيسى طه - تقسيم العراق من يعمل له ومن يعمل ضده؟؟