|
من مكارم أخلاق القطب الأوحد : المتاجرة بصحة البشر..!
حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 2837 - 2009 / 11 / 22 - 11:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن فيروس أنفلونزا الخنازير المتغير وراثياً . لم نكن نسمع به من قبل . حتى صدور أول إعلان عن أنتشاره كَوباء . من قبل منظمة الصحة الأممية WHO بتاريخ ٢٤/٤/٢٠٠٩ . تلك المنظمة WHO المتفرعة عن هيئة الأمم المتحدة . والتي تعد المرجعية الرسمية والمعنية ، بالتصدي لمعوقات السلامة الصحية عالمياً . ومتابعة وتقويم الأمراض الوبائية المعدية دولياً . والدول الأعضاء ، بما فيها بلداننا . ملزمة بأتباع وصاياها وسياساتها الصحية . إسوه بالمنظمات الفرعية الأخرى للامم المتحدة . أستناداً الى ميثاق الهيئة الأممية . وهذه المنظمة الحيوية . حالها حال عدد غير قليل من فروع هيئة الأمم المتحدة . التي تعاني إملاءات وضغوط مركبة مصدرها القطب المتفرد ! وتتمثل هذه الضغوط بنقطتين :
أولهما : مكان تواجدها . فمقر هذه المنظمة الأنسانية كما هو معروف الولايات المتحدة الأمريكية . مما يعني تعرضها الى ضغوط مباشرة وغير مباشرة من صانع القرار الأمريكي من جهة . والرأي العام الأمريكي المتكون بتأثير الأعلام المأدلج أمريكياً والضاغط على المنظمة من جهة أخرى . زد على ذلك تأثير الشركات الأحتكارية لتصنيع الدواء والعقاقير . أضف اليها شركات اللحوم العملاقة . والمتواجدة بكثافة حولها . وكلنا يعلم علم اليقين أجندة مثل هكذا شركات . تحوم الشكوك حول نزاهتها وأخلاقياتها .
ثانياً : ان منظمة الصحة الأممية هذه WHO تعتمد في عملها البحثي والمختبري والأرشيفي والمرجعي . على مركز مراقبة الأمراض الوبائي الأمريكي CDC . وللاسف يتعبر هذا المركز العملاق عملياً . الذراع الأيمن والذي تعتمد عليه كلياً المنظمة وهذا المركز واقع تحت تأثير مباشر للشركات الضاغطة الامريكية . وبسبب من تلك الضغوط المبينة أعلاه . نستدل على مجموعة إملاءات قسرية . تتعرض لها المنظمة . مما يؤثر غلى أداءها ومصداقيتها . وتتجلى تلك الأملاءات بعدد من الأفرازات البالغة الضرر . أُجمل البعض الأهم منها على سبيل الذكر وليس الحصر .
أولاً : إحجام المنظمة الخطير . جراء ضغط الشركات الأمريكية . في الأعلان عن هذا الوباء مبكراً . على الأقل في نهاية القرن الماضي . إذ أن هذا الفيروس المسبب لأنفلونوا الخنازير . ليس بفيروس وبائي جديد . إذ كان هذا الفيروس الوبائي مستوطن ببن الخنازير الأمريكية منذ عام ١٩١٨ . وتحول تدريجياً الى وباء مستشري عام ١٩٧٦ . في عهد الرئيس الامريكي السابق جيرالد فورد . وأنتجت الشركات الامريكية الأمصال بالمليارات ضد ذلك الفيروس الوبائي ، شكلت فضيحة حينها . ولم تكشف عنها المنظمة . فتحولت في ذاك الوقت الى أزمة أطاحة بعدد من الرؤوس . وفي نهاية المطاف من نفس العام ١٩٧٦ . تبين أن هناك تلاعب خطير في صحة البشرية . نم عن أستغلال بشع للشركات الامريكية الاحتكارية الضاغطة . والتي لاهم لها سوى الربح . وإن كان بطرق لاأخلاقية .
ثاياً : تحت تأثير نفس الشركات . غيرت منظمة الصحة العالمية WHO الأسم العلمي للفيروس . من فيروس أنفلونزا الخنازير SWINE FLU الى إش ١ أن ١ H1N1 . علماً ان الولايات المتحدة . تتصدر دول العالم في تربية الخنازير الموبوئة . وتعد أيضا المنتج و المصدر الاول للحوم الخنازير . فمصالح تلك الشركات البشعة استدعت . الضغط وبكل الوسائل الغير مشروعة . على شراء الذمم بالترغيب والترهيب . بغية التكتم عن تاريخ هذا الوباء الذي كانت ولم تزل هي بذرته . كذلك التكتم على فضائح اللقاحات . سواء لوباء ١٩٧٦ أو لوباء ٢٠٠٩ . لذلك سعت نفس الشركات الضاغطة في فرض أرادتها . في أزالة اسم الخنازير من التسمية العلمية للفيروس . في حين أن هذه المنظمة WHO لم تتعرض لضغوط مماثلة تذكر . عندما أتصل الأمر بأنفلونزا الطيور H5N1 . لسبب ليس بغريب ! لأن الشركات الامريكية الضاغطة تلك . لم تكن تحتكر تربية الطيور . فكان المتضرر منها الدول المنتجة في شرق أسيا . فمثل تلك الدول لاتقارن بسلطان القطب المتفرد . لكم ان تتصوروا . كم وحجم الاستهتار الغير محكوم بوازع أخلاقي ما . والذي تنتهجه الولايات المتحدة وشركاتها الضاغطة والمتحكمة بكل شاردة وواردة في الاقتصاد العالمي . ان هذا الوباء ، لم تنقطع علاقته بالخنازير . رغم التغيرات الجينية الوراثية التي يتصف بها هذاالفيروس الوبائي . فهناك حالات غير قليلة سجل فيها انتقال الفيروس من الانسان نفسه الى الخنزير . فطبيعة هذا الوباء لصيقة بالخنزير سواء شاءت امريكية ام لم تشأ . وعلينا أن لاننساق خلف ما تصدره لنا ماكنة الاعلام الامريكي المأدلج . وأن نتصفح بعناية ودقة كل واردة وشاردة فيه والاهم من هذا وذاك . ان ندفع بمنظمات مجتمعا المدني والرأي العام والاعلام وحكوماتنا وبرلماناتها باتجاه التحرك والضغط في المطالبة باستقلالية كافة الاجهزة والمنظمات المتفرعة عن الهيئة الاممية . حتى لاتنساق بسهولة الى تأثيرات هذا الطرف او ذاك منمن لا يعنيهم الا مصالحهم الانانية الضيقة .
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من يستفز دمعي...!
-
إصلاح المنظمة الأممية ، صمام الأمان لعالم أكثر أمنناً وأستقر
...
-
أمطري عذاباتي ...!
-
الحكومة الكويتية و اللعب بألنار التي قد تطالها مرة أخرى..!
-
دستور بول بريمر الملغوم وقنابله الانشطارية...!
-
فرسان النوم المتأصل...!!!
-
المثيرة للجدل ! ... تنحو منحى الدجل ...!!
-
أهديك أحتراقاتي..........!!
-
المثيرة للجدل! قناة الحياة !
-
أسئلة حول قواعد النشر..! تبحث عن أجابات . فمن يجيب ؟؟
-
شعر هجاء : بين مطرقة ( وفاء سلطان و ) سندان ( زكريا بطرس )..
...
-
مشط أمي ... مشط أنفعالاتي!!
-
مستقبل الديمقراطية في العراق مرهون بأعادة تأهيل من ليس مؤهل
...
-
أنا قادم...
-
حوار الطرشان.. تحت المجهر !
-
أمريكا والاكراد ! تقاطع أم ألتقاء مصالح ؟
-
يا وطني المظالم لها محارق
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
-
اه عراق
-
الهجرة المليونية العراقية من تداعيات حروب الخليج الثلاث . فم
...
المزيد.....
-
فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص
...
-
حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في
...
-
سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
-
مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف
...
-
والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح
...
-
بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج
...
-
صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
-
خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط
...
-
لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست
...
-
اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|