أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس جبر - مرثية الشهداء














المزيد.....

مرثية الشهداء


عباس جبر

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 23:10
المحور: الادب والفن
    


مرثية لشارع المتنبي ..

نسـوا الفجيعـة وطاردوا الغنائـم ..!
عباس جبر

لم يجف الدم بعد ،ومازالت بقايا الدمار و الخراب تنشر ظلالها الكئيب على جدران البنايات السود في شارع المـــــتـنـبــــــــــــــي .
رحل رفاقنا الذين كانوا معنا بالامس القريب يقاسموننا شظف العيش والالم الواحد في رحلة اللهاث الماراثونية على لقمة خبز تملأ حواصل اولادهم الزغب الذين اصبحوا بعيدي العهد عن الفراش الوثير ورغيد النعماء وماتتكرم عليهم الارض الحنون من خشخاشها بعد ان احتبس عنهم الدعاء واستعصى عليهم منال (عدسها وثومها وبصلها) حتى سعوا في مناكبها وقد وضعوا على بطونهم حجارة الصبر ليدحروا مكاره الوطن الجحود وهم يحلمون ان يفيء عليهم من خيراته المحبوسة تحت وصايا الاخ الاكبر وقد ناب عنه الاخوة الصغار ليمارسوا دور( الوصايا والقيمومة والحضانة) في ان واحد على يتامى الحروب والحصار.
لقد رحل احبابنا دونما يسمح لنا الزمن الغادر ان نقول لهم وداعا ،وما تنفع مذرفات الدموع وهل تعيدهم الينا ولو بخيال صورهم وهم ينحنون على ( بسطاتهم) المرتبطة حظوظها مع حركة الأبراج والاقمار،وهل هناك ثمة عتاب وكلام يقال في همس او صراخ ،فلماذا هذي الارواح الطاهرة تستصرخنا وتقض مضاجعنا، هل ثمة شيء لم يقال بعد؟ ام تركوا اسئلتهم اللا متناهـية دونما جواب ، اما مر خاطرعليها لتعرف الجناة ؟ اولعلها تود ان تذكرنا بذات السؤال الذي حبس في فم المؤودة التي قتلت بلا ذنب ولم تسمع اجابته وهي تتوارى في الثرى بعيون متجهة الى السماء.
لقد عجزت آلهة الموت وآبالسة الشر ان تنبس ببنت شفة لتبرر معقولية ولامعقولية الفاجعة ، لم يبق من اولئك الافذاذ الا احلامهم الدفينة تحت الارصفة ورماد الكتب والقرطاس والقلم المكسور .مازال فاتك الاسدي مخمورا بنشوة القتل الالكتروني مزهوا يمتطي صهوة الحصان العربي ممتشقا سيفه وعمامة الصالحين تغطي جمجمته الشيطانية،خارجا من جلابيب الاخوة الاعداء والفرقاء السياسيين الذين مازالوا يتقاسمون تراث العراق بترولا شهيا يأكلون لحومنا على موائد إفطارهم العامرة من أواني وأباريق خيبتنا ليعدونا ولو بعد حين ان هناك من سينصف الشهداء ويعوض ذويهم ماخسروه معنويا وماديا، بعيدا عن الصفقات الفردية والأنانية ومن هوايته الصيد بالمياه العكرة كفى وعودا واستخفافا وتجارة بدماء الابرياء، وليضطلع المسؤولون بمهامهم الانسانية والأخلاقية والشروع بتشكيل لجنة موحدة تعلن عن دورها بشفافية عبر وسائل الإعلام كي نضمن حقوق المتضررين بصورة عادلة وإبعاد المتطفلين والفضوليين من التلاعب بقضيتهم .
اما ما اعلنته بعض منظمات ومؤسسات المجتمع المدني والصحف المحلية التي أثلجت صدورنا بمبادراتها السخية فتعوزها الجدية وسرعة تنفيذ الوعود وتحويلها من مزايدات رنانة الى حقيقية ملموسة، وان يتعاملوا مع أصحاب المصاب الجلل بما يحفظ الحقوق والذمم ويحفظ لهم ماء وجوههم ، ويضعوا نصب أعينهم إن هناك من يفضل أكل( الحجار) على أكل الوعود.





#عباس_جبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرثية لشهداء شارع المتنبي
- ماالذي حصل في شارع المتنبي
- صباح العزاوي الصعلوك الاخير
- انفلونزا الحب
- صراخ وصمت
- لقاء مؤجل
- قصة قصيرة
- اعادة لخواطر عاشق مصححة
- خواطر عاشق -تعالي
- خواطر عاشق اغفاءة


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس جبر - مرثية الشهداء