أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - أقبال المؤمن - لعبة الديمقراطية بين مدينة الثورة والمنطقة الخضراء















المزيد.....

لعبة الديمقراطية بين مدينة الثورة والمنطقة الخضراء


أقبال المؤمن

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 10:43
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


السعي لبناء الديمقراطية بالثورة على الطغيان والظلم هو حلم كافة الشعوب المحبة للحياة ولا سيما شعب العراق الحبيب .
فالثورة بمفهومها الدارج تعني حالة الانتفاض ضد الحكم الظالم والتخلف والتفرقة بكل اشكالها والوانها ومسمياتها . ولا اقصد الثورة بمفهوم الحرب والدمار, فالثورة اليوم تعني تقديم كل ما هو جديد ومفيد لخدمة البشرية والمصلحة العامة وبالطرق السلمية كالثورة المعلوماتية والثورة التكنولوجية و تجسيد الديمقراطية بكل مفرداتها , والتفاهم وتبادل الاراء واحترام الرأي الاخر وتغير المفاهيم التي تدعو الى الموت البطيئ والاستسلام للتخلف والجهل .فالثورة الديمقراطية اذن هي تجديد وعصرنة الحياة بما يخدم الجميع .والتجديد لا يأتي الا بالمعرفة عن طريق النقد البناء والخلاق لكل تخلف وعنصرية لاتخدم الناس ولا المصلحة العامة. فالثورة الديمقراطية الحالية في العراق يجب ان تكون تحديث وعصرنة مستمرة لمرافق المجتمع بأدخال كل ما هو جديد ومفيد ونبذ الظلم والطغيان والدكتاتورية والتخلف سواء كان في المجال المادي او الفكري , وكما اشرنا المقياس لهذا التطور هو ما يخدم الصالح العام و يسهل امور الحياة في كل ميادينها , ولكافة ابناء الشعب الواحد دون تميز .ولكن ما يجري في العراق وبأسم ارقى جوهرة عصرية الا وهي الديمقراطية نراه عكس ذلك .

فالساسة العراقيين اخذو يطلقون عليها لعبة الديمقراطية , وهذه اللعبة تجسدت عمليا بأفعالهم واقوالهم واصبحت ديمقراطيتهم كما هي توجهاتهم ترقيعية ولا تمت بصلة باي شكل من الاشكال للتجديد والبناء لكونها توافقية كما يسمونها , الا انها في الحقيقة عنصرية وطائفية بأمتياز ولعبة ليس لها شروط .فمثلا تصريحات الهاشمي في تركيا بعدم وجود دولة بالعراق تبعث على الحيرة والتعجب لنائب رئيس جمهورية لازال يحكم العراق و لاكثر من خمس سنوات ولا يعرف انه يحكم في دولة !. هذا اولا
وثانيا اقرار قانون الانتحابات من قبل البرلمان وتصديقه من قبل مجلس الرئاسة وبعد عشرة ايام ينقض القرار من شخص واحد فقط بعد اقراره من اكثر 270 نائبا ومسؤلا مشتركا بالعملية السياسية امرا غريبا , فأي ديمقراطية اذن واي برلمان هذا ياترى الذي تنقض قراراته من شخص واحد فقط وتعاد اللعبة من البداية ! اكيد مثلما اطلقوا عليها لعبة الديمقراطية !
ثالثا في كل بلدان العالم الديمقراطي يوجد قانون الاحزاب وهو الاساس في العمليه السياسية والذي بموجه يجيز للاحزاب حق الاشتراك في العملية السياسية وعن طريقه تعرف الاحزاب المشاركة بأسمائها وتوجهاتها وعدد اعضاءها وبرنامجها السياسي وغيرها من البديهيات الموجبة لكل حزب بالاضافة الى اربع او خمس شروط اساسية لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الاشكال نذكر منها :
اولا ميزانية الحزب المالية يجب ان تكون معروفة للجميع ومن يموله . واي تمويل يأتيه من خارج حدود البلد او يشك فية تشكل معظلة ما بعدها معظلة ويمكن ان يقصى الحزب من الساحة السياسية وبدون نقض .أما في العراق لا نعرف من يمول من .ومن اين تسمد هذه الاحزاب قوتها المالية ,فالاشاعات كثيرة والحقائق اكثر وربك الستار !
ثانيا : اي حزب مشارك في العملية السياسية يجب ان يكون مؤهلا لأستقطاب كافة ابناء الشعب الواحد بغض النظر عن الصبغه القومية اوالطائفية او الدينية , والا سيكون مناقضا لمبدء الديمقراطية و العملية السياسية برمتها . ولكن في عراقنا الحبيب نرى اغلب الاحزاب مقتصرة على قومية معينه او طائفة معينة او دين معين , ولا يحق للاخر الانتماء لها لانها محرمة عليه كالاحزاب الكردية مثلا وبعض الاحزاب ذات الصبغة الدينية .
ثالثا : القوة الدفاعية يجب ان تكون بيد الدولة ولا يمكن باي شكل من الاشكال ان تكون بيد الاحزاب ولا يجوز اصلا ان تتشكل مليشيات بأسم الاحزاب مهما تكن الاسباب والمسببات الداعية لذلك , اما ما يحيرنا هو كثرة المليشيات المؤسسة من قبل الاحزاب العراقية والتى تتصادم مع القوة الدفاعية الشرعية للبلاد, وأي نقد يوجه لهذه الاحزاب تهدد بالانسحاب وافشال العملية السياسية او الاستقلال عن العراق (والله لعبتهم الديمقراطية عصرية جدا ويجب ان تدرج في موسوعة جينس للالعاب القياسية ! ).
واخيرا العمل الانمائي او البناء الداخلي, اي يجب ان تركز الاحزاب على بناء البلد من الداخل وبصورة متساوية للشعب والارض. وما سأطرحة الان يوضح التناقض الحقيقي في البناء , ويؤكد على ان الديمقراطية اصبحت فعلا لعبة كما يصرحون !
وعلى ما اعتقد لهذه الاسباب لا يريدون أقرار قانون الاحزاب , لان اغلب الاحزاب ستكون خارج اللعب !! .

دعونا نرى لعبة بناء الديمقراطية بين مدينة الثورة والمنطقة الخضراء :
الثورة الحقيقية حقا تجسدت بالعراق منذ عام 1958 وترجمت عمليا في حي الثورة في بغداد .تأسس حي الثورة في عهد الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم سنة 1959 -1961 حيث كانت البداية بتوزيع 911 بيتا على مجموعة من العوائل العراقية ترجع اصولهم لجنوب العراق كالعمارة والناصرية والكوت هربوا من ظلم وبطش الاقطاع انذاك . في حين كان الزعيم لا يملك بيتا وكان يفترش الارض وينام وسط مكتبه في وزارة الدفاع وينهض مبكرا لمتابعة شؤون البلاد والعباد وراتبه راتب اي ضابط بالجيش العراقي .يعني لم يكلف الزعيم الدولة لا بيت ولا زواج ولا جواز دبلوماسي .(والمصيبة بصقوا بوجهه لانه شريف!) ولا يشبه ساسة اليوم !!! طبعا قتل الزعيم واغتيلت احلام حي الثورة معه ! ولكن الحكاية لا تنتهي عند هذا الحد.

تحول حي الثورة بقدرة قادر الى حي الرافدين عام 1969 لان المناضلين ارادوا لها ذلك في حكم المشير عبد السلام عارف .في سنة 1980 بعد خروج مظاهرة مدبرة يقودها الفنان داود القيسي تحول حي الثورة الى مدينة صدام لانه مناضل اقوى (فايف ستار) !وفي عام 2003 سميت بمدينة الصدر ولكن اي صدر الاول او الثاني الله اعلم !والسبب لغاية قي قلب يعقوب !علما كان من المفروض ان ترجع لتسميتها الاصلية كما اراد لها الزعيم ثورة بمعنى الكلمة ضد الظلم والقهر والدكتاتورية! والذي فضلها على نفسه ! بعد ان زال الظلم عن البلاد !.
حي الثورة كان منبعا للفكر الشيوعي في بداية الامر , ومن ثم بالقوة اصبح مركزا للبعثية, وبعدها اصبح اكبر تجمعا لحزب الدعوه والان معقلا للصدريين ويقال ايضا مركزا للمثليين !!.عجيب هذا التناقض الفكري و ان دل على شيئ يدل على حيوية سكان هذه المدينة وتمرده على كل الاوضاع ومن الصعب السيطرة عليه بسهولة . الامر الذي ادى الى الخوف من اهل الثوره .لذا اي حكومه تاتي تبدء بتغير اسم هذا الحي وكأن التغير بأعتقادهم يبدء بالاسم وليس بالجوهر , والا ما تبريرهم لتغير اسم المدينة المتتالي بهذه الاساليب الفوقية والبعيدة عن ساكنيها . وهم لا زالوا حتى الساعه يفتخرون بتسميتها مدينة الثورة ! ولماذا لا تتغير مثلا تسمية حي المنصور او الاعظمية او البياع وحتى الشعلة التي اسسها الزعيم عبد الكريم قاسم ايضا , فالزعيم كانت احلامه ترسم وتخطط لشعلة الثورة بهذين الحيين كمنبر للتحرر وخطوة للبناء .ولكن عساها برقابهم !

مدينة الثورة عفوا مدينة الصدر !مساحتها 30 كم مربع اغلب سكانها من الشيعة العرب وبها 5%اكراد سنه و 5% اكراد شيعه5% عرب سنه, من اشهر شوارعها الجوادر, سمي بالجوادر نسبة لكثرة خيم الجيش العراقي في بداية الستينيات في هذا المكان .وشارع الداخل نسبة لحركة المرور لداخل المدينة .والكياره لكثرة معامل القير او القار سابقا في نفس المكان . وشارع الشركة لوجود شركة هناك. اما شارع السفارة هو مالفت انتباهي و زاد شوقي وفضولي لمعرفة سبب التسمية .لان المدينة منذ عام 1963 ولحد الان لم تدخلها الثورة الحقيقة لا بالبناء ولا بالتكنلوجيا ولا بالتخطيط واغلب من هاجر منها خارج البلاد بدون تأشيرة سفر( يعني زرع الله في ارض الله) .و بالرغم من كل الحركات التى بدءت من الثورة موجودة ألان بالحكم والمفرض ان تهتم بها وبساكنيها ولكن للاسف نرى العكس . نرجع لشارع السفارة ,السفاره هو محل لبيع المواد الانشائية ويسمى( سكله ), وكانت المواد الانشائية تنقل من (السكله) الى اي جهة اخرى بواسطة الحمار.الى هذا الحد المسألة طبيعية جدا , ولكن في يوم من الايام لا يعرف تاريخة بالضبط قال راكب من الركاب وايضا مجهول الهوية لسائق الحافلة( ايضا لا يعرف من هو وما نوع الحافلة) :نزلني عند السفير( يقصد الحمار) متندرا .ومن هنا شاع اسم السفير على الحمار والسفارة على الشارع ,( بس للاسف كان الحمار لا يملك جواز دبلوماسي انذاك والان حصل عليه) !!
وعليه نرى ان تخطيط المدينه لازال على مبدء السفير( الحمار) منذ اكثر من اربعين عاما بالرغم من كثرة التغيرات والخطابات السياسية والانقلابات والتصفيات .اما الساحات فهي ايضا لا تفرق كثيرا عن اسماء الشوارع فأخذت مسمياتها بنفس الطريقة العشوائية مثل ساحة 83 نسبة لخط باص النقل وساحة 33 كذلك وساحة مظفر لوجود عيادة الدكتور مظفر( الحمد لله كان دكتور وليس سفيرا)!وهلم جرى. ولذا اكثر عناوين المدينة جاءت بالصدفة او بالضرورة الجماعية .

مدينة الثوره مقسمة الى 80 قطاعا, يحتوي كل قطاع على 1000 بيتا, مساحة كل بيت مابين 144 -110 مترا مربعا ,يحتوي كل قطاع على مسجد ,وعندما يحين وقت الصلاة لا يحتاجون لمكروفونات لان الصوت اكيد سيكون مسموعا لثمانين مؤذنا في وقت واحد, و اهل الثورة المساكين ولكثرة المصانع والمعامل والمعاهد والمدارس وتزايد فرص العمل في حاجة ماسة لمن يذكرهم بموعد الصلاة ! ففي تصوري 80 مسجدا ومؤذنا لا يكفي ونحتاج لزيادة العدد في القريب العاجل !. تحسبا لزيادة المعامل والمصانع !
الان يقطن في مدينة الثورة حوالي ثلاثة ملايين نسمة يعني بقدر نفوس النرويج او لبنان (ما شاء الله دولة ولذا مجلس النواب شغله الشاغل الاهتمام بها وبتطوريها و حتى فضلها على مكاسب النواب الشخصية ,والذي لم يصدق خل يجي ويشوف ) .
طبعا لا وجود لقطاع 65 ولا 66 ولأسباب مجهولة !.وبعد عام 2003 احدثوا قطاع( صفر) للعشوائيات بسبب التهجير الاجباري من قبل قوة الظلام لمناطق كثيرة في العراق .حسبي الله ! .ومستشفى الامام علي يشغل معظم مساحة قطاع 35 ,ومستشفى الصدر العام يشغل 20% من مساحة قطاع 55 أ .يعني ثلاثة ملايين نسمة تقطن 76 قطاعا والمعروف ان اكثر الولادات هي في مدينة الثورة( الحمد لله المعمل رباني والا لكانوا اهل الثورة في عقم برلماني ) .
اما الخدمات في المدينة فحدث بلا حرج تفتقر لابسط الاشياء الثورية علما ان هذه المدينة ذاقت الويلات وفقدت الكثير بعد تصفية الشيوعية وحزب الدعوة والبعثية وحتى المثلية يطاردوهم جماعة تطلق على نفسها ( اهل الحق ) ويطلقون عليهم تسمية ( جراوي )! في الوقت الذي نرى فيه المجتمعات الغربية بلغت مرحلة متطورة من روح التسامح الى حد انها تتعايش حتى مع مختلف انواع الشذوذ طالما لا يشكل ذلك تجاوزا على حقوق الاخرين .
اذن في مدينة الثورة كافة البيوت منكوبة بفقد ابناءها خاصة في حروب الطاغية مع ايران والكويت والانتفاضة الشعبانية. ادري مو كافي! لكن لا! جيش المهدي كمل على الباقي !! ناهيك عن تصفية الحسابات والتمرد. والمكافئة لهذة الشريحة هو انعدام ابسط الخدمات في المدينه والمفروض هي واجب من واجبات الحكومة تنفيذها بموجب القانون . طيب ماذا يوجد اذن؟ توجد 150 مدرسة فقط مابين ابتدائية ومتوسطة وثانوية, اما مستلزمات هذه المدارس من اثاث وماء وكهرباء ومرافق صحية ووسائل تعليمية اخرى الحقيقة لا تذكر ! ,لان كلها استيراد ومبرمجة على احدث طراز حتى لا توصف , يعني كل من ينظر لها يبكي من الفرح !!مثل تسمية الشوارع والساحات والمدينة نفسها. تحتوي المدينة( ام اربع مسميات )على اربع مستشفيات, اثنان منها فقط كبيرة, واحد متخصص بالاطفال والثاني للولادة , يعني هي هي اطفال وولادة , وهما قاصران على تقديم الخدمات المفقودة اصلا ! بعد شيردون !!
بالمختصر المفيد لم تر هذه المدينة المنكوبة كمؤسسها غير الدمار والقتل والتهجير والعذابات الاخرى ولا ميزانية ولا مراكز تعليمة ولا اسواق عامة نظامية ولا شوارع ولا نظافة والبطالة تخنق الجميع في حين رواتب المسوؤلين ربع مليار دولار سنويا (صلي على محمد وال محمد) . النائب الواحد يتقاضى مبلغ قدره 2500 الف دولار اي 30 مليون دينار عراقي ومجلس النواب يكلف البلد في السنة 140 مليون دولار ومجموع ما يتقاضاه المسؤولون بالدولة نحو 250 مليون دولار . اما راتب مسعود برزاني رئيس حكومة الاقليم 400 ألف دولار شهريا يعادل راتب اوباما ( رئيس اكبر دولة ) لمدة سنه , والباقي انت خمن !. يا الله ...وعلى ماذا كل هذا ,على الجهود المبذولة ام على الخدمات المقدمة للشعب ,أم على القوانين الذي سنوها او على القوانيين المعطلة و الملغية . تصورا عبد الكريم قاسم قبل اكثر من اربعين عاما اصدر قانون الاحوال الشخصية والذي ساوى بموجبه بين المرأة والرجل في الحقوق والارث في سابقة لم تشهدها المنطقة كلها لانة ثوري فعلا ويحب شعبه , لكن دستور العراق الجديد الغى هذا القانون لانه قانون تعسفي ! هو هذا التغير يا دمقراطي العصر ؟ وسنبدء من جديد نناضل حتى يرجع قانون الزعيم .رحمك الله يا ابن العراق البار والذي لم ينصفك العراق حقا . و للاسف كل قوه الظلام حاربت عبد الكريم قاسم من العرب والقومجيه والاسلامية خوفا من شعلة الثورة العراقية .فمدينة الثوره اذن لا نعرف ميزانيتها كم واين ذهبت . تقرء عشرات التقارير بالصرف لكن الواقع على الورق فقط , يعني الذي يعملوه اليوم ينسفوه بكرى ما تعرف من نسفه ولماذا ؟ اسبوع اقرء عن الانجازات والصرفيات وفي الاخر تطلع سرقات ورشاوى ! والثورة صابره وتنتضر الفرج !
هذه هي مدينة الثورة مدينة عبد الكريم قاسم ومهما حملت من مسميات تبقى الثورة في قلوب ابناءها نبراس للتغير ولو بعد حين !
لكن بفترة زمنية لا تقاس ولدت المنطقة الخضراء بنفس البلد ونفس الارض بس لنفوس اخرى حتى وان كانت عراقية. يطلق عليها العالم اليوم (امريكيا مصغرة ) او( الحي الدولي ) في بغداد .أنشأت من قبل قوات التحالف الدولية عام 2003 مساحتها تقارب 10 كم مربع وسط بغداد ,وهي من اكثر المناطق تحصينا وامنا في العراق .هي مقر الدولة والسفارة الامريكية والبريطانية ( السفير والسفارة بالثورة وبالخضراء و لك الحكم) و وكالات ومنظمات حكومية واجنبية .وعندما تكون في المنطقة الخضراء لا تسمع حتى اصوات المؤذنيين يعني صوت المؤذنيين بالثوره خطية ما يوصلهم !. ولا تشم رائحة دخان السيارات وحتى حركة المرور مختلفة عن كل العراق . متوفر بها كل الخدمات وتقدم من شركة (هاليبرتون). شوارعها فسيحة مخططة ومنظمة مساحة كل بيت لا يقل عن 250متر مربع . بها محطة اذاعية ثبث الموسيقى والاغاني الامريكية الرائجة, يوجد بها ما لا يقل عن ست حانات لاحتساء الخمر, وملهى ليلي, وقاعات لتدريس الرقص الامريكي , واكثر من مقهى ومطعم صيني . اما المستشفيات فيكفي وجود مستشفى ابن سينا هذا الصرح العظيم والمتكون من ثلاثة طوابق وخمس صالات لاجراء العمليات ,وعشر مراكز لاستقبال الحالات الطارئة, وستة وسبعون سريرا واجهزة للتنفس الصناعي وشاشات مراقبة يتحكم بها الحاسوب وجهاز لاجراء المسح القطعي ,ونظافة ما بعدها نظافة , بعد ان كانت عيادة خاصة لاقرباء المقبور وقيادات الحزب المدحور . يعني لا بزمن الدكتاتورية ولا بزمن الديمقراطية يستطيع ابن الثورة ان يتعالج بمستشفى ابن سينا ! هذا ما عرفناه من خلال الاعلام الامريكي وما خفيه كان اعظم .المساكين سكنة المنطقة الخضراء لم يتعرفو على الازمات التي تعصف بالعراقيين لا بالماء و لا الكهرباء و لا الاثاث المستورد ولا خروقات امنية ! لذا قرروا ان يعيشوا بمدينة الثورة حتى يعرفوا قيمة الحياة !علما ان سكان المنطقة الخضراء عالة على الشعب العراقي اما سكان مدينة الثورة هم صناع الحياة والرافد الحقيقي لسكان العراق !
بهذا نرى الفارق الزمني والفكري والمادي والثوري والبشري والعصرنة والتحديث في زمن اللامعقول بين الثورة والخضراء . فالنعمة والتنعيم في الخضراء جعل الساسة يتقاتلون من اجل المنصب والكرسي البرلماني. لكنهم نسوا او تناسوا ان الثورة لا تقهر والتغير نحو الاحسن آت على أيادي ابناء البلد المخلصين و اذا قتل عبد الكريم فالكريم موجود ! ولا يسعني الا ان اناشد الشعب العراقي ان يحسن الاختيار فيمن يمثله هذه المرة وان يختار الشخص المناسب في المكان المناسب . والا منه العوض وعلية العوض !.



#أقبال_المؤمن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عواصف برلمانية في اجواء عراقية
- كارت احمر عراقي للبرلمان
- مسلسل (الدامي ) درامة عراقية وانتاج برلماني
- الدمكرادتيسيه وئدت الديمقراطيه في العراق !
- القمة السورعودية تسعى لعراق شيصاني لا مسلم ولا نصراني !
- بين حانا ومانا ضاعت لحانا وانعل سلفة سلفانا !
- (زمن العار) رؤية و واقع
- هل حرية المرأة تكمن في حجابها ؟
- كتكوت يملك نصف العراق و( كليلة ودمنة )نصفه الاخر !!
- فوز المالكي لنا فيه مأرب اخرى !!
- الاعلام و مبدء ألاتصال والتأثير في المتلقي
- صراحة مؤلمة !
- ألمرأة بين طائفية آدم وجهله


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - أقبال المؤمن - لعبة الديمقراطية بين مدينة الثورة والمنطقة الخضراء