أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً















المزيد.....

إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً


أسعد أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 11:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


و يقول سليمان إبن داوود ملك إسرائيل القديمة و نبيّها و أعظم حكيم و فيلسوف في تاريخ البشرية : فإنك تجمع جمرا علي رأسه و الرب يجازيك...و قد إقتبس منه هذه العبارة بولس رسول يسوع المسيح فكتبها وصيّة إلي الكنيسة المسيحية الحقيقية لكي تُطبّقها في كل زمان و مكان و أضاف إليها قوله : لا يغلبنّك الشر بل اغلب الشر بالخير.
و تعتبر الكنيسة المصرية أنها الكنيسة الوحيدة التي تعيش تحت الإضطهاد المستمر منذ يوم ولادتها في النصف الثاني من القرن الأول الميلادي إلي وقتنا الحاضر , فبالإضافة إلي الكنائس التي أبادها العرب في شمال أفريقيا و مغربُها...فقد ولدت الكنيسة تحت الحُكم الروماني الذي سبق و نفّذ الحُكم اليهودي بالصّلب علي المسيح يسوع ثم أطعم الأباطرة الرومان مئات الألوف من المسيحيين أحياء للوحوش الضارية في ملاعب روما , و نالت الكنيسة المصرية جُرعتها حتي بلغت ذروتها علي يد الوالي دقلديانوس الذي بعصره أرّخت الكنيسة المصرية تاريخها القبطي ... و ما كاد الإضطهاد الوثني ينقشع علي يد الإمبراطور قسطنطين مؤسس الإمبراطورية البيظنطية حتي عادت نيران الإضطهاد تنسكب مرّة أخري لكن من داخل الكنيسة هذه المرّة و بدأت الدولة و الكنيسة المِلكانية التابعة للإمبراطور البيظنطي في سكب إضطهاد مرير علي الكنيسة المصرية المختلفة عنها في العقيدة...
ثم جاء علي مصر بدو الصحراء العرب بسيف الإسلام ليخرّبوا الديار و يحطّموا الكنائس و يسرقوا أعمدتها ليبنوا بها الجوامع و ليخرّبوا مصر في إعمار المدينة فبدأ عصر آخر من الإستشهاد علي يد العرب عقِب عصر الإستشهاد الذي أشعلته بيظنطه التي إدّعي العرب أنهم غزوا مصر ليخلّصوا المصريين من يدها ....و ما زال العرب جاثمين علي صدر الكنيسة المصرية إلي اليوم بثقافة أنهم هم الأعلون و أن المسيحيين نصاري كفّار حلال دماؤهم و أموالهم و أعراضهم ... و أحكم العرب قبضتهم علي مصر حتي أنهم غيّروا هويتها من مصر الفرعونية إلي مصر العربية الإسلامية , الأمر الذي لم تعمله بمصر أيا من الإمبراطوريات التي سبقت العرب في إحتلالها ... و راح العرب يتغنون بأمجاد مصر العربية رغم إنهيار مصر هذه علي مر العصور الإسلامية التي تعاقب فيها الحكام من الخلفاء إلي الأمويين إلي العباسيين إلي الفاطميين إلي الأيوبيين إلي الإخشيديين و الطولونين و حتي عبيدهم المماليك حكموا مصر إلي أسيادهم العثمانيين الذين سلّموا مصر معنويا و فكريا إلي جماعة الإخوان المسلمين و ما تفرّع و تفرّخ منها إلي أن سلّمها الإخوان إلي ضبّاط مصر الأحرار الثوريين فخرج من بينهم الرئيس المؤمن الذي باع إنتصار مصر و إقتصاد مصر و حلف علي المصحف في ديار بيت آل سعود أن يحوّل أقباط مصر إلي شحاتيين و ماسحي أحذية...
لقد جاء الإسلام يصف اليهود و النصاري بأنهم أولاد القردة و الخنازير و يعلّم أتباعه كراهيتهم و إن من واجبهم الديني تجاه الله أن يقتلوهم أو يطرودهم من أرض الإسلام – أي الأرض التي إحتلها العرب - و إن أمكن سبي النساء و الأطفال و الأموال و حرق و تحطيم كنائسهم...
لقد آن للشعب القبطي المسيحي في مصر أن يواجه الحقيقة و الواقع إن مصر مازالت محتلّة من العرب و إنها واقعة تحت الإحتلال العربي لا فرق بين زمن ابن العاص و زمن آل مبارك فالحاكم الفعلي لمصر ما زال يقبع في الجزيرة العربية سواء بعث لنا ولاته من يثرب أو من دمشق أو من بغداد أو سواء أسس لنفسه في ديارنا قاهرة المعز أو كان قابعا في الأستانه أو حتي في مجلس قيادة الثورة
الحقيقة و الواقع الذي يجب أن يفهمه المسيحيون الأقباط الذين يعيشون في مصر اليوم هو إننا نعيش تحت الإحتلال الإسلامي لأن الإسلام ليس دينا فقط إنه دين و دولة...فنحن الأقباط نحيا اليوم تحت حكم دولة الإسلام بشريعة دين الإسلام العربي....فالدستور المصري ينص علي إن مصر جزء من الأمة العربية و إن دين الدوله الإسلام و إن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع...
و قامت أصوات تطالب المسيحيين بالعمل و ألا يسكتوا علي أوضاعهم المذرية في مصر وطنهم و هم الأصل فيها , فالمسيحيون الأقباط في مصر يواجهون أحداثا دامية يشترك فيها الأمن بالتقاعس أحيانا و بالتواطؤ أحيانا و حتي بالتحريض علي العنف ضد المسيحيين في بعض الأحيان ... المجازر التي يروح ضحيتها العشرات أحيانا ...أعمال التخريب و نهب و حرق منازل و ممتلكات المسيحيين... خطف بنات المسيحيين القاصرات... التعنت في بناء و إصلاح و ترميم مباني الكنائس و حرق و تخريب أي مبني يُشك أو يُشاع أنه سيتحوّل إلي كنيسة...القبض علي المسيحيين لو صلّوا في بيوتهم بدعوي عدم حصولهم علي ترخيص بذلك...الإضطهاد في الأشغال و المناصب و التعليم الجامعي...
معظم الشعب العربي المصري المسلم ثقافتة الجهاد ضد الآخر غير المسلم , و هو جهاد ليست تنظّمه الدولة أو الحكومة المسلمة بل هو جهاد الأفراد و الجماعات ضد أي شئ يُعتَقَد - في مفهوم الفرد أو الجماعة - إنه غير إسلامي تحُض الشريعة علي تغييره بالقلب و باللسان و باليد...و لأن الشريعة لم تحدد نظاما إداريا يتم من خلاله تغيير أي شئ لذلك فالمسلم أو الجماعة تأخذ الأمور بيدها و خاصة من خلال تحريض خُطب الجمعة في المساجد و الزوايا فيهب المسلمون جماعات و فرادي لنجدة الإسلام و تطبيق الحد و الشريعة بحسب مفهومهم الإسلامي المبني علي الجهاد بالحرب و الغزو و السبي و الغنائم فيحدث التجمع العشوائي و تتصاعد الصيحات الجهادية و تظهر الأسلحة النارية أو حتي السيوف و السنج و السكاكين و الحجارة و كرات النار و زجاجات المولوتوف البدائية و الله أكبر ...الله أكبر ...الله أكبر ...الأوضاع ليست مجرّد إشكالات قانونية و دستورية ... الأمر قد تطوّر الآن إلي ثقافة الكراهية و غوغائية العداء للأقباط المسيحيين من قِبَل معظم الشعب العربي المسلم في مصر الذي سلّم قيادة فكره إلي الوهابية السعودية و إلي الأفكار الأصولية التي تكفّر الآخر و تستبيح دمه و عرضه و ماله...
و يقف المسيحيون المصريون اليوم في مفترق الطرق...هل يتعاملون مع المشكلة علي أنها سياسية أم يأخذونها من حيث أنها تمس قلب معتقدهم المسيحي الذي يعلّمهم أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم أحسنوا إلي مبغضيكم...
الحلول السياسية و الإتصال بحقوق الإنسان و نشاطات أقباط المهجر لم تحرّك الموقف و لا خطوة واحدة بل علي العكس إزدادت النزعة العروبية المتأسلمة شراسة و عنفا و إزداد التحرش بالمسيحيين و إزداد خطف المسيحيات القاصرات... و وقف المسلمون المعتدون يصرخون في وجه الكنيسة و هم يزيدون لها اللطمات و يسخرون منها قائلين...لماذا تشتكون و تصرخون؟ أين سياسة حوّل لهم خدّك الآخر التي تتشدقون بها؟ ....و كلما زاد صراخ المسيحيين الأقباط زاد هياج و عنف المهاجمين من العرب المسلمين...
الثقافة الوهابية التي تغلغلت في دماء الشعب المصري أصبحت تكوّن قوّة مدمرة تدفع الشعب المصري إلي هوة عميقة من التخلف الفكري و التقهقر الحضاري لا يمكن تفاديها أو تعديلها... هل إذا تم تعديل الدستور سيتم تعديل أفكار الشعب ... هل إذا ألغيت المادة الثانية ستُلغي الكراهية ضد المسيحية و رموزها و الكنيسة و شعبها ... هل إذا حذفنا خانة الديانة من بطاقة الرقم القومي ستنتهي التفرقة بين بطرس و محمود و بين جرجس و مصطفي أو بين فاطمة و عائشة و بين ماريان و كريستين...إن المشكلة أعمق و أكبر من القوانين و الدساتير...
إن إستمرار العمل السياسي بالمؤتمرات الدولية و المحلية و هيئات حقوق الإنسان لن تغني عن خطوات عملية و تصرفات إيجابية في إطار تعاليم المسيحية التي يعتنقها أقباط مصر... إن هناك من المشاكل المتراكمة في مصر التي يعاني منها المواطن العادي و الممكن أن تقام لها مشروعات تحت إشراف الكنيسة المسيحية و رجال الأعمال من أغنياء الأقباط و حملات تبرعات من أقباط المهجر في أوروبا و أمريكا و استراليا ....هل ممكن أن تقام مؤسسات مشتركة من النوع الذي يسمي مؤسسات "غير ربحية" تقدم خدمات دون أي أرباح فقط سعر التكلفة و مدعّم أيضا .... ملابس بسيطة التكلفة تباع في المناطق العشوائية و الفقيرة بسعر أقل من التكلفة .... إصلاح أراض صحراوية لزراعة القمح و تقديم الرغيف للمواطن في المناطق الفقيرة و العشوائية بالسعر المدعّم أو حتي بأقل .... هل يمكن إحتواء أطفال الشوارع بإقامة مجمعات سكنية لهم بالمناطق الصحراوية مع المدارس و الرعاية الصحية و الأمن ...مشروعات بإسم الكنيسة تحت إشراف رجال الأعمال المسيحيين المتخصصين بتبرعات الداخل و الخارج دون ربح بل و بتضحية ماليه لمسح الدموع عن عيون ملايين المصريين الذين القت بهم الحكومة المصرية إلي غياهب التهميش و النسيان...
و في مقابل هذه المشروعات سيزيد الإضطهاد و ستُكال الإتهامات للنصاري أولاد القِرَدة و الخنازير... و ستنطلق الصيحات تدوي في المساجد و الشوارع.... التنصير قادم حي علي الجهاد....و ستحترق بعض محلات الخبز المدعّم و ستُهاجم و تُخرّب و تُنهب بعض مراكز بيع الملابس المدعّمة ....و ستخرج إشاعات إغتصاب الأولاد و البنات و تنصيرهم في مجمعات إيواء أولاد الشوارع... و سيُرجَم بعض الشباب المشتركين في هذه المشروعات و ربما يُقتلون... لكن في النهاية لابد أن ينتصر الخير ... و هذا تحدي لأن الله هو الذي يتحدي و ليس الإنسان...لأن الوصية لم تكن مجرّد كلمات أو حكمة سليمان أو بولس... بل هو تحدي ممن قال أحبوا أعداءكم....
فهل من مُنازِل يقبل التحدي...و هل سنري يوما أيادي تمسح دَمعة الإنسان المصري حتي لو جرّحتها سيوف الإسلام العربي...





#أسعد_أسعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت ... قرين الحياة و رفيقها
- نعم الدكتور سيد القمني دكتور رغم أنف محمود سلطان و بقية إخوا ...
- الموت... ما هو و كيف و متي و لماذا
- تساؤلات منطقية حول تفسير الآيات القرآنية
- جمال مبارك رئيسا لجمهورية مصر ... بيدي لا بيد عمرو
- يسوع المسيح الناصري و المسيح عيسي إبن مريم ...ضدان مفترقان ب ...
- صراع أربعة عشر قرنا من الزمان ...و سيدوم إلي الأبد
- حماس ...السلطة الشرعية في غزة...المخطط الإسرائيلي...و الأخطا ...
- قرار الحرب في غزة ...بيد من؟
- في غزة الجريحة...الدم الفلسطيني في خدمة الإقتصاد الإسرائيلي
- غزه ...و راحت
- صواريخ حماس الطائشة...و العاب إسرائيل النارية...و مصر لا أسم ...
- الحوار المتمدن...صوت صارخ في البرية
- صراع الأديان بين الكتاب المقدس و القرآن
- حوار الأديان ... متي يكون صحيحا و متي يكون مجرد هذيان؟
- عندما يعتنق باراك حسين أوباما الإسلام ...إستجابة لدعوة بن لا ...
- إمتهان الكرامة المصرية علي الأرض العربية...و أقباط المهجر بي ...
- الإسلام هل هو دين و دولة أم دولة تحت ستار الدين؟
- مصر .... صورة متناقضة بين الخيال و بين الواقع
- سيادة العقيد محمد خلف الرشدان يهاجم الكتاب المقدس و يفتح الن ...


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أسعد أسعد - إن جاع عدوّك فاطعمه خُبزا و إن عطِش فاسقِه ماءً