أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!














المزيد.....

يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!


شمدين شمدين

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 14:07
المحور: حقوق الانسان
    


حين كنت في السنة الأولى في الجامعة،وحين كان النشاط والعنفوان يدب في كل جارحة من جوارح جسدي ، مثلما تدب الحياة في غصن شجرة بعد ليلة ماطرة خيرة، كان هناك سؤال يخطر في بالي دوما عندما كنت ألاحظ الناس البسطاء ، المرضى منهم خصوصا الذين كانوا يتبركون بتراب إحدى المزارات حسب قولهم ، وحسب قولهم كانوا يشفون من حالاتهم المرضية ، وسواء كانوا سذجا يتوهمون الشفاء أم إن حالتهم النفسية كانت تتحسن فتتكفل بشفائهم أو ربما كان في ذلك التراب بعض المواد والبكتيريا التي تفيد الأجساد المريضة مثلما هو رمال الشطآن وطين البحار، وهذا هو بالضبط السؤال الذي قمت بطرحه على أستاذ مادة الكيمياء حين كان يشرح لنا آلية تأثير المواد العضوية والكيميائية في جسد الإنسان ، وكشاب بريء يتهيأ ليدخل عالم العلم والمعرفة طرحت عليه السؤال وأنا مقتنع انه ربما يدلني على الإجابة الصحيحة ، لكن ضحكته العالية وسخريته ، جعلتني أتراجع بضع خطوات وأنا نادم أشد الندم على سؤالي الساذج، ومنذ ذلك اليوم فقدت الطموح في داخلي والتوق إلى المعرفة والاستكشاف واكتفيت بالقراءة الصم وإنهاء المقررات حسب ما يمليه الأستاذ الفذ على طلبته السذج !
إن هذه الحادثة تنبهنا إلى مدى التخلف الذي ترزح تحته جامعاتنا ،والتي ما تزال تعتمد على إدخال المعلومة المستوردة غصبا في ذهن الطالب دون أن تدله على ماهية هذه المعلومة وطريقة اكتشافها وإمكانية تطويرها ، لقد ورثنا جامعات تعود إلى حقبة الستينات دون تطوير في المناهج والعقليات ، فما زال الأستاذ الجامعي ينظر إلى طلبته وكأنهم تلاميذ في المرحلة الابتدائية ، رغم أن تلاميذ المرحلة الابتدائية في دول متقدمة كاليابان وماليزيا واوربا يصنعون ويبتكرون الاجهزةالالكترونية الصغيرة التي يعجز عن صنعها خريجو أفضل جامعاتنا ، هذه الجامعات التي لم تسجل أي منها اسمها في سجل الجامعات ال500 الأفضل في العالم ،ولم تستطع أي منها أن تقدم ولو بحثا بسيطا أو إنجازا علميا في علم من العلوم المختلفة، كما لم تخرج أي منها عالما أو مخترعا ساهم في تقدم الإنسانية ورقيها ، إلا فئة قليلة منهم هاجروا إلى دول متطورة ، ووجدوا هناك الحرية الفكرية والمعلومة العلمية الصحيحة، فقدموا في أوطانهم الجديدة خلاصة تعبهم وجهدهم الفردي ،واهدوا البشرية إنجازات ما كان بإمكانهم تحقيقها لو بقوا في بلدان يعاني 40% من مواطنيها من الأمية ،ويتفشى الجهل والتخلف في أوساط الطبقة الشابة المنتجة من الشعب وذلك حسب تقارير اليونسكو حول التنمية البشرية العربية ، هذه التقارير التي تبين أيضا إن القراءة نادرة في العالم العربي ، حيث إن كل ثمانون عربيا يقرؤون كتابا واحدا في السنة بينما يقرأ الأوربي 35 كتابا سنويا والإسرائيلي 40كتابا سنويا ، أي إن المواطن في منطقتنا يقرا وسطيا 6 دقائق سنويا أو لا يقرا أبدا ، كذلك تبين التقارير والدراسات والإحصاءات المختلفة إن مجمل ما ينتج في العالم العربي كاملا من الكتب المطبوعة والمترجمة لا يتجاوز 1650 كتابا بينما يطبع في الدول الأوربية 85 الف كتاب سنويا ، فضلا عن عدد النسخ من أي كتاب مطبوع لا يتجاوز بضع آلاف في احسن الظروف ، ربما يكون السبب في قلة الإقبال على القراءة هو في انشغال الناس بتامين لقمة عيشهم ،وربما يعود أيضا إلى غلاء ثمن الكتب وضعف الإمكانات الشرائية ، علاوة عن الإهمال الحكومي لهذا المجال المهم في مسيرة الشعوب نحو الرقي والتحضر .
إن أمة ابتدأ تاريخها المشرق مع ظهور الإسلام وحضه المسلمين على العلم والقراءة ، حيث كانت أول كلمة من القرآن الكريم هي اقرا ،هذه الأمة ابتعدت كثيرا عن ماضيها وعن تاريخها وعن خصوصيتها الثقافية فغرقت في الشعارات ونسيت العمل الذي به تتطور هذه الشعارات وتتحول إلى نتاج مثمر بناء ، إن هذه الشعارات لم تعد تقنع حتى القبائل المتخلفة في مجاهيل أفريقيا فكيف بشعوب تتطلع إلى العلياء والى مستقبل افضل لأبنائها معتمدين في ذلك على تاريخ حضاري مشرق وثروات طبيعية تستطيع أن تعمر عشرات الآلاف من دور العلم والمعرفة ، وان تمول المئات من الأبحاث والدراسات ، وسابقا قال الشاعر :
ابنوا المدارس واستقصوا بها الأملا
حتى نطاول في بنيانه زحلا
جودوا عليها بما دَرَّت مكاسِبُكم
وقابلوا باحتقار كل من بَخِلا
لكن العلم ليس بناء وقاعات وكتب مرصوفة على الجدران، إن العلم هو عقلية وفكر وعمل ، فالعلم الذي لا يستفاد منه عمليا وعلى المستوى الإنساني لا يعدو كونه ثرثرة فارغة وتنظيرا لا خير فيه ، وكم هم كثر هؤلاء الثرثارون والمنظرون الذين يبيعون الكلام في شوارع أوطان لا يفهم الكثيرون من أبنائها سوى لغة الجوع الهم والأسى.



#شمدين_شمدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مكان للشرفاء هنا!
- اسامينا!
- شمعدان الاحزان
- الهروب الى الوطن!
- ارادة الحياة !
- قامشلو
- الى أزاد (لذكرىانتفاضة قامشلو)
- لوك جديد!
- المنقذ الأمريكي!
- حين يصبح الطلاق حلاً!
- الفقر والفساد وأشياء أخرى
- الدراما السورية بين محظورٍ ومنظور!
- تركية والفرص الضائعة
- في رمضان..هل يصوم المتشددون عن العنف
- عراق جديد ....راية جديدة
- وين الملايين
- برسم نائبة الرئيس
- يومَ تتآلف القلوب
- كل يغني على ليلاه
- عهد الرفاق


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شمدين شمدين - يا أبناء أمة اقرأ : اقرؤوا قليلاً!