أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - فذكر ان نفعت الذكرى















المزيد.....

فذكر ان نفعت الذكرى


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة - جمال عبد الناصر
عليهم هم أن يخشوا الذوبان ويبحثوا عن حلول سريعة لا نحن - حافظ الأسد
إن الدعوات المشبوهة لفلسطنة القضية الفلسطينية هي مقدمة لشطبها – الحسين بن طلال

هذه المقولات الثلاث لرجال غابوا عن المسرح اليوم ولا احد يمكنه القول إن التذكير بهم يأتي من باب التمسح بأحد أو المصلحة لأحد لكن المقولات الثلاث تعبير دقيق عن ما وصلنا إليه فما قاله عبد الناصر ورددته الأمة عقودا قبل أن يقوله وبعد أن قاله لم يعد احد يذكره اليوم رغم أن كل الأحداث تدل على ذلك ولم نسال أنفسنا لماذا ستتنازل إسرائيل عن احتلال أرضنا عبر التفاوض وبكل هذه البساطة ما دمنا بهذا الضعف وبهذه الحالة ولو كان أيا كان على رأس إدارة دولة الاحتلال ورأى حال الفلسطينيين قبل العرب من فرقة وتشرذم وعداء فاق حد الخيال حتى لنكاد نحن نعتقد أن الصراع مع الاحتلال تراجع إلى الدرجة العاشرة بعد الانقسام والصراعات الحزبية كل حزب وفصيل يصارع كل الآخرين بالسر والعلن بل إن حجم الصراع والخلاف بيننا يصل أحيانا حد القطيعة وقد حولنا أحزابنا وفصائلنا إلى عشائر ورحم الله الشهيد فيصل الحسيني حين وصف لي الحال يوما بسرد حكاية ذهابه إلى تلك القرية لحل خلاف فصائلي واستقبله أبناء الفصيل كذا وحين بدءوا بتعريف أنفسهم اكتشف أنهم جميعا من عائلة واحدة وراحوا يصبون هجومهم على الفصيل الآخر ويقولون إن جماعة ذالك الفصيل "عرصات" من أيام تركيا فذكرهم أبو العبد رحمه الله أن ذاك الفصيل لم يكن موجودا أيام تركيا بل عائلة عناصره كما هو الحال معهم وحين وتوجه إلى الفصيل الثاني وجد منهم ما وجده من مضيفيه الأوائل فنحن إذن أعدنا للقبيلة والعشيرة دورها ولكن بأسماء الفصائل دون أن ننتصر على عقلية العشيرة واذكر كل مهتم ومتابع أن كل شهيد سرنا في جنازته كان الحديث يدور عن الانتقام والرد وسيكون ردنا مزلزلا أو انتقامنا قاسيا دون أن يسال كاتب البيان نفسه هل المسالة مسالة ثأر أم قضية وطن أم أن العشائرية لا تعرف معنى الوطن وتنتمي لعقلية الثار أكثر.
نحن اليوم نفاوض إسرائيل ونفاوض أميركا والرباعية والثمانية الكبار والدول المانحة ومجلس الأمن وفي كل صباح جديد ينقص الوطن قطعة جديدة وهما صغر حجمها وقد كنت كتبت قبل سنوات طوال ومن على صفحات جريدة القدس مقالا بعنوان " إنهم يسرقون العسل" وكان المقال يدق ناقوس الخطر من الزحف الاستيطاني البطيء والصامت واليوم الزحف لا يحتاج إلى دق نواقيس والى متحذلقين بدقها فما يجري من استيطان مجنون ونهب وتهويد للأرض وتهجير وطرد للبشر خصوصا من القدس يحدث علنا وعلى رؤوس الأشهاد ونحن نغلق أعيننا ونستعين بمن يساعدنا بيديه على إغلاق أفواهنا وآذاننا فلا نسمع ولا نرى ولا نتكلم وقعا لا نفعل فأيدينا ومن معنا مشغولة بطمس الحقائق ليس عن أنفسنا فقط بل وعن الآخرين أيضا خشية أن يحاول احد ما تذكيرنا بالحال فننشغل عن انشغالنا بأنفسنا ونعود وطنيين كما ينبغي أن نكون ويضيع الحزب العشيرة والفرد والمصلحة فتكون الأمة الكبرى لأننا استعضنا عن الوطن أصلا بالحزب كما كانت الجاهلية تستعيض عن كل شيء بالعصبية القبلية حتى الآلهة كانت تختلف باختلاف العشيرة وحين وحدهم الإسلام ولم يجدوا بدا من عبادة اله واحد فاختلفوا على طرق التقرب إليه وانقسموا شيعا ومذاهب وطرقا ومدارس لا حصر لها, ويبقى السؤال نفسه ترى هل سننتصر على عصبيتنا القبلية وكيف ونحن أصحابها وإلا لما كنا تلك الأمة التي تتقن الكذب رغم أن الدين الإسلامي يعتبره من الكبائر, فلم أجد رجلا لا يسلم على رجل لأنه كذب أو لأنه استغاب أخاه المسلم كما يفعل حين يخشى على وضوءه من السلام على امرأة حتى لو كانت تسعينية بالعمر, هذه الأمة التي يجب أن تتوقف أغانيها الكاذبة بذاتها وان تقرا أغانيها جيدا فأي امة تتغنى برجل واحد كريم هو حاتم الطائي إلا لأنها لا تعرف الكرم لذا تتباهى عبر كل تاريخها برجل واحد لا غير ولم تجد بعد من تستبدله به, امة تتغنى بكرم رجل وببطولة رجل واحد منذ خالد ابن الوليد هو صلاح الدين وتحاول أن تنسى انه كردي القومية _ مع انحنائي له ولقوميته_ إلا لأنها لم تجد ما تتغنى به عداهم فلو كان هناك كريم آخر لذكروه ولو كان هناك بطل آخر لأتوا به ولذا غيبنا كلام الرجل الذي قال عنه نزار قباني أننا قتلناه ولم نعد نتذكره حتى لا نلتزم بتنفيذه وقد يقول قائل أن صلاح الدين مسلم وهذا صحيح ويبقى نفس السؤال هل باتت أرحام نساء المسلين منذ صلاح الدين عاقر.
والسؤال الآخر لماذا نبحث نحن عن المفاوضات وماذا نريد منها وما الذي يدفعنا لكل هذه العجلة لانجاز صلح مع المحتلين والاعتراف بهم ومناقشتهم بحقنا وتحويله إلى حق لهم, أية امة عظيمة هذه كما قال الرئيس الراحل حافظ الأسد التي تخشى على وجودها وحضارتها وثقافتها من قطعان مستوطنين الذين يشبهون طبيخ الشحاذين من كل بيت لقمة, بأية لغة سيواجهون لغتنا وبأي تاريخ سيغتالون تاريخنا وباية ثقافة سينتصرون على ثقافتنا إلا إذا كنا نحن من يرغب بالتنازل عن كل ذلك أو إذا كانت لغة الضاد وثقافتها وتراثها مجرد كذبة, بمن سينتصرون على المتنبي والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وطه حسين ونجيب محفوظ ومحمود درويش ومن سيكتب نهم بديلا عن موسيقى السنباطي وعبد الوهاب ومن أين لهم بفيروز وأم كلثوم وأين هم نحاتيهم ورساميهم, كيف نخشاهم وهم يجمعون حروف لغتهم من لغات الغير تلك اللغة نفسها التي من حقنا نحن أن نقول إنها ابنة العربية ووليدتها, بأية كذبة يسرقون السامية من أصحابها ويدعون ملكيتها إلا بصمتنا نحن وباية دبابة سيحتلون عقول الناس من النيل إلى الفرات إلا إذا تركناها مشرعة لبساطيرهم وسكتنا عن اختراقهم ذواتنا الفردية مستضعفين أذلاء.
ما الذي يجعل امة مثل الأمة العربية تهرع للبحث عن حل لازمة عدوها أيا كانت تصنيفاتها وترتيباتها كقومية واحدة أو عدة قوميات أو حتى وطنيات تنتمي لمكان واحد أو دين واحد أو دينين لهم نفس التاريخ ونفس اللغة, ثم من قال إن اليهودية ملك لدولة الاحتلال حتى تسمي نفسها بهم وتنطق باسمهم ونحن لدينا يهود عرب في الأرض العربية وفي العديد من بلدانها لازالوا يعيشون وينتمون لموطنهم وقوميتهم العربية في لبنان وسوريا وتونس وغيرها وغيرها كما أن هناك يهود ينتمون لكل قوميات الأرض ولا يعترفون بان دولة الاحتلال هي دولتهم, لماذا يخترقون صفوفنا عنوة ولا نجد طريقا واحدة رغم كثرة الطرق لتفرقتهم واختراق صفوفهم بل إن اليهود الذين استوطنوا فلسطينيين لا زالوا يتكلمون اللهجات العربية خصوصا اليمنية والمغربية وهم يغنون ويحتفلون ويأكلون ويبنون وينامون ويتزاوجون بالتقاليد العربية حتى اليوم فلم إذن نتنازل للكذبة التي جمعوهم حولها فقط لتدمير عروبتنا ووجودنا ولم لا نتركهم هم ليذوبوا ولم لا يخافون هم من ثقافتنا وحضارتنا ووجودنا ويبحثون عن حل لنرضاهم نحن وليس العكس كما هي مهزلة الحال القائم اليوم.
وأخيرا من قال إن القضية الفلسطينية للفلسطينيين ولم نترك أنفسنا وحيدين في الملعب ونعفي الكل من التزاماتهم, وأية مصلحة فلسطينية بذلك سوى أن الطريق تلك كما قال الملك الراحل الحسين بن طلال عنها بأنها مقدمة لشطب قضيتنا ومن يقرا الحال اليوم يرى حقا أن المقدمة كما يظهرها حالنا الفلسطيني اليوم هي فعلا كما قال فالقدس تهود علنا وعلى رؤوس الأشهاد والاستيطان على قدم وساق وبدل أن يجابهوا غزة والضفة استفردوا بالضفة وحدها وخنقوا غزة وأهلها وراحوا يصبون الزيت على نار الفرقة والانقسام لننشغل نحن بصراعاتنا الفارغة والغير مبررة إطلاقا وينجزون هم برنامج تدمير قضيتنا والتخلص منا, يتدخلون ببرامجنا الدراسية وبإعلامنا وحياتنا ويقول رئيس وزرائهم الحالي علنا أن له الحق المطلق بالاستيطان في جبال رام الله ونابلس أكثر من حقه في الساحل فأي حوار وأية مفاوضات إذن تلك التي نديرها مع هؤلاء ولم لا نعود للأمة لتتحمل مسئولياتها التاريخية تجاه قضية العرب والمسلمين أم أن من حق العرب فقط أن يتقنوا الغناء والزعيق عن فلسين والقدس دون أن يحركوا ساكنا عملا وبطلب منا وهل سيأتي اليوم الذي نطلب به نحن من العرب أن يتوقفوا حتى عن قرض الشعر عن الأقصى والقدس وان يوقفوا أحلامهم كما قد نجد أنفسنا يوما ملزمين بنسيانها إذا تعمقت حربنا الداخلية وبات تحرير غزة من حماس حلم فتح وتحرير الضفة من فتح حلم حماس عندها لن يبق متسع على صفحات الصحف العربية للتذكير بأقوال الراحلين الثلاث ولن يكون من يذكر قول الراحل ياسر عرفات حين كان يناكف المحتلين بقوله فليشربوا من بحر غزة تارة ومن البحر الميت تارة أخرى فلن يبق لنا ماء لنناكفهم بدعوتهم للشرب منه.
مطلوب من العرب تقديم مشاريع سلام – المبادرة العربية – ومطلوب من العرب قبول التطبيع ومطلوب عقد اتفاقيات صلح وقبول سفراء عدوهم وكل ذلك مقابل لا شيء على الإطلاق تقدمه دولة الاحتلال سوى المزيد المزيد من الانتهاكات وسرقة الأرض والتهويد والقتل والاعتقال والحصار والتضييق والاستيطان والجدار والضرب بالمجتمع الدولي وشرعيته وقوانينه عرض الحائط متناسية أنها الكيان السياسي الوحيد على الأرض الذي أنشئ بقرار من الأمم المتحدة نفسها فإلى متى إذن تبقى قضية إسرائيل ويهوديتها الشغل الشاغل للعالم وقضيتنا نحن تحمل أغنية يا وحدنا وللأسف بإرادتنا نحن لا غيرنا.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في مواجهة العنصرية
- الحرية للسريين معا
- وحدة فتح ... مهمة كل الفلسطينيين
- الاعلان اليساري مقدمات ضرورية
- التاسع من كانون الثاني - ميلاد دويلات فلسطين
- الى اليسار در
- وحدة اليسار فلسطينيا ( رواية بلا نص )
- نحو اداة تنظيمية جديدة
- بصدد ما ينبغي تعلمه - دراسة لتجربة الطبقة العاملة الفلسطينية
- ليس لنا ما نسوقه
- نحن أسياد المؤقت
- غياب الرئيس عباس ضرورة اسرائيلية
- من يكره غزة يكره نفسه
- مديح الاغتيال...هجوم التوريط
- أعيدوا لنا أبناءنا
- أم قيس...قرية حدودها السناء
- عصرنة التأصيل في مواجهة تحديات التحديث
- البشرية مقابل حفنة لصوص
- المقاومة والجبهة المفككة
- عالم بلا حب


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - فذكر ان نفعت الذكرى