أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - بعض من ملامح -البديل- الفلسطيني














المزيد.....

بعض من ملامح -البديل- الفلسطيني


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2829 - 2009 / 11 / 14 - 14:20
المحور: القضية الفلسطينية
    


ثمَّة "لا" فلسطينية مزدوجة، يمكن ويجب اتِّخاذها، أو اتِّخاذ الاستمساك والتشبُّث بها الآن، أو من الآن وصاعداً، مَدْخلاً لفترة انتقال سياسي ـ إستراتيجي في اتِّجاه إنشاء وتطوير ما يُكْثِر فلسطينيون من الحديث عنه، في الوقت الحاضر، ألا وهو "البديل".. البديل مِمَّا هم عليه من حالٍ أفضى إليها نهج سياسي ـ إستراتيجي، تسبَّب بـ "عبثية" ما سمِّي "مفاوضات السلام".

الـ "لا" الأولى، والتي أظهر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ميلاً قوياً إلى الثبات عليها؛ لأسباب عدة، في مقدَّمها أنَّ القيادة الفلسطينية تكف عن الوجود إنْ هي حوَّلتها إلى "نعم"، هي "لا" لعودة الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات مع إسرائيل قبل أن تُوْقِف حكومة نتنياهو الاستيطان وَقْفاً تاماً شاملاً، ولو ظهرت "فتاوى سياسية وقانونية" تَظْهَر فيها هذه الـ "لا" على أنَّها موقف متعارِض مع ما اتَّفَق عليه الفلسطينيون مع الإسرائيليين في شأن الاستيطان، فإنَّ من الصعوبة بمكان أن يتوفَّر الفلسطينيون على إنشاء وتطوير "بديل سياسي ـ إستراتيجي" قبل أن (أو إذا لم) يصحِّحوا كثيراً من الأخطاء التي، عن جهل أو ضعف أو عمَّا هو أسوأ منهما، ارتكبوها في حقِّ أنفسهم وقضيتهم القومية.

ويستطيع الفلسطينيون تسليح تلك الـ "لا" الضرورية منذ 16 سنة من المفاوضات بينهم وبين إسرائيل، بـ "ذريعة" هي أنْ ليس لديهم ما يَضْمَن أن تُقام لهم دولة في خلال سنتين من التفاوض المُقْتَرِن بما تسميه السيِّدة كلينتون "كبح (أو تقييد) الاستيطان".

أمَّا الـ "لا" الثانية، والتي ينبغي لكل القيادات الفلسطينية أن تتواضع عليها فهي "لا" لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية إذا لم يصبح في حُكْم المؤكَّد أنَّها ستشمل، في الوقت نفسه، قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية.

إذا تعذَّر على القيادات الفلسطينية المتناحرة بما يؤدِّي دائماً وحتماً إلى نحر مزيدٍ من القضية القومية للشعب الفلسطيني أن تتوصَّل إلى "الإيجابي" من الاتِّفاق، أي إلى ما يسمُّونه "المصالحة"، فَلْتتوصَّل إلى "السلبي" منه، أي الاتِّفاق على أن تُحْسِن وتجيد إدارة النزاع والخصومة بينها. وفي "لعبة" لا بدَّ منها، نرى حركة "فتح" التي دعت إلى إجراء تلك الانتخابات، ترفض إجراءها؛ لأنَّ حركة "حماس" ترفض أن تشمل قطاع غزة؛ وحركة "حماس" التي ستدعو إلى إجراء الانتخابات، بحسب فرضية ما، أو توقُّع ما، ترفض إجراءها؛ لأنَّ حركة "فتح"، وعملاً بمبدأ "المعاملة بالمثل"، رفضت أن تشمل الضفة الغربية؛ وكلتا الحركتين ترفض إجراء الانتخابات؛ لأنَّ إسرائيل رفضت أن تشمل القدس الشرقية.

أمَّا الغاية الكامنة في كل ذلك، أي في العمل بمقتضى هذا "الاتِّفاق السلبي"، أو تلك "اللعبة"، فهي "التصفير (العملي)" لشرعية كل هيئات السلطة الفلسطينية (الرئاسة، والحكومتان، والمجلس التشريعي).

وأحسب أنَّ هذا "التصفير"، أي جَعْل تلك الشرعية صفراً من الوجهة العملية والواقعية، يمكن ويجب أن يبدأ انطلاقاً من قرار الرئيس عباس عدم ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية.

وفي مناخ هذا "التصفير"، الضروري فلسطينياً الآن، تعود السلطات القيادية الفلسطينية جميعاً إلى أصولها، فقطاع غزة، الذي ما عاد فيه من وجود شرعي لحكومة هنية والمجلس التشريعي، تهيمن عليه حركة "حماس"؛ والضفة الغربية، التي ما عاد فيها من وجود شرعي لرئاسة السلطة، وحكومة فياض، والمجلس التشريعي، تهيمن عليها حركة "فتح" ومنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة محمود عباس.

وهذه الـ "لا" الفلسطينية الثانية (الانتخابية) يمكن ويجب أن تقترن بتواضع القيادات الفلسطينية جميعاً على "وَقْفٍ مؤقَّت (برغماتي)" لكل مقاوَمة بالسلاح مهما كان شكلها، والتأسيس، في الوقت نفسه، لمقاومة شعبية سلمية واسعة منظَّمة متعدِّدة الشكل والصورة والأسلوب، وصولاً إلى الزجِّ بـ "الشعب" نفسه في هذا الصراع الجديد.

إنَّ "التصفير (العملي الواقعي)" لخيار "الحل عبر التفاوض"، من خلال الثبات على الـ "لا" الأولى، و"التصفير (العملي الواقعي)" لشرعية هيئات السلطة الفلسطينية، من خلال الـ "لا" الثانية، مع عدم إعلان "حل السلطة" أو "إلغاء أوسلو" وما وُقِّع من اتفاقيات مع إسرائيل، وإطلاق تلك المقاوَمة الشعبية، هي أهم ثلاثة أشياء يجب تحقيقها، توصُّلاً إلى بدء فترة انتقال سياسي ـ إستراتيجي، يتطوَّر في سياقها ما يسمَّى "البديل".

وهذا الرأي، الذي نقول به، له جانبه "الإجرائي"، الذي لا يقلُّ أهمية، فالقيادة العليا للمنظمة و"فتح"، وعلى رأسها الرئيس عباس نفسه، ينبغي لها أن تغادِر المناطق الفلسطينية التي يُحْكِم الاحتلال الإسرائيلي قبضته عليها، فإسرائيل التي قتلت ياسر عرفات لن تتورَّع عن تغييب "قيادات الصفِّ الأوَّل" بالاغتيال أو الاعتقال..

وتوسُّعاً في هذا الجانب الإجرائي المهم، نقول إنَّ "المغادَرة" يجب أن تشمل كل قيادي فلسطيني لا يستطيع (لأسباب موضوعية) الانتقال إلى العمل تحت الأرض، أي إلى العمل السرِّي، فإنَّ شيوع "العلنية القيادية" في كنف الاحتلال الإسرائيلي هو من أهم أسباب عجز القيادة الفلسطينية عن تحرير نفسها، وشعبها، من سياسةٍ، ثَبْت وتأكَّد تعارضها مع المصالح العليا للشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق، أرى ضرورةً أيضاً لقمَّة عربيةٍ تقرِّر أنَّ كل عاصمة عربية تُتَّخَذ مقرَّاً لجامعة الدول العربية ينبغي لها أن تكون، في الوقت نفسه، مقرَّاً رسمياً لمنظمة التحرير الفلسطينية، بصفة كونها الممثِّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

ومع نجاح الفلسطينيين في بدء فترة انتقال سياسي ـ إستراتيجي كهذه، يصبح ممكناً إصلاح وتطوير المنظمة، وتعزيز صفتها التمثيلية من خلال ضمِّ "حماس" وغيرها إلى صفوفها ومؤسساتها وهيئاتها القيادية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هي -المادة-.. وكيف يُمْسَخ مفهومها ويُشوَّه؟
- كيف تُدَجِّن شعباً؟
- خرافة -الدولة- في عالمنا العربي!
- -قرار عباس-.. كيف يمكن أن يوظَّف في خدمة الفلسطينيين؟
- السَّفَر في الفضاء.. كيف يكون سَفَراً في الزمان؟
- بلفور.. -الأسلمة- بعد -التعريب-؟!
- الحُبُّ
- 90 في المئة!
- خيار -السلام- أم خيار -اللا خيار-؟!
- -بالون أوباما- إذ -نفَّسه- نتنياهو!
- فساد شيراك..!
- في التفسير الميثولوجي للتاريخ.. والسياسة!
- في مديح وهجاء -وادي عربة-!
- قيادات فضائية!
- ما هي -الدولة-.. عربياً؟
- بوستروم.. لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيَّاً!
- في الجدل الانتخابي العراقي!
- نحو حل -الدولتين الفلسطينيتين- للنزاع بين الفلسطينيين!
- الفأس والرأس.. اللقمة والرأي!
- غولدستون -المسار- هو الأهم من غولدستون -التقرير-!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - بعض من ملامح -البديل- الفلسطيني