غياب الوجود لعبدة الصفر.. ألان نادو- ( المكتبة الالكترونية ) رواية عبدة الصفر

فاطمة الفلاحي
(Fatima Alfalahi)

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 19:04
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

هنا يرقد سفوروس
افنى عكره يسعى وراء صورة الصفر
عساه يجد في الذات او في دائر الدهر
نقطة التفريغ تلك
لكل واقع وحقيقة
ولما السعي اعياه
راى في الموت بغياه .

الصفر ينتمي الى الوجود لانه غياب الوجود .. ثيوقريتياس الافامي

كيف يكون للسالب علامة ، وللعدم مدلول؟... رولان بارت


عبدة الصفر ..

عَبَدة الصفر " الواقع الوحيد للعدد صفر هو انه لا واقع له ، اللاشيء لايخرج الى الوجود إلا اذا نفي نفسه واتخذ صورة محددة ، وهو ما نسميه الصفر .وان اللاشيء حتى يكون ، لابد له من رمز يدل عليه ولا خروج الى الوجود الا بعلامة تعطيه معنى ودلالة ، بشيء ما يمنحه ادنى قدر من الحقيقة ـ اي بشيء هو في حد ذاته نقيض له ، وهما أما النقطة أو الدائرة الخالية
يصور على شكل دائرة مفرغة او مجرد نقطة ، فهو عنصر لازم لا غنى عنه لفعل الارقام التسعة . فان الصفر يضيف اليها صفة جديدة تنخر وجودها وتفتح في صلبها حيز فراغ ومجال نفي يقضي عليها نهائيا .حيث ان ادماج الصفر يضيف الى صفاته صفة الغياب وينفي عنه صفة الوجود "




لقد حاول افراد هذه الطائفة بواسطة ( 25) وثيقة على فنرة تزيد على الف عام – اي منذ فيثاغورس – القرن السادس قبل الميلاد وحتى القرن السابع الميلادي جمع مصدار عقيدتهم ، من وثائق ورسائل شخصية وترجمات لشخصيات حقيقية وخيالية ، ودراسات نقدية ، وفصول من مصنفات في الرياضيات ، وشروح وخلاصات وتعليقات ، اي كل ما اعتبروه اساسا لمعتقداتهم واستندوا عليه في تاكيد تفسيرهم للعالم .
وان اهم تلك الوثائق كما يقول الان : وثيقة كدهشة تضمنت يوميات كاملة كتبها حتى اخر لحظة من حياته " ثيوقريتياس الأفامي " آخر كنبة الطائفة والقيم على محفوظاتها . فقد حرص على سرد احداث المعركة الاخيرة التي اضطر افراد الطائفة الى خوضها مع جماعة من النصارى المتعصبين نجحت في اقتحام ملاذهم بحيلة جريئة . فروى وقائع المجابهة الجسدية وكيف انهزمت الطائفة امام كثرة المغيرين . والارجح ان " ثيوقريتياس الأفامي " هذا لم يتمكن الا في اللحظة الاخيرة من اضافة هذا النص الى محفوظات الطائفة ودسها جميعا في الجرة الرخامية .
وبهذه القصة الاليمة تنتهي ملحمة من افجع الملاحم الفكرية التي شهداها تاريخ البشرية . فلم يكن للمرء ان يتصور ام ادراك الانسان لذلك العدد ، الذي هو تعبير عن اللاكم ، وتصوير للعدم ، وتجسيد لنفي العدد – الصفر- ودخوله حيز الوجدان مع ما جره من تبعات في مجال الرياضيات والعقائد الدينية والفلسفية ، قد احدث ثورة حقيقية في نظام الفكر الانساني ، كما يتضح من هذه النصوص التي تنقلنا تباعا من قمم الزهد الى مرارة العذاب والاشراق الروحي ، ومن غمرات الشك وتمزقاته الى التصميم على بلوغ اليقين والوصول الى لب الاشياء ولو ادى السعي في النهاية الى اللاشيء.






الرسالة الكبرى في الاعداد وعلائقها بالله

تستمد الاعداد كل قوتها الفعالة مما في باطنها من تطابق مع نقاط ثابتة في الكون تقع خارج المكان والزمان . فتعطي مقياس هذه الحقائق الخفية وتعبر من خلال ظاهرها البدي للعيان عن منطق علاقة معينة بما هو محجوب غير مرئي . وباعتبارها مراتب مقدارية ، فانها نحدد اوصاف مالا يمكن ادراكه بغير وساطتها . فهي تتوسط بين الواقع والاله بشبكة تنسجها من الاواصر الضمنية السرية . من هنا يمكن وصف الاعداد بانها سحرية . فباعتبارها اشكالا عملية لكميات حقيقية ، فهي مرآة اللانهائي في جميع ابعاده .
انها بتركيبها الداخلي الذي يضم المتعدد والاحد وكذلك بالحركة الدائرية للعمليات الرئيسية ، تعكس الصفات الذاتية للموجود . الاعداد هي مفتاح تاكون والاله ، لولاها لبقيا كلاهما عصيين على الادراك . " ان الاعداد هي المعرفة ذاتها " تتيح لنا ان نستجلي كل مبهم ومتنافر وان نلمح / بما يتجاوز اعراضا دنيوية بحتة لاتقبل سوى العد وفي حقيقة علاقة مجردة محضة ، الصورة الرياضية المثلى ، صورة الله العلية السرمدية .

لكن تجد ان ايمان هذه الطائفة ازاء الرقم نشعة وقدراته ، تتخلله بعض التزعزع بعد ام كان راسيا وراسخا ، واخذ الشك ينخر ضمير الاتباع يجعلهم ، وهم في ذروة فوراتهم ، يلمحون امكانية التفي المطلق والنهائي لفكرة الله . فالسلوك الغريب للعدد تسعة سوف يجسد امام " عبدة الصفر" الصورة المتوعدة والظهور القريب لهذا العدد حين تشرف سلسلة الاعداد على اعتاب العشرات قبيل سقوطها في العدم ، كما يجسد في نظرهم اقتراب ذلك الذي يدعونه " الحتّات الاكبر" الذي فيه يلتقي كل شيء ويتلاشى .

وجبت عبادة التتراكتيس مبدأ الوجود ، فيه تتحد وتتضام الاعداد الاربعة الاولى المولدة للكل باسره وكل ما ياتي بعدها من الاعداد تراكيب وتآليف منها .
حيث ان التتراكتيس مؤلف من مجموع اول عددين فرديين واول عددين زوجيين وحاصلهما العشرة خلاصة الوجود كله وقوام نظامنا العددي . هي المضعّف الاكبر للانهاية .

وما ان يمتلك المريد الاعداد الاربعة الاولى ويؤلفها في العشرة حتى تنفتح امامه جميع سبل المعرفة

" الواحد " هو النقطة التي يبدأ بها كل شيء

"الاثنان" نقطتان يمتد بينهماالخط

" الثلاثة " تقاطع خطين وبداية السطح

" الاربعة " اجتماع سطحين وانفتاح على الفراغ والحجوم .

بهذه الاعداد الاربعة ندرك العالم بحواسنا .
قال ثيرن الازميري : ام التتراكيس هو " اصل العالم المحسوس " .
اضاف هييروكليس : " التتراكيس يضم كل الوجود ويحتويه وهو العلة الناظمة للكل "



موقف الجماعة العدمية من العدد صفر

رفع المتعصبون من العدمية .. الصفر شعارا لكيان خفي ، ادعوا انه لايبرز الى الوجود من خلال حركة دماره الذاتي ، وانه جوهر النفي المجرد ، لاحقيقة له سوى اهلاك كل ذي حقيقة ، واعتبروا هذا العدد اعلى مراتب الوعي التي اوتي للمرء بلوغها . فالصفر في نظرهم هو وجه الشمس غير الظاهر ، تحلل لا اصل له ولا مصدر ، ادراك مسنحيل ، الفكرة المطلقة من بين الافكار كلها متى مست عقل الانسان لايسعه الا ان يؤكد بطلانها فيفقد في الساعة ذات هويته .
وكيف يكون للصفر ان يكون موجودا وان يكون لاشيء في آن ؟
من هنا كانت ثقتهم العمياء وافتتانهم بتلك الصورة المثالية للعدم ، التي اقتحمت ساحتهم بغتة ،ومزقت ستارا نسجته السنون ليحجب به الفكر فراغا تجشا له نفسه وتدور غثيانا لمجرد ذكره " الوجود غير المرئي للغياب "، " مجرد طرح عدد من نفسه"ن " الواقع الساحق اللامنظور والعدم " تلك هي بعض الصفات التي كان العارفون ينعتون بها الصفر في ابتهالاتهم . ومن عجيب امرهم طريقتهم تلك في تعريف الصفر بالاستعارة قائلين " هو قبس سراج يرسل ظل وهجه الى الحائط ".





المحتويات

مقدمة : تكشف المقبرة الكبرى في الاسكندرية . وصف الاماكن واكتشاف محفوظات طائفة عبدة الصفر

الوثيقة رقم 1 : وصف لرسم جداري يبين ابحار فيثاغورس الى مصر

الوثيقة رقم 2 : مقتطفات من "اطلس الطرق البحرية في اليونان القديمة
" الذي وضعه ستيوارات كروبسن استنادا الى ترجمة
لفيلونتوس الاثيني ، ووصف فيه رحلة فيثاغورس من
ساموس الى مصر ووصوله الى نقراطيس .

الوثيقة رقم 3 : خطاب من المؤرخ وعالم الاثار الالماني فريدريش ستيللر –
هاوزر عن العلاقات بين الديانة المصرية والتظرية
الفيثاغورية في الاعداد .

الوثيقة رقم 4 : مقتطفات مترجمة الى اليونانية من قصيدة لاتينية تعود الى
عصر شيشرو وتروي دخول فيثاغورس المفترض في الهرم
الاكبر .

الوثيقة رقم 5 : مقتطف من نص لمؤلف يهودي مجهول من القرن الثالث بعد
الميلاد ، يروي اقامة فيثاغورس في بابل ويبرز احتمال
تاثيره بالديانة العبرية في تصوره التوحيدي للعالم .

الوثيقة رقم 6 : روايتان تشهدان بنزول فيثاغورس الى الجحيم :
1- وصف لنقش على تابوت عثر عليه في معبد عبدة
الصفر .
2- نص منحول بعونان " حلم فيثاغورس "

الوثيقة رقم 7: مقتطف من قصيدة لاستاريس الاثيني يروي رحلة فيثاغورس
الى سيباريس وقروطونية ثم استقرار في هذه المدينة

الوثيقة رقم 8 : بقايا " رسالة " تجمع في فصولها اهم جوانب المذهب
الفيثاغوري ، مقترنة بالحواشي التي اضافها عبدة الصفر الى
النسخة الاصلية .

الوثيقة رقم 9 : نص يعتقد انه مجتزأ من سيرة لفيثاغةرس ، ويروي هروب
فيليبوس من سيباريس والقضاء على القيثاغوريين في
قروطونية .

الوثيقة 10 : الخطبة الاخيرة لفيثاغورس على فراش الموت كما نقلها فيلو
تاتس التراقي .

الوثيقة رقم 11 : نبذة من احدى محاورات الافلاطونية الجديدة ، يعود عهدها
الى القرن الثالث قبل الميلاد بعنوان " اوريتوس او في
لامنطوقية جذر 2" .

الوثيقة رقم 12 : الصفحات الاخيرة من يوميات الكونت ادواردو دي كاستيليا
، فيها خلاصة للحفتئر التي اجراها في موقع اثري قرب
تارنتا .

الوثيقة رقم 13 : طرس يكشف نصا مقتطفا من جمهورية افلاطون .

الوثيقة رقم 14 : رثاء فيلونيدس الابن لمعلمه بوليمناستوس الخلقيسي ،
وكان اول من زود الفيثاغوريين في الاسكندرية بمحفوظات
حقيقية .
الوثيقة رقم 15 : رسالة يصف فيها اسكليبادس لصديقه في روما عادات عبدة
الشمس كما شاهدها في الاسكندرية .
الوثيقة 16 : رسالة اخرى كتبها احد النصارى الى اخيه العضو في اكليروس
انطاكية ،يصف فيها هدم السيرابيون وحريق مكتبة الاسكندرية .

الوثيقة رقم 17 : الخطبة التي القاها هاربوكراس امام جمعية افاميا ، يروي
فيها مقتل هيباثيا رجما على ايدي النصارى عام 415 .

الوثيقة رقم 18 : " الرسالة الكبرى في الاعداد وعلائقها بالله " بقلم آيستوس
ابليس الملقب بالساحر .

الوثيقة رقم 19 : رسالة السفير البيزنطي هليودوروس الى صديقه بوليب عن
دخول الاقام العربية الى الاسكندرية لاول مرة وعما احدثته
من اضطرابات .

الوثيقة رقم 20 : تقرير كتبه الجاسوس الذي كلفه بوليب بالبحث عن صديقه
هليودوروس المختفي في الاسكندرية ، ويتضمن عرضا لنشاكات بعض الفرق السرية يتبعه مقتطفات من " كتاب الطقوس والمسارات "

الوثيقة رقم 21 : رواية الوؤرخ محسن الحبشي عن مقتل عالم الرياضيات
العربي عبد العالي العشار ، عندما كشف لفيثاغوري
الاسكندرية عن وجود الصفر .

الوثيقة رقم 22 : نبذة من نص بعنوان " محاولة في حدةد الصفر وخصائصه
" الفه بعض اعضاء الفرقة من عبدة الصفر .

الوثيقة رقم 23 : نص لثيودول اسفوريوس الناسك البيزنطي الذي ارخ في
القرن السادس للفرق الفيثاغورية / ووصف الارهاب الذي
مارسوه في الاسكندرية بعد انسحاب العرب منها .

الوثيقة رقم 24: الهجوم الذي شنه على المعبد جنود النصارى في 635 ، كما
روى احداثه ثيوقريتياس الافامي / اخر كتبة الطائفة .


الوثيقة رقم 25 : نص منقول من شاهدة قبر احد اعضاء طائفة عبدة الصفر .




متعة طيبة ستجدونها هنا مع الوثائق وعلى هذا الرابط :

قراءة شيقة للجميع

http://www.4shared.com/file/21409134/7eb37ecd/___.html

#فاطمة_الفلاحي (هاشتاغ)       Fatima_Alfalahi#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات