خدر خلات بحزاني
الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 22:30
المحور:
حقوق الانسان
كالعادة، ومثل كل مرة، وكشيء متوقع، وكحدث ليس بالجديد، وكأمر ليس بالمفاجئ، وكسياق طبيعي، تم اختزال الإيزيدية الذين يزيد عددهم عن 600 ألف إنسان إيزيدي عراقي (أؤكد على كلمة إنسان) تم اختزالهم بمقعد يتيم واحد، ضمن (صفقة) الاتفاق على إصدار قانون الانتخابات البرلمانية العراقية بطبعته الأخيرة المنقحة لعشرات المرات..
التهميش للإيزيدية ليس بالغريب، بل إن الغريب هو أن لا يتم تهميشنا.. والغريب هو أن يتم التعامل معنا كمواطنين من الدرجة العادية، والغريب أن يتم منحنا حقوقنا وفق الدستور، والغرابة كل الغرابة هي أن يتم إنصافنا..
وبصراحة نحن كايزيديون نستحق كل ما يجري ما لنا، بل نستحق أكثر، لأننا أول الراقصين في الأعراس، وارخص من يبيع بضاعته..
قبل أربع أعوام كتبتُ مقال كان عنوانه (من ينقذ الإيزيدية من الإيزيدية؟) وأكدتُ فيه إن مشاكلنا ومعاناتنا هي بسبب تصرفاتنا غير المدروسة، وهذا ما تجسّد يوم أمس بأبهى صورة، لأنني اعتقد إن أصابع إيزيدية (أو محسوبة على الإيزيدية) كان لها الدور البطولي في الإبقاء على حصتنا بحمصة واحدة من المولد، لا تغني ولا ترقص..
ونحن يتامى العراق، لأنه لا فاتيكان لنا، ولا مكة لنا، ولا نجف لنا، وليس لنا مرجعية دينية، ولا مرجعية سياسية، وليس لنا أي شيء، وليس لنا أدنى فكرة عن الاتجاه الذي نمشي إليه، بل إننا بعنا (بوصلتنا) كي نصوّت للدستور العراقي الفيدرالي..
كل ما لدينا هو جذور تمتد في ارض بلاد النهرين لآلاف الأعوام، بينما جذور (نصف) نواب البرلمان العراقي الحالي تنكشف مع ابسط هبّة رياح..!!
نحن عراقيون، نحن كورد، نحن بشر.. ولكن هذه الصفات الثلاثة لم تشفع لنا، ولن تشفع لنا، وقمة البؤس أن نتصور انه سيتم إنصافنا ذات يوم..
ونحن يتامى العراق، لان عددنا يوازي 3% من سكان العراق، و 12% من سكان كوردستان العراق، ويمنحوننا مقعدا يتيما في برلمان الإقليم، ومثله في برلمان العراق الفيدرالي..
ونحن يتامى العراق، يتجاوز عددنا عشرون مرة ضعف الإخوة الصابئة المندائيين، ويمنحوننا مقعدا يتيما مثلهم، وعددنا يتجاوز عدد الإخوة الشبك بأضعاف عديدة ويمنحونا مقعدا يتيما مثلهم، وعددنا يوازي ـ إن لم يكن أكثر ـ من عدد الإخوة المسيحيون، ويمنحوهم خمس مقاعد ولنا مقعدنا اليتيم..
نحن يتامى العراق.. نقتات على بقايا الطعام من موائد (الكرام!!)..
نحن يتامى العراق منذ سبعون عام، لأنه كان للإيزيدية نائب واحد في مجلس النواب الملكي عام 1939 وكان اسمه (خدر خديدا شرو)..
واليتيم يبقى يتيماً، حتى لو تزوجت أمه..!!
#خدر_خلات_بحزاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟