أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - ... وبغداد لاتقرأ














المزيد.....

... وبغداد لاتقرأ


حسام السراي

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 23 - 09:34
المحور: الادب والفن
    




الكثير من المقولات والاحكام الجاهزة في سجل ذاكرتنا الناصعة بشعارات مُحتضرة، بحاجة ليس فقط الى ابدال، وإنما الى ركل بإقدام النسيان. اذ انّنا باقون أسرى قوالب صنعها اطلاق مسبق لها في لحظة ما من التاريخ،فلم تعد ملائمة لراهننا ولطبيعة التحوّلات الهائلة التي تمر بالعالم،بينما نشهد نحن تراجعا واضحا، كمنظومة ثقافية لاتريد معالجة نفسها في اطارها العربيّ القومانيّ،وحتى في اطارها العراقيّ المحليّ،ذاك الذي يعيش تشظيا ثقافيا، تتحرّى عن بعضه فتجده لعابا يسيل على أبواب الساسة وولائمهم،وآخر عنوانه أخوانيات فارغة او عداء متبادل نابع من امراض معروفة في الوسط الثقافيّ،هذا بإستثناء أولئك الذين يشقون طريقهم بعناء،لصدقهم مع ذواتهم والآخرين.
واحدة من المقولات التي سيقت أذيالها الى أدمغتنا.."القاهرة تكتب وبيروت تطبع وبغداد تقرأ"،ولنترك دوافع اطلاقها ومن كان وراء ذلك، بإطلالة على واقع الكتاب ومنه الى القراءة في العراق.صحيح ان لدينا شارع كتب ببغداد،روّاده كثيرون، نباهي به العالم اجمع،إلا ان رواجا حقيقيا على الصعيد المجتمعي،سواء لمؤلفات عالمية وعربية وعراقية،ليس بمستواه المطلوب، الأمر الذي يعكس تراجعا تمر به ثقافتنا،كونها بلا أثر وتأثير اجتماعي،سوى في محيطها "النخبويّ".
ان الكتاب اليوم،الذي لايعير للجغرافية أيّ اهمية،لم يعبر عندنا الى الكثير من النفوس،وهو في العالم المتحضّر يسافر بلاحقائب ويدخل الوعي بإرادة حامله،في القطار،محطة الباص،الاماكن العامة،المنتديات،ولأسباب التراجع في العراق تحديدا،تبريرات كثيرة،لبعضها ماشغل العراق بسوء نظامه السياسيّ في الثلاثة عقود الاخيرة،حينما تقدم الخوف من الجوع على تدارك الجهل والتجهيل، فتهاوت ثقافة اجيال وأجيال، وتغلغل كل ماهو سريع وباهت الى نفوس عامة الناس، حيث الإهزوجات والاقاويل، التي تُسرّب أمام أعيننا الشعبي المفرّغ من القيمة الثقافية،فغاب الكتاب غيبة مأسوفا عليها.
وكان النتاج لذلك ألا يكون مستغربا،ان طالبا في كلية الهندسة او العلوم السياسية أو حتى اللغات أوالتربية، لايعرف من هو الجواهري او السياب،وهو الجامعي الذي لابد له من ثقافة عامة،او ان شاعرا شابا لايعرف كيف يركب مع زملائه قطار الحداثة،وبالطبع حالما حل الخراب في مفصلي السياسة والاجتماع،لاح الثقافة خرابٌ اكبر،انسحب أحيانا على الذوق العام والخُلق الذي نرى امثولاته حية أحيانا.
ولاننسى طبعا ان ماأعقب العام 2003،كان مكملا بشكل أوبآخر لذاك التشوّه القديم،حيث الكيانات الجديدة غير المتجانسة والنظرة المشكّكة للثقافة والفن،واستمرار اندحار القيم المدنية ،والكتاب،حامل الأفكار ومسوّقها، بلا جليس هذه المرّة،بحيث أخذت الخشية تتجسد من أن تتحقق نبوءة قديمة لنيتشه،مفادها "قرن آخر من القرّاء –ويتعفّـّن الفكر ذاته".
لذا يكون طبيعيا جدا ألاّتحظى دعوة روائي عراقي اجبرته واحدية نظام صدام على ترك العراق،بأيّ استجابة،فالكاتب علي عبدالعال صاحب تسعة اعمال أدبية،بين قصة ورواية، طبعت جميعها خارج العراق،في لبنان وسوريا والسويد، رأى انّ من الواجب اعادة طبع النتاج العراقيّ المنشور خارج البلاد من قبل مؤسساتنا الحكومية المعنية بالنشر،والامر في حقيقته بعيد المنال،ان لم يكن غير قابل للتحقق أصلا، في ظل غياب ستراتيجية واضحة لصناعة ثقافية واعدة، فما نراه من وزارتنا ذات الهم الثقافيّ،أغلب الأحيان، لم يتجاوز كونه اضافة الى كم من الأنشطة التقليدية.
وهنا يوسم الحديث عن اعادة طبع النتاج العراقيّ في الخارج، بطرا مُغالا فيه، فسوق الكتاب يعيش ورطته هذه الأيام مع الدلائل التي تشير الى اضمحلال أوصال كبيرة من جسد الطبقة الوسطى في العراق، التي ارتبطت بحبِّ القراءة ضمن الأنساق العائلية التي وجدت فيها. ناهيك عن عشرات الكتب والمؤلفات العراقية التي تصدر سنويا،وتجد الطريق وعرا امام تسويقها ووصولها الى المتلقي العراقيّ،لأسباب تتعلق بالدور نفسها وماتفكّر به من عوائد مالية ،أو الى نهج بال في توزيعها وايصالها الى المتلقي.
كل ذلك يدعونا الى ان نُخرِج فعل القراءة من اطاره النخبويّ،ونُرجح رأينا بأن "بغداد لاتقرأ"، لما يجري من احجام او قلة تفاعل مع الكتاب،لظروف مررنا عليها سريعا.






#حسام_السراي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى كامل شياع في عالمه الآخر
- مديات التوفيق بين ممكنات عقل الكاتب وامكانات تلقيه الأمثل
- المتنبي بين لحظتين من التأريخ (965-2007) م ...
- صخرة مِدْرارة
- كلمات عالقة في الذاكرة عن لقاء غير عابر
- عباس اليوسفي في محنته: مبكرا وصلتك أيها الموت وبدل أن تسعى س ...
- صداقة المكتوب .. و مجابهة الواقعِ
- سحر الزقورة
- شارع المتنبي ..كي لانبكيه مرة ثانية
- مناشدة الغير ، ماذا تعني؟
- إيقاظ الأسئلة النائمة
- سلطة الأقبية
- مابين مطار أورلي وشاطيء دجلة
- من أحلامنا...مترو
- الشاعر رياض النعماني: نحن بحاجة الى متلقٍ ناقد وخالق دائم لل ...
- الشاعر فاضل السلطاني: طلبت المغفرة عن المنفى و الوطن ولعنت ص ...
- منْ بِِه صَمَمُ؟
- عرسه المدوّن...قضية بلاد
- كريم مروة : المحاصصة الطائفية و السياسية يجب الا تتعدى المرح ...
- القول بانتظار الفعل


المزيد.....




- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسام السراي - ... وبغداد لاتقرأ