أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار بيرو - طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي














المزيد.....

طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي


نزار بيرو

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 22:26
المحور: القضية الكردية
    


الساعة التاسعة صباحاً ، المكان دار الضيافة لكبار الضيوف و الزائرين لإقليم كوردستان ، وزير الخارجية التركي و وزير الدولة لشؤون التجارة ومساعديهم على طاولة الفطور في إحدى صالات قصر الضيافة. كان من ضمن طعام الفطور ، و في أطباق من الفخار الجيكي الغالي الثمن، كان هناك العسل الكوردي النقي ، ذات الرائحة الفواحة ولونها الأبيض . الحديث الذي كان يدور ، كان حول العسل الموجود في تلك الأطباق وطعمه الممتاز و مقارنته مع العسل التركي و الذي تنتجه شركات صغيرة حول المدن الكبرى وتملآ به رفوف الأسواق المركزية في جميع أنحاء العالم، ومن ضمنه أسواق (إقليم كوردستان) على انه عسل تركي اصلي .

وعند الاستفسار عن مصدر العسل الموجود على طاولة الفطور جاءه الرد من المضيفين ، إنها من جبال كوردستان ومن منطقة تدعى ( برواري بالا ) المحاذية لتركيا ، وانه عسل حقيقي مئة في المئة . وفي نفس الوقت كان الشاشة الكبيرة في الصالة تعرض صورة لقرص من العسل مع كتابات باللغة الكوردية من خلال عرض لأقوال الصحف لذلك اليوم ،
وكان الموضوع يتعلق بتصريح ل ( عارف شيرواني ) رئيس مجمع مربي النحل في كوردستان نشرته ( صحيفة بيامنير ) في عددها ليوم التاسع و العشرين من شهر أكتوبر الماضي في تصريح خاص به ل (صحيفة بيامنير و راديو زاكروس ) يشكو فيها من تدهور الإنتاج ونوعية العسل هذا العام ، و ذكر ان أسباب ذلك يعود إلى ( القصف المستمر ) للمنطقة ، و كذلك رداءة حالة الطقس . أردت ان ابتدأ مقالي هذا ، بهذه السطور و هذه القصة ، و التي ربما تكون من نسج خيال كاتب هذه السطور ، و لكنها قد تحدث ، أو ربما يكون قد حدثت فعلاَُ ، لأنها مأخوذة من حقائق من ارض الواقع .

ان من رأى وزير الخارجية التركي و هو واقف أمام المنصة جنبا إلى جنب مع رئيس الإقليم و من ورائهم كان تشاهد علم العراق وعلم كوردستان و علم تركيا ، يصل إلى حقيقة مفادها ان ( الشوفينية الكمالية ) و التي تقول ان الكورد لا وجود لهم و لا توجد هنالك بقعة في هذا العالم تدعى ( كوردستان ) قد تغيير . وان ( التربية الكمالية ) لم يعد هناك وجود لها أو تم ( تجميدها أو تأجيلها ) لزمن معين ، أمام ( الطبق العسل الكوردي ) و الذي وفرها إقليم كوردستان لتركيا و في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم ، من الركود الآقتصادى و تبعاتها على الشركات العالمية، والذي أصبح الملايين من منتسبيها دون عمل . وان توفير مثل هذه الفرص أمام الشركات و رجال الأعمال و أصحاب الثروات الترك والذين يهيمنون على الحياة السياسية و يديرون بأموالهم مؤسسات الدولة التركية ، ( كان من المفروض ان لا تكون بدون مقابل )
لأننا لم نتذوق من ( الطبق العسل التركي ) سوى القصف المستمر للمناطق الحدودية وتدمير القرى وقتل الحيوانات وتشريد أهالي المنطقة.

و كذلك من جهة تدعي تركيا بحل المشكلة الكوردية في تركيا ، و في جانب آخر تجدد برلمانهم ومجلسهم للآمن القومي التفويض للجيش باجتياح إقليم كوردستان متى ما أرادت .وكذلك لا تزال الأقلية التركمانية و أجندتها الخارجية و الذي تأتمر بها تقف بالضد من تمرير قانون الانتخابات دون تعديلات فيها الكثير من الغبن للمكون الأكثر و هم الكورد في كركوك .

يتساءل الكثيرون ما هو المقابل أمام كل هذه التسهيلات للشركات التركية من اخذ حصة الأسد من الاستثمارات في إقليم كوردستان و التي تصل إلي حوالي ( سبعة عشرة مليار دولار ) و المئات من الشركات التركية والمشتركة بينها وبين الإقليم ، أما كان من المفروض ان تستغل القيادة السياسية في الإقليم كل هذا ، أمام استحقاقات قومية وتربط تقديم ( طبق العسل الكوردي ) ومئات العقود للشركات التركية بحل جذري و فعلي للقضايا العالقة و منها القضية الكوردية في تركيا و ليس مجرد ادعاءات فارغة من الجانب الآخر بهذا الخصوص تراد بها القضاء على ثوار الحركة بهذه الادعاءات بعدما يأسو من القضاء عليها عسكرياَ.



#نزار_بيرو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية عَلَمْ
- قائمة التغيير ظاهرة جماهيرية أم استغلال ظرف ؟
- من أوراق ذكرياتي عن انتخابات عام اثنان وتسعون.
- عصفور النار


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - نزار بيرو - طبق العسل التركي و طبق العسل الكوردي