أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - إدريس جنداري - تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية














المزيد.....

تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية


إدريس جنداري
كاتب و باحث أكاديمي

(Driss Jandari)


الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 22:56
المحور: ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق
    


أصبحت التفجيرات التي تهز العراق تقليدا مستمرا؛ الأمر الذي ينذر بمستقبل مهول للشعب العراقي؛ الذي أصبح مستهدفا؛ في كل وقت و حين. و لم يحقق التحالف العسكري الأمريكي-العراقي أية نتائج ملموسة على أرض الواقع؛ بل ازدادت الأمور تعقيدا مع مرور الوقت؛ و تضاعفت التفجيرات .
هذا الوضع يطرح الكثير من التحديات على الساسة العراقيين؛ الذين أصبحوا يهددون مستقبل العراق الأمني و السياسي؛ و بالتالي فهم يغامرون بتحويله إلى أفغانستان جديدة؛ تقاد المبادرة فيها من طرف القاعدة و حلفائها .
إن الحل الواقعي المطروح أمام العراق اليوم للتخفيف من حدة العنف الممارس ؛ هو أن يستبدل التحالف العسكري مع أمريكا ضد أطياف سياسية بعينها؛ بتحالف آخر يكون على المستوى الداخلي؛ من أجل التخفيف من حدة الصراع الداخلي؛ الذي يعد السبب الرئيسي في انعدام الأمن و توالي التفجيرات .
و هذا ما يدفعنا إلى الحديث عن وحدة وطنية ؛ ليس بالمعنى التقني للكلمة؛ من أجل تشكيل حكومة أو تحالف حزبي لخوض الانتخابات؛ إن الوحدة الوطنية المقصودة هنا؛ تعني التحالف بين جميع أطياف المجتمع العراقي؛ شيعة و سنة و أكرادا؛ و بعثيين كذلك؛ وهذا ما يفرض استبدال القاموس السياسي- و منه الوعي السياسي- السائد؛ بقاموس جديد؛ يدخل جميع العراقيين بجميع أطيافهم السياسية و المذهبية و العرقية؛ في لعبة سياسية واضحة؛ تقوم على التنافس الحزبي المؤطر ديمقراطيا؛ عبر صناديق الاقتراع؛ و المؤطر سياسيا عبر التنافس بين المشاريع السياسية الواضحة .
و ضمن هذا القاموس الجديد لا داعي للحديث عن الصداميين /البعثيين/الدكتاتوريين؛ كما لا داعي للحديث عن الإيرانيين؛ أو الانفصاليين؛ لأن مثل هذه الفرقعات السياسوية؛ هي التي تغذي الصراع أكثر؛ و تهدد وحدة الشعب العراقي بالتلاشي .
ليكن الساسة العراقيون شجعانا؛ و ليعلنوا على الملأ؛ أن الشعب العراقي شعب واحد بأكراده و شيعته و سنته و بعثييه؛ و الباب مفتتوح أمام الجميع للتباري السياسي الشريف؛ باعتماد مشاريع سياسية؛ يصوت عليها الشعب؛ و تخدم مصلحته أولا و أخيرا .
أما أن تستمر التصنيفات على أساس المذهب و العرق و الإيديولوجية؛ فإن الصراع سيستمر؛ وسيكون الخاسرالأكبرهو العراق؛ كوطن و شعب و تاريخ و حضارة ... و ستتوفر الأجواء المناسبة للطفيليات؛ كي تعيش و تنمو؛ و تهدد الجسم العراقي بالأمراض الفتاكة –و من بينها الإرهاب- حاضرا و مستقبلا.
إن الشعوب و الأمم المتقدمة؛ تسعى دائما إلى تجاوز مآسي الماضي؛ التي لا يخلو منها تاريخ أي شعب في العالم؛ و ذلك عبر لغة تفضل الحوار و التواصل الحضاري البناء ضد لغة التفجير والعنف؛ التي لا تخدم سوى مصالح فئوية في أي مجتمع؛ أما بقية الشعب فتكتوي بلهيب الصراع ؛ فيضيع حاضرها و مستقبلها.
و نحن لا نعدم في التاريخ العراقي هذه الروح الحضارية التواقة إلى تغليب لغة الحوار و التواصل على لغة العنف؛ بل إن كل شواهد الماضي تؤكد أن العراق مرعبرالقرون بنكسات قوية؛ واستطاع بروحه الحضارية المتفتحة تجاوزها جميعا؛ و الاستمرار في البناء الحضاري .
و هذا ما نرجو أن يتحقق للشعب العراقي الشقيق؛ الذي يهزنا في كياننا المشترك أي تفجير يهزه؛ و نعيش معه مرارة القتل و التدمير بأرواحنا؛ و تتألم في دواخلنا عروبتنا؛ و نحن نتابع حضارة تتلاشى أمام أعيننا؛ و نحن عاجزون على إيقاف التدمير المستمر .



#إدريس_جنداري (هاشتاغ)       Driss_Jandari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هي بداية انتصار الفياضية و الدحلانية !؟
- الموقف الأمريكي من الاستيطان ما بين الطاكتيك و الاستراتيجية
- ملتقى القدس- جميعا من أجل فضح الهمجية الصهيونية في المدينة ا ...
- المأزق الإسرائيلي : ماذا بعد المصادقة بالأغلبية على تقرير كو ...
- الحوار السوري السعودي.. أية دلالات ؟ أية آفاق ?
- تقرير كولدستون : المخاض العسير
- في مساءلة دعوى شرق أوسط من دون سلاح نووي
- إيران و إسرائيل- الخليج : التحديات الاستراتيجية القادمة
- في الحاجة إلى حوار حضاري متعدد الأقطاب
- في الحاجة إلى تعريب التشيع
- الخصوصية الروحية المغربية : ما بين السنة و الشيعة
- الوهابية و الخومينية صراع استراتيجي بطعم مذهبي
- خطر التشيع و التحدي الاستراتيجي الإيراني
- الشيعة و السنة : المذهبية الدينية في خدمة الإيديولوجيا السيا ...
- مفهوم الأمن الأخلاقي : دفاعا عن القيم المغربية المشتركة
- مفهوم الأمن الروحي و ترسيخ الخصوصية الروحية المغربية
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية : حول المقاربة ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية الإسلامية : ال ...
- في الحاجة إلى القراءة العلمية للظاهرة الدينية - نقد مسلمة ال ...
- القراءة العلمية للظاهرة الدينية مدخل نحو التأسيس للعلمانية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق - إدريس جنداري - تفجيرات العراق الدامية في الحاجة إلى وحدة وطنية