أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الحسين شعبان - الانتخابات العراقية والحل السحري















المزيد.....

الانتخابات العراقية والحل السحري


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2826 - 2009 / 11 / 11 - 18:27
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


لا أظن أن احداً يجادل في أهمية إجراء انتخابات وتداولية سلمية للسلطة، وكونها حقاً من حقوق الإنسان في المشاركة وإدارة الشؤون العامة وركناً مهماً للديمقراطية، لكنها وحدها ومن دون توفير مستلزمات أخرى ضرورية مثل الأمن وسيادة القانون والمساواة والمواطنة واستقلال القضاء وغيرها، لا يمكن أن تفضي إلى نتائج سليمة وإيجابية.

المشاركون والمعارضون للعملية السياسية كلٌ يدعي أنه يمتلك الحل السحري للعراق. الفريق الأول، لاسيما القوى المتنفذة، يراهن على الانتخابات القادمة التي ستجري يوم 16 يناير/ كانون الثاني ،2010 وأن بمقدوره لو فاز التصدي للتحديات الكبرى التي تواجه البلاد، ويعتبر هذا الفريق خيار الانتخابات ضرورة، لاسيما بغياب أو تغييب إمكانية حلول أخرى.

أما الفريق الثاني المعارضون لخيار الانتخابات حالياً فهم يعتبرون ألا جدوى أو طائل من الانتخابات، لأنها ستكرس القوى الطائفية الاثنية وهي باطلة ولاغية وغير شرعية، لأنها تجري في ظل الاحتلال ودستوره وقوانينه، وبالتالي فإن رهانه الأساسي يرتكز على فشل العملية السياسية، سواء تشبث بالمقاومة أو لم يتشبث، وإن كانت هذه الأخيرة بحاجة إلى وقفة جدية لتقويم مسارها وبرامجها وتحالفاتها وقواها وأسباب تراجعها.

وأياً كانت نتائج الانتخابات وسواء قاطعها من يرغب أو شارك فيها من يريد، فإن المتوقع أن تدور في فلك استقطابات العام 2005 زيادة أو نقصاناً لهذا الفريق أو ذاك باستبدال وتغيير المواقع أو الإبقاء عليها رغم الديناميكية التي يمكن أن تخلقها الانتخابات. لكن المجتمع العراقي رغم حراكه وحيويته، إلا أنه لم ينتج حتى الآن قطبية مدنية جديدة قادرة على مواجهة التحدي الطائفي والإثني، فهل يستطيع الفائزون، الذين كان بيدهم القدح المعلا طيلة الأعوام الستة ونيف الماضية من انتشال العراق من الوضع المأساوي الذي يغرق فيه، بالانتخابات أو بغيرها؟ وهل بإمكان من سيقاطع الانتخابات إنقاذ البلاد من شرور الاحتلال والمحاصصة الطائفية الإثنية وحالة التشظي وهشاشة الأمن واستمرار ظاهرة الميليشيات وضعف هياكل الدولة وشحة الخدمات، لاسيما الماء الصافي والكهرباء واستشراء البطالة وتفشي الفساد الاداري والمالي والرشى؟ وبقدر بشاعة الاحتلال وسواد صورة الحاضر وضبابية المستقبل، فليس بمقدور أحد إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء مهما تغنى بالماضي.

لعل التحديات التي تواجه العراق كبيرة ومعقدة ومتداخلة، وفيها الدولي، المتمثل بالاحتلال، والإقليمي الذي لا يقل إيذاء للعراق وشعبه ووحدته ومستقبله، لاسيما دور إيران وفيها الداخلي الذي يزداد تشظياً وتفتتاً وانقساماً. فالانتخابات في ظل أوضاع غير اعتيادية، سواء، زورت أم لم تزور، فازت بها هذه الفئة أم تلك أو هذه الجماعة أو غيرها، لن تستطيع مواجهة التحديات الكبرى التي تعصف بالكيان العراقي بعد حل الدولة ومؤسساتها، لاسيما العسكرية والأمنية، العابرة للطوائف والإثنيات، والموحِدة، بغض النظر عن محاولات “أدلجة” قياداتها وتسييسها في ظل الحكم السابق.

وأهم هذه التحديات هي:

1 التحدي الأول يتمثل بالاحتلال، فمتى ستنسحب القوات الأمريكية المحتلة من العراق؟ هل طبقاً للاتفاقية العراقية الأمريكية غير المتكافئة؟ وهل سيتم تنفيذ وعود أوباما؟ وكيف سيتم ضبط الأمن، وهو لا يزال هشاً في ظل الاحتلال، فما بالك لو تقرر الانسحاب في نهاية العام 2011؟

2 التحدي الثاني: هو الطائفية، فالاحتلال صائر إلى زوال لا محال، لكن الطائفية لا تقل خطراً عنه لأنها تنخر في الجسم العراقي وستترك تأثيراتها العميقة لاحقاً، وهي مثل الدودة التي ستأكل الجميع ما لم تتم معالجة آثارها بالسرعة الممكنة والتوقيع على قانون يحرمها ويعزز المواطنة، خصوصاً أن الجميع غسل أيديه منها على ما يدعي، وحتى القوى المستفيدة اليوم من التقسيم الطائفي الإثني، لن تنجو من المرض الخطير الذي سيطالها إن آجلاً أم عاجلاً.

3 أما التحدي الثالث، فهو الأمن، فما زال هشاً وتفجيرات الأحد الدامي وقبله الأربعاء الأسود دليل على ذلك. والعمليات الإرهابية “التفجيرية” والسيارات المفخخة انتقلت إلى عمل نوعي ومنهجي في إطار حركة الإرهاب الدولي في العراق.

4 أما التحدي الرابع فهو استمرار ظاهرة الفساد الإداري والرشى والتزوير الذي أصبح حالة سائدة، ولعل هذا هو القسم المكشوف، فما بالك بالمستور؟

5 ويقع التحدي الخامس في استمرار ضعف الدولة وتفكك هياكلها وغياب المرجعية الموحدة، وصعود الهويات الفرعية على حساب الهوية المانعة الجامعة الوطنية، الأمر الذي يضعف من هيبتها ومن قدرتها في فرض سيادة القانون، لاسيما مبادئ المواطنة والمساواة والشفافية وحقوق الإنسان.

6 أما التحدي السادس فيتعلق بتردي الخدمات، ففي حين تُهدر الأموال ويكون المال العام سائباً، لم يلتفت أحد إلى شظف العيش وقلة الأجور لملايين العراقيين، ناهيكم عن البطالة، حيث بلغ عدد السكان عند حدود الفقر أو ما ينقص حسب احصاءات دولية معتمدة نحو 40%، لكننا لم نلحظ أية تظاهرة شعبية تطالب بتحسين الخدمات، ولم تسقط أية حكومة جراء اخفاقها، ولم ينحز الناس إلى المعارضة والمقاطعة، لأنها اختارت طريق الدفاع عن مصالحهم، في حين يتمترس البعض بالخنادق والتمايزات الضيقة والتقاطعات الفئوية، على حساب المشترك الاساسي الذي يشغل الناس جميعاً أو غالبيتهم الساحقة على الأقل.

وإذا كانت القضايا الكبرى مهمة مثل الاحتلال والطائفية والأمن والاختراق الإقليمي، فإن التفاصيل الخاصة بحياة الناس لا تقل أهمية، فالمواطن لكي يختار ويكون اختياره صحيحاً، لا بد من توفير بعض المستلزمات الأولية له، إذْ هو بحاجة إلى ماء وكهرباء وتعليم وصحة وعمل. وعلى من يتصدر المشهد السياسي أن يضع ذلك بنظر الاعتبار سواء شارك في الانتخابات أو قاطعها، الأمر الذي يحتاج إلى حوار شامل دون إقصاء أو إلغاء أو تهميش.

لقد شهد الحكم الملكي في العراق انتخابات دورية وإن كانت صورية أو شكلية يجري تزويرها وحسم نتائجها سلفاً في ظل معاهدات غير متكافئة ومذلة مع بريطانيا ولاحقاً مع الولايات المتحدة ووجود قواعد عسكرية ثابتة وامتيازات سياسية وأمنية واقتصادية، ولاحقاً في إطار حلف بغداد الاستعماري، وكانت المعارضة الوطنية مرة تشارك ومرة تحتجب وتقاطع، وحصل أن فازت ببعض المقاعد، مع أن نتائج الانتخابات تم إلغاؤها وحُل البرلمان، لكن المختلف في الأمر، هو وجود الدولة وهيبتها وأمنها ووحدة جيشها وأجهزتها الأمنية أولاً وقبل كل شيء، وهو لا يزال غائباً أو ضعيفاً حتى الآن، وهذا ما يقره المشاركون والمعارضون للعملية السياسية، لاسيما في ظل تقاطع أجهزة الدولة وهشاشة تكويناتها الأمنية والاتهامات بين أطرافها.

لاشك أن الانتخابات مظهر من مظاهر الدولة العصرية، لاسيما الديمقراطية، لكنها تحتاج إلى توفير فضاء من الأمن والحرية وسيادة القانون، بحيث تكون نتائجها أمانة بيد النائب ورقابة من الناخب، خصوصاً بخيار القائمة المفتوحة، الأمر الذي يحتاج إلى المزيد من الحوار، الذي لا يزال قاصراً حتى الآن في ظل عدم التوافق على قانون للانتخابات وبضمنها قنبلة كركوك الموقوتة، ناهيكم عن عدم إقرار قانون للترخيص للأحزاب لممارسة حقها في العمل الشرعي القانوني فهل ستأتي الانتخابات اليوم بالحل السحري؟



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (2)
- ستراتيجية أوباما: قراءة في الثابت والمتغيّر
- بغداد - واشنطن: الحوار حول المستقبل
- كوبا: رؤية ما بعد الخمسين (1)
- 5 اتجاهات إزاء الفيدرالية في العراق
- الفيدرالية في البرلمان الكندي
- 92 عاماً على وعد بلفور
- تراثنا والمشاحنة الفكرية للمجتمع المدني
- المجتمع المدني بين الفلسفة والقانون
- كيف نقرأ إستراتيجية أوباما عربيا?
- تقرير غولدستون وقلق -إسرائيل-
- تجارة الأعضاء البشرية: أين المسؤولية؟!
- السجون السرية وجدار الصمت
- استراتيجية أوباما والإرث الثقيل
- أول اختبار لأوباما في الأمم المتحدة
- صورة الأمم المتحدة
- - سعد صالح: الضوء والظل- في الوسطية والفرصة الضائعة-.
- كل عام وأنتم بخير
- العرب وثقافة ما قبل الدولة
- النفط وألغام الصراع في العراق


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - عبد الحسين شعبان - الانتخابات العراقية والحل السحري