أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي














المزيد.....

ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2833 - 2009 / 11 / 18 - 15:13
المحور: كتابات ساخرة
    


أنا انتمي للوطن العربي الكبير الأسير لثقافة أل 99،9 % التي تتعامل مع واقعها بعدمية ملفتة لم يشهد لها التاريخ مثيلا.
في بلاد أل 99،9 %، بلاد ثقافة ألخوف وعبادة الأصنام والقائد الذي لا يموت لا زلنا نصلي صبح مساء للطوطم الذي نرتعب لمجرد التفكير أنة سيرحل عنا وسيتركنا للمجهول رغم حالة الانتهاك والاغتصاب والقمع التي يمارسها علينا.
هي الفوبيا وثقافة الخوف التي تدفع بنا للشارع راقصين هاتفين بحياة الطوطم مرسخين بذلك صورة مشوهة للطبيعة البشرية التي لا تقبل السكون.
سؤال.... هل كنا نتخيل مصر بدون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في الستينيات من القرن الماضي؟ ومن منا كان يستوعب العالم بدون الرئيس العراقي صدام حسين؟ ألم نرسم صورته على القمر؟ انه الخوف والاستكانة والعجز عن الفعل!!!!!! هل تصور الشعب الفلسطيني فلسطين بدون ياسر عرفات.
سؤال آخر..... هل نحن مخلصون لقادتنا الذين بجلناهم لدرجه العبادة؟ إذا كنا كذلك، لماذا انهلنا على تمثال صدام بالنعال وصفقونا لجيش الاحتلال وصمتنا عندما ذبحوه؟ ألم نخرج في عيد الله نخاطب بعضنا البعض بالجملة الفارغة كل عام وأنت بخير وذهب كل منا ليضحي لربه..... لا أضاحي بعد الرئيس صدام حسين.
ألم نقتل ياسر عرفات بصمتنا وضعفنا وعجزنا وخوفنا من طرح السؤال الذي ينتاب كل منا.... من قتل ياسر عرفات؟؟؟؟؟؟؟ المشكل إننا نحي ذكراه كل عام وكأن شيئاً لم يكن.
عودة إلى الطوطم.... يقول علماء الانثربولوجيا أن الطوطم كان حي كائن طبيعي أو ظاهرة اجتماعية قد يكون على شكل نبات ، وقال البعض أنة شبيه للفيل، ببساطة انه رمز الجماعة التي أوجدته لتعبده، هي الوثنية ألمطلقه التي تقدس هذا الشيء الذي خلقنا وعبدناه وقدسناه وكرهناه وخفناه.
الغريب أن الإنسان العربي قادر على الجمع بين المتناقضات، هو يجمع بين الحب الكره والاحتجاج والتأييد، هو ضد الرئيس ومع الرئيس، مع التوريث وضد التوريث، وهو مناضل حيناً ويائس أحياناً، يقدس الحياة ويكتب المعلقات في الموت، ببساطة يحمل المواطن العربي كما قال الشاعر العراقي مظفر النواب................. أن الواحد قينا يحمل في الداخل ضده، وكما قال الروائي السوري الكبير حنا مينا................الواحد فينا يكره نفسه.
سؤال..... معقول أن يجمع الواحد فينا بين العهر والفضيلة!!!!!!!!!!!!! بين ألأخلاق والرذيلة..... أيعقل أن نكون ضد الاحتلال مع الاحتلال!!!!!! رواد الديمقراطية وقتلتها؟؟؟؟؟ أيعقل أن نقف بين يدي الله خاشعين مؤمنين وبعد السلام نرتكب ما تعجز عنه شياطين الأرض.
يضع الواحد فينا رأسه على المخدة يلعن القاصي والداني ويحمل العالم مستنقع الفشل والانحطاط الغرق فيه متناسياً انه جزء من هذا الكل، وأنة صنع طوطما لنفسه يهرب إليه ولو إلى حين في عالم لا مهرب منه سوى المواجهة.
ليس تنظيراً ولا مثالية ولا كلام صالونات وجرايد، انة الطوطم العقدة التي لا ألف حل وحل، الطوطم الذي يفتي لنا ويمارس العكس، الطوطم الذي اجتاحنا وحولنا لكائنات تأكل وتنام و............، هم موجود في الشارع والجامع، وهو هو كالظل يلازم كل منا في صيرورة تاريخية مغمسة بالفكر الوثني وعبده الأفراد الذين المحنطين.
يقولون أن سبارتاكيوس الذي قاد ثورة العبيد صاح بأعلى الصوت بسقوط الطوطم، وان الشعب الفرنسي انتصر في كومونه باريس بعد أن حطم الطوطم، وان الشعوب المتحضرة والمتطورة حققت الرفاه حققت الانتصار على الذات والطوطم.
ويقولون أن في بقعة من العالم تسمى جدلاً بالوطن العربي أن هناك طوطمنا سيطر على العقول والقلوب وتحول لحاله خوف لا تنتهي، ويقولوا أنها أصبحت جزءاً لا يتجزءا من الجينات يتوارثها الأبناء عن الآباء، ويقولون ..... في هذا الوطن يصلب كل من ينادي بسقوط الطوطم.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بنطلون تشي جيفارا
- لا سمعاً ولا طاعة
- خطير: تع بورد تع بورد تع
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين:هبوط آمن...ولكن
- كيف نتضامن مع أحمد سعدات
- فضايح نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إلى متى
- تحشيش سياسي ودعارة فكرية
- يا قدس: المساجد مزدحمة والشوارع خاوية
- ذاب الثلج وبان المرج
- ما أحوجنا للنقد ذاتي والمكاشفة
- رئيس التحرير
- كل عام وشهداءك يا وطني بخير
- فلنقرأ الفاتحة بالعربية الفصحى لتلفزيون فلسطين
- تنسيق أمني سكر زيادة
- قالت لي سأهاجر: وطني بقرة حلوب؟؟؟؟
- أريد قبراً في دولة الأمر الواقع
- افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة
- يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة
- رمضان والتخمة حتى الرقبة
- غزال الشيخ شيخ


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عطا مناع - ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي