أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - إذا ساءت أيّامُ المرءِ ,ساءت أخلاقهُ















المزيد.....

إذا ساءت أيّامُ المرءِ ,ساءت أخلاقهُ


رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 09:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ذكرتُ في مقالة سابقة أنّ النمو السكاني الكبير مقابل موارد الأرض المحدودة، يُعّدُ من بين أهمّ العوامل الخطيرة التي تواجه البشرية على سطحِ كوكبنا هذا .
و كنتُ أظنّ أنّ تلك معلومة عامة لا تحتاج إلى توضيح مفصّل، يعرفها جميع الناس على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم ولكن، كما هو الحال في كلّ مرّة، عندما يتعلق الأمر بإشارة من قريب أو بعيد إلى الإسلام وحصتهِ في خلق وتعميق إحدى المشاكل الكثيرة في عالمنا اليوم، نجد طيور الظلام وخفافيشهِ ينتفضون في وجوهنا، غضباً وشجباً ولعناً على كل ما هو علمي أو يمّت للمنطق والعقلانية بصلّة.
وأخيراً سمعنا أحد الذين لا يفهمون نظريات العلم الحديث التي تناقش الانفجار السكاني وعلاقتهِ بكل مشاكل الأرض، تراهُ يستعين بأحد المتحذلقين ليسّطر لهُ مقالة ينفي فيها تلك الحقائق العلمية والتي تحوّلت في الواقع، من طور النظرية والتجريب بعد إثباتها والتعامل اليومي معها لتصبح حقيقة ثابتة راسخة يتعامل معها الراسخون في العلم بصبر طويل للوصول إلى حلول معقولة من أجل مستقبل أجيالنا اللاحقة.
نقطة إعتراض ذاك الجهول، أبا جهل الحقيقي، هي ما علاقة الإسلام بتكاثر البشر؟
وما علاقة تكاثر البشر بالتلّوث الحاصل في الأرض؟
وما علاقة التلّوث بنقص الأوكسجين وزيادة ثاني أوكسيد الكربون ؟
وقد أتحفنا بسؤاله الخطير: (وماذا تطرح أنتَ بدل ثاني أوكسيد الكربون؟ هل العبير والمسك؟)، وهذا ينبئنا بأن كل المشكلة في ظنّهِ هي التنفس البشري .
ولأنهُ وأمثالهِ لا يفهم العلم ونظرياتهِ وتطبيقاتهِ ,
ولا يعترف بكيمياء وفيزياء وجيلوجيا و إحصاء وجينات وطب متطوّر .
و لايفهم سوى لغة الآيات:
{ إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم }
{نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ }
{ ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاقٍ، نحنُ نرزقهم وإيّاكم } , ويفسرون تحديد النسل ,بأنّهُ قتلٌ للأولاد .
وإنّا سخرنا لكم الأرض ذلولاً،...و سخرنا لكم الأنعام لعلّكم تشكرون .
.. تناكحوا ..تناسلوا إنّي مباهٍ بكم الأمم , وما شابه من تلك الأقوال .
مثل هذا الشخص لا يفرّق ربّما، بين استنساخ الخلايا الجذعية والناسخ والمنسوخ في القرآن .(علماً أنّ الحيوانات والنباتات التي استنسخت أو طورّت جينياً أصبحت حقيقة واقعة تملأ الدنيا والأسواق) .
وسيُصدَم لو عرف إنّ طفل بعمر 10 سنوات في السويد يعلم الحقيقة التالية، لأنّه يقرأها يوميا عندما يصعد الباص بشكل إعلان كبير واضح مع رسم مُحبب للأطفال .
يقول ذلك الإعلان: إن كل شخص مسؤول عن طرح 2,5 طن سنوياً من غاز ثاني أوكسيد الكاربون .وطبعاً هذا ليس بسبب التنفس فقط بل تشمل فعاليّات الإنسان وحركاتهِ ، منذُ ركوب الباص حتى إرسال رسالة بريدية..كل حركة تؤثر على البيئة حتى ضغطة طفل وهو يلهو، على جرس الباص للتوقف ... يكلف بريك وإعادة تحريك ووقود إضافي.
كما شككَ العلم والطبّ بمقولة (وخلقنا الإنسان في أحسنِ تقويم) .
فناهيك عن نقائص خَلقية كثيرة مثل سنّ العقل والزائدة الدودية وعجز العين والعمى الولادي، في حالات معينة وثقب القلب لدى البعض، وتعسّر الولادة لدى قسم من النساء وأمراض الظهر عند غالبية البشر، والمنغوليان بيبي (Mongolian baby) وغير ذلك كثير . فأنّ العلماء اليوم باكتشافاتهم الجديدة في حقل الجينات البشرية والحيوانية والنباتية، فإنّهم قد أحدثوا ثورة في هذا المجال ,فاليوم نأكل بعض الفواكه دون نواة واحدة مثل البرتقال والعنب وعندما أذكر لأبني الصغير، أننّا سابقاً كنّا نأكلها مع كثير من البذور بداخلها، يضحك ويظنني أمازحهُ.
كذلك يعلم الجميع عن توليد حيوانات اللحوم بصفات مغايرة، عمّا كان معروفاً قبل 20 عام
و المقالة التالية عن الجينات للدكتور وسيم السيسي ,توضّح بعض تلك الأمور
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=233967&IssueID=1596
للأسف ينطبق على مثل هؤلاء ما قاله الشاعر الراحل محمد صالح بحر العلوم في قصيدتهِ الرائعة , أين حقّي:
ليتني أسطيع بث الوعي في هذي الجماجم
لأريح البشر المخدوع من شر البهائم
وأصون الدين عما ينطوي تحت العمائم
من مآسٍ تقتل الحقّ وتبكي........... أين حقي؟
ولأجل ربط موضوع الزيادة السكانية وتأثيرها على البيئة ومشاكل الأرض عموماً ومنها الحروب والصراعات المسلحة، سوف أستفيد من بحث سابق لصديقي العزيز الدكتور عبد الخالق حسين، بهذا الشأن، سأقوم بتلخيصهِ، علّنا نقنع بعض النائمين في العسل ومازالوا يظنّون أنّ الحور العين والتي يُرى مخّ عظامهم، والغلمان , بانتظارهم في جنّة الخلد التي عرضها السماوات والأرض.
البحث بعنوان { دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة}، وهو رائع في تفاصيلهِ ويحدد الأسباب والمسببات بطريقة سهلة واضحة لا تثير أحد .
وهذا ملّخص قصير له
...................................
يقول د.عبدالخالق حسين ما يلي :
باشرتُ في كتابة هذا البحث، قبل أكثر من عامين بعد قراءتي لكتاب العالِم الأمريكي الموسوعي
جارد داياموند , الموسوم ب {الانهيار Collapse } ,يشرح فيهِ أسباب انهيار بعض المجتمعات، ونجاة مجتمعات أخرى. يتطرق المؤلف الى حروب الإبادة في الدول الفقيرة، مع التركيز على أحداث راوندا عام 1994. ويضيف د. حسين في مقدّمة البحث ما يلي:
"خلال العقود الأربعة الماضية، وقعت حروب إبادة للجنس في مناطق عدّة من العالم الثالث، لأسباب كثيرة . فقد حصلت حروب الإبادة في تيمور الشرقية وجزيرة جاوة على أيدي الجيش الإندونيسي في الستينات من القرن الماضي، كذلك في عدد من دول جنوب شرقي آسيا. كما وقعت مجازر رهيبة في رواندا عام 1994 بين الهوتو والتوتسي بذريعة الاختلاف القبلي راح ضحيتها 800 ألف إنسان .
" وحصل اقتتال في الجزائر عام 1992 ومازال مستمراً، هلك فيه نحو ربع مليون مواطن بذريعة الحرب بين الإسلام السياسي والحكومة الجزائرية.
"ومازالت حروب الإبادة مستمرة في دارفور جنوب السودان لأسباب عنصرية وبدعم من الحكومة السودانية (تقدّر الضحايا بأكثر من ربع مليون مواطن ) .
" وفي جمهورية الكونغو وقعت حروب بين قوات الحكومة وقوات المعارضة خلال العشر سنوات الأخيرة قتل فيها نحو أربعة ملايين نسمة.
"كذلك ارتكب حكم البعث الصدامي في العراق مجازر ضد الأكراد سميت بعمليات الأنفال قتل فيها نحو 180 ألف إنسان، ناهيك عن مجزرة حلبجة الرهيبة وإبادة معظم سكانها الخمسة آلاف !
" ومجازر إبادة الجنس ارتكبها الطاغية ضد الشيعة العرب في وسط وجنوب العراق لسحق انتفاضة آذار عام 1991 قتل فيها نحو 300 ألف نسمة.
"وقبل ذلك كانت الحرب العراقية- الإيرانية (1980-1988) قد حصدَت أرواح نحو مليونين من الجانبين
وأخيراً وليس آخراً، حروب الإبادة في العراق بعد تحريرهِ من صدّام ونظامه البعثي الفاشي عام 2003
والتي أخذت طابع طائفي وديني وعرقي، ومقاومة ضد الاحتلال، وغير ذلك من صور القتل .
ومازال الاقتتال جار بمنتهى الوحشية في مناطق عديدة من العالم، مثل أفغانستان وغزة وباكستان وغيرها.
كما نتوّقع حروب مستقبلية في مناطق أخرى في العالم الثالث، وخاصة في عدد من البلاد العربية.
وسأضيف الحرب الجارية اليوم في اليمن التعيس , بين الحوثيين والحكومة اليمنية، كواحدة من تلك التوقعات، والأخبار تشير الى توسعها وتدّخل إيران والسعودية فيها.
.................
أسباب حروب الإبادة في العراق ..
يقول د. حسين :
كان السبب الظاهر للعيان هو الصراع الشيعي - السنّي بحيث اقترح بعض دهاقنة السياسة
تقسيم العراق الى كانتونات طائفية. ويضيف قائلاً:
((لكن إلقاء تبعات ذلك القتل الجماعي على الطائفية وحدها، خطأ كبير .لأنّ السنة والشيعة كانت موجودة في العراق منذ 14 قرن، لكن هذا الصراع الدموي ,لم يكن موجوداً.
كما أنّ الطوائف الصغيرة الأخرى نالها هذا العنف والقتل مثل المسيحيين والصابئة والايزيدية وغيرهم
حتى الحلاقين والخبازين والفرق الرياضية والنساء السافرات وشرائح مختلفة أخرى نالها القتل، فما هو السرّ في ذلك؟))
هل علينا أنْ نكتفي برفع عقيرتنا بالقول بنظرية المؤامرة الصهيونية الامريكية الامبريالية ؟
أم ندفن رؤوسنا في التراب ونقول ...إنّ الله أحكم الحاكمين... وإنّا لصابرون ؟
هناك أسباب تأريخية وعلمية ومنطقية علينا بحثها وعرضها للنقاش .
................
عبدالخالق حسين - دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة (1-2)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=132067

يعتقد الدكتور عبدالخالق حسين بأن الانفجار السكاني له دور كبير في تفعيل الصراعات الدموية في المجتمعات ويؤكد على صحة المالتوسية.
ماهي المالتوسية ؟
يقول الدكتور حسين , أن المالتوسية نسبة الى الاقتصادي البريطاني، القس توماس مالتوس Thomas Malthus (1766-1834) الذي حذر من خطر تكاثر السكان في العالم في كتاب له نشر عام 1798. ناقش فيه أن البشر يزدادون وفق متوالية هندسية (1، 2، 4، 8، 16، 32....)، بينما المواد الغذائية تزداد وفق متوالية عددية (1، 2، 3، 4، 5...الخ).
فمثلاً إذا كان سكان بلد ما 20 مليوناً عام 2000، ويتضاعف كل عشرين عاماً، فسيكون تعداد نفوسه 40 مليوناً عام 2020، و80 مليوناً عام 2040 و160 مليوناً عام 2060 وهكذا... بينما الإنتاج الغذائي لا يزداد بهذه الوتيرة.
وهذا يعني أن سرعة الزيادة في السكان تفوق جداً سرعة الزيادة في إنتاج الغذاء.
إذن لا بد وأن تتوقف هذه الزيادة بسبب المجاعة والأمراض والحروب مثلاً لتحافظ الطبيعة على توازنها .
هذا ملخص نظرية الاقتصادي القس مالتوس.
وبالرغم من المعارضة الشديدة لهذهِ النظرية في بدايتها، إلاّ إنّ الحكومات بدأت القيام بدراسات ديموغرافية وعمليات إحصاء للسكان كل عشر سنوات .
وتجدر الإشارة إلى أنّ الأحزاب الشيوعية في العالم كانت تُعارض هذهِ النظرية بشدة، قائلةً إنّها كذبة إمبريالية كبرى لتبرير نهب شعوب العالم الثالث من قبل الإستعمار.
ورغم ذلك نجد أن الصين الشيوعية، هي الدولة الأولى في العالم التي قامت بتحديد النسل وتنظيم الأسرة وفرضت ذلك على شعبها قبل ثلاثة عقود .
ولولا ذلك لكان عدد الصينيين اليوم وصل الى 3 مليارات نسمة أي نحو (نصف سكان العالم )، بينما هم اليوم 1,3 مليار ومخطط أن يتناقص هذا العدد الى 800 مليون خلال بضعة عقود ويعلم الجميع أنّ في الصين أعلى نسبة في الناتج القومي الإجمالي (GDP) في العالم والتي هي بمعدل 10 بالمائة سنوياً، وقد غزت البضائع الصينية أسواق العالم بما فيها الدول الغربية المتقدمة.
.........................
ما علاقة المالتوسية بحروب الإبادة في العالم الثالث؟
تحدّث العالم جارد داياموند في فصل كامل من كتابهِ (الانهيار)، على حرب الإبادة العرقية في راوندا عام 1994 , والتي راح ضحيتها 800 ألف شخص معظمهم من قبائل التوتسي .
و ذكر المؤلف أن رواندا تعتبر من أفقر البلدان الأفريقية، وأكثرها كثافة بالسكان، فنسبة الزيادة السنوية نحو 4.1%، أي أن عدد السكان يتضاعف كل 17 سنة، حيث تبلغ الكثافة السكانية فيها حوالي 760 نسمة في الميل المربع، أي أعلى من بريطانيا (610) وتقترب من هولندا (950). في حين تتمتع بريطانيا وهولندا بمكننة الزراعة وغزارة في الإنتاج، بينما الزراعة في رواندا بدائية والشعب فقير جداً. وكانت حصة الفرد من الأرض الزراعية في رواندا نحو 2 أيكر قبل عقود، انخفضت إلى أقل من ربع هذه المساحة قبيل المجازر عام 1994. وهناك ازدحام خانق في السكن، فكل عائلة مكونة من ثلاثة أجيال تعيش في بيت واحد يفتقر إلى أبسط شروط العيش الصحي، ونحو 70% من الشعب دون الثلاثين من العمر، معظمهم يعانون من البطالة والفقر والفاقة. وفي أواخر الثمانينات أصدر البنك الدولي قرار التقشف ضد رواندا بسب انهيار أسعار القهوة، المادة التي يصدرها هذا البلد.
وهكذا انقسم الشعب إلى فقراء وفقراء جداً. لذا يركّز دياموند على دور الانفجار السكاني في حرب الإبادة تلك، حيث وصلَ عدد السكان إلى نقطة حرجة لم يستطع معها اقتصاد البلد سد احتياجاتهم في الغذاء و توفير أسباب البقاء على قيد الحياة.
تتضح لنا الحقيقة التالية من مثال راوندا:
زيادة سكانية كبيرة زائداً هبوط في الموارد الاقتصادية يساوي الفقر والتخلف .
وهذا بحد ذاته كاف لتفجير الصراعات بين مكونات الشعب لتتحول الى حروب طاحنة، ونسمع تبريرات ذلك بالقول أنّه صراع طائفي وعرقي، بينما هو في الحقيقة ....صراع من أجل البقاء , على المصادر الشحيحة للعيش.
يضيف د.عبد الخالق حسين ما يلي :
"قد يقول البعض: لكنّ بنغلاديش من أفقر الدول وأكثرها سكاناً ومع ذلك لا نسمع عن الصراع من أجل البقاء فما تفسير ذلك ؟ ويجيب هو بقولهِ :
"السبب هو وجود صراع من نوع آخر، إنّهُ صراع ضدّ الكوارث الطبيعية المستمرة , مثل الفيضانات والأعاصير وتفشي الأوبئة، وموت الأطفال، وهذه تحصد الأرواح بالجملة وتحقق نفس الغرض الذي تحققهُ الحروب الأهلية والخارجية."
{تذكّرتُ جملة لصديقي المنكّت الدائم وليم قبل حوالي 35 عام، كان عندما يسمع الأخبار عن بنكلاديش أو أجزاء كبيرة في الهند والباكستان وما شابه، يقول لي : أنظر كم يكره الله تلك الشعوب فهم ينامون على حالة جفاف تام وجوع قاتل ويصحون مباشرةً في اليوم التالي على فيضان وسيول وأمطار تجرف معها كل ما تركهُ الجفاف السابق ,كيف يحدث ذلك ؟ } .
في أفريقيا تكاد لا تخلو دولة فقيرة ومزدحمة السكان من كوارث المجاعات والجفاف المستمر وخير مثال , حال أثيوبيا وزمبابوي ..غالباً .
وهكذا تفرض المالتوسية نفسها، دون وعي البشر أو إرادتهم، فتحدث المجاعات والكوارث الطبيعية والحروب لأجل معادلة كفة نقص الموارد الاقتصادية والغذائية في مجتمعات تتكاثر سريعاً .
نعم فالطبيعة لها طرقها الخاصة وهي تتدخل بقسوة لحل إشكالات إنعدام التوازن بين الموارد والأعداد الهائلة من البشر، فتوفر الأوبئة والمجاعات والكوارث والتسونامي لأجل تطبيق قانونها الأصلي .
يقول هـ. جي. ويلز: "إن القوانين الكونية تعامل المغفلين كمجرمين".
وما هذه الآيديولوجيات والاختلافات العنصرية والدينية والطائفية إلا الأنزيمات (الخمائر) تبقى غير فاعلة إلى أن يتوفر لها عامل منشط catalyst وهو الفقر الناتج عن الانفجار السكاني والانهيار الاقتصادي، ليقوم بتفعيل هذه الأنزيمات للقيام بوظيفتها التدميرية.
....................
هل العراق يشبه راوندا ؟
بوجود الثروات النفطية وسواها يبدو السؤال ساذجاً، ويحقّ للكثيرين الاعتراض على المقارنة، لكن لننظر الى الحقائق التالية :
مساحة العراق 438 ألف كم مربع، واسعة نسبياً بالنسبة لعدد سكانهِ , لكن للأسف 80% من تلك المساحة هي صحراء قاحلة، لا تتوفر فيها إمكانية الحياة .
لذلك فالعراق حسب الخبراء هو من دول العالم الثالث الذي يعاني من مخاطر الانفجار السكاني .
لقد كانت نفوسهِ 1,5 مليون فقط عند تأسيس الدولة العراقية عام 1921 واليوم هو 30 مليون .
ما يعني عشرين ضعف الرقم الأول ,خلال 8 عقود .
ومما زاد في الطين بلّة ، أن رافق هذه الزيادة الهائلة في السكان تدهور شديد في خصوبة التربة واتساع رقعة التصحر وارتفاع الملوحة، وشحّ المياه، مما أدّى إلى تركِ عدد كبير من الفلاحين للزراعة وصار الاعتماد الكلي على موارد النفط واستيراد الغذاء، وحصلت هجرة واسعة من الأرياف إلى المدن الكبرى مثل بغداد والموصل والبصرة وكركوك وغيرها دون توفير الإمكانيات في هذه المدن لتقبل الأعداد الهائلة من المهاجرين للسكن فيها. ( لماذا أتذكّر الصراع الحالي على كركوك وثرواتها ؟)
المعترضين على مثال العراق لهم الحقّ فقط بسبب غنى العراق بالثروة النفطية
لكن تبقى , المالتوسية هي التعبير الاقتصادي عن الداروينية في مبدأ الصراع بين البشر في المنافسة على مصادر الرزق من أجل البقاء.
دول العالم المتحضّر استقرت اليوم على تعداد معين من السكان بحيث يتوفر لهم العيش الرغيد .
لكن الحال ليس كذلك في الدول المتخلفة في العالم الثالث، فبرغم قلّة مواردها نجدها تتكاثر بطريقة الفئران أو الخنازير أحياناً .
في أفريقيا , حتى عندما لا توجد حروب وقتال، نلاحظ أن فايروس الايدز مثلاً يقتل الملايين سنوياً والإحصائيات تشير الى إصابة ربع سكان القارة بهذا الفايروس الخطير،
إنّه قانون الطبيعة في هذه الحياة ..الطبيعة دائماً تبحث عن التوازن ..يالهُ من قانون صارم !
هل الدين يشجّع على التكاثر أم لا؟ يالهُ من سؤال ساذج.
ليس الأسلام وحدهُ , المسيحية في كثير من فئاتها تحارب الإجهاض , لكنّها على الأقل لا تحرّم الكوندوم ووسائل منع الحمل (عدا الكاثوليك)، مثلما يفعل مشايخ الإسلام ........الدين الذي يتدخّل في كل شيء .
{ نحنُ نرزقهم وأيّاكم } .... كيف ؟
هل واضح الآن، إنّ الزيادة السكانية الكبيرة تدفع الى الصراع من أجل البقاء؟
وفي الصراع لا تسوء أيامنا فقط ..بل قبلها تسوء أخلاقنا وتموت إنسانيتنا ..
سأضيف فقرتين للقانون الدولي للأديان الذي أحلم بهِ :
الفقرة 1 : { يُمنع تدخل الأديان بالتكاثر , وتترك تلك القضية للعلم } .
الفقرة 2 : {لا تُوجد علاقة بين الدين والعلم، إنّها معتقدات لم تثبت صحتها أبداً }.

رعد الحافظ
24 /11 /2009
__________________
عبدالخالق حسين - دور الانفجار السكاني في حروب الإبادة (2-2)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=132240



#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكل الأرض الرئيسة
- قانون دولي للأديان
- مُعلمي الثاني / ريتشارد داوكنز
- لنفترض وجود الأله / قراءة في كتاب وهم الأله / حلقة 3
- أيّها العقلانيون ..جاء دوركم , قراءة في كتاب وهم الأله / حلق ...
- هل العقلانية جريمة ؟ قراءة في كتاب وهم الأله
- أطفالنا..... وفايروس الأيمان
- آن الأوان للعقلانيين أن يقولوا كفى !
- رأي حول أفكار الدكتورة نوال السعداوي
- حوار حول عبقرية محمد
- مشاهدات عند إنقطاع الكهرباء
- خُرافة الأسلام السياسي
- تأريخ الكراهية في الأسلام ..3..العلاقة مع اليهود , هل يمكن إ ...
- ملاحظات وتعليقات مختارة
- تسألني عن حال العراق
- مختارات وتعليقات متنوعة
- تأريخ الكراهية في الأسلام ..2 ..التخويف
- تعليقات الاسبوع
- تأريخ الكراهية في الأسلام
- هل يرضيكم جلد لبنى الحسين ؟


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رعد الحافظ - إذا ساءت أيّامُ المرءِ ,ساءت أخلاقهُ