أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد علي محيي الدين - قانون الانتخابات ..انقلاب على الدستور














المزيد.....

قانون الانتخابات ..انقلاب على الدستور


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 18:55
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


يبدو أن البعث الجديد جاء بانقلابه الأبيض عبر قانون الانتخابات الجديد لإرساء البدايات الأولى لدكتاتورية مخيفة تقف على رأسها القوى الإسلامية والكورد فقد اتفقت الأطراف المتناحرة على رأي سواء في سرقة الشعب العراقي ومصادرة حرياته والتلاعب بمقدراته من خلال قانون الانتخابات سيء الصيت الذي مهد لسيطرة الأحزاب الفاسدة على مقدرات العراق ،تلك الأحزاب التي مارست السلطة طيلة السنوات الماضية ولم يحصد منها العراقيون غير القتل والفساد،فقد صادر القانون الجديد حقوق ملايين العراقيين المهجرين والمعارضين للنظام السابق والتسلط الجديد عندما خصص لهم عددا ضئيلا من المقاعد لا يتناسب وحجمهم الأخذ بالتضخم يوما بعد يوم بسبب تسلط هذه الأحزاب ودمويتها ونهجها المغرق بالشمولية وحب الاستحواذ والتسلط والممارسات التي لا تنسجم والديمقراطية بأي شكل من الأشكال ومحاولاتهم لإنهاء القوى الوطنية من خلال تشريع القانون بما يخدم توجهاتهم في إنهاء الكيانات الوطنية الصغيرة والقوى العلمانية .
وقد كنا نتوقع من الجانب الكردي الذي يدعي العلمانية والديمقراطية أن يكون مصدا لطموحات الآخرين إلا أنه كشف للأسف الشديد عن حقيقته المصلحية وتناسى نضال القوى الوطنية لمساندته في نيل حقوق الشعب الكردي ،وساير القوى الأخرى على حساب المصلحة الوطنية وبمساومة رخيصة للتمدد على حساب الوطن العراقي تحت يافطة الحقوق القومية للكورد باتفاقه على الممارسة الخاطئة مع أطراف لا تؤمن بالكورد وقضيتهم القومية وربما تدفع أطراف متعاطفة مع الكورد لهجر هذا التعاطف لظهور القيادات الكردية بحقيقتها المصلحية التي لا تفكر إلا بمصالحها بعيدا عن هموم الشعبي الكردي ومصلحته في التعايش السلمي مع الآخرين.
أن التوقع في أن تكون هيئة الرئاسة طرفا حياديا في تطبيق الدستور وعدم التجاوز عليه في مادته الداعية الى المساواة بين العراقيين،بدأ يضيق بسبب الاتفاقات السرية التي جرت خلف الكواليس بين أطراف المحاصصة العراقية لتقاسم السلطة وإنهاء الأطراف الوطنية التي لا تمثل مكونا طائفيا أو قوميا ،والانفراد بإدارة البلاد على الأسس التي وضعها الحاكم الأمريكي في بناء دولة المحاصصات التي ستقود مستقبلا لتحقيق مخطط نائب الرئيس الأمريكي بايدن في تقسيم العراق الى كيانات متناحرة حتى لا يكون له دور في المستقبل في حسم قضايا المنطقة بتبعيته لهذه الجهة أو تلك وعدم صيانة الأستقرار فيه وجعله عرضة للمنازعات التي تخدم التوجهات الغربية في سرقة ثرواته بالمناصفة مع دول الجوار،وإماتة الروح الوطنية في التفكير الشعبي من خلال الهيمنة الطائفية المقيتة التي أرسى أسسها الاحتلال الأمريكي وشجعت عليها دول الجوار في جعل العراق نهبا مقسما لهذه الدولة أو تلك لما للعراق من دور تاريخي فاعل في أحداث المنطقة والعالم وتجزئته بتكوين دولة الطوائف التي لا تشكل خطرا على الوجود الغربي في المنطقة وصنائعه من حكام الاستبداد.
أن هذه المخططات المريبة تستدعي وقفة جادة لإعادة النظر في المواقف إزاء خيبة الأمل في بناء عراق ديمقراطي جديد ،وان تدفع القوى لإعادة رسم تحالفاتها على أسس جديدة تتجاوز العوائق المصطنعة وعقد تحالفها على أسس جديدة تعتمد الوقوف بوجه المحاصصة الطائفية والعرقية وبناء جبهة وطنية تضم الأطراف المعارضة للتمدد الطائفي والحوت النهم لابتلاع كل ما هو وطني شريف ،تضم هذه الجبهة القوى العلمانية والديمقراطية واليسارية الرافضة للمحاصصة قولا وعملا لمقاومة الطوفان المدعوم من أعداء العراق،آخذين بنظر الاعتبار الهدف الأسمى إنقاذ العراق من الانهيار والتفكك وتحويله الى أمارات متنازعة تتقاذفها الأهواء والمصالح الخارجية ،بعيدا عن الخلافات الجانبية والتجاذبات التي تضمحل أمام الهدف الأسمى لإنقاذ العراق.



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا الإنفراد بالصحفي وارد بدر السالم
- المجتمع وراء البغاء
- لا صايره ولا دايرة
- الشامية وأنفلونزا الخنازير
- عتوي السلطان
- بأسم الشعب..مجلس قيادة الثورة
- حرمة الستيان
- حاميها حراميها
- صور من المعركة
- العرف العشائري فوق القانون
- العراق الدامي
- طركاعة وطاحت بخلاطي
- فساد الاختيار وراء فساد مفوضية الانتخابات
- البعث كذبة كبرى
- فكوله الجنطة وهز ذيلة
- مكافحة الفساد بين الواقع والطموح
- حتى الفن تلبسوه عمامه
- تلك أذن قسمة ضيزى
- عوافي للشبع ماء صافي
- من يصدق جمع التبرعات


المزيد.....




- صدمة في الولايات المتحدة.. رجل يضرم النار في جسده أمام محكمة ...
- صلاح السعدني .. رحيل -عمدة الفن المصري-
- وفاة مراسل حربي في دونيتسك متعاون مع وكالة -سبوتنيك- الروسية ...
- -بلومبيرغ-: ألمانيا تعتزم شراء 4 منظومات باتريوت إضافية مقاب ...
- قناة ABC الأمريكية تتحدث عن استهداف إسرائيل منشأة نووية إيرا ...
- بالفيديو.. مدافع -د-30- الروسية تدمر منظومة حرب إلكترونية في ...
- وزير خارجية إيران: المسيرات الإسرائيلية لم تسبب خسائر مادية ...
- هيئة رقابة بريطانية: بوريس جونسون ينتهك قواعد الحكومة
- غزيون يصفون الهجمات الإسرائيلية الإيرانية المتبادلة بأنها ضر ...
- أسطول الحرية يستعد للإبحار من تركيا إلى غزة


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - محمد علي محيي الدين - قانون الانتخابات ..انقلاب على الدستور