أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - ايران وما تعدنا به من تدمير .....















المزيد.....

ايران وما تعدنا به من تدمير .....


فيصل البيطار

الحوار المتمدن-العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من حق الفلسطينين ان يتساءلون عن علاقتهم وعلاقة مشروعهم الوطني ومجمل مستقبلهم بالمشروع النووي الإيراني، كما من حق اللبنانيين والعراقيين ايضا ومعهم شعوب عربيه اخرى ان يقلبوا باذهانهم السؤال نفسه صباح مساء وهي ترى اتساع النفوذ الإيراني وشبكة علاقاته الواسعه التي تنخر بجسد اوطانهم وتمزقها بين ممانعين وهميين معادين - كما يدعون- لوجود دولة اسرائيل وللمشاريع الأمريكيه في المنطقه ، وبين موالين مزعومين الصقوا بهم تهمة موالاة الإسرائبيين والأمريكيين .

لا احد يشك الآن من ان حكم الملالي في ايران الإسلاميه يسعى ومنذ فترة ليست بالقصيره لإمتلاك قدرة نوويه عسكريه انفق عليها حتى الآن عشرات المليارت من الدولارات من اموال الشعب الإيراني المستخرجه من باطن ارض وطنهم وليس من اموال الزكاه او الخمس بكل الأحوال، وتركه هو ليعاني من شدة البطاله وبؤس الفقر ودون رعاية صحيه لائقه، كما ونهبا لإيدلوجيه غيبيه تقرر ودون حياء ان مرشدهم الأعلى لايمكن تغييره فهو في منصبه هذا مؤيد من " الله " وكل معارض له ولهم، مناضلا من اجل حقوق شعبه لن يكون مصيره سوى الإعدام بتهمة ترويعيه تتلائم مع شمولية حكمهم الديني ....... تهمة معاداة الله والرسول، ولا بأس من اعتقال عشرات المئات من الوطنيين وممارسة شتى انواع التعذيب بحقهم والتي تصل لدرجة الإعتداءات الجنسيه على الذكور والإناث منهم سيان، وهم ابطال الركوع والسجود خمس مرات في اليوم الواحد، ولا بأس ايضا من قتل ما يزيد على الثمانين انسانا من المحتجين سلما على تزوير انتخاباتهم الصوريه تلك متسلحين بكل هذا بمباركة من الرب ورسوله . تلك المليارات من عائدات النفط الإيراني تسير باتجاه يتناقض مع مجموع مصالح الشعوب الإيرانيه في تعزيز بنيتها التحتيه وتطويرها بما يمكن من خلق فرص العمل لملايين العاطلين وحل مشاكل السكن لعشرات الألوف من العائلات ومجانية الرعايه الصحيه وتأمين كل مستلزمات الحياه الآمنه لهم . الإنفاق على بناء ترسانه مسلحه ضخمه وعلى مشروع نووي ذو صبغة عسكريه يرهق الخزينه الإيرانيه ويتناقض بالضروره مع نمو اقتصادي متراكم من شأنه ان يعكس نفسه على حياة الشعوب الإيرانيه ذاتها وهي التي قادتهم نحو السلطه بعد سلسله طويله من النضالات كلفتهم الكثير من ابناءهم ومن حياة افضل مؤجله، هذا المشروع يستدعي ايضا وضمن سياق حمايته تقديم المعونات الماليه والعسكريه الهائله لدول في المنطقه واحزاب وقوى مسلحه وشخصيات واجهزة اعلام عربيه تروج للطموح الإيراني في التمدد وتعزيز نفوذهم متسلحين بشعارات مضلله تطلب الموت لأمريكا والموت لإسرائيل دون ان نفهم كيف سيكون هذا الموت بعد ما شاهدناه من موت للبنانيين وتسوية بيوتهم بالارض وحرق مزراعهم وتدمير بنيتهم التحتيه صيف 2006 الأمر الذي تكرر في قطاع غزه نهاية 2008 ودون اي تغيير في حجم القتل والتدمير، وقد لاحظنا كما لاحظ غيرنا تلك الهتافات التي اطلقها المحتجون على نتائج الإنتخابات الإيرانيه المعاديه لحزب الله وحركة حماس، في اشارة لرفضهم مشروع قيادتهم النووي وتكلفة حمايته، وهو الذي لن يكتب له الإستمرار والحياه بكل الأحوال مستذكرين اقدام اسرئيل على تدمير مفاعل تموز العراقي عام 1981 ومفاعلهم هم انفسهم في منطقة دير الزور السوريه عام 2007، وكما الحق الشمولي صدام حسين الخراب بإقتصاد بلده وترك ملايين العراقيين نهبا للجوع والمرض دون ان يمسه هو وبطانته اي اذى، فستلحق الطغمه الدينيه الحاكمه في طهران نفس الخراب بإقتصاد بلادهم والذي سيعكس نفسه على طبقات الشعوب الإيرانيه بمزيد من الجوع والبؤس وليس بالتأكيد على الطبقه المؤيده من الله ورسوله، وستتبخر تلك المليارات بضربه جوية اسرائيليه قصيره لامفر منها، وساعتها لن يتفوق الرد الإيراني العسكري على رد صدام حسين البائس الا بما تمتلكه من ادوات عربيه تحركها بأموال الشعوب الإيرانيه كيفما شاءت وساعة ارادت، وقد بشر السيد حسن نصر الله ذات مره شعبه اللبناني من ان حزبه لن يقف مكتوف الأيدي اذا ما تعرضت ايران لإعتداء اسرائيلي متفاخرا بتبعية حزبه لها وبانه احد الأعضاء في حزب ولاية الفقيه، وقد لا يشذ ابطال الإخوان المسلمين في قطاع غزه عن اخوانهم في حزب الله رغم انهم جميعا تركوا الغزيين وممتلكاتهم ومؤسساتهم الخدميه نهبا للآله العسكريه الإسرائيليه موجهين نيران اسلحتهم الإعلاميه والدعائيه الواسعه نحو مصر الدولة، فهذا اسهل لهم بالطبع واقل كلفه، بل تعبيرا عن عجز بنادقهم على مواجهة الإعتداءات الإسرائيليه المجرمه، ثم الموت لإسرائيل .... الموت لأمريكا .

مشروع ملالي ايران قد يكون اعقد قليلا عما كان عليه زميله الصدامي، فايران تمتلك اليوم ابواقا اعلاميه ضخمه ممثله بقنوات فضائيه ناعقه وصحف غير مقرؤه ترزقها بما يمكّنها من الصدور والإستمرار وشخصيات واقلام من بقايا القوميين العرب على شتى منابعهم ومشاربهم وجدوا في بيت المال الإيراني بديلا عن كوبونات النفط الصداميه، وتنظيم واسع لدولية الإخوان المسلمين قادره على حشد الأنصار والمؤيدين لشعار الإسلام هو الحل ودفعهم للشوارع العربيه نهارا والعوده لبيوتهم مساء وكأن شيئا لم يكن وبعد ان تكون اصواتهم قد بحت من الزعيق والنعيق هاتفين بحياة ذاك وسقوط آخر، لكن الأهم من هذا كله، انها تملك قوى على الارض في لبنان وغزه تم تسليحها وتدريبها ونفخ جيوبها بأموال فقراء ايران وبحوزتها عدد ليس بالقليل من صواريخ الكاتيوشا ايرانية الصنع مما يمكنها من قصف مدن اسرائيليه محاذيه للشريط الحدودي اللبناني والغزي بل وقادره على الوصول للعمق الإسرائيلي وقصف مدنه الهامه، الأمر الذي لن يطول زمنيا ولن يمسح دولة اسرائيل من على خارطة المنطقه كما اراد لنا السيد نصرالله ان نصدق ونقنع به، لكنه سيلحق خرابا جديدا في ممتلكات المدنيين في كل من لبنان وقطاع غزه واعادة تدمير بناهم التحتيه وقتل وتعويق مزيدا من الوف البشر دفاعا عن ايران ونفوذها في المنطقه المعزز بمشروعها النووي العسكري، ولم يكتمل بعد بل ولم يباشر في القطاع حتى الآن اعادة اعمار ما دمره عدوان 008/009 . وهنا وكما اشرنا اعلاه سوف تتساءل شعوب فلسطين ولبنان عن علاقة برامجها الوطنيه، الإقتصاديه والسياسيه بالمشروع النووي الإيراني متلمسه بوضوح مردوده السلبي على طموحاتها في لحمة اطياف اللون السياسي في بلدانها تمهيدا لبناء اوطان طال استعمارها وخرابها تحت رايات حزب الله الصفراء واخوان غزه الخضراء .

قلنا وما زلنا عند قولنا من ان المشروع النووي العسكري الإيراني ليس بهدف ازالة اسرائيل من الوجود وهو لن يتمكن من هذا حتى لو تم بناءه وتوفرت معه النيه، فالميزان العسكري لقوى الطرفين لا يرجح كفته الإيرانيه، مع استبعادنا واستبعاد عقلاء ايران ومهوسيهم لمثل هذا الخيار بما يعنيه من تدمير كلي وشامل ليس لمشروعهم التوسعي فقط بل ولسلطتهم الدينيه الطامحه لنشر مذهبهم الديني، القصد من مشروعهم النووي هو فقط تعزيز انتشارهم ونفوذهم في اوساط دول وشعوب المنطقه ودعوه للقيادات العربيه والمجتمع الدولي للقبول بإيران كقوه مقرره ومتسامحه بنشر المذهب الإثني عشري وفق مبدأ ولاية الفقيه الغريب عن فقه الشيعه الإثني عشريه والذي جاء به فقها وعملا مؤسس الجمهوريه الإيرانيه الإسلاميه ومرشدها الأول الخميني الراحل، رغم معارضة مرجعيات شيعه كبيره يتبعها من المقلدين ما يحسب بالملايين من الناس وخصوصا في العراق، منذ ذلك الوقت وحتى الآن، التدخل الإيراني الفظ بشؤون العراق الداخليه لم يكن بهدف محاربة الشيطان الأكبر إنما وبالأساس بقصد نشر مبدأ ولاية الفقيه الذي لا يجد له صدى واسعا في اوساط شيعة العراق حتى الآن، والذي من شأنه في حالة تحققه ان ينزع عن العراق وطنيته واستقلاليته ويحوله الى مجرد تابع للفقيه الإيراني يأتمر بأمره وينفذ سياسته على طريقة لاوطنية حزب الله اللبناني وتبعيته المطلقه للفقيه المنصّب بأمر من الله مدعوما برسوله وآل بيته، وهذا الذي يقودنا لفهم حجم التدخلات السنيه المقابله بزعامة المملكه السعوديه ليتحول العراق لساحة اقتتال دامي بين معسكرين كلاهما مسلح بأيدلوجيه غيبيه دمويه وقود نيرانها عشرات الألوف من كادحي ابناء الطائفتين وطوائف واديان اخرى وخراب اقتصادي واجتماعي شبه كامل، هذا الأمر يتكرر الآن في اليمن غير السعيد بقيادة دكتاتوريات البزات العسكريه، التي لم تُلحق تجربتها الشموليه في الحكم سوى المزيد من الإفقار لطبقات الشعب اليمني المسحوقه ومزيدا من التهميش لطائفه دينيه ولحساب طائفه اخرى، الأمر الذي احسن قادة ايران استغلاله في تحويل الشيعه الزيديه هناك، وهم الأقرب فقها الى المذاهب السنيه، الى شيعة اثني عشريه تأتمر بأمر الولي الفقيه الإيراني، والنتيجه حتى الآن، اكداس من القتلى والمهجرين اللاجئين في الخيام بعد تدمير قراهم وممتلكاتهم وانسداد ابواب ارزاقهم . نعم يتحمل النظام اليمني الفئوي والإلحاقي كل مسؤولية القتل والتهجير برفضه للآخر وحرمانه من حقوقه السياسيه والدينيه، وبالأساس تمسكه بالسلطه واعراضه عن تداولها سلميا وعن طريق صناديق الإقتراع وبشكل نزيه وشفاف، كل هذا لايبرر للزيديين ارتهانهم للمشروع التوسعي الإيراني ونقل حربه الى جنوب المملكه السعوديه، الأمر الذي لن تقبل به السنه الوهابيه هناك وستلاحقه بكل قسوه داخل الأراضي اليمنيه على الرغم من نفي الطرفين السعودي واليمني لهذا الأمر، الحراك اليمني الجنوبي لم يلجأ للسلاح لإستعادة استقلاله الوطني المسروق على يد الديكتاتوريه العسكريه بقيادة الزيدي " علي عبدالله صالح " ، لكنه يحقق على الأرض جمله من الإنتصارات والإلتفاف الشعبي المتنامي بلجوئه لأشكال سلميه من النضال متنوعه وفاعله بنفس الوقت، وهو ما كان على الشيعه الزيديه ان تختبره اولا وبشكل جدي وواسع لا اللجوء الى السلاح والإرتهان لمشروع ولاية الفقيه والإرتباط به فقها بعد ولاء لفقه الثائر " زيد بن علي " دام مايزيد على ثلاثة عشرقرنا من الزمان .

مشروع ايران النووي العسكري الداعم لبرنامج توسعي مذهبي ليس مكلفا فقط ويأتي على حساب شعوب ايران المنهوكه اقتصاديا، بل ويبشر بخراب اقتصادي جديد لشعوب عربيه تتحمل هي وليس حكامها نتائجه المدمره، ويبشربمزيد من دماء ابناءها التي تذهب هدرا دون اي عائد . وهو وبشكل خاص يعمل على تعطيل الإئتلاف الوطني الفلسطيني واستعادة لحمة الأرض والبشر كمقدمه لمرحلة نضالية جديده نحو دولة فلسطين المستقله وعلى كامل الأراضي المحتله عام 67 بعاصمتها القدس .




#فيصل_البيطار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات خليل الدليمي المهزله ... 2 من 2
- مذكرات خليل الدليمي المهزله...1 من 2
- وانتهت رحلة حماس ...
- لا إتفاق فلسطيني ... فما الحل ؟
- سوريا والتزاماتها مع دول الجوار .
- القائمه المفتوحه ... خيار الشعب العراقي .
- سوريا ما زالت بعيده ...
- حماس واكذوبة المصالحه الفلسطينيه .
- شهادة - حيدر- وشهادتي...عن المجاهدين المنافقين .
- قدسية المسجد الأقصى ... بين الدين والسياسه .
- لسايكس – بيكو ..... لا عليها / رؤيه واقعيه تدحض اوهام القومي ...


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فيصل البيطار - ايران وما تعدنا به من تدمير .....