حماس تمنع اطلاق الصواريخ

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 14:11
المحور: القضية الفلسطينية
    

صح النوم ...
حماس تمنع اطلاق الصواريخ

تناقلت وسائل الا علام خبرا مفاده ان القائد العام للكتائب الصاروخية التابعة لحركة حماس قد اصدر اوامر مشددة الى مقاتلي الحركة بعدم اطلاق صواريخ على المغتصبات الصهيونية الواقعة جنوب الكيان الصهيوني متوعدا بفرض عقوبات صارمة على المخالفين للاوامر في نفس الوقت توصلت القيادة السياسية للحركة الى اتفاق مماثل مع الفصائل الفلسطينية الاخرى ويضيف الخبر ان ممثلي الانروا والصليب الاحمر وغيرهم من الهيئات الدولية العاملة في القطاع قد توقفت عن القيام بدور الوسيط بين السلطات الاسرائيلية والحكومة المقالة بعد ان ابلغهم الاسرائليون انهم لن يستجيبوا لمطالب الاخيرة وخاصة المتعلقة منها بتزويد القطاع بالمياه والكهرباء والمحروقات وغيرها من الخدمات والسلع الا اذا اتصل بهم هنية او الزهار اوالبردويل وتقدموا بمطالبهم وتؤكد وسائل الاعلام نقلا عن مصادر اسرائيلية والسلطة الفلسطينية ان قادة حماس قد " نخوا" للشروط الاسرائيلية . من جانبه نفى البردويل ان تكون حماس قد اجرت اية اتصالات مباشرة مع اية جهة صهيونية
مؤكدا بالحرف الواحد " لاتفاوص مع العدو الصهيوني ولن نقبل بدولة فلسطينية بحدود مؤقتة بل نقبل بدولة في حدود 1967 ولكن بدون الاعتراف باسرائيل" .
الواضح من كل هذه الاخبار والتصريحات التي صدرت عن البردويل ان حماس قد انحرفت عن مواقفها السابقة بزاوية 180 درجة وهنا لا بد من التذكير ان الحركة قد تبنت لدى انطلاقتها برنامجا جهاديا يقوم على انتهاج الكفاح المسلح وسيلة لتحرير كل ذرة من تراب الوقف الاسلامي " التراب الفلسطيني " من الرجس الصهيوني" وظلت الحركة متمسكة بموقفها حتى اليوم الذي اعلن فيه رئيس الحكومة المقالة اسماعيل هنية تحقيق حماس نصرا الهيا على القوات الاسرائيلية الغازية لقطاع غزة في الصيف الماضي وتمشيا مع هذا الموقف رفضت الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية لان الاخيرة شطبت بنود الميثاق الفلسطيني التي تنص على عدم الاعتراف باسرائيل وبانتهاج الكفاح المسلح سبيلا لتحرير فلسطين وظلت تغرد لوحدها خارج السرب حيث اطلقت مسلسلا من العمليات الانتحارية ضد العدو الصهيوني تركز معظمها ضد المدنيين الاسرائيليين مما زود ماكنة الاعلام الاسرائيلية بالذخيرة اللازمة لاظهار اسرائيل بانها ضحية للارهاب الفلسطيني ولتبرئتها من كافة الجرائم والممارسات القمعية التي تقترفها عصاباتها المسلحة ضد المدنيين الفلسطينيين ولقد نجحت الحملة في تاليب الراي العام العالمي ضد حركة المقاومة الفلسطينية وبذلك خسرت المقاومة قطاعا واسعا من المتعاطفين مع قضية الشعب الفلسطيني , كما هيأت الظروف المناسبة لاسرائيل لاقامة جدار الفصل العنصري بدعوى منع الهجمات الانتحارية بينما كان الهدف منه ابتلاع المزيد من الاراضى الفلسطينية وضمها لاسرائيل.
وكما انقلبت حماس على ثوابتها وارتضت بدولة في حدود 67 فقد تخلت عن خططها العسكرية الرامية لاستنزاف اسرائيل بحرب صاروخية طويلة الامد وهي التي لم يتردد قادتها والناطقون باسمها من توجيه تهم التخاذل والخيانة والعمالة لاي جهة فلسطينية كانت تدعوها بالكف عن اطلاق هذه المفرقعات الصاروخية ولا ننسى في هذا السياق تجاهل قادة حماس لنصائح ومناشدات الرئيس الفلسطيني حيث دعاها اكثر من مرة بوقف العبث الصاروخي تفاديا للهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة وبدلا من التجاوب مع هذة المناشدات صعدت من هجماتها الماسورية ان صح التعبير ضد الاهداف الاسرائلية في النقب دون الحاق خسائر تذكر بالعدو كما صعدت من حملاتها الاعلامية ضد عباس وغيره من اركان السلطة الفلسطينية فكالت لهم تهم الخيانة وحتى التنسيق مع اسرائيل في هجومها على القطاع وذهب هنية الى حد الاعلان ان حماس ماضية في حربها الصاروخية ضد اسرائيل حتى اخر رجل وامراة فلسطينية , وبالفعل تجاوبت اسرائيل مع رغبات هنية الاستشهادية فاطلقت العنان لالتها الحربية لكي تدمر البنى التحتية والفوقية في القطاع ولقتل المدنيين وكانت محصلة الهمجية الاسرائيلية والديماغوجية الحماسية مقتل وجرح ما يقارب عشرة الاف فلسطيني اكثرهم من المدنيين اضافة الى اعادة القطاع الى العصر البدائي حيث لم يسلم الحجر ولا الشجر من ضربات الالة الحربية الاسرائيلية اللهم الا الاوكار التي اختبا في داخلها قادة حماس والادهى والامر من الدمار الشامل الذي حل ولازال حتى اليوم قائما في القطاع ان هنية ظهر على شاشة التلفزيون ليبشر الامتين العربية والاسلامية بفشل اسرائيل في تحقيق اهدافها وبتحقيق حماس نصرا الهيا عليها وكأن تدمير القطاع لم يكن هدفا اسرئيليا وتذكرنا اطلالة هنية بظهور الرئيس جمال عبد الناصر على شاشة التلفزيون المصري في اليوم التسع من حرب حزيران في عام 1967 مع فارق ان عبد الناصر امتلك الشجاعة الكافية للاعتراف بمسئوليته عن هزيمة مصر في هذه الحرب والاعلان عن استقالته. فهل ينسحب قادة حماس من المسرح السياسي ام سيظلون جاثمين على صدور الشعب الفلسطيني ؟ بالتاكيد لن يغادروا مواقعهم بل سيزداد تمسكهم بها انطلاقا من مقولة ان الحرب كر وفر واذا فشلت حماس في قتل او اسر جندي اسرائيلي طوال التوغل الاسرائيلي في القطاع فانها بفضل الرؤية الصائبة لقيادتها ستنجح في هجوم اسرائيلي قادم بافشاله وابادة كافة الجنود المشاركين فيه .

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات