أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - نُثار ( 2 )















المزيد.....

نُثار ( 2 )


يحيى علوان

الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


مَـنْ قَتَـلَ مَـنْ؟

فـي زمـانٍ غَبَرَ ، يـومَ كـانَ المـاءُ كالهـواء مبـاحـاً ، بـلا سعرٍ أو مـاركـة ، إلتقـى رجـلُ ديـنٍ وذبابـة عنـد بئـرٍ . رجـلُ الديـنِ إيـاه ، عُرِفَ عنـه أنـه خاضَ حروبـاً
ضَروساً ، سالتْ فيهـا أنهـارٌ مـن الدم علـى تخـوم أرض السواد ، مـن أجلِ إعلاءِ
كلمـة الرب .
أمـا الذبابـة فلا يُعرَفُ عنهـا شيءٌ ذي بـالْ .
قَـدَرٌ محتـومٌ ، وإنْ شئتم مشيئةٌ إلهيـةٍ ، ساقتهما فـي ظهيرةٍ قائضةٍ إلـى أنْ
يلتقيـا عند بئـرٍ ....
مـا أَنْ هـمَّ رجـلُ الديـن أنْ يَبُـلَّ ريقـه بجـرعَـةِ مـاء ، حتـى إندفعت تلكَ الحشرة
المُجنَّحـةُ إلـى باطـنِ بلعـومـه الكـريم ... ولا يُعـرَفُ ، حتـى اليـوم ، مأ إذا كـان
فعـلُ الذبابـة ذلك ، عمـلاً مخططـاً له ، أم أنهـا (الذبابة طبعاً !) فـي بحثهـا عن ظـلٍ
ضَلَّتْ طـريقهـا إلـى حنجـرته الُمباركـة !
خـلاصـةُ القـول ، أنَّ جناحيهـا إلتصقـا بحنجترتـه الميمـونة ، فلم يَعُـدْ بأمكانها أَنْ
تَفُكَّ نفسها من الأُسارِ ، الذي وقعتْ فيـه .. ولا إستطاعَ إصبَعُ رجلِ الدينِ إخراجها
مـن بلعـومه . فـي حمـأةِ الصـراع بين الإثنين مـن أجلِ البقـاء ، قَضَـى رجلُ الديـن
مختنقـا بالذبابة ، والأخيـرةُ ببلعـومه ، قَـدَّسَ الله سِـرَّه !


حَسَدُ الآلهـة ..!

زيوس ، هـو أبو الآلهـة عند الأغريق ، كان إلـه الموسيقى أيضـاً ، إذ كان قد إختـرعَ
القيثارةَ ، التي أذَلَّـت الناي ... وعندما عزفَ عليهـا ، أفشى للناس سرَّ الحياةِ والموت .
ذاتَ يـومٍ إكتشفَ أكثـرُ أبنائه شغفاً بالموسيقى ، أن الأوتارَ المصنوعـةَ من مصران الثـور ، أرهَـفُ وأحـبُّ للأذُنِ مـن أوتـار الكتّـان ، التي صنعهـا أبـوه .
وحيـداً مع نفسه ، جرَّبَ زيوس ، على قيثارته ، إكتشافَ إبنـه . فوجـد أن الأبنَ
كان علـى حـق . شربَ كأساً من الخمـر ، وتنكَّبَ عُـدَّةَ الحرب ... خـرَجَ إلـى سفحِ
جبل الأولمب ، صـوَّبَ ناحيةَ إبنـه ، وشقَّ صدرَه بسهم ...!!

رواية مختلفة عما في سفر التكوين

فـي طـريقِ العودة من أوكلاند بنيوزيلنده ، حطَّتْ بنـا الطائرة فـي مملكة تونغا* . بقينا هناك ثلاثـة أيام ، إكتشفتُ خلالهـا أنَّ السكان يتداولون إسطورة
لا تنسجمُ مع حكايـا سِفرِ التكوين ، مفادُهـا أن النملـةَ لم تكن هيفـاءَ عند بدءِ
الخليقـة ، بل كانت متروسة ، أقربُ إلـى الإنتفاخ .
وتضيف الأسطورة ، عندما خلقَ الربُّ العالمَ ، نَسِيَ أن يَبُلَّـه بماء . وعندما أراد إصلاحَ ما فاته ، طلَبَ من النملة مساعدته . لكنهـا أبَتْ ، وقالتْ لا !
غضَبَ الربُّ عليهـا ، فعَصَرَهـا بين السبابة والإبهـام . وهكذا نشأت البحـورُ السبع ، وكل الأنهـار ! .... ومن هنا جاءَ خصرُهـا الأهْيَف !


ناصر حكيم



عندمـا غادر ناصر حكيم ** عالمنا ، لم يَشأ زميله ( أبو كاظم ) داخل حسن ، أن يتركه
وحيداً في طريقه إلـى الجنـة ، فقد يحتاجُ لمساعدةٍ أثناء الإجراءات الروتينية ، لا سيما ملىء إستمارة الدخول ... وما إلـى ذلك !


نُقِلَ عن داخِـل حسن قولـه أنهما مـرّا علـى ميكائيل - بواب الجنة - الذي سأل ناصر عن إسمه فأجابه بصوتٍ جهوري ، ولما سأله عن عمره ، وشوشه في أذنه ، حتى لا يسمع أحدٌ ..
وعندما سأله عن مهنته ، أجاب ناصر " مغني ". بيدَ أنَّ بوابَ الجنة أرادَ مزيداً من التوضيح
:" مغني ماذا ؟ "
" مغني أُبوذية ، يطـوِّلْ عمرَك " ، ردَّ عليه ناصر حكيم وفـي صوته شيءٌ من المَسكَنَة .
لكن ميكائيل لـم يكن يعرفُ ما هـي الأبوذيّة ، فقالَ لـه :" غنِ لـي شيئاً منهـا " .
فغنى ناصر حكيم أُبوذيَّة ، إثنتان ...سبعة ، عشرة ... سرحَ ميكائيل منتشياً طرباً ،
لا بلْ قيلَ أَنَّ الربَّ ، الذي كان يرعـى الغيومَ ، شنَّفَ مسامعه مُنصتاً ، ويقالُ
أنهـا المرّة الوحيدة ، التي لم يعرف فيهـا الرب أكانَ هو الرب ، أم ذلك الصوت !!؟؟


صـلاةُ كبريـاء


عن طريقِ محـامٍ صديقٍ لـي ، إطلَعتُ على إفادتهـا ، خلالَ إستجوابهـا عند شرطة الأجانب عن سبب تقديمها طلب اللجوء إلـى ألمانيا وكيف وصلت إليهـا .
قالت انها مواطنة .... (بلد إفريقي ) أرملةٌ ، لها ثلاثة أطفال ، دون معيل . قرَّرَتْ المجيءَ إلـى اوربا كي تجد عملاً تُعيلُ به أَطفالها وأُمَّ زوجها الضريرة .
أضافتْ أنها تعرفُ مَشَقَّةَ الطريق ، فقد تغرقُ أو تقضي بلسعةِ أفعى ، او يتعيَّنُ
عليها عبور الصحـراء الكبرى ...
ودَّعَتْ أطفالها ، على أملِ اللقاءِ بهم بعد حين . وعندما غادرت قريتها ، وجدَت
صليباً في الطريق ، فَصلَّتْ . عندها سألها المُحقِّق :" ماذا طلبتِ في صلاتكِ ؟ "
قالتْ :" صلّيتُ للعذراء وقلتُ لها .. لستُ أستجدي منكِ عَطيَّةً ! إنما أرجو منكِ
فقط ، أنْ توصليني بسلامٍ ، إلـى حيثُ أكسَبُ رزقي ورزقَ أطفالي بعملٍ حلال ،
ليس أكثـر ... " !!


عنـدَ كرسي الإعتراف ..

عام 1992 ، وضمن " إحتفالات " الذكرى الـ 500 علـى " تحرير " القارة الأمريكية ..، زارَ قَسٌ كاثولكيٌ قريةً جنوبَ المكسيك .. وقبلَ بِدءِ القُدّاس ، أعلنَ أنـه سيستمعُ إلـى إعترافاتِ مَـنْ
يُريد في كرسي الإعتراف ..
ولأن سكان القرية كانوا من الهنود الحمر ، ولم يعرفوا غير لغتهم الأصلية ، والقس لا يعرف
غير الأسبانية واللاتينية وقليلاً من الإنكليزية ، إضطرَّ إلـى مساعدة كارلوس مترجمـاً ....

إصطفَّ عدد من الهنود الحمر فـي طابور أمام كرسي الإعتراف ، كي يدلوا بأعترافاتهم ويأملوا أنفسهم بنيلِ الغفران لذنوبهم ومعاصيهم ..... بذلَ كارلوس كلَّ جهده ليكون دقيقاً
وأميناً فـي الترجمة ...
* " يقول أنه إرتكبَ معصيةً ، لأنه ترك حقلَ الذرة عدة أيام ولم يزره .. مما تسبب في حزن
الذرة .."
* "يشعر بالذنب لأنه عاقب النارَ بقسوة . فقد ضربَ الجمرَ عدة مراتٍ بعصاً غليظة ، لأنها
كانت تُصدرُ دخاناً ولا تشتعل كما يجب .."
* "يقول أنه عامَلَ الثورَ بغلظة لأنه كان يجرُّ المحراث ببطء .."
* "يقولُ أنه أساء للشجرة ، لأنه قطعَها دون أن يشرحَ لهـا أنه إحتاجها حَطَبـاً للطهـو
والتدفئة ..."
* " يقولُ أنه لم يسبق له أن واجه كرسي الإعتراف ، لأنه ما أراد لمعتـوه أن يطَّلعَ علـى
أسراره ..." قاطعه القس طالباً من كارلوس " قلْ لأبني أن يدخُلَ فـي صُلبِ الموضوع ، فأنا أبوه .." بعد ذلك واصلَ كارلوس مترجماً :" يقول أن زوجته شابة بَضَّـةً ــ صحيح أبونا ما يقوله الرجل فهي أجمل فتاة في المنطقة وكل الشباب يتمنونها ويجلدون عميرةَ عليها ، أضافَ كارلوس من عنده ، فتنحنحَ القس في إشارة إلـى ضرورة مواصلة الترجمة.. ــ عندمـا يتحد معها ، يذوبُ بهـا ، ويشعر أنهما غَدَيا واحداً ، فلا يستطيع الفكاكَ منهـا ... يسأل هل أنهـا معصية وأنانية عندما يُلغيانِ ذاتيهما ويتحدان في ذاتٍ واحدة ؟"
* "يقول أنه كاد يُجَنُّ من الغضب عندما نظر فـي المرآة فوجد صورته مشوهةً .. فحطمها ."

حـارَ القس المسكين .. ماذا سيقول إزاءَ معاصٍ لا وجود لهـا فـي كـلِّ الأناجيل ولا في كاتلوك
المعاصي المتعارف عليه لدى الكنائس !


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مملكة تونغا ، جزيرة صغيرة في المحيط بين نيوزيلنده وإستراليا ، لا يزيد تعداد سكانها على
أربعين ألفاً ، وعددٌ مقاربٌ لذلك من الصينيين المتوطنين . الوظيفة الأساسية للمملكة ، والمصدر الأرأس لدخلها من العملات الصعبة ، كونها ماخوراً عائما في المحيط ، لأفراد البحرية الأسترالية ، التي تجوبُ المنطقة ... ( ي. ع. )
** مطرب ريفي عراقي




#يحيى_علوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نُثار ( 1 )
- ...ومن العشقِ ما قَتَلْ
- شذراتٌ من دفاترَ ضاعت / عفريتٌ من جنِّ سُليمان !
- من دون عنوان
- ما هو !
- تهويمات
- أهِيَ خطيئتي ؟!
- بغداد
- إنْ شاءَ الله !
- قراءة مغايرة للاهوت حواء مشاكسة !
- حكايا مخالفة للاهوت
- ظِلٌ لَجوج
- كَيْ لا تَهجُوكَ أُمُّكَ
- رأيتُ البَلّور
- هو الخريفُ يا صاحبي!
- أَيتامُ الله !
- حنين
- وطن يضيره العتاب، لا الموت!
- تنويعاتٌ تَشبهُ الهَذَيان
- وطنٌ يُضيره العِتابُ ، لا الموت !


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يحيى علوان - نُثار ( 2 )