أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح الجوهري - مصر - الجزائر ... تعادل














المزيد.....

مصر - الجزائر ... تعادل


صلاح الجوهري

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 13:12
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


لعل أبرز الموضوعات الموجودة على الساحة الآن هي التوتر الواضح بين البلدين مصر والجزائر على خلفية منافستهما للوصول إلى كأس العالم. ولعل المشاهد العادي يرى أن ما حدث ما هو إلا شغب يعقب أي مباراة وتعصب كروي من فئة معينة من المشجعين، لا علاقة له بالعلاقات التاريخية بين البلدين.

فازت الجزائر في مباراتها النهائية 1 صفر وتأهلت إلى المونديال بعد مباراة مشحونة من كلا الطرفين

ولكن تعادلت الدولتان في مركزهما العالمي في مقدار الشفافية في التقرير السنوي لمنظمة الشفافية والنزاهة في العالم حيث حصلت كل من مصر والجزائر على المركز 111 من أصل 180 دولة.

وكل من يتأمل المشهد جيدا يجد العديد من القضايا والكثير من الشعارات التي طالما صدقناها وهوت على أرض الواقع في أضعف صورة ممكن أن تصيب إيمان ما.

إيماننا بالقومية العربية هو شعار،... مجرد شعار، فحتى هذا الشعار تحطم على أرض الواقع، في أول خلاف بين البلدين، فأصبح في طي النسيان، بل تعدى هذا الأمر إلى العداء والبحث في الماضي المخزي لكلا من الدولتين. كل دولة تعاير الدولة الأخرى بما لديها من سقطات، فها المصريون يعايرون الجزائريين بأن لا ماض لهم ولا مستقبل أمة تعيش على هامش العالم وخالية من كل فكر وفن. وها الجزائر تعاير مصر على سفاهتها وقلة حيلتها وعدم تقبلها الهزيمة بشرف وتزايد على مصر عدم فتحها المعابر بين مصر وفلسطين وأنهم شركاء الصهاينة في مذابحهم في غزة. ترد مصر عليها بفضائيتها الكثيرة التي تملا الأثير وتسفه صحف الجزائر من مصر في جرائدها، تلك شكت للمحاكم الدولية وتلك شكت للفيفا.

الاتهامات والمعايرة المتبادلة طالت الرموز الفكرية والتاريخية الخاص بكل بلد، بل تعدى العداء إلى الندم على مساندة البلدين لكليهما في كفاحهما الوطني ضد المستعمر والتشكيك في النوايا والأعراض. هذه حال كل الدول العربية مع بعضها البعض، فكلهم أصدقاء على الورق ولكن ما إن تصادفهم مشكلة ما فيما بينهم فإنهم ينجرفون وراء عواطفهم الثائرة متناسين كافة أشكال الحوار العاقل أو حتى الدبلوماسية المدروسة القائمة على القانون.

المصريين والجزائريين ... تعادل.... يحكمهما رئيسان مشكوك في بقائهما في السلطة، وكلا البلدين تعانيان التدهور الأخلاقي والديني والاجتماعي، وكلاهما يعيشان فعلا على هامش المجتمع الدولي، يعانيان من هزائم كثيرة بين صفوفهم وبين جيرانهم. الفوز الوحيد السهل الذي يمكن أن يحصلا عليه سريعا هو فوز في 90 دقيقة هي مدة مباراة كرة القدم. فوز سهل سريع يتم على شاشات التلفاز ومنه نصنع نصرا زائفا لمجتمعين هما أشبه بالخشب الذي يبدو نظيفا ولامعا ولكن ينخر فيه السوس عقود حتى أصابه بالهشاشة ومصيره إلى الكسر.

نسى المصريون والجزائريون الانتصارات الصعبة الدءوبة التي تتم في المعامل وورش التصنيع والمكتبات والجامعات وغرف الأبحاث. ونسيا عمل كل إنسان في سبيل وطن له حياة أفضل يعيش على التحام فئاته ليعملوا لرفعة الوطن.

فالمصريون والجزائريون .... تعادل .... لهم تاريخ أسود مشترك في مجال حقوق الإنسان والتعددية الفكرية وحرية الاعتقاد.

فالمصريون والجزائريون .... تعادل .... هم أكثر الشعوب العربية إنتاجا للفكر المتطرف مقارنا بما تنتجه السعودية وحدها، بل أن المصريين متفوقين عن الجزائريين بمقدار قليل فهم من يصدر للعالم دعاة الفتنة والتطرف أمثال عمر عبد الرحمن، وتاج الدين الهلالي، وهاني السباعي، والقرضاوي، وزغلول النجار ومحمد حسان، والشيخ الحويني وهم مازالوا على قيد الحياة وكثيرهم في عداد الأموات أمثال الغزالي وأبن تيمية.

المصريين والجزائريين ... تعادل....هم أكثر الشعوب العربية إثارة للمشاكل في كل أنحاء العالم، فالجزائريون هم أكثر الأقليات إثارة للمشاكل في فرنسا فهم فئة مخربة غوغائية تميل إلى العنف المنظم وإثارة الفوضى. كما أن المصريون الآن هم بلد يسعى إلى التحرش بأي بلد لتطهير صورتها وصورة الإسلام أمام العالم وتمارس الابتزاز السياسي والصيد في الماء العكر في المجتمع الدولي. كقضية تصريحات البابا بنديكت والرسوم الكاريكاتورية للنبي والابتزاز السياسي الممارس على ألمانيا بسبب قضية مروة الشربيني.

المصريين والجزائريين ... تعادل....في حقوق الأقليات المسيحية، فكلا البلدين يحرقان الكنائس ويقفلانها، كلا البلدين يخطفان القصر ويعتدين عليهن جنسيا في سبيل إجبارهن للدخول في الإسلام، كلا البلدين تعادل في تقويض حرية الاعتقاد وتمارس ضغوطا غير عادية على المتنصرين من المسلمين.
كلا البلدين تعادل في إهانة الدين ومعتقديه، فها زغلول النجار بلسانة الفظ يتطاول على الكتاب المقدس مدلسا. وها مشجعو الجزائر الغوغائيين يدوسون الإنجيل الشريف بأقدامهم ويحرقونه في مدرجات لمباريات كرة القدم.

لافرق بين البلدين في أي نتيجة، فكلاهما خاسر وكلاهما يستحق ما يقال عنهما في وسائل إعلامهما.

لذا أقول للفريقين مصر والجزائر لا تحزنا ولا تفرحا فكلاكما ... تعادل .... صفر - صفر.



#صلاح_الجوهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجرة المسلمين للغرب، غزوة لا هجرة
- الموامرة الإسلامية - على خلفية أحداث ديروط
- الإسلام والردة الحضارية في مصر
- زواج المتعة حرام ... ولكن نفقته حلال
- التوراة ... كيف وصلت إلينا؟
- الأصول الوثنية في عبادة الحجر الأسود
- ما بين منير حنا وسيد القمني ... يا وطن أحزن!
- الجنازة حارة والميت كلب (مجرد مثل!)


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب
- هـل انتهى حق الشعوب في تقرير مصيرها بمجرد خروج الاستعمار ؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - صلاح الجوهري - مصر - الجزائر ... تعادل