تهديد الخصوصيات التاريخية للمدينة بويزكارن الصحراوية

حيروش مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 00:46
المحور: الادب والفن
    

حيروش مبارك * باحث في ديداكتيك الجغراغيا ذ وتخطيط الحضري بالمدن صحراوية جنوب المغرب

تهديد الخصوصيات التاريخية للمدينة:





في ظل ارتفاع وثيرة التوسع العمران الذي تعرفه مدينة بويزكارن حاليا أفرزت أزمة تدبير المجال الحضري وتناقضات عمرانية متباينة شكلت عاملا رئيسيا في تهديد الخصوصيات التاريخية للمدينة بويزكارن ولطابعها الحضاري واللذين كان يميزها هذا التوسع العمراني خاصة البنيات الإسمنتية بحيث تزايدت هذه البنيات خارج الأسوار القديمة والضواحي على حساب الأراضي الفلاحية والفضاءات مخصصة للزراعة البورية وواحات للحفاظ على مجالها الحضري للمدينة وهو الأمر الذي ما نفكت تقاومه للحفاظ على مجالها الحضري وطابعها التاريخي والحضاري اللذين تنفرد بهما عبر السنين وإن لم نقل القرون.





وقد ساهمت هذه العملية التوسعية في إفراز تجمعات سكنية هامشية لا تخضع في الأحيان إلى قوانين التهيئة والتعمير، علاوة على عدم توفرها على أدنى شروط السكن اللائق من بنيات تحتية وتجهيزات أساسية ومرافق اجتماعية وبالتالي لا توفر الطمأنينة والأمن والعيش الكريم لساكنها الشئ أنتج مجالا حضريا يتسم بعدم التوازن ويسئ منظر المدينة.
كما فرضت إشكالية المترتبة عن الفقر وقلة المصادر الدخل مما ترتب عنه استفحال ظاهرة البناء العشوائي وخير مثال حي المسيرة 3 وحي إد بنسالم أي المدينة القديمة وبالتالي بدل المزيد من الجهود للقضاء على بعض مظاهره وتوفير السكن اللائق لبعض التجمعات الهامشية ضرورية للحفاظ على الإرث التاريخي الذي يعتبر كنز خاصة سور مدينة بويزكارن والذي بناه مدني الاخصاص حول المدينة وتدخل بشكل عاجل من أجل الحفاظ على هذا الإرث الحضاري للمدينة القديمة وذلك بإنجاز تصاميم عمرانية تتوفر فيها كل الشروط والمواصفات المرتبطة بالمجال وتتلاءم مع خصوصيات المدينة إضافة إلى محاربة البناء العشوائي بكل أشكاله الحد منه مع الحفاظ على واحة النخيل التي تضفى على فضاء مدينة جمالا.
إن المدينة العتيقة التي تتسم بخصوصية معمارية وهندسية ابدعتها إيادي الرجال في قديم وهذه المميزات نابعة من الإسلام الحنيف وما يميزها هو ضيق الأزقة والتحاق المنازل.
هذا الفضاء الجميل معرضا للعديد من الإكراهات والضغوطات حيث عند العديد من السكان بإسقاط منازلهم وبناءها من جديد بالإسمنت أو خلط بين الإسمنت والطين وبالتالي لما له من تأثير على الخصوصيات المحلية. وهناك من استعصى عليه صيانتها وترميمها وبالتالي تركها لزمان أي لتأثيرات خارجية (الريحية). وبالتالي قضاء على هذا الفضاء وأن تنظيم مجال مدينة بويزكارن لا يأخذ بعين الاعتبار الخصوصيات المجالية وفي ظل غياب التواصل والانسجام بين مختلف المتدخلين في ميدان التعمير. وتترتب عنها نتائج سلبية على مستوى السياسة السكانية وبالتالي فإن السكن يشكل ملتقى كل الرهانات فإن غياب التحكم في ظاهرة التحضر يفرض على المؤسسات المسؤولة عن التعمير والتخطيط العمراني بدل المزيد من الجهودات لإنتاج مجال حضري يتماشى مع التطورات الحاصلة وتطلعات الساكنة إلى مدينة تتوفر على كافة شروط العيش الكريم. كما أن إعداد تصور مستقبلي للمدينة رهين بتضافر جهود كافة المتدخلين للاستحداث ميكانيزمات تدبير وتمويل التهيئة الحضرية بكيفية معقلنة بإنتاج مجال حضري يحترم الخصوصيات ويستجيب لمتطلبات السكان.
6. مشاكل تنظيم المدينة راجع إلى مشاكل في التدبير المجلس المحلي:
مما لا شك فيه أن المستوى التكويني للموارد البشرية المسيرة والأعضاء وطرقة تدبير هذه الموارد يعتبر الضامن الأساسي لنجاح التدبير المجلس المحلي فبدون سياسة تكوين وتشغيل الأطر المسيرة وتكوين بما فيه الكفاية هو الذي يفسر التغيرات التي يعرفها المجلس المحلي.
اعتمادا على استقراء واقع الحال لهذا المجلس يظهر لنا عدة مشاكل على مستوى التدبير حيث يلاحظ على الخصوص.
ضعف التكوين لدى أغلبية المنتخبين وعدم إلمامهم بالشأن المحلي من جهة وأعضاء المكتب من جهة ثانية وكذا تغيب رأي المجتمع المدني المحلي وعدم إشراكه في اشتغال المجلس (جمعيات الأحياء).
عدم تهيئ برنامج عمل واضح ينسجم وإمكانية الجماعة ومتطلبات السكان.
العشوائية في اتخاذ القرارات والمقررات واللامبالاة في تنفيذها.
 غياب المتابعة والمراقبة والصيانة لمختلف المشاريع الجماعية.
7. اختلال بالمدينة مرتبط بالفياضانات
نظرا لوجود المدينة في منخفض بويزكارن – تكانت مما له من سلبيات حول تراكم مياه الفيضانات كما أن المنطقة المحيطة بالمدينة جبلية وبالتالي تجعل المدينة أكثر تعرضا للفياضانات علاوة على ذلك تتميز المنطقة بقرب جل المنازل قرب أودية ذات جريان موسمي والذي يتميز بقدرة هائلة تخريب.
وخير مثال فيضان 1967 والذي أدى إلى تخريب إعدادية محمد الشيخ وجرف الطرق وبعض المنازل.
فيضان 1988 والذي أدى إلى تخريب جزء من المدرسة المدني الاخصاصي وجزء من بعض المتاجر على طول طريق الذي يربط تزنيت طاطا مما دفع الجهات المسؤولة إلى تغير مجرى الواد.
كما أن الدولة قامت بإنشاء سدود تلية للتخفيف من قوة المجاري المائية غير أن هذه السدود بعد فترة من استغلالها حدث ما يصطلح عليه الجغرافيين بالترنق السدود أي أن هذه السدود تتركز بها أتربة جد هائلة وبالتالي أصبحت لا تلعب دورها الاعتيادي كما أن هذه السدود ليست ذات مستوى جيد حيث أن السكان يتخوفون من تحطيم هذه السدود وبالتالي يصبح هذا الواد ذا قوة تدميرية أكثر وبالتالي تتكرر المأسات
كما أن المدينة ذات انحدار ضعيف وبالتالي فإن من الصعب تصريف مياه الأمطار مما ينتج عن ذلك مستنقعات داخل المدينة نظرا لغياب قنوات الصرف الصحي وقنوات صرف مياه الأمطار.
كما أن جل المنازل المبنية بالطين تطرح إشكالية جد مهمة حيث يلاحظ سقوطها أو تسرب المياه داخل المنازل.
8. عوائق التهيئة مجالية الإدارية الحالية
تعاني المجالس الجماعية من مديونة ومن جملة من الصعوبات والعوائق التي تحول دون القيام بتهيئة مجالية ناجحة ومن العوائق ما هو عام أي تشترك فيه معظم المجالس الجماعية. ويمثل ضرورة مصادقة سلطة الوصاية على المشاريع الجماعية وضعف الموارد المالية المحلية التي تؤثر على عملية التجهيزات الجماعية إحدى العوائق المشتركة بين معظم الجماعات مما يؤدي بمعظم الجماعات إلى طلب قروض أو مساعدات من طرف الدولة مما يزيد من تبيعتها وتجعل هذه الوضعية المجالس الجماعية ملزمة بتدبير الأزمة وليس بخلق الظروف الملائمة لتحقيق تهيئة حضرية وتنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية.
جدول: ترتيب المشاكل التي يعاني منها مجلس الجماعي لبويزكارن
ضعف الموارد المالية ضعف الموارد البشرية انعدام الاستقلالية ضعف الرصيد العقاري بطء العمل الإداري مشاكل بين أعضاء المجلس
جماعة بويزكارن 4 2 5 6 1 3
المصدر: بحث ميداني مارس 2008
إن ترتيب مشاكل المجلس الجماعي من طرف المستشارين بجماعة بويزكارن أظهر بالإضافة إلى المعوقات العامة، بعض المتطلبات الذاتية داخل المجلس (مثل الخلافات الشخصية التي تحدث بين أعضائه) مما أثر سلبا على العمل الجماعي وبالتالي نهيئة المجال وغالبا ما تكون هذه الخلافات الذاتية سببا في الحد من فعالية المجلس وتعرض المصالح الجماعية إلى سوء التسيير يبدو أن التهيئة المجال المدروس تعوقه جملة من الصعوبات وينقسم مصدر هذه العوائق إلى قسمين: أولهما خارجي وثانيهما داخلي فأما خارجي فيرتبط بعلاقات الدولة مع الجماعات المحلية وتعدد المتدخلين وإضافة إلى ضعف الموارد المالية ومن التبعية الإدارية القوية لسلطة الوصاية. أما القسم الداخلي فيتمثل أساسا في علاقة المنتخبين فيما بينهم وانعكاسات ذلك على المجال والسكان وذلك لانعدام التجانس اجتماعيا واستراتيجيا بين أعضاء المجلس (خصوصا جماعة بويزكارن) ينتج عنه تهيئة متأزمة، علاوة على ذلك ضعف خبرة أطر جماعة وارتجالية في تسيير وأنية اتخاد القرار ويمكن القول أن تهيئة المجال بشكل صحيح وفاعل لا ينبع فقط مما هو داخلي أو خارجي بل يرتبط بالتفاعل الإيجابي لما هو داخلي بما هو خارجي ويمثل هذا التفاعل الضامن الأساسي للوصول إلى تهيئة محلية ناجحة ومحكمة

#حيروش_مبارك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات