أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حيوانات كانت بشرا














المزيد.....

حيوانات كانت بشرا


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2836 - 2009 / 11 / 21 - 11:22
المحور: كتابات ساخرة
    


ترى ماذا يمكن ان تطلقوا على هؤلاء المشجعين من مصريين وجزائريين الذين تعاركوا بالعصي والالات الحادة في شوارع الخرطوم...؟ أيمكن ان يحدث ذلك من اجل مباراة كرة قدم ..؟ هل هم نوع من البشر لم يألف الحياة العصرية بعد ومازال يعيش في قانون الغاب ..؟ ام هم حيوانات أنقرض بعضها وبقي البعض الاخر يصارع البقاء..؟.
وحتى اذا اتفقنا انهم حيوانات ، هل يمكن تصنيفهم بأي نوع..؟ فاذا كانوا قردة فالقردة حيوانات وديعة قد تشاكس بعضها لانها تريد ان تفعل شيئا تقتل فيه فراغها، والحمير حيوانات مؤدبة تؤدي عملها بصمت ولم نسمع انها تعاركت مع بعضها في يوم من الايام. اما الغربان فهي كائنات مغضوب عليها بفعل صوتها الذي ثبت انه صوت جميل ولكن الانسان يرفض ذلك، اما الفيلة فهي اليد اليمنى للهندي قاطع الاخشاب في الغابة اذ تنقل له مايريد الى حيث يريد وهي كذلك مساعدة وفية لعمال نصب الهواتف والاعمدة الكهربائية في معظم دول افريقيا.
اذن من اي صنف هؤلاء؟ انا شخصيا عجزت عن الاجابة خصوصا وان ردح القائدين الغضنفرين بوتفليقة وحسني مبارك وصل ذروته حين ارسل الاول – كما تقول الاخبار- 10 آلاف جندي "صاعقة" لتشجيع الفريق الجزائري بينما ارسل حسني مبارك طائرات خاصة نقلت المشجعين المصريين الى الخرطوم لنفس السبب.
يبدو ان هذين القائدين يعرفان تماما المستوى الضحل الذي يعيشه بعض افراد شعبهما، فالقائد الذي يريد ان يفوز فريقه حتى بالقوة واذا خسر فهناك تعليمات محددة بضرب الفريق الخاسر وتعليمه الادب حتى لايكرر فوزه مرة اخرى .أهذا هو القائد الذي يحكم بلد المليون شهيد ام ذاك القائد الذي يحكم ام الدنيا ..؟
لا والف لا، انهم ببساطة بساطيل مهترئة في قدم جندي معاق. لاتعتقدوا اني غاضب ولكني متقزز من هؤلاء القادة الذين لايصل طموحهم الى ابعد من ارنبة انوفهم.
تخيلوا قائدا تعاني بلاده من عشرات المشاكل بدءا من الحرب الخفية مع السلفيين مرورا بنسبة العاطلين عن العمل والتي بلغت اكثر من 30 بالمئة وانتهاءا بالفقر والجوع والحرمان من ابسط ضروريات الحياة يجتمع مع وزرائه ماسكا بيده كأس النبيذ ليقرر ارسال 10 آلاف جندي لتشجيع الفريق الجزائري وهو بذلك سيضرب عصفورين في حجر واحد – التظاهر في حالة الفوز والضرب المبرح لمشجعي الفريق الخاسر- ويعتقد بعد ذلك هذا القائد "المخضرم" انه اتخذ قرارا حكيما وفي منتهى العبقرية ففريق شعبه له تأريخ طويل في الفوز ولابد ان يكسب كل المباراة حتى ولو علق مشجعي الفريق الاخر على اوتاد المشانق.
وبالمقابل يمكن ان نتخيل ذلك القائد الذي يحكم اكثر من 70 مليون نسمة والمهووس بصبغ شعره الاشيب يأمر مدراء الخطوط الجوية المصرية بتخصيص طائرات تقل المشجعين مجانا الى الخرطوم ولابأس ان يطعم هؤلاء المشجعين بعدد من رجال المخابرات الذين يحسنون كتابة التقارير عن كل ما يجري حولهم.
نعود الى سؤالنا الرئيس.. لأي صنف يعود هؤلاء الكائنات انهم بالتأكيد ليسوا بشرا ولا حيوانات اليفة ولا حتى متوحشة .. انهم ببساطة كائنات بالكاد تتنفس وتملك عيونا زائغة ولاهم لها سوى اكل الفول المدمس في النهار وفتح الافواه دهشة امام التلفزيون والشخير في آخر الليل، هذا الشخير هو الذي طغى على طبول القومية والعروبة والتاريخ المشترك والهدف السامي في تحرير فلسطين او على الاقل ترسيم حدودها في غزة فقط.. اليس كذلك؟.






#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزوجة الدبلوماسية تطير الى باريس
- بالروح .. بالدم نفديك يابن لادن
- زوجات ازلام عدم الانحياز يجتمعن في روما؟؟؟؟
- الزوجة الدبلوماسية تزور روما
- عاشق البقرة
- الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم
- حتى الرضيع ايها الناس يحمل جواز سفر عراقيا دبلوماسيا
- ألا بؤسكم من مسلمين
- البرادعي.. انت كذاب ياسيدي
- نحباني للو
- الحجاج يتلهفون على الحمامات التركية الشعبية
- ياصياد السمك .. اريد -بنية-
- رسالة من بيت الموتى الى الدول الثمانية
- أين العدالة ايها الناس?
- رسالتي الثانية الى رب العزة
- انا ابن الله .. وليخسأ الخاسئون
- ايها العرب أتركوا فلسطين واركضوا نحو كشمير
- أفكار بصوت عال .. لمن يسمع
- الامام الحسين بين ولاية الفقيه والموت من أجل السلطة
- الامام الحسين بين حافظ اسد وحسني مبارك


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - حيوانات كانت بشرا