أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء















المزيد.....

سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء


بكر أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2824 - 2009 / 11 / 9 - 13:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    


أتابع بشغف في هذه الأيام ما تكتبه الصحافة السعودية عن الأحداث الجارية وحربها ضد الحوثيين في مناطقها الجنوبية ، وأهتم كثيرا بكتاب الرأي وأحاول أن أفهم تلك الرسائل التي تأتي تارة مبطنة وتارة أخرى مكشوفة .
ولأن الإعلام في السعودية هو إعلام موجه يتحرك حسب المزاج السياسي ولا يستطيع أحد أن يخالفه لأنه سيكون حينها عرضة للمحاسبة والإيقاف ، فهذا يعني أن ما تكتبه الصحافة وتنشره وما يتحدث عنه كتاب الرأي يجب أن يوضع في عين الاعتبار وأن ينظر له من زاوية شبه البيان السياسي الذي قد تلحقه إجراءات فعلية على أرض الواقع .

بداء هذا الإعلام عند تسلل الحوثيين إلى الأراضي السعودية بشحذ الهمة الوطنية بصورة عالية جدا مما يعطي انطباع بتقدير حجم هذه الحرب الجديدة المفروضة عليهم وبأن الأمر لا يجب التهاون فيه أو الاستخفاف به حيث استخدمت كافة الأسلحة الممكنة من طيران وصواريخ وقوات مشاة ومدفعية كما بدا هذا الإعلام واقعيا في التعامل مع هذه الأزمة في بدايتها إذ كان يصر ويؤكد بأن هذه الحرب ضد الحوثيين و ليست موجهة ضد الشعب اليمني أو الحكومة اليمنية بل هي ضد فئة ترى أنها تعمل ضمن أجندة خارجية تمردت على نظام دولتها ودخلت حدود دولة مجاورة .
وإن كان الإعلام السعودية في بداية الأزمة بدا لنا متوازنا وأكثر اعتدالا ، إلا أنه وبطريقة مفاجئة تحول هذا المسار إلى اتجاه آخر لم يسلكه من قبل خاصة تجاه اليمن وتجاه نظامه السياسي بهذا الشكل ، فقد أظهر الكثير من الكتاب السعوديين قلقهم الكبير تجاه قوة وفاعلية النظام في صنعاء ، وأن إستمراريته بهذا الشكل لم يعد ضارا بشعبه وبدولته وحسب بل تعدى الأمر إلى دول الجوار وبلغت حدة الانتقادات إلى درجة ظهور مقالة تتساءل عن هل توجد هنالك أطراف في الحكومة اليمنية تعمل ضد المملكة العربية السعودية وتدعم الحوثيين بالسلاح وتتهاون في القضاء عليها حتى بلغت من القوة تجرؤها دخول دولة أخرى بقوة السلاح كما أُضيف كنوع آخر من الانتقاد تكاسل النظام في صنعاء عمل أي شيء حقيقي وفعلي تجاه القاعدة والتي من المعروف عنها أنها تعمل في اليمن لضرب أهداف في السعودية ، وحين يطرح الإعلام السعودي مثل هذه القضايا وبمثل تلك الطريقة الفجة فهنالك حتما رسائل لا تحتاج إلى أية عمل دبلوماسي حتى يفهمها الرئيس ومن حوله ، فطالما كان النظام في صنعاء يجعل من أمن واستقرار اليمن ورقة يبتز بها الآخرين ويساوم بها لأجل مصالح فردية ضيقة ، فتم إهمال الأمن وتدعيم الفساد وعدم محاربة انتشار الأسلحة والرفع من الانتماء القبلي على الوطني حتى باتت الدولة اليمنية مهددة فعلا وعلى وشك الانهيار وحتى يثبت للجميع بأنه هو صمام الأمان و أن ترك الكرسي فخطر هذا التمزق والتشطير سيتضرر منه الجميع وخاصة دول الجوار ، وحتى يتفادوا هذا الشيء عليهم أن يدعموه بالمطلق كنظام سياسي منفصل عن إرادة وتطلعات الشعب اليمني .

هذا الأسلوب ومع ظهور الموجه الإعلامية الجديدة في السعودية لم يعد ينفع لأنه بدا واضحا بأنه هنالك غيوم آتية ولديها الكثير لتسكبه على المنطقة وربما إحداها إعادة النظر في نظام فشل في تثبيت أركان دولة آمنة و لا تشكل خطرا على جيرانها ، وهذا الخطر طبعا لا يقصد به القوة العسكرية القوية أو النمو الاقتصادي المتسارع بل يكمن هذا الخطر في التخلف والفقر الذي ينتج عنه التطرف وظهور عصابات تهريب بما فيها تهريب البشر ، وأنه هنالك نتيجة تقول أنه و رغم بقاء النظام في صنعاء تسربت المشاكل اليمنية نحو الجوار بشكل مخيف وبالتالي فأن هذا يعني أن بقاء الرئيس من عدمه سيان وأنه ربما هنالك من هو قادر أكثر منه على ضبط الأمور .
هل فعلا ممكن أن تتخلى السعودية عن النظام اليمني الذي طالما دعمته ووقفت معه في أشد الأزمات رغم تذمر قوى فكرية وسياسية يمنية كثيرة من هذا الدعم الذي أضر كثيرا باليمن كدولة يجب أن تتخلى عن النمط القبلي والبدائي الذي تُحكم به وأن تنتقل إلى النظام المدني المؤسساتي أم أن التلويح السعودي لا يعدوا كونه قرصة أذن لا أقل ولا أكثر ؟
في نظري أن الأمر بالنسبة للسعودية تجاوز مجرد التلميح أو التوبيخ لأنه هذا الأمر تعلق بأمنها مباشرو وبحدود دولتها ، وهذا ناقوس خطر كبير خاصة وأن هذا التمرد الحوثي مرتبط عقائديا وعسكريا بإيران العدو اللدود الحالي للسعودية وأن السعوديين قد يطرحوا على طاولتهم أكثر الخطوات صرامة في سبيل المحافظة على حدودهم الوطنية .

لكن ومن جهة أخرى ما هو موقف النظام اليمني من بوادر هذا التحول السعودي وهل لديه القوة ذاتها التي جعلته يتمرد مثلما فعل في تسعينات القرن الماضي وخروجه عن الإرادة السعودية في موقفها من حرب الكويت ، أحسب أن الوضع الآن مختلف وأن الظروف في اليمن تغيرت ، فالنظام أو الرئيس صالح يعيش حاليا أكثر لياليه سوادا ،وكل الأطياف اليمنية لم تعد ترى من بقائه في سدة الحكم أية جدوى على الوطن والمواطن ، كما أن مشاكل اليمن فوق ما يمكن تحمله أو حتى تصوره ، والوضع مقلق جدا مهما كانت خطابات الرئيس تحاول أن توحي بالقوة والتماسك وأن تخلي السعودية عنه سيعتبر كسحب ورقة التوت الأخيرة وتهاويه سريعا وهذا يعني مزيد من المشاكل أن حدث فراغ دستوري ، لذا الأمر يحتاج إلى روية ودراسة ومزيد من التنسيق ، كما أنه على السعودية أن تنفتح على كل التيارات اليمنية وترفع يدها عن اليمن وعن التدخل في شئونه الداخلية وأن توقف الدعم عن أطياف قبلية بعينها على حساب أخرى وأن تعترف بها كدولة عربية مجاورة لها سيادتها وحقوقها ، كما على القيادة السعودية أن تفهم أن التنمية في اليمن والرفاهية هي العضد الحقيقي لاستقرار وأمن المنطقة وليس دعم نظام أستنزف الملايين من المساعدات دون إحداث أي تغيرات يمكن مشاهدتها .

ضرب آسفين بين اليمن والسعودية قد يكون هو الهدف الحقيقي الذي سعى إليه الحوثيين في مغامرتهم الأخيرة في دخول الأراضي السعودية وهذا خلاف كافة التحاليل الذي تصف هذا التصرف بأنه نوع من الانتحار أو الهوس والشعور بالقوة ، وان كانوا الحوثيين يفكروا بهذه الطريقة ، فربما اليمن والمنطقة أمام فصيل مختلف كليا عن كافة التوقعات وأنه فعلا مؤهل بأن يلعب الأدوار الموكلة إليه التي ستكون ذات بعد إستراتيجي وخطير جدا قد يقلب المنطقة رأسا على عقب .











#بكر_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليمن : إذ لا شيء بعد خط النهاية
- اليد الفارسية في اليمن ...أقطعوها .
- خيانة الرئيس اليمني من منظور بيت الأحمر
- سياد بري وسوهارتو ...والرئيس اليمني .
- يمن ما بعد الرئيس
- متى يفهم الرئيس اليمني انه هو سبب هذه المشاكل ؟
- هل ستنزع ايران القناع عن وجهها
- اين العدالة الدولية عن مجازر الجنوب في اليمن
- لا أعبث ...ولكني أعشق الحياة
- بين تقديم الروح فداءً للوحدة اليمنية وعدمية المعارضة .
- في اليمن اما الكي او بتر العضو الفاسد
- كيف تكون إنفصاليا حتى النخاع ووحدويا جدا في آن معا ؟
- ترانيم ليست في محلها
- نجل الرئيس ...مرتشي
- نعم لمفاخذة الرضيعة
- رغم المصالحة إلا أنها اسوء قمة عربية
- عزل دول الأعتدال العربي أمر في غاية الأهمية .
- كم تبلغ قيمة حذاء الصحفي منتظر الزيدي
- شكرا مصر
- مواقيت مشبوهة


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - بكر أحمد - سحب ورقة التوت السعودية عن نظام صنعاء