أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - محرقة الانتخابات














المزيد.....

محرقة الانتخابات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 13:26
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


كان من المتوقع أن تكون الانتخابات النيابية القادمة مثيرة وساخنة بشكل طبيعي مثل كل إنتخابات وبشكل إستثنائي أيضا وذلك لعدة أسباب تتعلق بأهمية المرحلة القادمة التي ستشهد تغيرا في الدور الامريكي كما إن هناك قوى سياسية عديدة تنتظر هذه الانتخابات بلهفة لتعزيز وجودها في السلطة، وهناك قوى أخرى خارج السلطة تعتبر الانتخابات القادمة مصيرية لإثبات وجودها قبل ان تخسر مبررات هذا الوجود نهائيا في ساحة العمل السياسي.
لكن المؤشرات الراهنة تقود الى إن الانتخابات القادمة ستشهد حالات كسر عظم بعد عودة المشاعر الطائفية والقوميةالى واجهة الحملات الانتخابية وكذلك عودة موضوع البعثيين الى برامج الحملات الانتخابية سواء بالدعوة للمصالحة معهم أو بالتخويف من عودتهم في حال التغاضي عن مرشحيهم أو بإنخفاض المشاركة الشعبية في الانتخابات مما سيؤدي الى صعود البعثيين أو المقربين منهم الى سدة الحكم.
أجواء الانتخابات القادمة ستقترب من أجواء المحرقة بسبب منهجية التشهير التي ستعتمد وكذلك بسبب الشركاء الذين تفرقوا بين القوائم وكل منهم يحاول تجيير إنجازات الماضي وشعاراته لصالحه وكذلك سيحاول الاستيلاء على منجزات الحاضروالتبرؤ من الفشل.
الحملات الاعلامية ستستمر أقل من شهرين قبل يوم إجراء الانتخابات لكن أثرها سيستمر طوال الاشهر اللاحقة لذلك اليوم وهي الاشهر التي ستشهد تشكيل الحكومة ولكل مراقب الحق في أن يتساءل وبقلق عن حال العراق عند إنطلاق تشكيل الحكومة، فمجرد الخلاف على قانون الانتخابات قاد الى كل هذا الهياج سواء في الشارع عبر تنظيم المظاهرات ومهاجمة المقار الحزبية ورفع حدة الخطاب الاعلامي أو عند النخبة السياسية بتسخين اللهجة بين النواب والانجرار الى كلمات حادة وإستعمال نبرة التحدي والتهديد بين مفاصل السلطة.
من المتوقع أن يعلق كل من سيفشل في الحصول على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات القادمة، أن يعلق فشله على الاطراف السياسية الاخرى، كما سيحاول كل طرف التحدث بإسم مكون أو فئة وسيعتبر عدم حصوله على مواقع في الحكومة القادمة تهميشا لذلك المكون أو الفئة ولذلك فإن لغة التحريض ستكون حاضرة بقوة في الاشهر القادمة.
المشهد الراهن يؤكد إن المكونات السياسية لم تنجح في تجاوز أساليب وقضايا الانتخابات النيابية السابقة وهذا الامر سيؤثر بشدة على حجم الاقبال الجماهيري على الانتخابات كما سيقلص من قدرة القوى السياسية وخاصة ذات التمثيل المتواضع على المناورة في فترة تشكيل الحكومة، فلم سيعد الدور الامريكي ولا الشارع العراقي في نفس ظروف الانتخابات الماضية، ولذلك لا بد من تغيير الخطاب السياسي السابق بدل الاعتماد على آمال ضخ الدماء في عروقه، إعتمادا على المتضررين من عملية التغيير.
لكن المواجهة الاقسى ستكون بين القوى السياسية التي كانت منتظمة في قائمة واحدة ثم إنفرطت الى عدة قوائم، وخاصة القوائم المتفرقة عن الائتلاف الموحد، حيث تمتلك هذه القوائم وجودا في مؤسسات الدولة والاجهزة الرسمية المختلفة ومن غير المستبعد أن تدخل هذه الاجهزة في حالة تلاسن وتبادل للتهم تبعا لموقف المسؤولين فيها وهذا يعني إطالة فترة تشكيل الحكومة وتعريض الاستقرار الامني للخطر.
لتخفيف درجة حرارة محرقة الانتخابات وتقليص حجم الخسائر الى أقصى حد من الضروري الاسراع في فتح حوارات مبكرة لتنسيق المواقف وصياغة صورة محتملة عن القضايا التي ستعترض تشكيل الحكومة القادمة والبحث عن مقاربات مبكرة بين القوائم وعدم الايحاء بإلزامية مبدأ التوافق، فالشعور بإلزامية هذا المبدأ سيمنح فرصة كبيرة للمماطلة، حيث لا يتوقع تحقيق أيا من القوائم فوز كاسح يمكنها من تشكيل الحكومة لوحدها ولكن هذا لا يعني إلزامية إشراك الجميع فالاهم هو إختصار الزمن والانسجام بين مكونات الحكومة، وما دامت الانتخابات بهذه السخونة فلا بد من توقع بعض الخسائر والحرائق الصغيرة أيضا.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطاء فوق أخطاء
- وهم الدولة ووهم الدولة الكبيرة
- مخاطر الانتخابات القادمة
- هل العراق جديد؟
- دائرة كركوك المغلقة
- فوضى أمنية
- لغز العبوات اللاصقة
- هدية خاطئة
- الاجندات الخارجية
- ماذا بعد الاستجوابات؟
- السلطة من أجل السلطة
- ويسألون عن المهجرين!!
- موازنة 2010
- الدولة وخطابها المفكك
- أحكام بالفشل
- مرحلة المكاشفة
- إستنفار دبلوماسي
- الموصل..أزمة نموذجية
- ما بعد الاربعاء الدامي
- رغم إنها متوقعة وبائسة


المزيد.....




- بيومي فؤاد يبكي بسبب محمد سلام: -ده اللي كنت مستنيه منك-
- جنرال أمريكي يرد على مخاوف نواب بالكونغرس بشأن حماية الجنود ...
- مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالب ...
- دورتموند يسعي لإنهاء سلسلة نتائج سلبية أمام بايرن ميونيخ
- الرئيس البرازيلي السابق بولسونارو يطلب إذن المحكمة لتلبية دع ...
- الأردن يرحب بقرار العدل الدولية إصدار تدابير احترازية مؤقتة ...
- جهاز أمن الدولة اللبناني ينفذ عملية مشتركة داخل الأراضي السو ...
- بعد 7 أشهر.. أحد قادة كتيبة جنين كان أعلن الجيش الإسرائيلي ق ...
- إعلام أوكراني: دوي عدة انفجارات في مقاطعة كييف
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض هدف جوي فوق الأراضي اللبنانية


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - ساطع راجي - محرقة الانتخابات