أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى حقي - انفلونزا الحمير ...؟














المزيد.....

انفلونزا الحمير ...؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 20:19
المحور: كتابات ساخرة
    


لأول مرة يبلغ الانزعاج مداه عند السيد ( أبوصابر ) وبعد نهيق احتجاجي طويل صاخب يدور حول نفسه وهو يخور : لقد فعلها ها الخنزير وسرق الضوء والشهرة مني .. ان العالم كله الآن يردد اسم الخنازير والداء المرافق له .. بينما أنا الصابر ابن الصابر صرت في قائمة المنسيين .. وتساءل لو رَكِبَ على ظهر خنزير طفل صغير لما استطاع حمله وتقافز وحَرِنَ ، أما أخوكم ( أبو صابر) يضعون فوق ظهري كيساً من القمح يتجاوز وزنه الـ100كغ وأسير به عشرات الكيلومترات دون أن أتأفف وكل ذلك تحت لسعات عصا القائد الإنسان .. وبالنتيجة ( الحمار فين والخنزير فين ) ... وجكارة بكل خنازير العالم ومن يقف وراءهم فإنني سأتلبس هاذا المرض وسأعلنه بأحرف عرضة : انفلونزا الحمير ..؟ وسأتحدى به كل تلك الدعاية الكبيرة والأضواء ومئات من المقالات والمقابلات الصحفية ... وانفراداً فإن داء انفلونزا الحمير محصور بشعوب الشرق الأوسط وهم مصابين به منذ القديم ولكن تطور الفيروس من انفلونز جحشية قد انقلب إلى انفلونزا حمارية خاصة بالشرق الأوسط فقط ولن يمر في بلاد الكفرة والخنازير .. وقبل أن أشرح تفاصيل المرض الجائحة القادم سأطلعكم على ملخص لسيرة أشهر حمار عربي في التاريخ الحديث ( حمار الحكيم ) من تأليف الروائي توفيق الحكيم عبر ويكيبيديا الموسوعة الحرة: يبدأ توفيق الحكيم روايته عندما كان يسير صباحا إلى حانوت الحلاق شاهد رجل قروي وقف المارة ينظرون إليه يحدقون بالحمار الصغير و بجمال منظره و رشاقته كان كأنه دمية أبيض كأنه قد رخام كما وصفه الحكيم و قد عرضه صاحبه للبيع فطلب فيه خمسين قرش و لكن الحكيم طلب فيه ثلاثين قرشا فقام أحد الرجال و هو بائع صحف يعرف الحكيم و يبيعه صحفه بجذب الجحش من يد صاحبه الفلاح و قام الحكيم بدفع ثمن الجحش و فجأة تذكر الحكيم أن الثمن الذي حدده للحمار الصغير خرج من فمه دون تفكير أو تدبير كان على سبيل المداعبة و لكن الحمار أصبح ملكه بعد أن دفع ثمنه و وضع الحكيم الحمار له عند صديقه بائع الصحف حتى يذهب إلى حانوت الحلاق و بعد خروجه من حانوت الحلاق أخذ الحمار.

و فكر الحكيم أن يأخذ إلى الريف القريب في مهمة غريبة فقرر أن يأخذه معه إلى غرفته في الفندق ريثما يحين وقت السفر فطلب من أحد الخدم أن يحمل الحمار بين ذراعيه و يصعد به سلم الخدم و يضعه خفية في حمام الغرفة التي يقيم فيها و قام الحكيم بدفع قطعة فضية للخادم لكي ينفذ ما طلب منه ثم توجه إلى غرفته و تأكد من وجود الحمار في حمام حجرته و طلب فنجان قهوة له و فنجان لبن ليقدمه للحمار و لكن الحمار لم يشرب من اللبن الذي وضع له و قد تحير الحكيم منه فقام باستدعاء السمسار الذي اشترى منه الحمار ليسأله عن السبب فقال له السمسار أن هذا الحمار عمره يومان و لا يشرب الحليب إلا بالرضاعة و يذهب الحكيم ليشتري زجاجة حليب من الأجزجي كما يسميه توفيق الحكيم فطلب منه رضاعة تناسب الجحش الصغير فأعطاه زجاجة كبيرة في طرفها ثدي من مطاط و عندما عاد الحكيم و صعد إلى غرفته وجد بابها مفتوحا و تذكر أنه تركه سهوا عند ذهابه و عندما اتجه إلى الحمام لم يجد الحمار لكنه سمع ضحكات رقيقة تنبعث من إحدى الحجرات فمشى نحو الصوت فوجد الحمار واقفا أمام مرآة طويلة لخزانة ملابس يتأمل نفسه إلى جانب فتاة شقراء تضحك و أخبرته كيف أن الحمار كان يتجول في الطابق و يدخل كل حجرة يجد بابها مفتوحا و قد وصف توفيق الحكيم الحمار بقوله يا له من أحمق ! شأن أكثر الفلاسفة يبحثون عن أنفسهم في كل مرآة و لا يعيرون الجميلات التفاتا و عندما قدم الحكيم الرضاعة للحمار رفض أن يشرب فأخذت السيدة الرضاعة و قدمت اللبن للحمار.( انتهى) والآن أثبت لكم من خلال الرواية أن حمار الحكيم لو انه لم يتناول الحليب من يد سيدة جميلة لكان حمار حقاً .. وآن الأوان لأحدثكم عن تفاصيل داء انفلونزا الحمير والذي لابد أنه قادم وحتمي وفي القريب العاجل .. سيصيب الإنسان الشرق أوسطي ودون أية أعراض أولية ودون أن يشعر المصاب انه قد تلبس الداء ولكن وبالفحص الطبي الدقيق سيثبت أن المصاب قد زاد (حمرنة) وحتى الضعف ، وصبراً حتى العظم وخضوعاً وذلاً إلى مابعد الذروة .. وسيكون مواطناً مثالياً في دول الحرية والديمقراطية والأنثى ستضع دُبل نقاب بل سيسيرها الرجل عن طريق الاستشعار عن بعد وستخسر كثير من الكاتبات اللواتي تحدثن أن الإسلام قد ساوى الرجل بالمرأة وأعطاها كل الحقوق ( يا حسافة) وسيعلن الحكام العرب عن أفراحهم وغبطتهم تأييداً لداء انفلونزا الحمير ...؟ ولن يرشق العرب بعضهم بالحجارة من أجل مباريات قدمية ...!؟



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخضر والنعيسة وفيدرالية الوطن العصرية ...؟
- أيهما أكثر صوناً للمرأة ألعقل أم قطعة قماش ..؟
- ضرب المرأة حتى بوردة إهانة وإذلال ..؟
- أيضاً لا لضرب النساء وحتى فى حال استحالة استمرار الحياة الزو ...
- الذئب ....؟
- هل النقاب حرية شخصية أم وسيلة قمع وإرهاب ....؟
- لا لضرب المرأة حتى لو أرادت ذلك ياسيد حمادي بلخشين...؟
- شيخ الأزهر ونقلة عصرية ضد النقاب ...؟
- كيف لنا أن نبني أمجادنا والعقل مقيد مكبل ...؟
- الغزو الإسلامي كان رحيماً بأهل الذمة وأهداهم عمر وثيقته المش ...
- ماذا ينفع تمجيد الماضي التليد مع واقع الحاضر البليد ...؟
- كيف للعلمانية التقدم والمناهج التربوية تتخطاها ...؟
- علماني في وسط اسلامي اين المفر ...؟
- حقوق امرأة باب الحارة بين الاتجاه المعاكس وعكس الاتجاه ...؟
- النصوص المعاملاتية جسر عبور للعلمانية العالمية ..؟
- علماني مسلم... أين هو الخطأ ...؟
- الفارق بين القتل والموت سيف مشرع ...؟
- حتى حركة فتح لم تكن فتحاً للمرأة الفلسطينية...
- لا نعادي الأديان بل كل مايعيق حرية وتقدم الإنسان في كل زمان ...
- الحوار العلماني إحترام وإفهام وليس إرغام ...؟


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مصطفى حقي - انفلونزا الحمير ...؟