أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلامي!















المزيد.....

دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلامي!


فارس محمود

الحوار المتمدن-العدد: 859 - 2004 / 6 / 9 - 05:01
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد جوبهت الانتهاكات البشعة التي قامت بها القوات الامريكية تجاه الاسرى والمعتقلين العراقيين في سجن ابو غريب" بحملات استنكار وشجب لم تقتصر على العراق فحسب، بل سائر بلدان العالم. وتفاوتت هذه الاعمال من تنديد وشجب هذه الممارسات الى اقامة التظاهرات والاعتصامات والتجمعات. ومن الطبيعي ان يجبر الجميع على ان يقولوا كلامهم لان السكوت في حالات كهذه لايعني سوى ان تقوم بتهميش نفسك بمحض ارادتك. وعليه، في مثل هذه الاحداث تتناول كل جهة المسالة بشكل يعبر عن ماهيتها واهدافها وتصوراتها السياسية وفي المطاف الاخير، نظرتها للانسان. على سبيل المثال، لقد امطر الكونغرس الامريكي، على حد تعبير جريدة "واشنطن بوست"، رامسفيلد قصفا اثنا استجوابه حول فضيحة سجن ابو غريب وذلك لان هذه الممارسات تسيء الى صورة ونظرة العالم الى امريكا (!!) و"تشوه سمعتها"!! و انها ستشدد من غضب الاسلاميين والارهابيين وبالتالي تراق دماء اكثر من الشباب الامريكي في العراق!! اي ان مايقض مضجعهم ليس هو الانتهاكات ذاتها بحق اناس اسرى عزل، اي ليس انسانية الانسان المعتقل في ابو غريب وضرورة صيانة كرامته وجسده من اي تطاول، بل "سمعة امريكا" والخوف العنصري على الجنود الامريكيين النابع من الاستعلائية القومية.

بيد ان جماعة اسلامية في العراق باسم "الحزب الاسلامي العراقي" يدق قلبها لشيء اخر. اذ صرح احد اعضاء المكتب السياسي لهذه الجماعة، "تابع مكي"، اثناء اعتصام قام به الحزب امام سجن ابو غريب: ان احد المطاليب الاساسية للمعتصمين هو اطلاق سراح جميع المعتقلات فوراً. واستطرد:"ان اطلاق سراحهن جميعاً او بعضهن كفيل بانهاء هذا الاعتصام. فاطلاق سراح امراة واحدة خير لنا من اطلاق سراح 100 من الرجال"!!! (خط التاكيد مني).

بدءا اقول ان اي مطالبة باطلاق لسراح المعتقلين لهو مطلب عادل ومشروع وهو امر لايستدعي الدفاع عنه فحسب، بل النضال من اجله. ولكننا هنا امام حالة اخرى تختلف كثيراً. ان سؤالاً يطرح نفسه هنا: لماذا يعد اطلاق سراح امراة خير من اطلاق سراح 100 رجل؟! ما سر هذا الامتياز والافضلية اللذان هطلا اليوم على المراة؟! وما هي حقيقة هذه الـ"خير لنا"؟! اي عصا سحرية حولت المراة، وبين ليلة وضحاها، من كائن مسلوب الحقوق والحريات في مجتمع ذكوري يتمتع فيه الرجال بالف حق وحق حرمت منه النساء، مجتمع تتخلل كل مسامات جسده دونية المراة وعبوديتها الى كائن "خير" من 100 رجل؟!!! اي شيء عظيم اقتضى هذا التحول؟!!

علينا ان لانتوهم بالامر. ان اصرارهم حول ادامة الاعتصام لحين اطلاق سراح كل النساء او بعضهن ليس نابع من حنقهم على ما تتعرض له المراة من اذى داخل السجن. كما انه ليس نابع من كون جسد المراة "اقل تحملا" للتعذيب، وهو الامر الذي قد يعتقد به البعض. انه ليس نابع من القلق على مشاعر وجرح الاحساس الانساني للمراة بشخصها. ان مايقف وراء ذلك بالضبط هو منطق "ان شرفنا عند الاخرين". انه ليس بمكان امين!! انه يعادل ويستحق مئات الرجال. ولكن ما ان يعود "الشرف الذكوري" للبيت حتى تاخذ المراة مكانتها الواقعية والحقيقية، كائن مهمش مسلوب الارادة والحقوق عرضة لاهواء هذا او ذاك. انهم يتباكون على انفسهم.

ليس لهذا المطلب اي صلة باحترام وتقدير اكبر يقر للمراة. ان الاجواء التي يستمد منها هذا الطرح ماءه هو الوجه الاخر لنفس معاداة المراة ومناهضتها. ان تباكيهم على اطلاق سراح المراة لاينبع من كونها انسان يجب ان لايعتقل بدون مبرر معلوم اواثبات تهمة. انه ينبع من انوثتها، من الخوف على "شرفها الذي يجب ان لايثلم"، من القلق على "الحط من كرامة رجال عائلتها وعشيرتها". ان وجود امراة في سجن شهد حالات كثيرة للاعتداء والاغتصاب الجنسي لهي مادة لجعل رؤوس العائلة والعشيرة "منكسة"!!. انه محوره هو النظرة الاسلامية-الشرقية العشائرية المتخلفة للمراة. ان نفس هذا التصور الذي يضخم من مسالة سجن المراة يفرض اعباء جسيمة اضافية مرهقة على المراة. انه يضع قيد رهيب على رقبتها. لايحررها. لايمد يد العون لها. لايوظف امكانات المجتمع من اجل الخلاص من اثار هذا الكابوس على حياتها او يزيله من تفكيرها. ان هذا التفكير هو الذي يضخم الكابوس ويعمق معاناة المراة. في اي مجتمع متمدن، تكون الاولوية هي كيفية ازالة الاثار النفسية والمعنوية للسجينة باسرع فترة ممكنة، وكيف توفر الاجواء الانسانية الراقية لانتشالها من هذه التجربة المريرة. تتجسد الاولوية في منح المراة القوة والزخم المعنوي لمواصلة الحياة. لكن، وبفضل سيادة هذه الاجواء الاسلامية العشائرية المدمرة والمحطمة للمراة، تدفع المراة نحو دمار وانكسار متعاظمين. بيد ان دعاة هذا الطرح ابعد من ان يكون لهم اي صلة بدفع المراة نحو منح المراة هذا الزخم.

ان عذابات المراة في ظل اجواء هيمنة هذه التصورات لهي اشد واقسى بمئات المرات من السجن. ان المراة السجينة وهي في سجنها تفكر كيف تعيش غدا خارجه. باي وجه ستقابل اهلها واناس محلتها وهي الخارجة من سجون الاغتصاب والانتهاكات الجنسية؟! ماذا سيحل بمستقبلها ونظرة الناس لها؟ سيغدو سجنها الذي لاذنب لها به عارا عليها يكتب على جبينها الى اخر عمرها. سيحدد السجن مصيرها، مستقبلها، مكانتها في العائلة ودرجة احترام المجتمع لها. انها ستدفع ثمنا غالياً. في مجتمع مناهض للمراة، يستقبل الرجال المطلق سراحهم بالزغاريد والهلاهل ونثر الحلويات من قبل الاهل والاقارب والمحلة كما تعرض ذلك القنوات الفضائية، ولكن المراة تدلس للبيت، وهي مجلببة برداء العار والفضيحة، خوفا من رؤية احد لها.

ان كلمات المذكور لهي امر يمكن فهمه (يمكن فهمه ولا اعني يمكن تبريره والدفاع عنه) لو ان دعاته كانوا جماعة فيمنستية مثلاً. بيد ان يكون صاحب هذا الطرح جماعة اسلامية فهذا شيء اخر يختلف تماماً ويتعقب اهداف تختلف كلياً. ليس لهذه الكلمات اية صلة بالدفاع عن المراة. انه الوجه الاخر لاضطهاد المراة والحط من كرامتها. ان هذا الطرح ينتمي الى نفس المنظومة الفكرية-الاجتماعية التي تستعبد المراة وتدوس على كرامتها مئات المرات يوميا. تدفع المراة ثمن هذه المنظومة في كلا الحالتين وذلك فقط لانها امراة: في الحالة اليومية وفي حالة كونها سجينة. ان نفس الرؤية التي تطالب باطلاق سراحها لن ترحمها غداً. ان هذا ما تدركه المراة جيدا وما تعاني منه اشد المعاناة. ان تاريخ التقليد السياسي-الاجتماعي لهذا التيار، الاسلام و الاسلام السياسي، لهو تاريخ دونية المراة واستعبادها. ان اول سيف تمتشقه جماعات الاسلام السياسي في اية بقعة اقتدروا فيها بوجه النساء. انهم يستهلون اعمالهم بفرض الحجاب على المراة ومصادرة حقوقها. ولهذا لايمكن ان ياتون بخير للمراة ابداً.
ان الدفاع عن المراة يستلزم الدفاع عن المعتقلين والاسرى بدون قيد او شرط. الدفاع عنهم كانسان وفقط كانسان. ليس ثمة افضلية او امتياز لاحد على احد، ناهيك عن مئة مرة!!. ان الدفاع عن المراة يستلزم الخلاص من رؤية تابع العاني وامثاله جماعات الاسلام السياسي من بن لادن والزرقاوي والصدر والحكيم الذين رغم اختلافاتهم ينهمون من نفس الماعون، ماعون الاسلام المناهض لكل شيء انساني.



#فارس_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكانة منصور حكمت في الماركسية!
- أ ثمة حدود لارهاب الاسلام السياسي؟!
- وغدا اليوم طالباني ملكاً اكثر من الملك!
- يجب التصدي للعناق الدموي الامريكي- البعثي!
- انهم يبغون -دفن الحقيقة-!!
- بيان تأسيس حملة من اجل محاكمة صدام وقادة النظام البعثي!
- جماهير العراق اكثر تقدما من قانونهم! كلمة حول -تحررية- قانون ...
- بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الايرانية مقابلة مع قادة وفعال ...
- ان هدير -ينار محمد- قد انطلق، لن توقفه التهديدات الرخيصة للا ...
- ان وراء الاكمة ما ورائها! كلمة حول طرح -فيدرالية المحافظات
- اوضاع الاطفال في العراق الان!
- يجب وضع حد لتطاول الحوزة وزمرة مقتدى الصدر العميلة والمأجورة ...
- منازلة قطبي الارهاب العالمي! جماهير ايران والعراق في مقدمة ص ...
- الديمقراطية ام مأزق السياسة الامريكية؟! على هامش خطاب بوش ال ...
- تخرصات الارهابيين المفلسة! رد على جريدة الحياة العراقية
- نداء فارس محمود الى جماهير الناصرية حول إشتداد الصراع للسيطر ...
- صراع جبهتان! حول تظاهرة اتحاد العاطلين في الناصرية
- كابوس مؤرق على الابواب!!
- اللامي يقرء كتابات الحزب الشيوعي العمالي بنظاراته الشعبوية!! ...
- ثقافة التسقيط-.. ثمرة الاستبداد القومي- الاسلامي*


المزيد.....




- السعودية.. فيديو دموع امرأة مغربية في الحرم ردا على سؤال يثي ...
- شاهد..امرأة في مصر تؤدي دور المسحراتي خلال رمضان وتجوب شوارع ...
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة والإعل ...
- صلة رحم.. معالجة درامية إنسانية لقضايا النساء
- السعودية تترأس لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة رغم ان ...
- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فارس محمود - دونية المراة بلبوس -اطلاق سراح المعتقلات- رد على مسؤول اسلامي!