أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - الطيب آيت حمودة - مقابلة الجزائر مصر ..أين المفر..؟؟















المزيد.....

مقابلة الجزائر مصر ..أين المفر..؟؟


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 2832 - 2009 / 11 / 17 - 22:25
المحور: عالم الرياضة
    


رغم بروز الأصوات العاقلة والمتعقلة بين المتصارعين باسم الكرة المستديرة عاشقة الملايين ، والتي ولدت نزوعا آثما ، ورغبة جامحة في الانتصار ، ولو بالأساليب غير الحضارية ، قد تكون أحيانا غير طبيعية وأخرى فيها تجاوز ومد بغيض ، ومما يؤسف له هو تمادي السلطات الحاكمة في البلدين،وسكوت رهيب لدى النخب المثقفة والعاقلة ،التي لها نظرتها البعيدة للأمور ، والتي بإمكانها أن تعطي للصراع حجمه الحقيقي من المخاطر المحدقة بالرياضة والإنسان ، وهو ما يثري قاموس الأعداء بمثالبنا وعنجهية شعوبنا، التي تنظر بمنظار لا يتجاوز حدود الأرجل التي تلعب بها الكرة المستديرة عندنا .
من المسؤول ..؟
والمسؤولية عن الأحداث التي وقعت، والتي يمكن أن تقع هي مسؤولية جماعية ، تشترك فيها الفيفا ، والفاف معا ، و تشاركهما القيادات الحاكمة ونخبها السياسية في البلدين ، على رأسهما بوتفليقة الذي أوفد أخاه للخرطوم ، ونفسه فعل حسني مبارك بإرسال ابنه جمال لحضور فعاليات اللقاء !!! عند الجارة السودان التي طبلوا لها ، وطلبوا يدها وودها تزلفا لا حبا استجداء لمناصرة ولو لحين ؟
وكم من مقابلة جرت في الضفة الأخرى ، عند من يعرف في قاموسنا الإسلامي بالكفار ، إلا أن شيئا لم يقع مثلما وقع عند المسلمين ، جرت مقابلات فواصل بين ايرلند وفرنسا ، وبين اليونان وأوكرانيا ، والبرتغال والبوسنة ، وروسيا وسلوفينيا ، مرت كلها بسلام ، لأن الكفار يميزون بين الغث والسمين ، ويعرفون ترتيب الأولويات في حياتهم وتعاملاتهم ، إلا نحن ؟ نحول الأصل فرعا ، والفرع أصلا ، نقلب كل موازين العقل والمنطق ، فنجعل الأخير أولا ، والأول أخيرا ... مفارقات عجيبة نعيشها مع شعوبنا وساساتنا في القرن الواحد والعشرين ؟
وسائل الإعلام ثانيا .
رغم أفولها لحين من الوقت ، إلا أنها رجعت بقوة تغليبا للأنانية المفرطة ، وهي سمات العرب منذ ما قبل الإسلام ، والتي عبر عنها الأديب المصري حسن الزيات ذات يوم بقوله ،(والطباع قلما تتغير بانتقال صاحبها من سكنى الوبر إلى سكنى الحجر ، ومن رعاية الإبل إلى رعاية الناس ). فأصبح الحديث المتداول في شوارعنا إستقاء من وسائل الإعلام عندنا وعندهم - وما أكثرها وتنوعها في زمننا- عدد القتلى والجرحى والمظلومين ، والمهجرين والفارين ، والمفقودين ، والمحجوزين ، وتعداد المحلات المنهوبة بدعاوي الانتقام والمعاملة بالمثل ورصد المستقدمين الفارين في المطارات ؟
وهو ما يخيل للمواطن البسيط الذي يبحث عن لقمة عيشه ، ويشرب الماء الآسن رغم أنفه ، يصدر آيات الإعجاب لما يشهده ؟ من تعطيل لمصالح الأمة بسبب كرة مستديرة طائشة ؟
هل السودان قادر منع الفتنة ؟
حسب التصريحات المعطاة فإن دولة السودان وحكومتها تقدر حجم الضرر من المبارة المصنفة بالخطيرة ، لذا فقد جندت كل امكاناتها المادية والبشرية لاحتواء الفتنة ، رغم محاولات جرها لمناصرة هذا لا ذاك ، وما يظهر جديتها هو التفكير في إقامة حزام أمني على بعد ثلاث كيلومترات من ملعب المريخ ، لا يتم تجاوزه إلا بعد استظهار بطاقة الدخول للملعب ، وتقسيم المدرجات إلى قسمين متكافئين عددا ، يتوسطهما قسم لجلوس الأنصار المنصفين من أبناء السودان المحايدين نظريا ، والمنحازين فعليا لطرف من الطرفين ، مع خروج مـتأخر للفريق الفائز بأنصاره ، منعا للتصادمات والتجاوزات المرتقبة بين الأنصار .
كل هذا يثبت نظريا بأن السودان ستتحكم في الوضع خاصة وأنها جندت أزيد من 15000 جندي أمني للتحكم في الوضع ، غير أن الشحن الإ علامي وما رافقه من تأييد سياسي على مستوى البلدين كفيل ببروز بوادر أزمة قد تتطور إلى ما يحمد عقباه ، والأمل كبير يحذوني في إلغاء اللقاء تماما ، وإجرائه في دول محايدة ،حتى لا تحسب علينا تجاوزات نحن في غنى عنها ،
مع إ جراء فحص شامل لأسباب الأزمة الكروية بين الشعبين، التي أصبحت تصنف تحت خانة كوارث الكرة المستديرة والمرشحة في أخذ مكانها بجدارة في سجلات قينيس للأرقام القياسية .

المواطنة والكرة .
ما ذكرته آنفا في تقديري لا ينقص من وطنيتي وحبي لبلدي الجزائر في شيء ، كل ما لا أريد رأيته هو عودة أبنائنا في صناديق
مقفلة من مغامرة كروية لا تستحق مثل هذه التضحية !
وكم أتمنى بكل جوارحي أن يبلغ الفريق الأخضر ( الخضراء) نهائيات كأس العالم ،
ويثبتوا جدارتهم كما أثبتوها فعلا في خيخون ضد ألمانيا في دورة 1982 ، إلا أن الوصول إلى ذلك لا يتم إلا بالعمل الجاد ، لا بعدد الأنصار و الشحن الإعلامي الزائد الذي يجعل منا بشرا بلا ضمير وبلا وعي . كما أن ابراز حب الوطن لا يقتصر على الكرة ، فهناك الكثير من الميادين التي يمكننا إثبات وطنيتنا فيها ، في البحث ، والإنتاج والإبداع الحضاري بمختلف أنواعه وأشكاله .

الأمل في السودان .... وأهل السودان .
أكف المخلصين ، - الذين يتمنون أن تمر الواقعة بآمان - مرفوعة للسماء بالدعاء ، و أسماعنا وأبصارنا موجهة لأم درمان وملعب المريخ نستجلي منه الخبر اليقين لا عن المنتصر ، وإنما عن قدرة أهل السودان في احتواء الأزمة ، فكل انتصار يحسب حتما للسودان ويُدون بأحبار ذهبية على قراطيس فضية مزدانة بآيات التقدير والإحترام ، لما سيبدونه من إ نصاف وعدل وحسن تدبير في تحويل الضغائن إلى محبة وحسن تنافس بين الفريقين والشعبين .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...لأننا عرب وإخوة ...!!!
- مقابلة مصر الجزائر في الميزان .
- العروبية نزعة معادية للأعاجم والمسلمين .
- الصراع الهوياتي في المغرب الاٍسلامي .
- الولي والمولى ( العرب والموالي )
- الإختلاف الرحيم ، لا الإختلاف الرجيم .
- وجوه متعددة ... بغاية واحدة
- ثورة المظلوم على الظالم .
- هل الصحابة معصومون من الزلل؟
- لبنى والبنطال
- الاباضيون في الجزائر.. أمازيغ أقحاح يا سادة!
- الحضارة ...عربية ؟ أم اٍسلامية ؟
- المسلم / بين نشيد شالكة ، ودموع السبايا .
- هوية الاٍنسان أم هوية اللسان ؟ (3)
- هوية الجزائر/ لغة أم لغات ..؟( ج3)
- هويةالجزائر/ انتماءات وليس انتماء.
- لماذا يكره بعض العرب ابن خلدون .؟
- التاريخ بعيون أمازيغية .
- الوجه المظلم في تاريخ بني أمية .
- قراءة لفعاليات المؤتمر العربي الأول(1913)


المزيد.....




- دجوكوفيتش يجهل هوية مدربه الجديد
- وفاة مشجع لسيمبا التنزاني قبل لقائه الأهلي المصري بربع نهائي ...
- تمثال داني ألفيش يخضع للمحاكمة في البرازيل
- مباراة في -اليوروليغ- تبدأ بدقيقة صمت على أرواح ضحايا هجوم - ...
- سمير نصري يفقد أعصابه في الاستوديو بعد استخفاف الضيوف بشهر ر ...
- الرياضة تحارب الأرق
- زلاتان يتجاهل ميسي ورونالدو في -دوري الملوك-.. فمن ضم إلى ال ...
- ليفربول ومانشستر يونايتد يكافحان -الهتافات المسيئة-
- قيمة ميسي تتراجع مع إنتر ميامي
- يويفا يدرس مخاوف كومان وساوثغيت من قوائم منتخبات يورو 2024


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - الطيب آيت حمودة - مقابلة الجزائر مصر ..أين المفر..؟؟