أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حميد هيمة - الجزائر و مصر :الحرب الشاملة أو سياسة الأرض المحروقة















المزيد.....

الجزائر و مصر :الحرب الشاملة أو سياسة الأرض المحروقة


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 23:41
المحور: عالم الرياضة
    


ما الذي وقع ؟ هل انهارت أحلام القومية العربية على عتبة مقابلة كروية ؟ كيف تلاشى " صوت العرب " الداعي إلى الوحدة و التضامن العربيين في بلاد الكنانة ؟ و هل هذا الدعم الرسمي الجزائري ، الذي قدم تسهيلات سخية للجماهير ، من أجل غزو " الخضر" لبلاد السودان ، يندرج ضمن سياسة الجزائر الخارجية لدعم حركات التحرر و " تصفية الاستعمار " ؟ إنها صورة كاريكاتورية بامتياز ؟ أبطالها نظامين عربيين استبداديين ، وظفا مقابلة رياضية لتصريف حدة الاحتقان الشعبي الساخط على نظاميهما الدكتاتوري .
إن ما وقع ، ليس حدثا كرويا ؛ بل زلزال سياسي ، أكد مقولة الموت السريري لجامعة " عمرو موسى " . و أتبث صبيانية أنظمتنا الشائخة ، المنفلتة من قوانين التاريخ . و رسخ رعوية جماهيرنا العربية اللاهثة عن أوهام البطولات الكروية ، بعد كبوات و هزائم متتالية.


- كيف بدأت الدراما المسرحية ؟

قبل إجراء المقابلة " المصيرية " ، بالنسبة للنظامين العسكريين ، بتاريخ( 14/11/2009 ) على ركح " سطاد القاهرة " ، برسم التصفيات المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس إفريقيا و كأس العالم المقرر إجراؤها في( 2010م ) بجنوب إفريقيا ، اندلعت مواجهات " صحفية " عنيفة و تراشقا إعلاميا حادا بين صحافة البلدين .
الصحافة المصرية بكل أنواعها و أشكالها ، شحذت كل أسلحتها ، لما يقرب من أسبوع قبل إجراء المباراة ، لتعبئة " الجماهير " المصرية من أجل تحقيق النصر . مادام أن الشعب المصري ، المكتوي بنار السياسات اللاشعبية لنظامه ، لم يذق طعم النصر أمام أعدائه الحقيقيين منذ زمن بعيد : زمن الأيام الذهبية للأمة العربية مع الراحل " جمال عبد الناصر " .
و الملفت ، أن الإعلام المصري الورقي ، السمعي البصري ، هيأ تغطيات خاصة و مستمرة زمنيا ، و تتبع ، بالتفاصيل المملة ، كل أخبار المنتخبين الخصمين من زاويتين مختلفتين : أولا ، تكذيب كل الشائعات التي يروجها الخصم عن المنتخب القومي ، و بث أخبار الاطمئنان عنه ، تلك الأخبار المنسجمة مع أخبار الظهيرة أو المساء ، التي تبثها القنوات الرسمية للدعاية للحاكم " عنترة " على حد قول " نزار قباني " ، إعلام يجتهد لتجميل قبح وجه نظام انتهيت صلاحيته تاريخيا . ثانيا ، نشر أخبار و تعاليق الاستعدادات الفاشلة للخصم .


انزلاق العقلاء :

في سياق الحرب الإعلامية الشاملة بين الطرفين ، لم أكن أتصور أن تنزلق بعض المنابر الإعلامية المصرية لمعانقة هذا الجنون و المجون . إذا كان الجميع يفهم خلفيات و أبعاد التصعيد الإعلامي للمنابر الرسمية ، فما لم أستسيغه ، شخصيا ، هو انزلاق حتى إعلام المعارضة في هذه المعركة " القومية " . كيف سمحت ، مثلا ، " الأهالي " ، لسان حال حزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، لصحافييها بالاغتراف من معين القواميس العسكرية و تدبيجها في مقالاتهم و تقاريرهم . فهل هذه الخطوة الإعلامية ل "الأهالي " ، و من خلفها حزب التجمع ، تندرج ضمن إثبات حسن نية الحزب ووطنيته للزعيم " عنترة " ؟ في تقرير للجريدة المذكورة موسوم بعنوان " مصر ترتدي ثوب المنتخب " خط فيه أن المقابلة بين مصر و الجزائر : " التي ستقام مساء السبت المقبل ،،، تعبر عن مشاعر الثمانين مليونا الذين يمثلون شعب مصر بأكمله فقد وحدت هذه المباراة الشعب كله تحت شعار واحد وهو «يلاّ نشجع مصر» " . فإذا كان هذا الموقف الغريب من توقيع المعارضة ، فماذا سيصنع فريق الموالاة ؟ أم أن المعارضة المصرية سقطت في هذا المطب بعد أن وضعت رجلها على قشور الموز ، التي لا يتوانى النظام في وضعها أمام خصومه ؟
الجزائر : " ثورة " حتى النصر :
من جانبها ، قامت الصحف الجزائرية " بتسخين الطرح " ردا على الهجوم الإعلامي للصحف المصرية . و إذا كان الإعلام الجزائري ماسك للسانه و قلمه ، تقديرا منه لقوة منتخب بلاد " المليون شهيد " ، القادر على الصمود أمام آلة المنتخب الخصم ، سيما و أن الجزائر يكفيها الحفاظ على بياض شباكها ، أو حتى الانهزام بهدف واحد ، للمرور نحو المونديال العالمي .

لا يمكن للجزائر أن لا تشارك صديقتها ، جمهورية نيلسون مانديلا ، نخب تنظيم شرف كأس العالم ، و هو الشرف الذي " سرق " من المغرب ، العدو رقم واحد للنظام القائم في الجزائر ؛ ربما هذا هو حال لسان جنرالات العسكر و محيط قصر المرادية ؟ و ربما هذا ما حدا بصناع القرار في البلاد إلى مجاراة الصخب الإعلامي مباشرة بعد تعرض المنتخب للاعتداء في القاهرة . بل ذهب الشارع الجزائري بعيدا ، باتهامه للمخابرات المصرية بتدبير سيناريو الاعتداء على منتخب بلادهم ؛ كما أكد بذلك مشجع جزائري لإحدى القنوات الفضائية الدولية . و الحال أن المخابرات المصرية بريئة من هذه التهمة ، لأنها ، في تقدير العديد من علماء الاستبداد ، منشغلة بإعداد الوصفات النموذجية لمعالجة قضايا الوطن و " صداع الراس " الفلسطينيين .
جرت الأمور كما أراد " بوتفليقة " إلى غاية نهاية المقابلة بلحظات ، حيث تفاجأ ب " الضربة القاضية " ، بعد أن نجح المنتخب المصري في هز الشباك الجزائرية للمرة الثانية على التوالي ، مما أعاد الأمور إلى الصفر .

ولرد الاعتبار ، قام سعادة الرئيس بإعلان حالة " الطوارئ " في البلاد ، ليس لمواجهة تهديدات تنظيم " القاعدة في المغرب الإسلامي " ، أو لمواجهة التحديات الاجتماعية و الاقتصادية القاهرة ؛ بل للانتقام من " واقعة القاهرة " . و أعطى أوامره المطاعة لإقامة جسر جوي بين الجزائر و السودان لتأمين الرحلات الجوية ل " الجماهير " الجزائرية من أجل مساندة منتخبها في مقابلة الحسم ليوم الأربعاء (18/11/2009 ) . حيث و صل عدد الرحلات الجوية إلى (41) رحلة بعد تدخل رئيس الجمهورية ، تورد جريدة " الخبر " .
كما نشرت جريدة " الشروق ، بعنوان لافت ، أن " الحكومة تعلن التعبئة العامة لنصرة المنتخب بالجزائر وخارجها " ، و أضافت أن " طائرات الجيش تحت تصرف أنصار الخضر " . في محاولة من النظام الجزائري لرد الاعتبار لشعبه على خلفية " الغدر " الذي تعرض له جمهوره بعد خروجه من " سطاد القاهرة " / مسرح المواجهة .
والتقطت الصحف المحلية الإشارة جيدا ، بانخراطها في حالة التعبئة العامة ؛ فشرعت ، مثلا ، الفضائية الجزائرية ، في بث برامج ثقافية و فنية عن السودان ، في محاولة لاستمالة جمهور البلد الحاضن لمقابلة الحسم إلى جانب المنتخب الجزائري . أما الأديبة " أحلام مستغانمي " فلم تتخلف عن الانخراط في هذه المعركة المصيرية ، بعد أن " طلبت من السفير السوداني إعادة بث مقابلة لها مع التلفيزيون المحلي " سبق للتلفزيون السوداني أن أجراها معها قبل أربع سنوات، وتركت أثراً كبيراً لدى الجمهور السوداني حتى أنّه تمّ بثّها ثلاث مرات، إحداها بمناسبة العيد هدية للشعب السوداني " . كما أكدت الأديبة المذكورة ، في نفس المادة الإعلامية من جريدة " الخبر " ، عن جاهزيتها لأن " تبعث لقرّائها كميّات كبيرة من كتبها من مالها الخاص، وأن تلبي دعوة السودان وتسافر إليه ولو على الدرجة الثانية أو الثالثة لو وجدت. برغم أنّها لن تزور بعض الدول ولو على طائرة خاصة ". أما المطربة الجزائرية " وردة " ، فإنها " تتعرض لحملة عداء مصرية " على خلفية تقليلها من أهمية الانتصار المصري في موقعة (14/11/2009 ) ، مؤكدة ، في تصريح نسب إليها ، أن " العبرة بخواتمها " ؛ في إشارة إلى إلى أنها تتوقع فوز المنتخب الوطني على نظيره المصري، في المباراة الفاصلة التي ستجمع بينهما في السودان يوم الأربعاء المقبل ".
التيجانيون مع الجزائر ضد مصر :
و على خط المواجهة ، أقحمت الجزائر الزاوية التيجانية في هذه المعركة الكروية ذات الأبعاد المتشعبة ، حيث قدمت إحصاء مذهبيا للسودان ؛ و توصلت إلى أن " ثلث الشعب السوداني من التيجانيين " ، " وانطلاقا من هذا التبني للطريقة الروحية والدينية التي ولدت في الجزائر وانتشرت منها إلى مختلف الدول، فإن الكثير من السودانيين سيناصرون المنتخب الجزائري في مواجهته المصيرية أمام المنتخب المصري، تأكيدا لانتمائهم الصوفي وتشجيعا لمساهمات منتسبي الطريقة التيجانية في السودان " ، كما أكدت" الشروق" في موقعها الإلكتروني .


" إسرائيل " على خط المواجهة :

- رحبت صحف الكيان الصهيوني ، كما أورد موقع " الشروق أون لاين " الجزائري ، بانتصار المنتخب المصري على نظيره الجزائري ، "مشيدة بالانتصار الذي سمته بالساحق للفراعنة على الخضر، وناصر معظم الإسرائيليين أشبال شحاتة مؤكدين وقوفهم معهم في المباراة الفاصلة التي تجمع المنتخبين غدا الأربعاء ". لكن السؤال المطروح هو : هل فعلا أقحمت الصحف الصهيونية أنفها في الموضوع ؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه مجرد تكتيك من الصحف الجزائرية في إشارة منها إلى سياسة التطبيع المنتهجة من طرف مصر ، ليس فقط من باب السياسة ؛ بل و حتى من نافذة الرياضة ؟ و هو ما يجعل الجزائر الأحق بالتعاطف القومي العربي .
إن ما وقع ، ليس حدثا كرويا ؛ بل زلزال سياسي ، أكد مقولة الموت السريري لجامعة " عمرو موسى " . و أتبث صبيانية أنظمتنا الشائخة ، المنفلتة من قوانين التاريخ . و رسخ رعوية جماهيرنا العربية اللاهثة عن أوهام البطولات الكروية ، بعد كبوات و هزائم متتالية.
ما الذي وقع ؟ بالتأكيد ، نكبة قومية و كارثة إنسانية . و الأسوأ ، ما الذي سيقع في أم درمان بالسودان ؟
نشكر الله ، و نشكر منتخبنا المغربي ، الذي أعفانا بانهزاماته البطولية شر مثل هكذا صراع سياسوي في فنجان رياضي . حتى و إن كانت دواعي هزيمته من صلب السياسي أو العسكري .



http://www.profhamidh.c.la/

http://www.elaphblog.com/anwal



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة سيدي يحي الغرب تستعد للانتفاض على الفقر .
- - أضريس - يأمر بإحداث - الفرق الأمنية التعليمية - و - أخشيشن ...
- الأمازيغية : بين المقاربة الدستورية والتناول التربوي.
- بصدد المحاكمة / المهزلة للبنى الحسين : أسد على لبنى و فأر مع ...
- العولمة : المفهوم و الخصائص الجوهرية ، جدل مفتوح ( الجزأ الأ ...
- -ساحة الأمم - بسيدي يحي الغرب : - حديقة - بين قوسين أو أدنى ...
- جيش الفرطوط - يفك حصاره - عن سيدي يحي الغرب .
- سياسيون و نقابيون و حقوقيون و جمعويون : ينتفضون ضد غلاء فوات ...
- ساكنة مدينة سيدي يحي الغرب تنتظم في : وقفة احتجاجية ضد إلحاق ...
- كلمة اللجنة المحلية للتضامن مع الشعب الفلسطيني إثر المحرقة ا ...
- رسالة احتجاجية إلى الفرع المحلي للجمعية المغربية لحقوق الانس ...
- ميلاد فرع جديد للجمعية المغربية لحقوق الانسان بمدينة سيدي يح ...
- الجمعية المعربية لحقوق الانسان : تمسك بالتطور التاريخي لحقوق ...
- البرجوازية الأوربية : نشأتها ، مهامها الثورية والرجعية .(الح ...
- قضايا مفاهيمية و منهجية في مادة التاريخ : مقومات مادة التاري ...
- طبيعة التشكيلات الاجتماعية السائدة في مغرب الاستعمار: الاقطا ...
- تأملات في العلاقات الممكنة بين ثالوث : الإنترنيت ، التعليم و ...
- ملاحظات حول التأطير البيداغوجي بالمدرسة العليا للأساتذة
- تأملات في ثالوث : الإنترنيت ، التعليم والقيم
- الأنترنيت كوسيلة لتغريب العالم ،المواد الحاملة للقيم مدخل لت ...


المزيد.....




- بعد تألقه في لقاء مانشستر سيتي.. نجم ريال مدريد يبلغ الإدارة ...
- سر عدم طرد حارس أستون فيلا رغم حصوله على إنذارين بربع نهائي ...
- تمديد عقد ناغلسمان على رأس المنتخب الألماني حتى مونديال 2026 ...
- النصر يكرم وفادة الفيحاء بثلاثية ويعزز موقعه في وصافة الدوري ...
- القنوات الناقلة لمباراة مازيمبي والأهلي في دوري أبطال أفريقي ...
- غوارديولا يثير قلق جماهير مانشستر سيتي عشية مواجهة تشيلسي
- النجم الجزائري بلايلي يصدر بيانا بعد واقعته المثيرة للجدل مع ...
- بدا بمظهر مختلف.. أول ظهور لنجم النصر السعودي بعد خضوعه لعمل ...
- انتقادات شديدة للاتحاد الدولي لألعاب القوى بعد إعلانه منح جو ...
- حقيقة منع السلطات الجزائرية فريق نهضة بركان المغربي من دخول ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - حميد هيمة - الجزائر و مصر :الحرب الشاملة أو سياسة الأرض المحروقة