أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عاشق البقرة














المزيد.....

عاشق البقرة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 22:26
المحور: كتابات ساخرة
    


كان اعضاء البرلمان العراقي في حركة مستمرة جيئة وذهابا بين اروقة البرلمان يوم أمس اذ كان عليهم ان يبدأوا اجتماعهم المخصص لمناقشة العنف الاسري واضطهاد الزوجة قبل ساعتين ولكن رئيس الجلسة لم يحضر خصوصا وانه يحتفظ بكافة التقارير والاحصائيات الخاصة بهذا الموضوع.
واخيرا حضر رئيس الجلسة وصعد على المنبر بعد ان التم شمل القوم واستهل كلمته بالاعتذار عن التأخير فقد كانت لديه مواعيد عدة لم يستطع تأجيلها . وكالعادة اختار عضو البرلمان " ابو العتاوي" مكانه المفضل جنب صديقه الحميم "ابو اللب" المولع بتقشير اللب الابيض ورمي القشور على كراس الاخرين الفارغة حتى لايلومه احد على "توسيخ" قاعة الاجتماعات.
مازال رئيس الجلسة يخطب في القوم ولكن "ابو العتاوي" كعادته هو وصديقه لم يهتما كثيرا لما يقول فهما دائما لديهما "سوالف" يقتلان بها وقت الاجتماع واذا حان وقت التصويت فهما يرفعا ايديهما بحماس ملحوظ تاييدا لما جرى وما نوقش.
بعد اقل من نصف ساعة فتح باب النقاش واستدار "ابو العتاوي" نحو صديقه قائلا:
اتدري ياصديقي اني احب البقرة لا بل اعشقها بكل جوارحي.
سأله صديقه ضاحكا:
هل لي بمعرفة السبب ايها العاشق الولهان.
وهنا اضطر "ابو العتاوي" ان يرفع صوته بعد ان علت حدة النقاش بين الاعضاء حول العنف الاسري واضطهاد الزوجة من قبل زوجها والمجتمع.
قال "ابو العتاوي" لصديقه:
سأقول لك بالتفصيل سبب ذلك، رأس البقرة خلق من اجل "الباجة"، الله .. ما أحلى مذاق المخ وهو يذوب بين الشفتين اما اللسان فحدث ولا حرج انه قطعة لحم لايمكن ان يتصور مخلوق مدى حلاوتها مع "العنبة".
جر "ابو العتاوي" نفسا عميقا ثم اكمل:
بعد ان اكملنا الراس نأتي الى بطن المحبوبة البقرة ونبدأ بالكبد الذي نقليه مع البيض ليكون افطارا رائعا واذا اردنا ان نضع بعض البهارات والتوابل الاخرى على "الكلاوي" لتكون وجبة شهية جدا ولكن حاذر فالاكثار منها يؤدي الى زيادة الكولسترول والذي اصاب داعيك ومايزال يعاني منه حتى الان. ولابد بعد ذلك من متخصص في حشو الامعاء بالرز واللحم المثروم .. صحيح انها عملية مجهدة ولكن نتائجها تنال استحسان الآكل،، ثم ناتي بعد ذلك الى السيقان التي تقطع بعناية وتفصل عنها الاظلاف وتكسر الى قسمين وتغلى في الماء الحار لمدة عشر دقائق ثم يبدل الماء المغلي بماء آخر وتكون قد حضرت البصل والثوم والبهارات و "الكركم" واوراق القرفة وتغلي كل هذا مع السيقان لمدة ساعة كاملة... ثم تأتي بعد ذلك مرحلة التذوق ولاتنسى ان تصيح بأعلى صوتك "ياسلام وياسلام" ثم تضع الشوربة في صحن والكراعين - اي السيقان¬- في صحن آخر وتبدأ مهمة الاكل ولكن على مهل حتى تعرف قيمة البقرة المعشوقة.
سكت "ابو العتاوي" ثوان ثم سأل صديقه "ابو اللب"
بربك اليس من حقي ان اعشق البقرة دون غيرها من الكائنات الحية.
رد" ابو اللب"
والله معك كل الحق ولكن الا تدري اننا بقينا وحدنا في القاعة بعد ان انفض الاجتماع ولا ندري هل اتخذوا قرارا ما أم لا.
ضحك "ابو العتاوي" قائلا: وهل تعتقد انهم سيتخذون قرارا في اي موضوع خصوصا موضوع اضطهاد المرأة .. ان شعارهم – وسترى مدى صحة كلامي بعد قليل- هو التأجيل لعدم التوصل الى اتفاق جدي يمكن من خلاله التوصية باصدار قانون خاص هذا اذا لم توضع التقارير وملف الموضوع بكامله في الادراج.
ملاحظة من الكاتب: وصل الان اكثر من خمسين قانونا ينتظر الافراج واطلاق السراح من بين الادراج بعد ان ظلت هذه القوانين حبيسة هناك لاكثر من ثلاثة اعوام وما زالت... ياحسرتي عليك ياعراق.





#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الزوجة الدبلوماسية تستعرض عضلاتها في مطارات العالم
- حتى الرضيع ايها الناس يحمل جواز سفر عراقيا دبلوماسيا
- ألا بؤسكم من مسلمين
- البرادعي.. انت كذاب ياسيدي
- نحباني للو
- الحجاج يتلهفون على الحمامات التركية الشعبية
- ياصياد السمك .. اريد -بنية-
- رسالة من بيت الموتى الى الدول الثمانية
- أين العدالة ايها الناس?
- رسالتي الثانية الى رب العزة
- انا ابن الله .. وليخسأ الخاسئون
- ايها العرب أتركوا فلسطين واركضوا نحو كشمير
- أفكار بصوت عال .. لمن يسمع
- الامام الحسين بين ولاية الفقيه والموت من أجل السلطة
- الامام الحسين بين حافظ اسد وحسني مبارك
- كلهم في الجنة ..بأمر الهي وغصبا على اصحاب اللحى
- المساواة بين الرجل والمرأة ... اسطوانة مخرومة
- -اللوتو- مضمون اذا رشحت للبرلمان العراقي
- رجل الدين المعتدل ... عملة صعبة هذه الايام
- ألرائحة النتنة تأتي من البشير هذه المرة


المزيد.....




- الموسيقى الحزينة قد تفيد صحتك.. ألبوم تايلور سويفت الجديد مث ...
- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- صدور ديوان الغُرنوقُ الدَّنِف للشاعر الراحل عبداللطيف خطاب
- صدر حديثاً رواية - هذا أوان الحبّ- للأديبة الفلسطينية: إسرا ...
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - عاشق البقرة