أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ايليا أرومي كوكو - صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي















المزيد.....

صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 20:14
المحور: الطب , والعلوم
    


العنوان اعلاة هو ملصق كبير من مصلقات منظمة اليونيسيف الدولية رأيته معلق في غير مكان و موقف وفي ناصيات الشوارع الكبيرة في مدينتنا عروس الرمال .. لمرات كثيرة اجتزت عابراً بها دون ان اعيرها أدني اهتمام .. فالمرء منا في مثل هذه المواقع المذدحمة بالمارة و السيارات غالباً ما يكون منقسماً علي ذاته بين همومه و مشغولياته و التفكير في العبور بأمان ..
الايدز هو طاعون عصرنا الحاضر المخجل الفاضح .. هو مرض مرعب مخيف و قاتل هالك .. تسرب كلمة الايدز الي اسماعنا باستحياء في منتصف ثمانينيات القرن الماضي .. و قيل وقتها بانه مرض القرود و بعض من البشر الاشرار الشاذين جنسياً . كما قيل ايضاً بأن الايدز موطنه ادغال افريقيا الاستوائية في المنابع العاليا في يوغندا و كينيا و الكنغو برازافيل .. لم تكن روندا و بروندي معروفتان و اكثرنا وقتذاك لم يسمع بقبيلتي الهوتو و التتسي الشرستين ..
و في التسعينيات زحف فيروس فقدان المناعة الايدز بأتجاه اطراف السودان البعيدة في الجنوب و الشرق و نادراً في الغرب .. ارتبط انتقال هذا الطاعون في اذهان الكثيرين بمتحركات الجيوش كراً و فراً و سائقي الشاحنات القاريين .. و من وقت لآخر كان الناس يتهامسون سراً في مجالسهم الخاصة بأن فلاناً او فلانة متهمة بالمرض الكعب .. فالسودانيين حتي عهد قريب كانوا يتحاشون او يتهيبون من نطق كلمة الايدز الا اضطراراً .. اما الحكومة السودانية صاحبة مشروع النظام الحضاري فقد ظلت علي الدوام و باستمرار تنفي نفياً قاطعاً وجود الايدز في السودان.. تعمدت حكومة السودان المكابرة بنفي ان يكون الايدز او فيروسه قد عبر او دخل الاراضي السودانية و لو عن طريق الخطأ .. فالسودان قطر تحرسه الشريعة الاسلامية ، و الوازع الديني في شعبنا درع واقي و كافي جداً للحماية من الاصابة بالايدز ..
وهذه قصة موجزه عن اشهر ضحية لمرض الايدز في السودان
وفاة «عمدة» الإيدز في السودان بـ «السكتة القلبية»
شارك في 2000 محفل دولي لمكافحة المرض
الخرطوم: اسماعيل ادم
توفي، بالسكتة القلبية، في الخرطوم امس اشهر مصاب بمرض الايدز على مستوى الدول العربية وشرق افريقيا المواطن السوداني محمد طه التوم الملقب بـ«العمدة»، اي عمدة المصابين بمرض الايدز.
وسقط «العمدة» امس اثناء تقديمه محاضرة امام مؤتمر اقليمي لتدريب رجال الدين حول مكافحة الايدز من اعلى المنصة، ودخل في حالة غيبوبة فارق اثرها الحياة في الحال، وقال شهود عيان ان موت العمدة المفاجئ امام المنصة سبب حزنا عميقا وسط نحو 180 من رجال الدين الاسلامي والمسيحي والخبراء الاقليميين المشاركين في الورشة. ووصفت منظمات مكافحة الايدز في الخرطوم والبرنامج السوداني لمكافحة المرض موت «العمدة» بأنه خسارة لبرامج التوعية بمكافحة المرض في السودان وشرق افريقيا والدول العربية».
وأصيب العمدة، 46 عاما، بالمرض في العام 1986 مع 14 آخرين اصيبوا بالمرض بعد ان نقل اليهم دم يحمل فيروس «اتش اي في» الناقل للمرض اثناء تلقيهم العلاج من امراض اخرى، وقد مات جميع المصابين بالمرض في الحادث منذ عشرة اعوام مضت متاثرين به.
وظل العمدة منذ تلك الفترة في حالة بدنية وصحية جيدة على عكس مرضى الايدز، ولم يتلق علاجا، وظل يردد بأنه قاوم المرض بالتغذية السليمة وقراءة القرآن الكريم. وظلت جميع المنظمات العاملة في مجال مكافحة الايدز في الخرطوم والعواصم المجاورة تستعين به في سرد تجربته الممتدة مع المرض لـ20 عاما منها صندوق الامم المتحدة للسكان الذي ينفذ برامج حول مكافحة المرض في السودان. وشارك العمدة خلال هذه المدة في اكثر من 2000 ورشة عمل داخليا وخارجيا للتوعية في مجال التعامل مع المرض )
المرة الاولي التي اقرأ فيها قصة العمده و الايدز كان علي ما اذكر في العام 1995م عبر صفحات جريدة الصحافة السودانية فقد سرد العمدة قصتة بطريقة دراماتيكية تجعلك تذرف الدموع احياناً و في اخري تكاد ان تنفجر من الضحك .. عمل الرجل الكثير في سبيل جسر هاجس الرعب و الخوف و الهلع العالق اذهان السودانيين عن مرض الايدز و المصابين بالايدز ..
و من حكاوي العمدة انه ركب في يوم من ايام ازدحام مواصلات الخرطوم حافلة متجة الي ام بدة .. و بعد وقت وجيز استدرج جاره الذي يجلس بجواره للحديث متعمداً الحديث عن مرض الايدز .. لاحظ العمده القلق والضيق و الاختناق الذي اصاب محدثه دون ان يغير مجري الحديث .. ختم العمده حديثه مع جاره مصرحاً بصوت عالي بأنه مصابة بالايدز .. و في لحظات قلائل فقز جميع الركاب من نوافذ لحافلة و هي تسير بسرعة لا تقل عن ال 80 كلم / الساعة .. قفز الركاب غير مبالين بأرواحهم .. فالموت تحت اطارات السيارات كان أرحم كثيراً للركاب من من البقاء داخل حافلة لبضع ثواني مع شخص مصاب بالايدز .. عندما اللتفت السائق كان العمدة هو الراكب الوحيد الباقي في المركبة فالكمساري نفسه قفز من المركبة قبل الركاب و فر بجلده ..
حكاية اخري رواها العمدة و هي قصته مع الحلاق .. اذ كان مداوماً علي الحلاقة في صالون حلاق محدد و اعتاد احضار امواس الحلاقة عند كل زيارة للحلاقة .. و كان حريصاً علي اخذ الامواس المستعملة عند الانصراف .. كان الحلاق كعادة كل الحلاقين بشوشاً دائم الابتسامة لا يفتر من الحديث مع الزبائن في شتي دروب الكلام .. في السياسة الخارجية و الداخلية و في الاقتصاد العالمي قبل الانهيارات المالية الاخيرة . في مجال الرياضة هو سيد العارفين فاذا كان الزبون هلالابي فهو يشجع الهلال و يسب المرخاب الصهاينة . وفي حال كان الزبون مرخابي فهو مرخابي علي السكين فالمهم عنده هو ضمان عودة الزبون اليه عند الحلاقة القادمة .. استقبل الحلاق زبونه العمدة هذه المرة بترحاب اكثر حرارة و بسرعة تناول منه علبة الامواس داعياً اياه لأخذ مكانه علي اريكة الحلاقة .. اكمل صاحبنا طقوس الحلاقة المعروفه دون ان ينسي بخ عميله بعطر الكالونيا الباريسي الاصلي حسب ادعاه .. فبدأ عمله و كلامه معاً بتناغم و سلاسة و تطرق في مجمل كلامه الي مرض الايدز بصفة عامة و العمدة كله اذاناً صاغية انتهت الحلاقه و المحاضرة معاً .. و قبل ان يهم العمدة بالانصراف اخبر صديقه الحلاق بأنه مصاب بفيروس ومرض الايدز .. وقع كلام العمد علي الحلاق وقع الصاعقة و كاد ان يغمي علي حلاق من شدة الصدمة .. و بعدها حاول العمدة عبثاً شرح و ايضاح اسباب المرض الذي هو واحد من ضحايا الاصابة عن طريق نقل الدم بالخطأ .. طرد الحلاق العمدة من صالونه طالباً منه ان لا يراه او يزوره مرة اخري ..
الا رحم الله العمدة بقدر ما قدم في سبيل نشر ثقافة الايدز و جسر الهوة السحيقة التي كانت و مازالت تفصل المصابين ليس من مجتماتعهم فحسب بل من اسرهم .. سبق العمدة بجهوده الذاتية و هو مريض كل مجهودات الحكومة السودانية ممثلة في وزارة الصحة . و بفضل الله و مثابرتة الشجاعة تمكن من ازالة بعض من هواجس و فوبيا مرض الايدز الرهيب .. و كان عوناً نفسياً و معنوياً جد شديد للمرضي المعزولين اسرياً و اجتماعياً .. و قد شكل العمدة بحضوره في المنتديات و المؤتمرات الخاصة بالتوعية عن مرض الايدز زخماً تجاوز دوره الاطار المحلي و الاقليمي .. ساعد المرضي كثيراً في امكانية تقبل المرض و جعل المجمتع اكثر قرباً من فكرة معني التعايش مع مريض الايدز . فقد ذهب البعض بعداً في التطرف اذ نادوا بأحراق المصابين بالايدز حرقاً جماعياً في الساحات العامة ... و مرات صوروه مرضاً خاصاً بملة من الملل فسيروا مواكب الطلاب في الشوارع تهتف لا خماره ولا دعاره الايدز مرض النصاري ...
ذاق المصابين بهذا الداء العضال كل المرارات فهم موصومون بالرذيلة والخطيئة موسومون بعار الزني و فضيحة ممارسة البغي و الدعارة .. استطاعت يوغندا المعروفة بمسوطنة الايدز الاول في افريقيا استطاعت بفضل تقدم وعي حكومتها و ادراكها للموقف استطاعت و تمكنت من التغلب و الحد من انتشار هذا المرض .. اما في السودان فقد حدث العكس تماماً و الارقام التي تصدر من آن لاخري لا تبشر بالخير ابدأ




#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفوز الجرائري سوداني الهوي مئه بالمئه
- في ذكراه الخامسة ياسر عرفات يتململ من الفلسطيينين
- ( حلايب ) نقطة الضعف في العلاقات السودانية المصرية ( 2 )
- صورة من الدكتاتوريات الصغيرة
- جوبا : الحقيقة و المصالحة السودانية علي نهج جنوب افريقيا ..
- مؤتمرجوبا : الامال العراض و التوقعات .. !!
- باقان أموم :رئيساً لجمهورية السودان الديمقراطية المتحدة .
- وتفرقت مشكلة دارفور أيدي سبأ ..
- الطيب مصطفى يوقظ الفتن من سباتها
- خارطة طريق للسلام في جنوب كردفان ...
- في ذكراه الرابعة ياسر عرفات يتململ من الفلسطيينين
- كيف يديرون أزماتهم


المزيد.....




- دعوى قضائية: أطباء يابانيون يطالبون غوغل بتعويضات بسبب نشر - ...
- وفاة محمد فارس.. ثاني عربي يصعد إلى الفضاء
- غزة تعاني من العطش وكارثة بيئية.. توقف جميع آبار المياه منذ ...
- مهندسة متفوقة في الطب في كاليفورنيا داعمة للفلسطينيين تحظى ب ...
- الصحة العالمية تصدر تحذيرا بعد اكتشافها -إنفلونزا الطيور- في ...
- صفحة على -فيسبوك- في مصر تبيع شهادات علمية معتمدة وموثقة‏‏‏‏ ...
- أنفلونزا الطيور لدى البشر.. خطر جائحة مُميتة يُقلق منظمة الص ...
- هل تؤثر الشيكولاتة البيضاء على صحة البشرة؟ اعرف أضرارها
- مش بس السمنة.. الإفراط في المشروبات الغازية يؤثر على صحة عظا ...
- عضو لجنة الفيروسات: مريض فيروس بى لا يعدى الآخرين طالما يتنا ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - ايليا أرومي كوكو - صديقي المصاب بمرض الايدز سيظل صديقي