أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاخرس - نفسي أحمل صورة ياسر عرفات














المزيد.....

نفسي أحمل صورة ياسر عرفات


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 18:48
المحور: حقوق الانسان
    


منذ أسبوع وأنا أفكر بكتابة شئ عن ذكرى ياسر عرفات القائد الفلسطيني التاريخي الذي مثل صوت فسطين.الذي أُتفق معه وأختلف معه أيضاً، حيث كان يمتلك كريزما خاصة فرضت نفسها على الثورة الفلسطينية وإرتبطت شرطياً بالكوفية التي إرتداها عبر مسيرة النضال الفلسطيني الحبلى بالإنجازات والإخفاقات، والحبلى بكل التناقضات في معترك السياسة الفلسطينية، التي إحتكمت للحوار في بعض مفاصلها السياسية، وللصدام في مراحل آخرى، إنتهت الى غياب كل رموز الفعل الوطني عن الساحة، لتغيب معها معاني ومسميات الوحدة الوطنية، ويفرض علينا خطاب الإنقسام الذي نعيشه، ونعيش فصوله، وهو بوجهة نظري حالة طبيعية لنوعية الخامة القيادية التي تهيمن على القرار الحزبي – الفصائلي المشكل للنظام السياسي الفلسطيني بكل أنواعه وأطيافه.
إنتابتني الحيرة وانا أفكر ماذا أكتب عن هذه المناسبة الخامسة لإستشهاد زعيم بحجم ياسر عرفات، وعن أي إتجاه أكتب، هل أعتمد الروتينية في الكتابة، ونأبن مناقب ومآثر الشهيد، أم ننبش قبره- رحمه الله- ونمزق صورة التي حملتها فرنسا والقاهرة لتصل بها الى رام الله، وتوارى الثرى هناك بمشهد حزين، ومؤلم، أم نكتب عن غيابه وأثره على واقعيتنا السياسية، ووسط هذا الإرباك والحيرة، كانت تجمعني جلسة شخصية في قسم دراسات الشرق الأوسط: الدراسات العليا مع بعض الأساتذة والطلبة متعددي الأطياف والألوان السياسية، ولم نتطرق للحديث حول هذا الأمر، وما أن هممت بالإستئذان حتى اصطحبني صديق يدرس ماجستير في نفس القسم الى كافيتريا الجامعة، ونحن نجلس ونتداول الحديث وهو شاب صغير في مقتبل العمر يمسك بفنجان قهوته، ويتحدث عن أحوال مخيمات لبنان، وفجأة وبشئ من الحزن يقول لي:" نتحدث عن مأساة لبنان، وننسى مأساتنا، فأنا نفسي أحمل صورة ياسر عرفات، وأحتفل بذكراه في غزة، ولكنني أخشى الإعتقال والتعذيب"، هالتني تلك الكلمة، وعجزت عن الرد عليه، وعلى تساؤلاته. فنظرت من حولي، فنحن نجلس بإحدى المؤسسات التعليمية المحسوبة على حركة فتح، وذكرى إستشهاد ياسر عرفات قد شارفت لا يفصلنا عنها يوم أو يومين، ولم ألاحظ أي مظاهر لإحياء هذه الذكرى، أو ما يبعث على أن هناك شئ سيحدث، وإنما حركة طلابية عادية.
ليس هنا بيت القصيد، الأهم الصورة التعبيرية التي نقلها زميلي الشاب الصغير، عما في داخله من أمنية مشوبه بالخوف والرعب، رغم أن من يحكم غزة هم من أبناء جلدتنا، وأهلنا وشركائنا في النضال والمصير.فهل وصل الرعب لهذه الدرجة؟! وماهذا الذي يحدث في غزة وفي رام الله؟ فهنا أبناء فتح يمنون النفس بحمل صورة ياسر عرفات في ذكرى إستشهاده، وبكل تأكيد فهناك أبناء حماس يمنون النفس بحمل صور أحمد ياسين بذكرى إستشهاده أيضاً في رام الله، فلماذا هذا الجور والظلم على حقوق أبناء الشعب الواحد؟
بالأمس القريب إحتفل الجهاد الإسلامي بذكرى إستشهاد فتحي الشقاقي، ومن قبله إحتفلت الجبهة الشعبية بوفاة جورج حبش، وكان المشهد الفلسطيني مؤثراً وهذه القوى الفلسطينية توصل الليل بالنهار لحشد الحشودات في ساحة الكتيبة، لتقول للعالم الخارجي أنا موجود على الأرض، وتبرهن لإخوان الداخل إنها موجودة على الأرض، وهو ما يؤكد على أن المعركة أصبحت داخلية بعيدة عن المرامي الوطنية الهادفة لتحقيق المطالب الوطنية، أمام عنجهية المحتل وتصلفه، فهل أصبحتم بما أنتم فيه فرحون؟!
هذا هو المشهد الحقيقي بعد غياب "يسر عرفات" وغياب قادة الفعل الوطني"أحمد ياسين"،"جورج حبش"،" فتحي الشقاقي"، وقافلة من القادة والشهداء، ممن حملوا الوطن هماً وحباً، لم تأسرهم أمريكا وإسرائيل ولم تملي عليهم القوى الإقليمية العربية سياساتها في خضم معاركها السياسية. ولم نسمع في عهدهم شاباً فلسطينياً يتمنى حمل صورة زعيم وطني، ويرتعد خوفاً من أبناء جلدته. فلا زلت أذكر إننا كنا نحتفل ونحتفي بمناسباتنا الوطنية رغم كل ماتفعله قوات الإحتلال، ورغم كل ممارساتها، لم نرتعد خوفاً منها، ولم نخش تعذيبها وجرائمها، فما الذي تغير لنرتعد خوفاً من إخواننا؟!
اليوم هي الذكرى الخامسة لإستشهاد ياسر عرفات ولن تستطيع غزة الإحتفال بها، ولن تقوى على فعل ذلك، لأن هذه المناسبة محظورة حسب الشكل الظاهري، كما تم حظر العديد من المظاهر وهذا هو نتاج ردات الفعل الممارسة من قبل الطرفين، ولكن هل يستحق هذا الشعب حكم من هذا النوع؟ وهل فعلاً ندفع ثمن خياراتنا الديمقراطية؟
تأتي ذكرى إستشهاد ياسر عرفات الخامسة والإنقسام مستمر، والمصالحة مرفوضة، والرئيس محمود عباس يفكر بترك ساحة الفعل السياسية، والمشهد سيريالي غير واضح المعالم، والقضية تخرج من نفق مظلم لتدخل آخر أكثر ظلمة، والقبضة الحديدية، تشكم الإرادات وتقهر الحريات، وطرفي الوطن ينتظران ماذا ستأتي به الأيام.
ذهب الصيف الحار، وأتى خريف عاصف، وها نحن ننتظر الشتاء عسى أن تسقط حبات المطر حاملة لنا بشائر الخير في الإنتصار على عنجهية الإنقسام، ويرفع هذا الفتحاوي صورة ياسر عرفات، ويعانق الحمساوي صورة الياسين، ونكتب نحن عن وطن يجمعنا لخوض مسيرة الانتصار... ولكن هل سيوافق عرابو المصالح الإقليمية والدولية في الساحة الفلسطينية على ذلك؟!!!
رحم الله ياسر عرفات..
سامي الأخرس
10-11-2009





#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه(الجزء ال ...
- عندما ينحرف الكاتب لأجل العشائرية يا صائب يخسر ضميره
- استاذ بجامعة القدس المفتوحة - منطقة رفح- يبتز طلابه
- العراق من الاحتلال إلى التصحر
- منظمة التحرير الفلسطينية وقائمة الانتخابات الموحدة
- من غزة لرام الله مشهد فلسطيني حي
- استنساخ الفساد واستحلاب ثور الطهارة
- شركة الطاقة الفلسطينية تحتاج وسام لكن مصنو من جلد الأحذية ال ...
- القدومي إفراز للسباحة في السياسية الفلسطينية الآنية
- رفيقي سعدات لأنك صامت لا يريدوك
- انفلونزا الخنازير لا تعدي العرب
- فلسطين بين فتح وحماس
- الوحدة أم الهدنة أيهما أهم؟
- لا تهدموا آخرقلاع الكيانية الفلسطينية منظمة التحرير الفلسطين ...
- ما بعد غزة : خطابات النصر وخطابات الهزيمة ثقافة أم معركة ؟
- اياكم وجيل الغضب القادم
- السياسة تياسة شعار العرب
- رانية مرجية اليد على الجرح
- أعناقنا وذهب بكين
- وجع الموت لأهلنا في العراق من يشعر به؟


المزيد.....




- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- -الرئاسة الفلسطينية- تدين استخدام واشنطن -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- فيتو أمريكي بمجلس الأمن ضد العضوية الكاملة لفلسطين في الأمم ...
- مؤسسات الأسرى: إسرائيل تواصل التصعيد من عمليات الاعتقال وملا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الاخرس - نفسي أحمل صورة ياسر عرفات