أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بلقيس حميد حسن - كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة














المزيد.....

كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 21:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كل عام حينما يقترب الحج نسمع تقريرا عن كسوة الكعبة او الحجر الأسود الذي كلف هذا العام 120 كيلو غراما من الذهب والفضة اضافة الى الحرير الاصلي المكلف, تذكرت وانا اسمع هذا التقرير ماقرأته في الكتب التي تنقل لنا افكار وسلوك المتصوفة والذين عرفوا بحبهم لله حبا شديدا قد يصل حد العشق, وتذكرت ماقرأته عن حادثة حصلت لـ" أبي يزيد البسطامي" وهو من المتصوفة المعروفين جدا وقد كان ينوي الحج وجمع له الدراهم كي يؤديه , فاعترض طريقه درويش فقير , وقال له:
انا وبناتي نتضور جوعا , فطف حولي سبع مرات واعطني مالك الذي جمعته في الحج , ففعل ابو يزيد البسطامي ما اقنعه به الدرويش , ايمانا منه أن انقاذ انسان وارواح بناته السبع اهم من اداء طقوس الحج , كما ان الاهتمام بالانسان وحياته هو بالتالي تقرب الى الله لانه خالقهم ومعزّهم ومورثهم الأرض بارادته حسبما جاء في تعاليم الاسلام ..
فكرت في كيلوات الذهب والفضة التي تكسى بها الكعبة كل عام , والاموال الطائلة التي تصرف بهذه التكلفة غير المتواضعة بل والمبالغ بها في ميزان العقل ..
هل كانت الأعوام والقرون الكثيرة التي مرت على الكعبة تعرف كسوة الحرير والذهب والفضة ؟ وهل ارسل الله لاحد معاتبا كي تكسو احجار كعبته بهذه الاموال الطائلة ويتضور بذات الوقت وفي اماكن عديدة من الارض بشرٌ خلقهم بالملايين جياعا ومتشردين في الصحاري والبلدان الباردة ؟
هل ان الايمان بالله والتقرب منه يكون بصرف الاموال على الشكليات دون الاساسيات , وهل الدين قائم على الطقوس ام على روح العدالة والحق ولهفة المحتاج والمحروم والفقير كأساس للاديان جميعها واولها الدين الاسلامي الذي جاء ثورة على الظلم وعلى استعباد الناس وقتل الروح البشرية ووأدها بسبب الفقر ؟
اي رب طلب منهم ان يلبس اغلى الملابس الحريرية المرصعة بالذهب والفضة ويترك من خلقهم بلا طعام وكساء وسكن متباه عليهم بكسوته كل عام, وتمر عليهم اعوام بلا كساء وفرح ؟
واي اخلاق تسمح بهذا السلوك الجائر والذي يكرس تعالي الرب الغني على فقراء خلقهم هو وتركهم بمشيئته فقراء؟
وكيف يريد شيوخ المسلمين ممن لايؤمن من البشر بعد , ان يؤمن بهكذا رب لايفكر الا بارتداء الغالي وليمت من يمت وكأنه يقول انا ومابعدي الطوفان ؟
اي احتقار للدين وللاسلام اراده لنا هؤلاء وهم يدعون الايمان بالله صباح مساء؟
هل ان حجاج البيت الذين يذهبون بالملايين كل عام , هدفهم وغرضهم رؤية ملابس وكسوة الكعبة المرصع بالذهب والجواهر والحرير الغالي ؟
وهل انهم سيوقفون حجهم ان كان الحجر الاسود عاريا كما كان من قبل ولعدة قرون ؟
هل تضيف كسوة الكعبة بنظر المؤمنين بالله شعورا بعظمة الخالق حينما يرون كل هذا المال يكسو الحجر الاسود؟ وهل ان ايمانهم سيقوى برؤية الذهب والفضة , وهل سيخافون الرب ويلتزمون بتعاليمه الدينية اكثر مما لو كان بيت ربهم حجرا اسودا بلا كسوة ؟ ثم اي ايمان هذا سيكون لو كانت الاموال والذهب والفضة والغنى اساسه ؟
هل سيغضب الرب لو وزعت هذه الاموال سنويا على الفقراء والمحتاجين في العالم , والتزمت الهيئة التي تكسو الحجر الاسود بكسوة مليون فقير سنويا لوجه الله تعالى؟
اسئلة كثيرة وهناك اكثر منها في رأس اي انسان يفكر بحلول للالاف والملايين من البشر واولهم العرب والمسلمين الذين يتقاتلون للحصول على فرصة للهروب من عالم عربي واسلامي يقتلهم ويدميهم ويذلهم نحو الغرب , حيث يتنفسون فيه معنى الانسانية الحقة ومعنى المحبة بين البشر , ومعنى ان يكونوا خليفة الله على الارض كما نسمع يوميا في الجوامع والفضائيات وفي كل دور العبادة التي غرقت بالشكليات والطقوس ناسية خواء البطون والعقول وناسية ارتجاف عظام الاطفال بردا وجوعا ورعبا من اشداء سيطروا على المال العام تحت مسميات عديدة , يريدون بكل تصرفاتهم اللا انسانية اثبات ان ماجاء في القرآن في سورة البقرة آية رقم 30" اني جاعل في الأرض خليفة " ان الله يقصد بانه أورث الله الارض للملوك والرؤساء فقط, اما ملايين البشر فلا يعنونه ابدا ....
هل هذه هي الحقيقة ايها المتحكمون بأموال الله كما تدعون؟



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مستلزمات الحضارة .. الحلقة الثالثة- التعليم الإلزامي
- البعث , يريد العودة على الجماجم
- نوبل للسلام ام رسالة غفران كاذبة؟
- من مستلزمات الحضارة : الحلقة الثانية, الانفتاح الثقافي, (الف ...
- المحبة في مهرجان أيام الرافدين الثقافية العراقية الخامس برلي ...
- سبع ُ لفّات ٍ للشرّ ِ
- رحلت الجميلة ام سلام - سهام علوان-
- عذرا, لقسوة الحقيقة, سفرتي الى الوطن
- مستلزمات الحضارة- الحلقة الاولى- المرأة العراقية العزلاء
- - القامعون- لسميرة المانع، رسالة تحذير من الإنهيار
- قضية المرأة العربية بين التهميش والنفاق
- أين دولة القانون من المادة 41 في الدستور العراقي ؟
- عادت النورس أما ً*
- غوبلز يعيش بين ظهرانينا
- اليكن في آذار بطاقة عيد
- نوارس دجلة , تجربة حضارية رائدة
- فوز الدملوجي خيرٌ, للمرأة والرجل معا
- الأطفال .. الأطفال
- هل نرتقي بضربة حذاء؟
- كابوس الجلسات البرلمانية


المزيد.....




- إماراتي يرصد أحد أشهر المعالم السياحية بدبي من زاوية ساحرة
- قيمتها 95 مليار دولار.. كم بلغت حزمة المساعدات لإسرائيل وأوك ...
- سريلانكا تخطط للانضمام إلى مجموعة -بريكس+-
- الولايات المتحدة توقف الهجوم الإسرائيلي على إيران لتبدأ تصعي ...
- الاتحاد الأوروبي يقرر منح مواطني دول الخليج تأشيرة شينغن متع ...
- شاهد: كاميرات المراقبة ترصد لحظة إنهيار المباني جراء زلازل ه ...
- بعد تأخير لشهور -الشيوخ الأمريكي- يقر المساعدة العسكرية لإسر ...
- -حريت-: أنقرة لم تتلق معلومات حول إلغاء محادثات أردوغان مع ب ...
- زاخاروفا تتهم اليونسكو بالتقاعس المتعمد بعد مقتل المراسل الع ...
- مجلس الاتحاد الروسي يتوجه للجنة التحقيق بشأن الأطفال الأوكرا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بلقيس حميد حسن - كسوة الكعبة 120 كيلو غراما ذهبا وفضة