أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - ينتحر العقل عندما يتوقف النقد















المزيد.....

ينتحر العقل عندما يتوقف النقد


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 23:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



في مادة الزميل العزيز، شامل العزيز المعنونة ( ما هي مشكلة الدين) ورد في تعليق جميل رقم ( 2) للسيد/ ة ناهد ، تقول فيه التالي :
إن الله إما فعلاً خالق الكون ، لكنه فقد السيطرة على ما خلقة وهرم ، أو أنه غير موجود البتة . وفي الحالتين ما عاد يقنعني كإله . بإستطاعة أي إنسان أن يطور نظريتة الخاصة عن الدين بالذات ، وأن يتبناها طالما لم يؤذي بها غيره . إنتهى التعليق .
نعم ينتحر العقل عندما يتوقف النقد عن الفعل . فالعقل هو الفعل والنشاط الذي يعالج به الإنسان الأشياء على وجه معين . والعقل هو حق السؤال ، وطرح علامة الإستفهام . فالعقل هو المعرفة فإذا ركنت الى عقلك وليس الى نصوصك الملقمة كما يلقم الميت ، فلم تعد بحاجة الى هداية سوى ما يمليه عليك عقلك من أحكام محددة .لا تؤذي بها الأخرين .ألم يقل الجاحظ في رسالته المعاش والمعاد أن العقل هو ( وكيل الله عند الإنسان ) .
قبل المتابعة في الإسترسال ، أود شكر الزملاء شامل ورعد وأنيس وأبو هزاع واخرين ،على موادهم القيمة ، التي أتاحت لعقليات نقدية متطورة مثل صاحبة التعليق المذكور بالتعبير عن ذاتها . وهذا يكفي الكاتب فخراً . يكتب العديد من الزملاء مواد ذات مضمون راق ومتطور. ليس الهدف منها تبشيري أو الدعوة الى الإلحاد كما يعتقد البعض ، ممن لا تسمح لهم ثقافتهم الإحادية النصية ، بالنظر الى الغير سوى بإعتبارهم عورة وكفرة ..؟ ما يكتبه الزملاء هي دعوة الى إيقاظ العقل قبل أن يتحول النوم الغائط الى موت سريري . رغم أننا يومياً نقرأ أو نشاهد عبر بعض القنوات الفضائية بيانات نعي للعقل . وربما هذا التعليق النقدي الهام للسيد / ة ناهد يوضح أن العديد من المقالات النقدية الجريئة في هذا الموقع ، تساهم بشكل أو بأخر في إعادة وتأسيس وعي معرفي جديد ، وتشكيل ثقافة نقدية شجاعة للتاريخ والواقع . في مواجهة تسطيح العقل ونحره من وريده على أيدي حراس النصوص من كافة العقائد ، الذين وصفهم الكاتب المبدع ( على الوردي ) بوعاظ السلاطين . وما أكثرهم .
لنعد الى إنتحار العقل ، هل يمكن للعقل أن ينتحر ..؟
عبر التاريخ الإنساني الطويل ، تمثلت مشكلة الإنسان في البحث عن نقطة لقاء بين حاضره وماضيه . بين خالق ومخلوق . فلا النص الديني إمتلك برهاناً حاسماً ، ولا العلم توصل الى النفي النهائي والحاسم لفكرة وجود خالق . بيد أن ما وصلت اليه البشرية من تقدم تكنولوجي – إنساني لم يكن بفضل أو بسبب الدين . بل بسبب العلم الذي تجاوز عقلية الخوارق والخرافات ؟، وأعاد الإعتبار الى فلسفة الشك . وإختلاط الواقع بالخيال ، وتضخيم ( الأنا ) الفردية لهذا أو ذاك العصابي ، الى الدرجة التي أقنع بها نفسه بعلاقته بمن في السماء .. رغم أن أصل السؤال هو من في السماء وماهي حدود هذه السماء ..؟من في السماء وما هي السماء ..؟ ربما جيلنا المعاصر هذا قد لا يتوصل الى عملية الحسم النهائي حول هذا الجدل التاريخي . بيد أن مؤشر التطورات العلمية الجارية في العالم ، تشير بوضوح أن الأجيال القادمة ، ستشهد لا محالة نهاية منطقية عقلانية لهذا الحوار القديم بين الإنسان والطبيعة .
العقائد الدينية ، عموما ضد العقل .ولم تحقق للبشرية أي إنجاز حضاري قابل لإعتبارة منجزاً حضارياً . فلم تخترع محراثاً ، ولا عربة القتال التي كانت تجرها الجياد ، ولا منجنيقاً . بل كان العقل هو الصانع بدافع السيطرة الإقتصادية – السياسية . التي غذتها شهوة كهنة وحراس النصوص القديمة . فالعقائد ، كانت تعبيراً مستتراً عن الصراع السياسي والإجتماعي في تلك الفترة الزمنية من نشوء وتطور هذه العقيدة أو تلك . والماضي مهما كان ناصعاً ( إفتراضاً ) فهو لا يصنع الحاضر أو المستقبل . بينما المستقبل هو الذي يصنع الحاضر . وربما تتضح الصورة أكثر عند مناقشة أحد حراس النصوص العقائدية .. فأنت لا تحاور عقلاً بل نصاً يلبس مسوح إنسان . وبالتالي فإن الحوار لايخرج عن دائرة المعرفة التقليدية – التلقيمية التي تلقاها حارس النص . فالعقل خارج دائرة الفعل ، والسيادة في حواره مع المختلف هو نصه وليس عقله ، فيما قاله هذا أو ذاك . ربما منذ قرون من الزمن الرجعي ، وقد يكون النص ليس أكثرمجرد من أداة تخيلية لا أكثر ولا أقل . بمعني لا وجود حقيقي يستند إليه وعليه النص . أو مرجعية عقلانية . هنا ( عقل ) المحاورعبارة عن جهاز تسجيل قديم تم تخزين معلومات قديمة علية . وبطريقة لا إراديه ، تستحضر الذاكرة سواء مشهد ما أو نصاً محدد . كرد فعل إشتراطي ،وفق نظرية رد الفعل المعاكس الإشتراطي . وعموما تتفاوت ذاكرة الناس التسجيلية أو حتى حماستهم لهذا الموضوع أو ذاك . القضية هنا تصبح خارج البرهان العقلي . فالعقل هو الحكم الذي يقبل البرهان . كقولنا أن نصف العدد إثنان هو واحد ، ولا يمكن أن يكون النصف ثلاثة . فما لايقبل البرهان يتحول الى رأي قابل للخطأ أو الصواب . الإغريق القدماء ، إعتبروا أن قياس قيمة الشئ تكون بنسبة أدآء هذا الشئ للفعل . ومدى نفعه للإنسان . أو للهدف الذ ي خلق من أجله .
وهذا يذكرنا بما كتبه أبو بكر محمد إبن الرازي حول تصوره لنموذج الإنسان الكامل ، متلمساً المنهج الارسطي ، بما أن كمال الإنسان في جوهره والجوهر هو العقل المفكر وليس النائم . فإن الأنسان يكون أسعد حالاً إذا إمتلك زمام فطرته ، ووجهها على النحو الذي يهئ له حياة متزنة مأمونة العواقب . فالفطرة لا تولد مع الإنسان بل هي حصيلة معارف مكتسبه . كما أنها ليست تلقينية . لنرى ( إبن مسكوية ) ماذا يقول في كتابه تهذيب الأخلاق متأثراً بالفلسفة الإغريقية القديمة . ( النفس الإنسانية ، فيها ثلاث قوى ، الشهوة الى إشباع حاجات البدن ، وفيها روح الغضب ، الذي يستثار دفاعاً عن النفس ، وفيها العقل . ولكل من هذه القوى فضيلته ورذيلته . الفضيلة في الإشتهاء هي العفة وضدها الشره . والفضيلة في الغضب هي الشجاعة ، وضدها الجبن . والفضيلة في العقل هي الحكمة ، وضدها هو الجهل . وإذا إجتمعت الفضائل الثلاث أدت الى العدل . والعقل هو أعلاها الذي من شأنه لجم أية إندفاعة عن الحد ) . لنفترض نظرياً أننا أردنا محاكمة سلوك ( تعدد الزوجات ) ماضياً ما هو الوصف المناسب لهذه الحالة ، هل هي تعبير عن عفة أو عن رذيلة مقننة تلبي مصالح بيئة إجتماعية معينة في عصر زمني محدد , بيد أنه الأن من غير الممكن إعتبار تعدد الزوجات نوع من الفضيلة ، بل هي نوع من الشره الجنسي ، لا يتناسب مع تطور العصر . ومن الذي يمكنه جمع أربعة زوجات معاً الفقير أم الغني ..؟ إذن النتيجة فإنها تلبي مصالح طبقية محددة . هل كان العبد يومها بإمكانه إقتناء زوجتين ..؟ فهو ( عبد مملوك ) . ثم هل أن وضع متفجرة في سوق شعبي هو شجاعة ودفاعاً عن النفس ..؟ أم هو أقصى درجات الجبن والحقد والكراهية والتعصب . في كافة الحالات هنا ، هناك غياب لدور العقل ، تم نحره بواسطة نص ومشعوذ . وإعتماداً على رأي هؤلاء المفكرون من تيار تجديد الخطاب الإسلامي وليس الملاحدة الملاعين ، النتيجة هي أن ما هو حاصل اليوم هو أن وعاظ السلاطين سرقوا النص وهشموه وجرى تأويله حسب أغراضهم . لآن النص في الأساس هو نص غير حاسم يقبل التأويل أو كما يقال حمال أوجه عديدة . ورغم أني إستخدمت تعبير سرقة النص . لكن أعتقد أن القارئ لا يخفى علية ماذا تعني نصاً مسروقاً . وعندما يجري تفعيل العقل هنا ربما يصاب المرء بلوثة من الجنون ، او فقدان العقل ،كيف تقبلنا على أنفسنا قبول فكرة الواقع المتخيل على أساس وجود شئ غيبي . طيلة الزمن الماضي ..؟ ترى هل هي بسبب حالة ( السعار ) أو الهوس الديني الذي نقل المنطقة العربية من عصر كانت فية على أبواب نهضة الى عصر الوعاظ ..؟ هذا الهوس الذي أدى بديانة أن تتحول الى عنصر ناقل لفكرة كراهية الغير. ومكرسة لفكرة الفاعل الواحد الأحد ، فكرة مركزية ومحورية القائد أو الدكتاتور . في كتاب الخصائص ( لأبن جني ) يقول : الفعل لا يكون له أكثر من فاعل واحد ، وقد يكون له مفعولات كثيرة , فرفع الفعل لقلته ، ونصب المفعول لكثرته . نلاحظ هنا ، أنه حتى النحو جرى تكريسة الى منطق خضوع المفعول به الى الواحد الفاعل . والمفعول به قابل التأويل سواء فعلاً ام جماداً أو إنساناً . بينما تخبرنا التجربة العلمية أن للفعل يمكن أن يكون بفعل نشاط جماعي أي أكثر من فاعل واحد . على علوم اللفظ شيدت الديكتاتورية صرح الإستبداد السياسي . الذي يخالفه بن مسكوية وإبن رشد والمعري وإبن خلدون ، لكن على خلفية ثقافة اللفظ ، بني ويبني وعاظ السلاطين في القنوات الفضائية صروحهم المالية الفلكية . والمسألة بسيطة ، لاتحتاج الى سلسلة مفاتيح قارون ، التي عجز عن حملها عصبة من الرجال ..؟ بل الى رقم حساب سويسري في بلاد الخنازير والقردة . فهم بيت مال المسلمين الراهن .
العقل هو الإنتقال من المقدمة الى النتيجة . من معلوم الى مجهول ، من الشاهد الحاضر الى الغائب لعصر خفي معظمه ، وطمس أو أحرق أو جرى إتلافه ، كما تتلف المستندات والوثائق الخطيرة .
كنسية روما ، قامت بحرق العديد من الوثائق والكتابات الهامة عن المسيحية الأولى التي رأت تعارضها مع تعاليم قسطنطين الكبير 323 – 337 م لكن في العام 1947 إكتشف في محافظة ( قنا ) المصرية مخطوطات نشرت في العام 1961 بفضل اليونسكو تتعارض مع بعض النصوص الراهنة . وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان الذي دفع مهر تزويج إبنته من بيت مال المسلمين ، وأدت الحادثة ، بإبن الآرقم لتقديم إستقالتة إحتجاجاً ، أيضاً جرى حرق مصاحف عديدة ( غير معتمدة ) لكن إكتشاف النصوص اليمنية وعدةنسخ من القرآن باللهجة الحميرية وهي موجودة الأن في المانيا بغرض فحصها وتفكيك حروفها ، فإن أولى المعلومات تشير الى بعض الإختلافات . إذن كل شئ قابل للنقد وإعادة النظر فيه طالما أن النص هو مخلوق بشري تمت كتابته من قبل نساخين . والنسخ يقبل الخطأ والصواب ، لكن بعد غياب صاحب النص ، التأويل مجاله أرحب وأوسع صدراً . وفي عام أعتقد 1955 م تم إكتشاف نصوص آرامية وعبرية في كهوف ( خربة قمران ) على البحر الميت ولم يكشف عن طبيعة النصوص حسب معلوماتي المتواضعة ..؟ لأي هدف ..؟ دائماً كانت الذاكرة الشفهية هي الناقل للفكرة . وبسبب الذاكرة الشفوية التي كانت سائدة في معظم الأحوال .فقد أنتجت بدورها ذاكرة جمعية مشوهه . ألم يقل ( محمد ) نقلاً عن رواية أبي سعيد الخدري في صحيح مسلم : لا تكتبوا عني غير القرآن ، ومن كان كتب ، فليمحه ، وحدثوا ولا حرج : ثم أن الخلفاء الراشدون بعد وفاته ، منعوا المسانيد في الإصحاح ، وأمروا بحرق ما كتب منها . بل ونهوا حتى من الأكثار من الروايات الشفوية . وبالرغم من خطورة هذا الحديث الذي يخلع ( القداسة ) عن النص لعدم وجود ضمانات من تسرب الأفكار الشخصية لهذا وذاك من مدوني القرآن ، فإنه من الصعب هنا القبول بأن مجتمع الصحابه غير قابل للخطأ .. لأن الإعتراف ببشرية الأخطاء هو أمر طبيعي . طالما أن ( محمد ) أخطأ ، ونزلت على ضوء ذلك سورة ( العبس ، عبس وتولى ..الخ ) كما فسرت على أنها عتاب رباني ( للرسول ) .وبالتالي هنا تنشأ مشكلة أخرى أن تفسير التاريخ الإنساني على ضوء النصوص الدينية لكافة الديانات لوحدها ، تعتبر عملية ناقصة موضوعياً وليست منصفة بحق أولئك الذين ساهموا بصنع التاريخ القديم . بينما يفترض أن يجري تفسير العقائد الدينية على ضوء التاريخ المستند الى العلم والبحث وأدوات البرهان الأخرى . والظروف التي أدت الى ظهور هذه الإعتقادات الماضية .
وربما هنا مصيدة بنية ( العقل ) التقليدي لأن القضية تتعلق بصدقية النص .المشكلة كامنة في النص ذاته . وتتضخم المشكلة الى درجة الإستعصاء عندما يتحول النص الى مصيدة للعقل البشري ، ويحول دون تطورة . عندما إمتلك علماء مثل بن رشد والرازي وجبرا والزهراني ..الخ مفاتيح فلسفة الشك والسؤال الممنوع ، كان بفضل إنفتاحهم على مصادر المعرفة الأخرى . وإعمال العقل . ولم يكن بسبب معرفة متراكمة في أرض ولادة ( العقيدة الجديدة ) . فهذا العلامة إبن خلدون ينتقد تفسير إبن عباس للقرآن والأحاديث . وكذا إبن الأثير والمعري .. الخ كان هناك تيار نقدي واسع ، إتصف بشجاعة وثقافة تشكيكية نادرة . تيار نقدي – عقلاني متطور أكثر مما نقدمة نحن اليوم من قراءة نقدية خجولة أحياناً وخوفاً في أحيان كثيرة من سيف الجهل المسلط على الناقد للنص . ترى ماذا لو أن أحد علماء الأمس عاش وسط إنجازات اليوم .. ولنعتبره من أتباع أهل الكهف الجديد ..؟ ترى ماذا سيكون حكمه على النصوص العقائدية ..؟ ربما سندع هنا القارئ لتخيل مايشاء من الإجابات العقلية المنطقية على سؤال من هذا النوع . وهو على كل حال ليس سؤال من الوزن الثقيل . لأن ما حققه العالم من تطور كان بالضبط بسبب إستنفاد الأفكار الدينية لقدرتها على مواكبة التطور الحتمي . فلو أن إحداهن ولدت في عصر الحريم والسبي المعروف ، كان يمكن للمرء فهم خلفية حقها بالدفاع عن عبوديتها ، نظراً لعدم قدرتها على تأمين حاجياتها الإنسانية في مجتمع بدوي – صحراوي ، يعتمد على السيف كأداة تحصيل الرزق ، ودوره كوسيط كمبرادوري صغير ما بين المنتج الهندي والصيني للحرير والتوابل وما بين المستهلك الحضري في بلاد الشام وما بين النهرين والفرنج . والتي سميت ( تجارة ) ورغم ذلك نلاحظ أن عوامل الوراثة النصية تحولت الى شيفرة جينية حتى في التعامل الراهن , فكافة الحركات الإسلامية على وجه التحديد لا توظف مدخراتها المالية في مشاريع إنتاجية تساهم بها عمالة وطنية ، بل في مشاريع الربح الحلال السريع . وليس في إقامة مصنع ما أو إستثمار زراعي طويل الأمد .. والشواهد كثيرة وقد تصيب المرء بحالة فقدان القدرة الحسابية . وحالات كأمثالنا الفقراء قد لا نجيد العد لأكثر من العشرة ،؟ فما بالك بالأربعين قنطاراً مقنطراً من الذهب والبلاتين عوضاً عن الدنالنير الفضية . وربما من حسن حظنا أننا لسنا من أتباع أعطه ياغلام .
العقل النقدي كان حاضراً في الماضي القريب ، وغائباً في العصر الحالي .. اليست مفارقة غريبة ، أو ربما هي من معجزات عصر الخرافات ..؟ فمثلاً العلامة إبن خلدون يقول ( من أين لأبن عباس كل هذه العلوم إذا كان مصدر علومة كعب الأحبار ، ووهب بن منيه وعبد الله بن سلام ) وذلك في إشارته لقضية الإسراء والمعراج .بأن الشمس والقمر تسير على عجلتين..الخ ثم موضوع خروج الشمس من مغربها شرط قيام الساعة ..؟ حتى ( إبن الأثير لا يصدق تفسير إبن عباس لآنها منافية للعقل . وللزميل الكاتب عبد الرزاق عيد مقال ممتع وغني حول إبن عباس في مقال نشر له بتاريخ 1 / 6 / 009
أما ما يتعلق بموضوع الشروق والغروب ، فكما يعلم القارئ أن خارج الكرة الارضية لا يوجد لا شرق ولا غرب ، ولا فوق ولا تحت . وهذا الموضوع لن اتدخل فيه لعلمي أن أخي الكاتب الممتع ( نادر قريط ) لديه ماده حول هذا الموضوع وجاهزه للنشر ، وهو افضل مني علماً في هذا المجال .
أليست فعلاً شئ محير أن يختفي سلاح النقد والسؤال، في عالمنا العربي المعاصر للماضي البعيد ..؟ العالم المعاصر لم يعد يقبل بالإعجوبة أو المعجزات الإ بما يقبله العقل والمنطق . والحجج الدينية التي تذخر بها الأدبيات الدينية ليست أكثر من تأكيدات شفوية لأساطير كانت سائدة في زمن إستراحة العقل القصيرة . فإذا إعتبرنا ان العقل المعاصر تمكن من غزو التاريخ القديم بوسائل عصرية حديثه مستبعداً منه الأعجوبة .. فماذا بقي من هذه العقائد ..؟ البعض يعتقد أن حياتنا لا تستقيم بالبعد المادي فقط ، فالتراث هو محصلة تلاقح ثقافات .. وهذا صحيح ، لكن من هو القائل أن الديمقراطية والعلمانية القائمة على مبدأ المواطنة للجميع . والمساواة التامة بين المرأة والرجل ، والتسامح الديني تعني عملية تصحير قلب الإنسان وإفقاره من مقوماته الإنسانية . ..؟ في الغرب يعطف المواطن على كلب ، في وقت يركل فيه المواطن في البلدان العربية ، بل وتجلد النساء وتذبح كالشاة ، وتراق دماء مواطنين أبرياء تحت سمع وبصر ورعاية النص وحراسة . ونستهلك حضارة هذا الغرب المادي وتصلنا دون بذل حد أدنى من الجهد سواء للحصول عليها أو المساهمة في إنتاجها. من الغذاء الى الدواء . وحتى الى القبر .
هذا النص العقائدي ، الذي رفض الإعتراف بحق القوميات الأخرى في العيش كبشر ، رفضنا الآخر ، وحاولنا إزالته بل محو وطمس معالم هويته ، ترى ماهو الحصاد . أو لنقل ما هو السبب ..؟ عندما يتوقف النقد ينتحر العقل . وينتصر الريموت كنترول الديني ، أيضاً . ترى هل يمكن أن يطول بنا العمر لنشاهد وعاظ وكهنة بريموت كنترول حقيقة واقعة .. ربما .. لكن بالتأكيد ستكون البطارية مصنعة في الصين الشقيقة أو تايوان العزيزة ، او في مزارع البقرة الضاحكة . وحتماً ليس في جنة عدن الأفلاطونية .



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير العقل من سطوة النص المقدس
- رداً عل مقال شاكر النابلسي / الإنقلابات والثورات والأحزاب ال ...
- وجهة نظر في الرأي المخالف / من قريط الى شامل ومن طلعت الى تا ...
- على المحامي هيثم المالح تغيير إسمه الى هيثم الحلو
- الحضارة الإغريقية/ مجلس للآلهه وفصل الدين عن الدولة .
- اليونان / من رئيس للوزراء الى مواطن عادي
- في الحضارة السومرية .. حتى الألهه كانت تعلن الإضراب عن العمل ...
- الحوار التفاعلي الديمقراطي في الحوار المتمدن
- هل كان موسى ( نبياً ) حقاً ؟ وهل إنتحلت شخصية أخرى شخصية ( م ...
- نظرية الصدمة في الفكرة الدينية الإنقلابية
- أخناتون قائد أول إنقلاب في التاريخ على الديمقراطية
- من مادوف حزب الله الى السعد والريان
- 170 فنان تشكيلي من 36 بلداً يعلنون تضامنهم مع الشعب العراقي ...
- ماراثون الإنتخابات البرلمانية المبكرة في اليونان
- العالم العربي -إيران - تركيا/ أزمة البحث عن الهوية والمستقبل ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- العالم العربي - إيران - تركيا / أزمة البحث عن الهوية والمستق ...
- وداعاً للسلاح ..وأهلاً ياجنيف..؟


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيمون خوري - ينتحر العقل عندما يتوقف النقد